من الرائع أن أكون جنب بلاتيني ضمن أساطير نانسي
رفضت عرضا من الجامعة لمنصب تقني

- مددت عقدك مؤخرا مع نانسي لتواصل مشوار أزيد من عشر سنوات من الوفاء والحب، لماذا قررت التجديد للفريق والإستمرار داخل صفوفه؟
«إنه إختيار وقرار طبيعي بالنظر للعلاقة الأسرية التي تجمعني بنانسي، كنت أعرف جيدا أنني سأواصل معه مرة أخرى وفكرت في الأمر خصوصا بعدما تحدث معي رئيس النادي مع نهاية الموسم الفارط، الأمور مرت بشكل سلس جدا وممتاز وكما قلت فتمديد المقام هو قرار طبيعي».
- هل كنت راضيا على آخر مواسمك رغم إهداركم لبطاقة الصعود إلى الليغ1؟
«لقد إفتقدنا للتوازن والإسقرار على مستوى النتائج، كان شيئا حزينا ومحبطا أن لا نصعد لمكاننا الطبيعي بالنظر لقوة المجموعة التي نتوفر عليها والتركيبة البشرية الجيدة، نانسي يملك ملعبا رائعا ولديه جميع الصفات ليكون منافسيا في الليغ1 وليس الدرجة الثانية».
- الكل يتساءل كيف لنادي عريق مثل نانسي لم يجد الوصفة بعد ليعود إلى قسم الكبار؟
«نلعب بميداننا بأحلام وخيال ومتمنيات سرعان ما تصطدم بالواقع المر أحيانا، نحن نحمل قميص فريق كبير إعتاد الممارسة مع أحسن الفرق الفرنسية وعليه فنجد صعوبة حينما نبارز أندية صغيرة، فشتان بين الدرجتين الأولى والثانية، والقوة التي نعتقد ذهنيا أننا نمتلكها علينا أن نخرجها داخل أرضية الميدان».
- تم إختيارك أفضل لاعب في نانسي خلال الموسم الماضي وتستعد لتجاوز 300 مباراة مع الفريق، ما هو إحساسك؟
«إنه شيء مهم جدا يعزز أهدافي الشخصية وهي تسجيل الأهداف وأن أكون فعالا، لا أعرف كم من هدف سجلت مع نانسي طيلة مسيرتي لكنهم قالوا لي بأنني ثالث أحسن هداف في تاريخ الفريق وعلى بعد هدفين أو ثلاثة أهداف من المركز الثاني الذي يحتله الأسطورة بلاتيني ورويير، هذه الأشياء تبقى من الأهداف الفردية التي سطرتها مسبقا وأسعى لبلوغها، إنها أرقام وإحصائيات تثلج الصدر وترفع الهمم ومن الرائع جدا أن يكون إسمي مؤثرا وراسخا في تاريخ نانسي».
- وماذا عن الإعتزال، هل بدأت تفكر فيه وأنت في سن 35؟
«نعم، أدرك أن نهاية مسيرتي الكروية قريبة ولهذا أسعى للإستمتاع وإستغلال كل دقيقة متبقية لي كلاعب محترف، أطمح لمواصلة اللعب إلى غاية سن متقدمة ولو تطلب مني الأمر اللعب في الأقسام الدونية لأنه مستحيل أن أبتعد عن كرة القدم، وحينما سيحين وقت الإعتزال سأتجه مباشرة لعالم التدريب والإنضمام إلى الأجهزة التقنية، فليس لدي ما أفعله بعد الإعتزال، ومن الجنون أن أبقى خارج أسوار اللعبة وأن لا أدخل مستودعات الملابس، أعرف أنني سأتوصل بعروض وعلي إختيار الأفضل والأنسب، وقد سبق للجامعة المغربية أن عرضت علي منصبا حينما كنت لاعبا داخل الفريق الوطني لكنني أجبت بكوني لم أنه مسيرتي كلاعب بعد وسأفكر في الأمر بعد التفرغ والإعتزال».
- لكنك قبل بضع سنوات قمت بإفتتاح محلا للتجميل والحلاقة، هل ستكون مهنتك بعد إعتزال الكرة؟
«لا لا، صالون الحلاقة والتجميل هذا جعلني أتلقى الكثير من الأسئلة أنذاك لكن كل ما في الأمر أنني شيدته من أجل شقيقتي، فهي المعني والساهرة على شؤونه ولا علاقة لي به».
- ورغم ذلك فإن المتتبع لمسيرتك الكروية شاهدك بقصات شعر مختلفة، هل هي هواية؟ وما هي أسوء قصة شعر قمت بها؟
«صحيح، والسنوات الماضية شاهدة على الكثير من القصات التي قمت بها وتبقى قصة الشعر الطويل أسوء ما فعلته، فحينما أنظر للصور أسخر من نفسي وأتساءل كيف قمت بها، وعلى العموم فمرحلة الشباب تكون ملأى بالزلات والطرائف والأخطاء».
- نشاهد حاليا بعض قصات شعر عجيبة كتلك التي يقوم بها بوغبا أو نيمار، هل يمكن أن تفعل مثلها؟
«إنهم شباب ومثل هذه القصات عادية ومسايرة للعصر الحالي لكنني لا يمكن أبدا أن فعل مثلها، وهناك بعض اللاعبين الذين جربوا مختلف القصات وكانت ملائمة ومناسبة لمظهرهم كالإنجليزي دافيد بيكهام الوسيم والذي كان أنيقا وممثلا للكثير من العلامات التجارية العالمية».
- عودة للتباري والملاعب، ما هي أفضل ذكرى لك مع نانسي؟
«إنه الموسم الماضي، فرغم أننا أنهينا البطولة في الصف الرابع وأهدرنا بطاقة الصعود إلا أنني أعتبر أن المجموعة التي كنت ضمنها هي أفضل من جاورته في نانسي، وإضافة إلى هذا الفريق هناك ذكرياتي مع زملائي السابقين كبيرينغير، كريتيان بصير، إيسيار ديا والذين أشتاق إليهم كثيرا، قضيت معهم فترة رائعة وتاريخية حينما شكلنا فريقا تحول من الصراع على الإنعتاق من النزول إلى المنافسة على لقب الليغ1».
- خضت أيضا تجارب خارج فرنسا إحكي لنا عنها؟
«خضت تجربتين الأولى في قطر والثانية في تركيا، في الخليج أحببت البلد كثيرا والعيش هناك والحياة اليومية لكن من سوء حظي أنني وقعت لفريق كارثي، وتعاملت مع أناس ومسؤولين غير نزهاء ولا يعرفون معنى الإحتراف ويحبون الغموض، في تركيا تعاقدت مع فريق إيلازيغسبور المنتمي إلى مدينة صغيرة وجميلة، الأجواء كانت مختلفة عن قطر والعشق والجنون بحب كرة القدم كان عنوان التجربة، فمنذ أن تطأ قدماك أرضية الملعب تقف عن تشجيعات وصخب وإحتفالية لا مثيل لها».
- وماذا عن شقيقك مصطفى حجي ألا ينوي العودة إلى الملاعب من جديد؟
«لا، شقيقي أنهى مسيرته كلاعب واتجه إلى عالم التدريب وهو أسطورة في المغرب، إنه يعيش حاليا هناك ويستمتع بوقته وليس لديه أي مبرر لترك إنشغالاته ومهامه بأرض الوطن».
المهدي الحداد عن مجلة «سو فوت»