ــ المنتخب: حاوره: منعم بلمقدم
إستعادة الدرع يتصدر الأهداف ولا مناقشة للعروض المقدمة
مع فاخر شربت التكتيك والعامري حرضني على الإبداع
العودة للموندياليتو والفوز بـ «الشان» سيجعلني أسعد إنسان
لا يوجد اليوم بصفوف المغرب التطواني من هو أكثر انتظاما على مستوى المردود ومن هو أكثر دينامية وفاعلية منه، خاصة بعد رحيل محسن ياجور، إذ تحول خضروف لرجل الـمهام الصعبة والأوقات الحاسمة بالمباريات القارية.
خضروف بلغ نضجا كبيرا أهله ليحظى بثقة المدرب محمد فاخر ويوضع تحت رصد الزاكي بادو وتحت مراقبة الكثير من الأندية التي تراقب تطورات عقده ووضعه داخل الحمامة البيضاء.
عن أحلامه المشروعة قاريا بالعصبة والتي يتمنى اللاعب بالتتويج بها وليس مجرد العبور لدور المربع الذهبي، وعن طموحاته محليا بالبطولة وتوجهاته الخاصة وهو بهذا السن إضافة للفنجان الخاص بالتجربة رفقة المحليين، نترككم أمام فرصة اكتشاف أفكار عبد العظيم خضروف سهم الحمامة وقمرها الأسمراني..
الـمنتخب: إنتصار هام آخر هو الثاني على التوالي على حساب سموحة المصري، هل هي ردة فعل متأخرة أمام ترجمة لإياب صارخ وقوي لفريقكم الراغب في عبور تاريخي للمربع الذهبي؟
عبد العظيم خضروف: هو الأمر الثاني أي أننا بعد دهشة مرحلة الذهاب والتي فرطنا فيها في الكثير من النقاط، وخاصة مباراتي سموحة والهلال السوداني بتطوان، خلصنا لضرورة التعويض وتقديم كرة تعكس حقيقة وقيمة الفريق وكونه بالفعل يمثل المغرب بطلا ويستحق مقارعة الأندية الأخرى المتواجدة معه بنفس المجموعة.
لا يمكن أن أقول لك أننا شعرنا بالندم والحسرة بسبب التفريط في نقاط سهلة، لكن ما حدث بالذهاب حرك فينا كلاعبين الرغبة في تأكيد الذات ورد الإعتبار وهو ما مكننا من كسب 6 نقاط صححت وضعنا وجعلتنا على قدم المساواة مع أندية شاركت في مناسبات كثيرة بهذه المسابقة التي نكتشفها داخل المغرب التطواني للمرة الثانية فقط.
الـمنتخب: هل يعني إنتصاركم على سموحة المصري أنكم جادون لتأكيد عبوركم للدور المقبل والتواجد ضمن مصاف الأربعة الكبار قاريا؟
عبد العظيم خضروف: بكل تأكيد لا توجد قراءات أخرى لواقع الحمامة غير تجسيد الرغبة في العبور للدور المقبل وسيمثل ذلك بالنسبة لنا الشيء الكثير.
سيكون عبورا تاريخيا وغير مسبوق بحسب تقديري ومعرفتي بمشاركات الأندية المغربية قاريا، لأنه لا أحد إستطاع في ثاني مشاركة له بعصبة الإبطال بلوغ هذه المرحلة المتقدمة.
حاليا لا نملك خيارات كثيرة علينا التنقل للكونغو والمواصلة بنفس الرغبة وبنفس الإيقاع أي العودة بانتصار من هناك لضمان صدارة المجموعة والعبور باستحقاق كبير.
الـمنتخب: نلمس من كلامك أن هناك إصرارا على تحقيق الفوز، ألا يمكن انتظار هدايا من سموحة الـمصري مثلا؟
عبد العظيم خضروف: في مثل هذا النوع من المباريات لا يحك جلدك مثل ظفرك، لذلك لن ننتظر الهدايا من أحد ولن نراهن على خدمة من طرف آخر بالمجموعة.
ندرك أن مصيرنا بأيدينا والإنتصار هو من يضمن لنا التأهل وسنلعب بهذه الحسبة وليس بحسابات أخرى ولو أن المهمة لن تكون سهلة أمام فريق سبق له التتويج مرارا بكأس المسابقة.
الـمنتخب: كلما تقدمت معك في الحوار إلا و ألمس أنكم تحملون إصرارا كبيرا على التأهل للدور المقبل، هل بدأتم تستشعرون قيمة المسابقة متأخرين؟
عبد العظيم خضروف: بطبيعة الحال، إنها المسابقة التي تضمن للفائز والمتوج بها المشاركة بمسابقة كأس العالم للأندية وسيكون شرفا كبيرا للفريق وللجيل الحالي من اللاعبين لو يتوجوا بهذه الكأس المجيدة والمشاركة بالمونديال أبطالا لإفريقيا وليس بصفة مستضيف الدورة كما حدث معنا ومع الرجاء سابقا.
سنقاتل على حظوظنا ولن نتنازل عنها، الأمور صارت واضحة العبور يمر عبر الإنتصار دون انتظار نتيجة الهلال السوداني وما يجعل منها مباراة مثيرة هو كون المنافس بدوره سيلعب بنفس الشعار وسيكون الضغط النفسي كبيرا على لاعبيه لكونهم سيلعبون داخل قواعدهم.
الـمنتخب: هل شعرتم أن الـمنافسين الـمتبقين بالـمسابقة بمتناول الـمغرب التطواني وقد لا تتكرر لسنوات طويلة فرصة الحلم بالقبض على كأس من هذا الحجم؟
عبد العظيم خضروف: هذا مؤكد وتحدثنا كلاعبين فما بيننا مطولا في هذا الأمر، الفرق الإفريقية الكبيرة والتقليدية مثل الأهلي والترجي والنجم وحتى الزمالك كلها تشارك هذه السنة بكأس الإتحاد الإفريقي، وبعد مراجعة شريط مبارياتنا ومباريات المجموعة الأخرى خلصنا لحقيقة أننا أفضل بكثير من الفرق الأخرى المتنافسة وبإمكاننا التتويج باللقب.
لو وقعنا على بداية مثالية لكان اليوم الأمر مختلف ولكانت الحسابات مغايرة، ومع ذلك لا يوجد شيء نندم عليه الحظوظ متساوية وسنلعب حظنا حتى آخر مباراة بل سنخوض مباراة انتحارية بكل ما في الكلمة من معنى للعودة بتأشيرة التأهل ولو تأهلنا لنصف النهائي أعد الجمهور التطواني باللقب.
الـمنتخب: لقد كشفت بدورك عن عودة قوية وكنت مساهما كبيرا في النتائج الكبيرة التي تحققت للفريق مؤخرا، هدفان في آخر 3 مباريات ما الذي يعنيه ذلك لك؟
عبد العظيم خضروف: هي الخبرة والتجربة والتعامل بحكمة وتركيز مع المباريات الكبيرة من يرسم الفارق، ومن ساهم في عودتي بهذا الشكل.
لقد استعدت مقوماتي التقنية كاملة بعد فترة صعبة وفترة إرهاق يمر منها لاعب انتظم لمواسم طويلة على مستوى الظهور دون توقف وبالتالي يحدث وأن يشعر اللاعب إما بالملل او التعب وهو ما حدث معي.
بالتدريج استعدت التوازن ورفعت من إيقاع التحضيرات والإعداد والحمد لله النتائج جاءت كما تابعها الجمهور.
الـمنتخب: هناك من يقول أنك تقمصت دور محسن ياجور بعد رحيله لتصبح هداف الفريق قاريا بالفترة الأخيرة؟
عبد العظم خضروف: ليس كذلك، قد أكون بادرت لأخذ المسؤولية وتحملها بشكل كبير بعد رحيل ياجور لإحساسي أنه لا يوجد ربما من يمكنه القيام بنفس الدور.
أنا لست مهاجما صريحا ولا أتقيد بالدور الواحد وأشتغل على مساحات طويلة وعريضة بالملعب ولا ألعب بالصندوق وأقصد منطقة العمليات، ولو تقمصت هذا الدور لكنت كل مباراة أسجل هدفا أو هدفين، أدواري مختلفة تماما لكني لا أجد ما يمنع من التدخل والتسجيل متى دعت الضرورة التقنية والتكتيكية لذلك.
الـمنتخب: قدمت في آخر المباريات أداء بدنيا هائلا ونحن ببداية الـموسم من أين لك كل هذه الطرواة؟
عبد العظم خضروف: للتوضيح فقط، أنا لست ببداية الموسم لكوني لم أركن للراحة قط، لو استعدنا شريط الأحداث سنصل للحقيقة التالية وهو كوننا شاركنا نهاية السنة المنصرمة بمونديال الأندية بخلاف فرق البطولة وعدنا للعب بالبطولة الإحترافية، وبعد نهايتها واصلنا اللعب برمضان مسابقة الأبطال ونحن لغاية اللحظة بعدما أنهت الأندية عطلتها ما زلنا بالسباق..
اللعب بهذا الإيقاع والحفاظ على نفس المستوى مسألة بغاية الصعوبة وتتطلب الكثير من التضحيات وهو الأمر الذي قمت به وأمكنني ولله الحمد الإستفادة منه لاحقا بالطريقة التي تابعها الجمهور والنقاد.
الإنضباط بالتداريب والإخلاص للعبة والساعات الإضافية أمور فارقة وتؤثر بلا شك وهذا ملخص الحكاية.
الـمنتخب: حين تتحول لقناص تسجل أهدافا غير عادية، هل تصر على منح أهدافك لـمـسة جمالية خاصة؟
عبد العظيم خضروف: الأمر ليس كذلك ولا يوجد تصنع في تسجيل الأهداف، تزامن حضوري مع لقطات خاصة وفرص تختلف عن تلك التي تسنح وتلوح للاعبين الآخرين ربما هو من يرسم هذه الجمالية، بالنسبة لي أتمنى بل أفضل أن أسجل كل مباراة هدفا عاديا على أن أتغيب لشهور وبعدها أسجل أهدافا خرافية..
الـمنتخب: صادفت صعوبات رفقة لوبيرا مع الإنطلاقة واليوم أنت الرقم الصعب في معادلة تكتيكه وخططه كيف تغيرت الأمور؟
عبد العظيم خضروف: لست أنا المعني بالجواب لأن الجواب بطبيعة الحال عند المدرب، ومع ذلك لا أعتقد أن صعوبات كانت بالبداية، كل ما هنالك أن المدرب لوبيرا احتاج لبعض الوقت لاكتشاف الأجواء واكتشاف اللاعبين وبعدما بلغ الحقائق كاملة منحني فرصتي فكان الرد بالملعب.
أنا لست من اللاعبين المتمردين ولا من اللاعبين الذين يلوون ذراع المدرب، بل لاعب أحترم اختصاصي وأتقيد بالتداريب والنظام الداخلي وأترك الحكم للمدرب لأنه هو من يحاسب على اختياراته.
الـمنتخب: من هو المدرب الذي ساهم في تأطيرك لتظهر بالشكل الذي أنت عليه اليوم؟
عبد العظيم خضروف: هذا السؤال يجرني لإجابة محددة ويتيح أمامي الفرصة للتأكيد على أنني بالفعل لاعب محظوظ لكوني تدرجت وتدربت على يدي إثنين من أفضل وخيرة المدربين بالمغرب.
فصاحب الإكتشاف كان هو محمد فاخر والذي قدمني للجمهور لاعبا مغمورا إختاره من المحمدية ومع فاخر تعلمت أشياء كثيرة ومنها التكتيك الصارم والإنضباط التام وأمور أخرى ما زلت أستفيد منها بمعسكرات الـمحليين لغاية اليوم.
وبعده العامري الذي شربت معه الحرفة كما نقول بلغة الكرة وترك أمامي حرية أكبر للإبداع والتحرك بالملعب، لذلك أنا مدين للمدربين معا بما بلغته ووصلته اليوم من تطور ولله الحمد.
الـمنتخب: سمعنا أخبارا عن اهتمام فرق بخدماتك منها نادي المريخ السوداني ما صحة هذه التقارير؟
عبد العظيم خضروف: بالفعل الأمر صحيح وحدث أن التقاني أثناء زيارتنا للسودان مسؤول عن فريق المريخ ببهو الفندق حيث كنا نقيم وطلب معرفة موقفي بالموضوع وأشرت عليه بمسؤولي الفريق.
توصلت بعروض أخرى وأسمع عن اهتمام فرق وأندية، لكني حاليا لا أشغل بالي بشيء غير حلم العصبة والعودة لمونديال الأندية وربح (الشان) مع الـمحليين، ولو كسبت هذه التحديات الثلاث سأكون أسعد إنسان.
كل العروض مؤجلة المناقشة والتركيز التام والمطلق على وضعنا بعصبة الأبطال.
الـمنتخب: هل ستواصل رفقة الـمغرب التطواني؟
عبد العظيم خضروف: الـمغرب التطواني مسؤولوه وجمهوره هم من قدمني للرأي العام والمتتبعين وهم أصحاب فضل على العبد لله، لم أترب على الخيانة والغدر ولا أعض اليد التي امتدت لي بالخير، ومع ذلك أفضل لو تم تأجيل الحديث والنقاش عن كل هذه الأمور لرغبتي التركيز على 4 رهانات وتحديات كبيرة أمامي، بداية بالعصبة وبلوغ مونديال الأندية و(الشان) وانتهاء باستعادة درع البطولة وبعدها يكون خير.
الـمنتخب: فرضت مكانك داخل الـمنتخب الـمحلي وبقوة، كيف تنظر للتجربة؟
عبد العظيم خضروف: تجربة مميزة تعزز رصيد اللاعب المحلي وتمنحه فرصة لتفجير طاقاته والتطلع للأفضل دائما.
مع محمد فاخر نتعلم كل مرة بالمعسكرات أشياء جديدة، وشخصيا أرى في لقاء مدارس عربية وإفريقية مختلفة فرصة لتقييم أداء لاعبي البطولة وإن كانوا يستحقون بالفعل للعب للمنتخب الأول.
بالنسبة لي هي تجربة مميزة وفخر أن أحمل قميص منتخب بلادي كلما وجهت لي الدعوة.
الـمنتخب: كلمة ختامية لعبد العظيم خضروف؟
عبد العظيم خضروف: أتوجه بالشكر للجماهير التطوانية على دعمها ولرئيس الفريق السيد عبد المالك أبرون وكافة مساعديه داخل مكتب الفريق على الرعاية والدعم... والشكر الجزيل كذلك لجريدة الرياضيين «الـمنتخب» التي إحتضنتني منذ بدايتي في عالم الـمستديرة.
الأجواء داخل الفريق مثالية ورائعة لكني أتمنى لو أحظى بفرصة كبيرة للتركيز على المحطات الـمقبلة وعلى التحديات التي تواجهنا قبل مناقشة أي مقترح للتجديد أو ما شابهه. ينتهي الموسم وبعدها يحلها ألف حلال كما نقول..أو على الأقل الـمـيركاطو الشتوي وخلالها ستكون الصورة قد اتضحت أكثر.