العصبة الإحترافية ولدت لتعيش فلماذا العجلة إذا؟
المنتخب : حاوره بدرالدين الإدريسي
- المنتخب: أنت أيضا رئيس للمكتب المديري للوداد، بعض رؤساء الفروع يلومونك على أنك توجه كل جهدك ودعمك لفرع كرة القدم، في وقت تعيش فيه الفروع الأخرى ضائقة مالية كبيرة، بل منها ما أصبح قريبا من الإفلاس؟
الناصري: القضية مركبة ومعقدة ولا يجب النظر إليها من زاوية أن هناك فرع يدار بالملايير وفرع لا يجد حتى النزر القليل، أعتقد أن المقاربة يجب أن تتغير، بأن ننظر إلى المكتب المديري على أنه مظلة لكل الفروع، وبأن نعمل على سن القوانين التي تحدد بشكل ديمقراطي العلاقة بين هذا المكتب وبين كافة الفروع، أنا لا يمكنني أن أعتمد سياسة إغاثة الفروع، على حساب الهيكلة والتنظيم، فالأمر يجب أن يتم بإحداث نمط جديد للتدبير، تكون فيه الفروع على علاقة رياضية قوية بالمكتب المديري وتكون فيه هذه الفروع قادرة على تدبير نفسها بطريقة معقلنة وقانونية.
لذلك، أنا مؤمن أن الوداد الرياضي بحاجة إلى مأسسة مكتبه المديري بطريقة تتوافق كليا مع مقتضيات قانون التربية والرياضة 09ـ30 وبالشكل الذي يضمن له أن يكون مجلسا إداريا مستوفيا لكل شروط العمل والوصاية والإشراف.
- المنتخب: هل ستتم إذا الدعوة لعقد جمع عام إستثنائي لإعادة الهيكلة القانونية للمكتب المديري؟
الناصري: المكتب المديري للوداد وفرع كرة القدم هما معا بحاجة إلى إعادة الهيكلة، للتطابق كما قلت مع المقتضيات التنظيمية لقانون التربية البدنية والرياضة الذي يحدد بشكل كبير أوجه العمل والإختصاصات الموكولة للمكتب المديري وللفروع، وهنا سأكون ملزما بإناطة هذا الأمر لذوي الإختصاص، لأخصائيين قانونيين سأجلبهم لهذا الغرض، لنتمكن في الأخير من الحصول على أفضل بنية قانونية متطابقة ومنسجمة مع مقتضيات قانون التربية البدنية والرياضة وبمقدورها أن ترفع الوداد إلى مصاف الأندية العالمية من حيث الهيكل القانوني، بالطبع لا أقبل أن يعيش أي فرع من فروع الوداد الخصاص المالي، ولكنني مع عقلنة وترشيد التدبير متى كان ممكنا الحصول على موارد خاصة بالمكتب المديري.
- المنتخب: لا يمكن أن ننهي هذا الحوار من دون أن نعرض للعصبة الإحترافية التي ترأس أول مكتب مديري لها، أين وصلت في تنزيل آليات إشتغال هذه العصبة؟
الناصري: لا يمكن أن ننسى شيئا يغيب عن البعض عندما يتعلق الأمر بنقد أو بقراءة واقع العصبة الإحترافية، هذه العصبة هي مولود جديد، وأي مولود جديد يحتاج إلى الرعاية، يحتاج إلى من يأخذ بيده ويساعده إلى أن يكبر ويشتد عوده، بمعنى أن العصبة الإحترافية ما زالت بحاجة إلى الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم كمؤسسة وصية وكخبرات ميدانية لكي تضع بالتدريج آلياتها وبرامج عملها، لذلك لا أجد اليوم حرجا للقول بأن العصبة الإحترافية تعتمد في تدبير الدخول الكروي الجديد، بشكل كامل على خبرة الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم التي تفضل رئيسها زميلي فوزي لقجع فأصدر أوامره بأن تقدم للعصبة الإحترافية كل المساعدات اللوجستيكية والعملية، لتتمكن بالتدريج من ممارسة عملها وإنجاح التفويضات المخولة إليها.
هذه الآلية فيها الكثير من الحكمة، فلا يمكن أن نتنطع ونقول أننا بحاجة إلى إستقلالية كاملة في ظرفية كهاته، فالمفترض أن تكون العصبة الإحترافية مؤسسة مساعدة للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم على تدبير جانب كبير من الممارسة الكروية، لذلك نحن نشتغل بفكر التشاركية الإيجابية التي لا تقوم على الإبتلاع أو الوصاية، ولكن تقوم على التواصل وعلى التكامل في إنجاح عمل هيكلي نروم من خلاله إنجاح تجربتنا الإحترافية لتكون مرجعا عربيا وقاريا.
- المنتخب: بأي شكل عبر لكم رئيس الجامعة عن إنخراطه الكامل في مشروع تنزيل العصبة الإحترافية بشكل ترضى عنه القوانين ويجعل من هذه العصبة قائمة الذات؟
الناصري: لا يمر يوم دون أن نتحدث إلى بعضنا، ولا بد أن أنقل عبركم لزميلي فوزي لقجع، رئيس الجامعة كل التقدير والإمتنان على روح التعاون التي أبداها منذ أول يوم أعلنت فيه رئيسا للعصبة الإحترافية، الغاية التي نتوخاها جميعا، هي أن تكون هذه العصبة الإحترافية مرآة عاكسة لقدراتنا التنظيمية وأن تكون أيضا آلية لتطوير الممارسة الإحترافية بالطريقة المغربية الصرفة.
لقد وجه رئيس الجامعة خطابا مباشرا لكل موظفي الجامعة، بأن يكونوا رهن إشارة العصبة الإحترافية في كل ما يرتبط بالبرمجة والتخطيط وتدبير الشق المالي، فقد استشارنا في كثير من الإختصاصات التي كانت مفوضة من قبل للجامعة، وقد توافقنا على الصيغة المرحلية التي يفرضها وضعنا الحالي، وأعتقد أننا سننجح بمساعدة الجميع، في وضع هياكل العصبة الإحترافية بشكل يخرجها من الخيمة قوية ومعافاة وقابلة للتطور.
- المنتخب: ندعوك لوضع خاتمة لهذا الحوار؟
الناصري: أثق ثقة كاملة بأن التكامل والتعاون بين مختلف عناصر لعبة كرة القدم هو السبيل الوحيد لتطويرها وللإرتقاء بها، وفي ذلك نتحمل جميعا مسؤولية مشتركة قوامها الغيرة على هذا البلد العزيز، لتكونوا على ثقة من أن الناصري لا يبحث عن انتصارات لشخصه، ولا يبحث عن أي تلميع لصورته، بقدر ما يبحث إسوة بأشخاص آخرين يحملون غيرة لهذا البلد ولكرة القدم المغربية عن أفضل وأنجع السبل لخدمة الكرة الوطنية، من أي موقع تواجد فيه.
لست من هواة تجميع الألقاب والمناصب، ولكنني حريص دائما على أن أقدم من خلال أي عمل أكلف به، أقصى ما أستطيعه من جهد، وأنا واثق من أن مستقبل كرة القدم الوطنية في ظل ما يجري التخطيط له حاليا سيكون مشرقا بمشيئة الله.
شكرا لكم على التواصل وعلى الثقة المتبادلة.