الإنتدابات أنجزت وفق رؤية ثاقبة

المنتخب : محمد الشاوي 

ADVERTISEMENTS

أكد هشام الدميعي  أن انتدابات الكوكب المراكشي رغم العدد و القيمة أجريت صفقاتها في حدود المعقول، موضحا أن الأسماء المتعاقد معها سيتحدد وزنها داخل رقعة الميدان وليس بالإسم فقط في ذات السياق منطق النجومية الذي كثيرا ما يكون وبالا على المجموعة، معترفا في الوقت ذاته أن لذلك تداعيات لكنها لن ترقى لحد الإرباك في ظل احترافية العمل وفق إطار من الإنضباط على المستوى التقني أوالتكتيكي أو على مستوى المواظبة والسلوك.
وقال مدرب الكوكب المراكشي: «جرت العادة مع بداية كل موسم رياضي أن تصادفنا بعض المشاكل هنا وهناك، غير أن الأهم أنه يكون هناك تظافر لجهود مسؤولي النادي بعد أن استطعنا قطع أشواط كبيرة في إيجاد حلول لهذه المشاكل، خاصة وأن الجميع تابع مرحلة التشويق التي مر منها الفريق مع نهاية الموسم الفارط، وكيف نجحنا في احتلال المركز الثالث على مستوى الترتيب النهائي للبطولة، مما مكننا المشاركة في منافسات الإتحاد الإفريقي.
هذا الإنجاز حد كثيرا من حالة التوتر التي كانت سائدة وسط جمهور الفريق ومحيط النادي، حيث نسير في الطريق السليم و العجلة تدور وفق تخطيط احترافي».
وبخصوص المشاركة في ثلاث واجهات، وهي البطولة ومنافسات كأس العرش وكذا كأس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، قال الدميعي: «الأولوية تبقى للبطولة التي نتوقع أن نبلغ فيها أقصى مدى ممكن، ذلك أنه باتفاق وتنسيق تامين مع المسؤولين عن الفريق حاولنا أن نؤسس لانطلاقة سليمة للفريق بناء على المردودية العامة للموسم المنصرم، بعد تقييم لكل الجزئيات والمحطات، الشيء الذي مكننا من تفييء مجموعة اللاعبين وفرز المجموعة التي كان عطاؤها دون المعدل المطلوب أو لم يتحقق اندماجها كليا داخل توليفة الفريق،وبالتالي طبيعي أن يتم تسريحها، لكن مقابل ذلك أقدمنا على انتداب مجموعة من اللاعبين لتقوية الصف والرفع من القيمة الفنية للفريق، ومن تم تعاقدنا مع ثلة من اللاعبين المجربين، ثم أربعة لاعبين شبان من أحسن من تابعناه على مستوى القسم الوطني».
مدرب الكوكب اعتبر أن الإنتدابات التي أجراها فريقه والتي نجح فيها فيه إلى حد بعيد بإعمال الكثير من السرية والإحترافية في التواصل والإتفاق على الصفقات، علاوة على إعمال الصدق وارتفاع سقف طموح الكوكب المراكشي وما خطه من إشعاع تحدى الدائرة المحلية، وكل هذا صب في اتجاه جلب مجموعة من اللاعبين الكبار على المستوى الوطني رغبوا دون تردد في حمل قميص الفريق، بغض النظر طبعا عن صعوبة المفاوضات، بعد أن أثنى على كل من كمال الشافني وأحمد شاكو وصلاح الدين عقال على تضحيتهم بجزء ليس باليسير من مستحقاتهم المالية التي كانوا يدينون بها لفرقهم مقابل فسخ عقودهم، ثم كونهم زيادة على ذلك فضلوا حمل قميص الكوكب المراكشي على أندية أخرى كان عرضها أكثر إغراء مما قدمه الكوكب المراكشي.
وعن الإعتماد على لاعبين مجربين وآخرين شباب، قال الدميعي: «لكل فترة أو مرحلة مشاكلها كما أن للاعب الشاب كذلك مشاكله وأيضا هو الشأن للاعب الذي يدخل في دائرة الشهرة، إنما يبقى للإطار التقني دور في العملية، بيد أن منهجية عمل يتوحد فيها الجميع، وهي مبنية أساسا على الإحترام بما فيه احترام اللعبة والجمهور والخصم، والإنضباط الداخلي وخارج الملعب، لأن اللاعب المحترف هو الذي يتأقلم مع الفريق وليس العكس وتبقى رقعة الميدان هي المفصل الذي يحكم على اللاعب كإسم من حيث العطاء والفاعلية والإنصهار. بناء عليه ، فالمسؤولية تقتضي من كل طرف الإشتغال على أهداف وفق منطق الواجبات والحقوق غير أن المشاكل والأخطاء تبقى واردة ومطروحة، لكننا نعمل دائما بواقعية وبحسن تقدير لما هو متوفر لدينا من إمكانات فنية وبشرية ودون إغفال لجزئيات متداخلة من المحيط كالجمهور، واللعب خارج الميدان ضد هذا الفريق أو ذاك، ثم التحكيم وأشياء أخرى». 
الدميعي دافع عن طريقة اللعب التي يعتمدها وينتقدها الجمهور وبعض وسائل الإعلام لكونها دفاعية، معتبرا أن محيط الفريق يتشكل من عديد الأطراف، وطبيعي كذلك أن يحصل الإختلاف ولكن كما يقال العبرة بالخواتم، إذ أضاف أن مجموعته تتعامل مع كل مرحلة بمواردها وآلياتها الخاصة وفق معقولية وواقعية، وقال: «لم يكن من الأفيد أن نغير من نهج نرتاح فيه ونخرج منه منتصرين، والواقع بالميدان ومدى استعداد كل طرف ومعيار العطاء هو ما يدفع لاختيار السلاح، الأساسي من كل هذا هو الإنضباط كما سبق أن قلت داخل الملعب وخارجه، لأن مدينة مراكش مغرية وتستهوي البعض ليجنح نحو الغلط».
وأبدى مدرب فارس النخيل تفاؤله معتبرا أن الأفق مضيء والطموح كبير، وأن الكوكب المراكشي سينافس بشرف وبشراسة كذلك بعد أن قسّم الفرق المتنافسة على لقب البطولة الوطنية إلى ثلاث كوكبات، الأولى تضم تطوان والوداد والرجاء، ثم الثانية وتضم خريبكة والجيش والفتح، ثم سيكون الكوكب المراكشي المعادلة الصعبة، إذ سيعمل على تحسين موقعه وطنيا، متجنبا  الحديث عن الفوز بالبطولة لأن المسألة متعلقة بتحليل موضعي  اعتبارات جزئيات كثير ما تحصل في الطريق.
إلى ذلك، قال مدرب الكوكب أن فتح ورشات تهم جانب الهيكلة البنيوية والمناهج التقنية والتأطير بمركز التكوين التابع للفريق، وقال: «المشروع ما زال قائما، إنما ارتأينا توقفا مرحليا اقتضته الضرورة بحكم أن تنزيل المشروع يحتاج لمعايير علمية وفنية، والحال أن نادي الكوكب المراكشي مقبل على تأسيس مجمع رياضي تربوي يضم جميع فروع النادي بعدما سلمت له قطعة أرضية لهذا الغرض، وهي مرحلة الإقلاع المتوقع لقطار الكوكب المراكشي والتي سيقودها فرع كرة القدم لكن ذلك لم يمنع من الإشتغال على واجهة الإصلاح المالي والإداري وكذلك إعادة النظر في طريقة العمل وساعات العمل». 
وكان مدرب الكوكب التي يتولى كذلك مهمة المشرف التقني على مركز تكوين الفريق قد قد لخص العمل المنجز قاعديا: «غالبية اللاعبين لم تكن بقدر المتوقع فنيا، مما جعلنا نركز بعض الشيء على الفتيان وحاولنا مع ذلك منح فرص لبعض فئات الأمل منهم من سجل إسمه كالبهجة والمحمدي وأورحبي وزايا ومنهم من لم يستطع، مما يعني أنه ليس كل من ينخرط بإحدى الفئات السنية للنادي سيلعب للفريق الأول، فالبطولة هي منافسة قوية والبقاء فيها للأصلح ومن تم يبقى المدرب ملزما باختيار المجموعة من ما هو متوفر لديه من الموارد، وهذه المسألة بات من المفروض أن يفسرها مؤطرومراكز التكوين لآباء وأولياء اللاعبين الصغار.
قوة المنافسة هذه تحول دون تحقيق فرضية الفريق المحلي، وبالتالي إجبارية اللجوء للأجود في إطار الحفاظ على الهوية الخاصة بالفريق من حيث طريقة لعبه كمدرسة قائمة الذات وليس القصد أن الهوية تعني الإعتماد على خريج المدرسة باعتباره إبن الفريق، فنيلسون سيزار في اعتقادي من هذه الوجهة ابن الفريق أكثر من لاعبين آخرين، كما كان الأمر سابقا مع عبد السلام الدومي والمصباحي ولاعبون كثر إستقروا نهائيا بمراكش».