فعلا أنا رجاوي لكن..
قلت فعلا أنه ليس لدينا ألقابا ولم أقل ليس لدينا أمجادا
تكملة لحوارنا الإنفرادي مع السيد محمد أوزين وزير الشباب والرياضة، نقوم بعرض الجزء الثاني والذي واكب الحلقة الأولى بمحاوره المثيرة والكثير من الأسئلة الجريئة التي طرحها القراء الكرام.
أوزين تحدث عن مقاربة المنتخب الوطني وواقعه وعن خصوصياته وهواياته وكيف يتفاعل مع التعليقات المرافقة لجزء من تحركاته كما أجاب عن محاور كثيرة نترك إكتشافها في المونتاج التالي على أن يتابع قراء الموقع الإلكتروني أقوى مقاطع الحوار قريبا على موقع «المنتخب»:
- ما حقيقة أن الوزارة لم تلتزم بمستحقاتها إزاء الجامعة التي تطالبكم بأربعة ملايير سنتيم وهي كلفة إنارة وتعشيب بعض الملاعب بعدما تأخرتم في الدفع وتهربتم من المسؤولية وتطالبون جهات أخرى أن تكون مسؤولة أمام إلتزاماتها؟
محمد أوزين: لا، ليس صحيحا، على من يسأل أن يكون مواكبا لحقيقة الأمور وما يجري، ومع ذلك سأجيب وأعقب على هذا السؤال لأشفي غليل السائل بأن الجامعة توصلت من الوزارة مؤخرا بإجمالي فاق 4 ملايير سنتيم عبر دفعتين هم إلتزامات سابقة لنا ولا يمكن أن نتملص من جانب المسؤولية حين نلمس أن هناك مجالا من حسن النية والرغبة في التعاون.
ليس من طبعي التهرب من المسؤولية، كما ليس من طبعي أن أنكث عهدا قطعته على نفسه أو القفز على إلتزام موثق.
- إلى متى سيستمر تعذيب الجمهور المغربي بالإبقاء على الأسود من دون مدرب والوزارة تتفرج وهي التي إلتزمت سابقا بإنهاء ملف المنتخب المغربي خلال الشهر المنصرم ولم تف بالوعد؟ومتى سيتم تعيين مدرب للمنتخب المغربي، نريد أن تلتزم بتاريخ محدد؟
محمد أوزين: سبق وأن قلت أن الوزارة غير معنية كما أنها ليست صاحبة اختصاص في المسألة، دورنا ينحصر في المراقبة والتتبع كلما دعت الضرورة لذلك.
بخصوص الوعد الذي أطلقناه على أنفسنا فتحن جادون فيه وإن كان الوضع لم يحسم في الشهر المنصرم فبسبب التعقيدات والصعوبات التي رافقت تعديلات على مستوى النظام الأساسي المعدل، لكن يقيني كبير وتام على أن كل شيء سيحسم مع نهاية الشهر الحالي سواء على مستوى تعيين المدرب أو على مستوى تشكيل جامعة قوية.
- ما حقيقة الصورة التي جمعتك ببلهندة وأنت تلعب معه الكولفازور بجنوب إفريقيا، منذ هذه اللقطة غاب اللاعب عن المنتخب المغربي، هل كنت السبب في استبعاده لأنه بدل التركيز على النهائيات ذهب للهو مع الوزير؟
محمد أوزين: فعلا لقد شعرت بإحباط حتى لا أقول استياء كبير جراء ما رافق التأويلات والقراءات التي رافقت الصورة يومها.
بماربيا أو غيرها من المحطات التي كانت فضاء لاستعدادات المنتخب المغربي يحدث أن أكون حاضرا للدعم المعنوي، وخلال تجمع المنتخب المغربي حاولت أن أتقاسم مع اللاعبين بعضا من هواياتهم، والإنخراط معهم بإزالة الحواجز لرفع معنوياتهم، لكن للأسف هناك من ركب على صورتي مع بلهندة وغيروا مضمونها، وهذا ملخص الحكاية ولا عيب أن يتخلص وزير من البروتوكول لينخرط مع لاعب في دعابة لا تفسد لود التحضير قضية.
- هل من وعود للجماهير المغربية بالفوز بالكأس القارية القادمة، لا نريد أسطوانة التنشيط فالكأس بالمغرب؟
محمد أوزين: لقد عبرت عن تفاؤلي وقلت أن هامش التفاؤل موجود ولله الحمد لثقتي في إمكانات المواطن المغربي قبل أن يكون لاعبا لرفع التحديات وكسبها.
فقط يجب أن نتحلى بالواقعية وأن نهيء سبل النجاح والتفوق ومن الآن، وأن لا ننتظر المعجزات في ظل المنافسة التي ستكون قوية وشرسة.
- هل أنت ودادي أو رجاوي، تابعت الديربي ذات يوم وكنت ترتدي الأحمر لكنك ساندت الرجاء بمونديال الأندية؟
محمد أوزين: وكما تابعت الديربي تابعت مباريات كثيرة أخرى، فعلا كنت رجاويا لكن في مسابقة كأس العالم للأندية لأن الفريق كان يمثل المغرب هنا وتشرفنا حقيقة بما قدمه للكرة المغربية والمظهر الراقي الذي كان عليه.
يومها كنت رجاويا وحين يكون الوداد على موعد مع هذه المحطة سأكون وداديا وانتمائي هو لكل الأندية المغربية خاصة حين تمثل المغرب بالمحافل الدولية.
- نشاطك الكبير بالفيسبوك وتدوينك لبعض التغريدات يؤكد أنك وزير قشاشبي، هل يتميز السيد أوزين بخفة الظل بعيدا عن كرسي الوزارة، هذا ما يحكيه مقربون عنك؟
محمد أوزين: يضحك لبرهة.. أنت تعرفني بشكل كبير وتعرف طبعي وأريحيتي في التعامل والإنفتاح على الجميع من دون أدنى مركبات.
مؤخرا وخلال تواجدي بمراكش على هامش فعاليات الماراطون عرضت لصورة وحملت خلالها دعوة للإنخراط في الركض وممارسة الرياضة لما لها من فوائد وتركت المجال مفتوحا أمام التعليقات، لأتفاجأ بمن يسأل «أش كاتدير فالملعب وشكون سمح ليك تدخل وغيرها من التعليقات الفارغة»، لذلك أتفاجأ لبعض التغريدات على الفيسبوك والتي تترك الجوهر وتتعمق في التفاهات، أحيانا أفكر في غلق حساب لا جدوى من تركه مفتوحا في وجه تعليقات مجانية، لكن روحي الرياضية العالية تجعلني أقبل بكل الحالات.
- لماذا لا تقوم بزيارة للأقاليم الجنوبية وإيلاء الفرق بهذه المنطقة العزيزة وشبابها الأهمية التي تستحقها؟
محمد أوزين: أعتقد أن القارئ الكريم فاته تواجدي مؤخرا بهذه المنطقة العزيزة والغالية علينا جميعا، الجنوب والمدن الصحراوية لها مكانتها المميزة عندنا ولنا جدولنا في سياق وضعها على أجندة الإهتمام والزيارات كما هو شأن باقي المدن المغربية الأخرى.
- هل صحيح أنك رجل تحب المرور بكثرة في المنابر الإعلامية، في فترة من الفترات مررت في سبع محطات إذاعية على امتداد أسبوع واحد؟هل حب التواصل أم الترويج الحزبي والسياسي؟
محمد أوزين: فعلا إنه أمر يثير الغرابة ويجعلني محتارا كلما وجهت بسؤال من هذا النوع، بطبعي أنا رجل حوار وتواصل ولا أجد حرجا في المكاشفة والمواجهة، لست وزيرا مهضارا، لقد إحترت فعلا، فحين أتواصل هناك من يتهمني بحب الظهور والإستعراض، وحين أنكمش وأغلق علي الباب يروجون لمقاربة تهربي من المسؤولية، لذلك عودت نفسي على تناقض كل هذه التحاليل.
- المحترفون المغاربة يرفضون اللعب والمحليون دون المستوى، وأنت قلت أنه لا أمجاد للكرة المغربية، أين وكيف تسمي الوضع الحالي، وهل لنا كرة وبطولة إحترافية حقيقية؟
محمد أوزين: إنه وضع يتحدث عن نفسه ولا توجد عندي إضافات بالموضوع طالما أن النتائج والوقائع تلخص كل شيء.
إنه خلل منظومة وتراكمات سنوات، والتشخيص يجب أن يكون عميقا لهذا الواقع الغريب بعض الشيء، لقد قلت فعلا أنه ليس لدينا ألقابا ولم أقل ليس لدينا أمجادا، سجل المنتخب المغربي في المشاركات الأخيرة يؤكد هذا، وفعلا أنا عاجز عن تفسير ما يحدث، لا المحليون نجحوا ولا المحترفون توفقوا، إنها اللعنة إذا.
- هل صحيح أنك كنت قريبا خلال فترة التعديل الحكومي من مغادرة الوزارة لفشلك في تطبيق ما وعدت به من إصلاحات؟
محمد أوزين: كلمة فشل أنا غير متفق عليها، وبالعودة للحصيلة وتقييم ما قمت به أجدني مرتاحا للأداء وهذا ليس بشهادتي لكن بشهادة المراقبين للمشهد.
العملية ليست سهلة كما يعتقدها البعض وتطلبت مني سنتين من الإشتغال على التطهير والبدء من الصفر، وهذا استغرق منا وقتا طويلا واستنفذ بعض الجهد الذي كان من الممكن تسخيره في أشياء أكثر قيمة وجدوى.
- ما صحة تواجد عصيان داخل مبنى وزارتكم؟
محمد أوزين: قد يحدث، وتعيشون داخل خلية تحريركم وداخل الجريدة التي تشتغلون فيها اختلافا على مستوى الأفكار قد يصل لدرجة التجاذب، هل يسمى هذا عصيانا؟
للأسف هناك عملية تصفية حسابات سخيفة بعض الشيء وعملية استهداف كنت ضحيتها وسيحين الوقت لكشف أصحابها، لكنها إنقلبت على أصحابها وتفقدهم مصداقيتهم لأنهم يخلطون الأمور الشخصية بالمهنية فيروجون للمغالطات.
- كيف سيتم تمرير صفقات تعشيب الملاعب 97 التي تحدثت عنها مؤخرا؟
محمد أوزين: في إطار من الشفافية والوضوح عرض طلبات العروض بنزاهة، هناك أشياء كثيرة وإيجابية ستعرف طريقها لكرة القدم الوطنية، فقط يجب أن ننتهي سريعا من الوضع الحالي لننكب على ما هو أهم.
- ما قيمة الإصلاحلات التي سيخضع لها المجمع الرياضي الأمير مولاي عبد الله بالرباط، وهل هو الملعب المرشح لاحتضان افتتاح وختام الكان القادم؟
محمد أوزين: من السابق لأوانه عرض أرقام أو بيانات مالية على الرغم من وجود تقديرات أولية تتحدث عن غلاف مالي في حدود 14 مليار سنتيم، والأمور تتوقف على طبيعة الأشغال والإصلاحات والتقدم فيها.
لقد استفدنا من دروس بخصوص المنشآت الكروية وعلينا في القادم من المرات أن نكون أكثر دقة ودينامية أثناء التصميم كي نتفادى بعض الملاحظات والروتوشات اللاحقة والتي تكلفنا الشيء الكثير لا على مستوى الوقت ولا الغلاف المالي المرصود.
- هل أنت مرتاح لأدائك طوال الفترة التي أشرفت فيها على قطاع وزاري شكل عنوانا من العناوين البارزة لانشغالات الرأي العام بسبب تواضع نتائج المنتخبات والأندية المغربية؟
محمد أوزين: لا يمكن لأي كان يشتغل في قطاع أو منبر أو يشرف على جهاز كيفما كان نوعه أن يكون مرتاحا ويشعر بأنه أنجز العمل المنوط به على أكمل وجه.
هناك فترات أحاكم من خلالها التجربة وأقول أن أشياء إيجابية تحققت وفي فترات أخرى أعود لأحاكم ما قدمته وأنجزته ولا أقول أنني أتحسر على أشياء فاتت وكان بالإمكان أفضل مما كان، لكن يمكنني القول على أنه بمقدورنا إنجاز أشياء أفضل بكثير في المرحلة القادمة بعد أن نكون قد تخلصنا من تهييء الأرضية المناسبة لتطبيق وتفعيل ما خططنا له.
- هل صحيح أنك اصطدمت بحواجز أكبر منك على مستوى التعامل مع جامعة الكرة ولم توفق في تطبيق ما وعدت به؟
محمد أوزين: أتأسف حقيقة لترويج كلام حتى لا أقول مغالطات من هذا النوع، حين نقدم على خطوات الغاية منها التصحيح أو التوجيه فإنني لا أتوجه صوب الأشخاص مباشرة بقدر ما يكون الهدف هو وضع لبنة التطهير لجامعة من الجامعات التي نراها خارج النص.
لا يوجد عندي ما أرد به بهذا الخصوص لأن مواقفي كانت واضحة ولا تحتاج لمن يؤولها وحين اقتضت الضرورة التدخل تدخلت بما يمليه علي ضميري، ولم أتردد في ذلك، والتوفيق من عند الله.
- ما حقيقة ما تردد من كون الفيفا أخبرتكم بضرورة الإبتعاد عن حضور أشغال الجمع العام القادم والإكتفاء بدور الملاحظ عن بعد؟
محمد أوزين: لا ليس صحيحا، ويمكنني القول إن غدا لناظره لقريب، لا أعرف ما الذي يطلبونه منا؟
هل نكتفي بدور سلبي على أن نلتزم بالدعم؟ لا أعتقد أن هذا أمر يقبله منطق أو عقل، سنحضر الجمع العام ونعرف حدود اختصاصنا وأين يمكن أن نتوقف ولا يمكن بأي شكل من الأشكال أن نتسبب في الضرر لكرة القدم الوطنية.
ضيفكم المقبل عبد الإله أكرم العضو الجامعي ورئيس نادي الوداد البيضاوي، فلا تتأخروا في توجيه أسئلتكم علي الموقع الإلكتروني.