لا أجيد الرقص على الحبال ولا اللعب بالكلمات
أجلنا الجمع العام للوداد إحتراما للمنخرطين ورغبة في توسيع دائرة الرأي
أنا مع تخفيض سومة الإنخراط والجمع سيد القرارات
المنتخب : حاوره بدرالدين الإدريسي
لا يمر سعيد الناصري من مسالك كثيرة ليوصل الصوت والحقائق، فقد كان دائما حريصا على الصدقية في التبليغ عن النوايا، والناصري الذي نجح لأبعد حد في تأمين مرحلة إنتقالية غاية في الصعوبة، وقد تسلم المشعل من عبد الإله أكرم، لا يباهي بالفوز بلقب البطولة بقدر ما يباهي بكل الذي أنجزه من أجل تصحيح صورة الوداد وانتشالها من كل الأزمات المالية ولحظات الشك التي تكبر مع توالي الإخفاقات.
في هذا الحوار الحصري يتولى الناصري بالنبش في ذاكرة الأحداث، إنجاز نقد ذاتي صريح، ويحدد بدقة الربان الغيور محطات الحاضر والمستقبل القريب.
- المنتخب: أقدمتم على تأجيل الجمع العام لأسباب لم تبد واضحة للرأي العام الودادي، فهل هناك حقا ما كان يدعو لهذا التأجيل؟
الناصري: عندما نرتبط بالقاعدة الإنتخابية ممثلة في المنخرطين، وعندما نكون مكتبا مسيرا تنفيذيا لكل ما يتقرر خلال الجمع العام، فالديمقراطية والأمانة تفرض أن نحتكم إلى هذه القاعدة في تحديد هذه الوقفات الكبرى، لذلك عندما قررنا عقد الجمع العام في تاريخه الأول وبعد تواصل مع برلمان الفريق المشكل من المنخرطين، تبين لنا أن محطة الجمع العام على أهميتها الإستراتيجية، لم تستوف الأهداف التي نتطلع إليها والتي منها أن تكون القاعدة الإنتخابية حاضرة بقوة، فقد بلغنا أن عددا من المنخرطين سيكونون في إجازاتهم السنوية، وبعد تدارس لأفضل التواريخ الممكنة، توصلنا إلى أنه من الأفضل عقد هذا الجمع العام يوم 5 غشت القادم، وهذا دليل قوي على أن عائلة الوداد متماسكة وملتزمة بأن تحضر بشكل جماعي لحاضر ومستقبل فريقها.
- المنتخب: ألا تعتقدون أن تأجيل الجمع العام القصد منه تواجد عدد كبير من المنخرطين لاستصدار قرارات قوية، قد يكون منها خفض سومة الإنخراط؟
الناصري: أجلنا الجمع العام بهدف تجميع المنخرطين برمتهم في محطة نعتقد على أنها تكتسي طابعا إستراتيجيا لكون هذا الجمع العام ستتمخض عنه قرارات قوية وملزمة، قد يكون بينها التوصل إلى خفض سومة الإنخراط لتوسيع قاعدة صناعة القرار على مستوى فريق بمرجعية وتاريخية الوداد الذي يجب أن يقتدي أساسا بكبريات الأندية العالمية، لذلك أتصور أن هذا الإجراء ديمقراطي ولا نستطيع أن نباهي به بقدر ما نثق من أنه يمثل مرحلة مهمة في بناء العلاقة بين مكونات الوداد.
- المنتخب: أنت من المناصرين لقرار خفض سومة الإنخراط إلى 3500 درهم، عوضا عن 20 ألف درهم، هل تعتقد أن الجمع العام سيوافقك الرأي؟
الناصري: عندما نقترح خفض سومة الإنخزاط، فالغاية الأولى هي أن نوسع برلمان الفريق ونوسع قاعدة صناعة القرار كما قلت، وفي ذلك أيضا رفع لإيرادات الوداد، فليس من اللائق تماما أن يكون وداد الأمة محصورا في غرفة القرار على بضعة أشخاص، أنا أثوق إلى أن يصبح الوداد يوما مثل كل الأندية العالمية يشترك في جمعه العام السنوي بالإنتخاب والمشاركة الآلاف من المناصرين، باتباع ما أصبح حديثا من وسائل الإتصال للتصويت ولإبداء الرأي.
عموما هذا رأيي الشخصي ولا أظنه سيكون رأيا ملزما، فالقرار في الأول والأخير هو بيد المنخرطين ولا بد أن يصوت عليه بكل المسالك الديمقراطية التي رسخها الوداد عبر سنواته الطويلة.
- المنتخب: ألم تسعوا لتأجيل الجمع العام لوجود ظرفية الإحتفال بحصول الوداد على لقب البطولة الإحترافية؟ ألم تكونوا لتسارعوا لعقد هذا الجمع العام في ظرفية مناقضة؟
الناصري: أنا لم أصبح رئيسا للوداد إلا لأنني حظيت بثقة إخواني المنخرطين، وبالتالي من واجب الإحترام وحفظ الود وتكريس أخلاقيات جديدة في تدبير وإدارة الجموع العامة التي هي بالأساس محطة للتقويم والتقييم واستشراف الأفق المستقبلي، أن أعود لقاعدة المنخرطين للإستشارة والتوافق حول أفضل تاريخ ممكن لعقد جمع عام ناجح بكل المقاييس، وإذا كان هناك من يعتقد أن حالة الفرح والإبتهاج لتحقيق اللقب، هي ما دفعنا لتأجيل الجمع العام فهو خاطئ، لأن ما حققناه هو تقليد في تاريخ الوداد، فهذا اللقب الذي تحقق الموسم الماضي، هو اللقب رقم 18 في خزانة الوداد، لذلك علينا أن نكون مسؤولين وملتزمين في تحديد العلاقة بين مختلف مكونات الوداد.
- المنتخب: للتحضير للموسم القادم، اخترتم مجددا البرتغال، فكيف هي الأجواء في معسكر الوداد، وهل هناك وعي بقوة الرهانات التي سيقبل عليها فريقكم في الموسم القادم؟
الناصري: هناك منهجية وعقلانية في تدبير مختلف المراحل، وكل القرارات بخاصة تلك التي تكون لها طبيعة تقنية لا يتم إتخاذها إلا باستشارة مع مدرب الفريق، فقد ارتأى توشاك أن يعود الفريق للبرتغال للتحضير لموسمه القادم، بفعل ما تحقق من رضى ونجاح في معسكر الموسم الماضي.
أعتقد أننا وضعنا كافة الإمكانات المالية واللوجستيكية والتنظيمية لكي يحقق هذا المعسكر النجاح الرياضي المتوخى منه، ولا بد أنكم سمعتم بالأصداء الطيبة القادمة من البرتغال والتي تؤكد أن أجواء من الإنضباط والإحترافية تسود هذا المعسكر على النقيض تماما مما يشاع هنا وهناك، بالطبع نعرف مدى صعوبة وقوة الرهانات التي تنتظرنا الموسم القادم، لذلك نسعى لكي نتهيأ بالشكل الإيجابي الذي سيساعدنا على إنجاح كل هذه الرهانات.