بات واضحاً وجلياً للجميع الهوة التي يسقط فيها تشيلسي مؤخراً بسبب تردي نتائجه و مستواه، فالفريق يقدم أسوأ مستوى لحامل لقب للبريميرليغ منذ عقود، فـ شتان الفارق ما بين تشيلسي مرعب فرق البريميرليغ الموسم الفائت و تشيلسي صاحب المرمى المفتوح على مصراعيه هذا الموسم.
فالفريق يقدم هذا الموسم نتائج مروعة وصادمة لجماهيره ولكل متابعي الكرة الإنجليزية، خسارة مباراة الدرع .. أول مرة يخسر من ارسنال-فينغر.. خسارة ثلاث مرات ..لم يفز على ملعبه.. حصد4 نقاط فقط من 15 نقطة..تلقى مرماه 12 هدف في 5 مباريات..
وبجانب كل هذا كان الأمر المثير للحنق بالفعل من البرتغالي مورينيو هو استمرار عدم اعترافه بأن الفريق يحيد عن طريق اللقب، بل ويتيه وربما ينزلق الى حافة الهاوية، حجج لا نهائية مثل.. الطبيبة .. الحكام.. اللاعبون.. وأخيراً الحظ !
فعندما يخرج المو بعد مباراة فريقه أمام ايفرتون ويهذي بكلمات مثل أنا المناسب للفريق.. انا فعلت الكثير للفريق.. نتائج المباريات تعاكس فريقنا، فسيكون من البديهي أن تعرف أن الرجل يمر بحالة من عدم الإستقرار النفسي ويتعرض لضغوط، كان للغرابة يتفنن من قبل في تصديرها للآخرين سواء منافسين أو حكام ..
فالإستثنائي بدلا من أن يستغل فترة التوقف السابقة للبريميرليغ للعودة بفريقه،وجدناه يقدم مردود بلا ملامح، لا دفاع كما اعتدنا دوماً أن نقرن تشيلسي-المو بـ "الباص" ولا هجوم جيد، إذن فما نفع مدرب قدير مع فريق كبير ولا يعرف أن يدافع أو يهاجم جيداً؟
وبالطبع الجميع يتسائل.. وما سبب هذه النتائج المخيبة والغريبة للبلوز؟ هناك بعض الأجوبة ربما تكون شافية لحل أحجية المردود الكارثي لحامل لقب البريميرليغ هذا الموسم..
- عدم الاستعداد للميركاتو برؤية جيدة : لأول مرة أشاهد مورينيو يدخل الميركاتو وهو متخبط وهوعلى العكس تماماً من ميركاتو الموسم السابق حيث كان يعلم ماذا يحتاج ومن يحتاج تحديداً قبل بداية الميركاتو، فلم نجده الموسم الماضي يقوم بأية انتدابات فجائية أو متسرعة كما حدث في هذا الميركاتو وحتى لحظاته الأخيرة.. فعلى سبيل المثال استغنى عن فيلبيي لويس الظهير الأيسروخلق أزمة، حيث أصبح لديه فقط ايفانوفيتش كظهير ايمن و ازيبيليكوتا كظهير أيسر، مع عدم وجود بدلاء لهما، كما أن ازيبيليكوتا نفسه ليس بالدرجة العالية فنياً و بدنياً ليستطيع لعب دور الجوكر في ظل زخم المباريات والبطولات وحدة المنافسة..
وكانت الطامة الكبرى هي عدم جلبه للاعب قلب دفاع قوي وسريع يعوض بطء وتقدم عمر تيري و كاهيل وايفانوفيتش، وفوت فرص للتعاقد مع لاعبين من أمثال ..اوتاميندي.. عبدالنور و ايزيكيل غاراي.
- الجمود الخططي للفريق : المو يدير الفريق تقنيا بشكل واحد ثابت وجامد بلا أي تغيير، بدون وجود لما يسمى بـ "الخطة ب" ، وهو ما تسبب في قراءة بل لحفظ مدربي الفرق المنافسة لأسلوب لعب البلوز وكيفية مواجهته، فكان من الطبيعي أن تكون معظم الأهداف والخطورة عن طريق استغلال الهجمات المرتدة السريعة وتبادل الكرات سواء بينية أو عرضية لإستغلال بطء الدفاع الأزرق.
- الانخفاض الرهيب في المنحنى الفني لنجوم الفريق: بلاشك هناك تراجع واضح في مستوى عدة نجوم بالفريق هذا الموسم، مثل ممول الفريق الموسم الماضي بالفرص التهديفية فابريغاس، و مصدر الخطورة وأفضل لاعب بالبريميرليغ هازارد، بجانب ما أشرنا اليهم ايفانوفيتش و تيري، وكذلك كوستا تجده أقل من بداياته اللامعة الموسم السابق.
كلمة أخيرة.. هناك في كرة القدم بل في الرياضة ما يسمى بالمنحنى التقني للبطل، ويشيرالى أن هناك رحلة تصاعد تقني لأي فريق وعند وصوله الى قمة مستواه يحدث هذا التراجع، وقد يكون هذا التراجع بهبوط تدريجي أو بإنحدار حاد، فمثلاً برشلونة من بعد تربعه على عرش إسبانيا وأوروبا لعدة سنوات انخفض بشدة لدرجة عدم استطاعته في الموسم قبل الماضي حصد أية بطولة، ونفس المثال على اللافوريا روخا بطل أوروبا والعالم السابق، والمتابع الجيد للبلوز سيجدهم في تراجع –ولكن بطيء- من نهاية الموسم السابق.
البلوز.. أمامه خياران لا ثالث لهما للعودة مجدداً كقوة لا يستهان بها في الكرة الإنجليزية، اما التسليم بضياع المنافسة على اللقب والتركيزعلى البطولات الأخرى حتى الميركاتو القادم لتدعيم صفوفه بقوة، وهو ما يعطي الفريق حالياً أريحية للتخلص من التشنج والضغوطات النفسية التي تأتي بمردود سلبي على اللاعبين، والثاني اقالة مورينيو لبث روح جديدة بالفريق بدلاً من الجمود والخمود الحالي.
أخيراً.. شاهدت قبل يومين من غلق نافذة الميركاتو، لقاءاً مع مورينيو، أجاب فيه على سؤال عن احتمالية قيامه بإنتدابات جديدة، وكان رد المو :" لا .. لست من هذا النوع من المدربين الذين يلجأون لقرارات متسرعة في وقت ضيق" احترمته للغاية وأدركت أنه مدرب عقلاني ومحترف.. وبعدها ضم تشيلسي لاعبان في اليوم الأخير من الميركاتو!! ولن أقول بماذا وصفته عندها، ولكن أترك لكم حرية التخمين...
سوبر