حنات خصص لي 500 درهم كأجرة فغيرت نحو الجيش
المنتخب : حاوره إبراهيم بولفضايل
عاد الزئبق يوسف القديوي للبطولة الوطنية من بوابة الرجاء التي اختارها كمحطة جديدة بعد تجربتين احترافيتين بكل من قطر والإمارات، وبعد أسبوعين من التداريب استطاع أن يشغل مجددا عشاق المستديرة وخاصة أنصار الخضراء، وذلك بعد العروض القوية التي قدمها خلال التداريب وكذا في المباريات الودية، توقيعه لهاتريك في مرمى فريق الراسينغ أكد بأنه سيشكل علامة فارقة في هجوم النسور هذا الموسم، وكعادتها إختارت جريدة «المنتخب» الوقت المناسب لتنفرد بهذا النسر الكاسر، وبأخلاق اللاعب المحترف الذي يعرف معنى التواصل لبى هذه الدعوة لما يكنه لجريدتنا ولقرائها من احترام وكذا لكافة الجماهير المغربية التي تبادله الحب والتقدير، فكان هذا الحديث الذي وضح فيه العديد من الأشياء التي تخص انتقاله للرجاء مؤكدا بأن النسور لا محالة عائدون وللمنافسة على الألقاب جاهزون.
ـ المنتخب: بداية كيف جاء الإنتقال للرجاء البيضاوي؟
القديوي: مع اقتراب الموسم الماضي من نهايته توصلت بعرض من مسؤولي الرجاء عن طريق وكيل أعمالي، بعدها كان لي لقاء مع الرئيس محمد بودريقة بمناسبة زيارته للإمارات، وتحدث لي عن مشروعه وعن أفكاره، ورحبت بهذه الفكرة ولم أتردد لحظة في قبول هذا العرض لأهميته من الناحية الرياضية أولا، باعتبار ما يمثله اللعب لفريق الرجاء بتاريخه العريق وقاعدته الجماهيرية العريضة، ولكونه أحد أقطاب الكرة المغربية التي تنافس على الألقاب، وهذا مهم جدا بالنسبة لي لأنه يتناسب مع أهدافي وطموحاتي.
ـ المنتخب: كيف وجدت الأجواء داخل الفريق بعد إلتحاقك بالتداريب؟
القديوي: الأجواء جيدة ورائعة، فالتداريب انطلقت في شهر رمضان، والكل يعرف تلك الأجواء الروحانية التي تطغى على هذا الشهر الفضيل، إذ كانت التداريب تجرى ليلا، وقد لاحظت وجود حماس لدى اللاعبين ورغبة قوية لإثبات الذات، وهذا لم يمنع من وجود علاقة طيبة بين كل اللاعبين، أظن بأن الأمور تسير في الإتجاه الصحيح بحكم هذه الأجواء التي تسود في كل الحصص التدريبية والتي تبدو مشجعة على العمل بكل جدية وبكل حماس.
ـ المنتخب: هل هذا يعني بأنك لم تجد أية صعوبات للتأقلم مع الأجواء الجديدة؟
القديوي: من دون شك لم أجد أي مشكل أو أية صعوبات، وكان التأقلم بشكل سريع، وكما قلت فإن الأجواء التي تسود بين اللاعبين تساعد بدورها على التأقلم، وأغلب اللاعبين أعرفهم بل إن بعضهم تربطني بهم علاقة صداقة بحكم اللقاءات التي كانت تجمعنا بالمنتخب الوطني، وأتمنى أن تستمر هذه الأجواء الجيدة بين اللاعبين وأن نعمل جميعا لتحقيق نتائج جيدة ندخل بها الفرحة والسعادة للجمهور الرجاوي العريض، ولا تفوتني الفرصة لكي أشكر الجميع على هذا الترحاب الذي لقيته منذ أن التحقت بمركب الوازيس، وهذا يطوقني بمسؤوليات ويدفعني للإجتهاد أكثر لأكون عند حسن الظن.
ـ المنتخب: كما تعلم فإن نتائج الرجاء في الموسم الماضي كانت كارثية، ألا يضاعف هذا من مسؤولياتكم هذا الموسم؟
القديوي: أظن بأن الموسم الحالي سيكون مختلفا عن سابقه وذلك لما لمسته لدى كل اللاعبين من عزيمة وحماس وكذا إصرار على تجاوز كل إخفاقات الموسم الماضي، وهناك رغبة قوية لتعويض الجماهير الرجاوية كل ما ضاع وإعادة الفريق للسكة الصحيحة والمنافسة بكل قوة على الألقاب، وبالنسبة لي فهذا هو الوضع الطبيعي بالنسبة لفريق الرجاء، ومن جهتي لن أدخر أي جهد وسأسخر كل تجربتي لفائدة الفريق، وأتمنى أن أكون عند حسن ظن المسؤولين الذين وضعوا ثقتهم في، وأن أرد للفريق جزءا مما قدمه لي.
ـ المنتخب: هذا الموسم هناك مجموعة من اللاعبين الشباب، وباعتبار تجربتك الكبيرة أليس من واجبك تأطيرهم وتوجيههم؟
القديوي: بطبيعة الحال، فأنا بدوري مررت بهذه المرحلة حين كنت في بداية مشواري، والحمد لله وجدت لاعبين آخرين سبقوني في الممارسة وساعدوني على الإندماج ومن دون شك فإني سأقوم بواجبي كذلك وسأساعد هذه العناصر الشابة لتكتسب التجربة والخبرة التي ستمكنها من السير بثبات نحو التألق وأخذ الثقة في النفس وفي مؤهلاتها، ولدي الثقة بأن هذه العناصر ستقول كلمتها في المستقبل القريب إذا تابعت عملها بكل جدية واستمعت لنصائح العناصر المخضرمة وعملت بها، وتحلت كذلك بالصبر، فأي لاعب يحتاج للتوجيه والدعم في بداية مشواره، والطريق لا يكون دائما مفروشا بالورود، وقد يجد اللاعب بعض الصعوبات والعراقيل في طريقه، ويبقى الصبر والجدية في العمل والمثابرة هو السلاح الأنسب لتجاوز كل الأشواك والسير بثبات نحو التألق.
ـ المنتخب: الرجاء سيلعب هذا الموسم على ثلاث واجهات، فهل بإمكانكم المنافسة عليها؟
القديوي: اللعب على عدة واجهات شيء إيجابي وليس سلبي، ويمكن اعتباره وضعا عاديا بالنسبة للأندية الكبيرة مثل الرجاء والوداد والجيش، شخصيا تعودت على مثل هذه الأشياء حين كنت أمارس داخل فريق الجيش، وأتذكر بأننا لم نستفد من العطلة طيلة ست سنوات وذلك بفعل مشاركاتنا المتتالية في مختلف المنافسات الإفريقية، وأظن بأن لاعبي الرجاء بدورهم مروا بتجارب مماثلة، حيث سبق لهم المنافسة على أربع واجهات، وبالتالي فإن هذا الموسم لن يكون صعبا بالنسبة لنا خاصة إذا توفرت كل المقومات الأساسية والأجواء الإيجابية وكان هناك تلاحم بين كل مكونات الفريق.
ـ المنتخب: بعد مرور أكثر من أسبوعين على انطلاق التداريب، هل اقتنعت بالتركيبة البشرية الحالية للفريق؟
القديوي: شخصيا لا يمكنني الإجابة على هذا السؤال، فأنا مجرد لاعب وبالتالي لا يمكنني التدخل في اختصاصات الطاقم الفني أو المكتب المسير، كلاعب أحترم كل اللاعبين وأتمنى لهم التوفيق، كما أتمنى لفريق الرجاء كل الخير.
ـ المنتخب: البعض يراهن على نجاحك مع الرجاء بالنظر لتوافق أسلوبك مع مدرسة الفريق؟
القديوي: أتمنى أن أكون عند حسن الظن وأن يكون حدسهم في محله، وشخصيا لا يمكنني أن أقول أي شيء حول هذا الموضوع، فكل شخص له نظرته التي قد تختلف عن أشخاص آخرين، أي لاعب يتمنى أن ينجح في مسيرته، وأنا لا أختلف عن باقي اللاعبين، فطموحي ليس له حدود، لذلك سأسخر كل طاقاتي وإمكانياتي للدفاع عن قميص الرجاء، فحين قبلت بعرض الرجاء آمنت بهذا المشروع واخترت أن أساهم بتجربتي المتواضعة في إنجاحه، وأظن بأن هذا هو الهدف الأسمى لكل مكونات الرجاء هذا الموسم.
ـ المنتخب: الجمهور الرجاوي يراهن عليك لتعويض رحيل متولي، فهل بإمكانك القيام بذلك الدور الذي كان يقوم به داخل النادي؟
القديوي: لكل لاعب طريقته وأسلوبه في اللعب وكذا شخصيته، لذلك لا أحب مثل هذه المقارنات، أحترم اللاعب متولي وباقي اللاعبين الذين مروا داخل فريق الرجاء، وسأقوم بدوري داخل الفريق وبما سيكلفني به المدرب باعتباره المسؤول الأول عن الفريق، وفي هذا السياق أقول بأنني لعبت الكرة قبل متولي لكني أحترمه كما أحترم كل اللاعبين ولا أريد أن أزيد في هذا الموضوع حتى لا يتم تفسير كلامي بشكل خاطئ.
ـ المنتخب: ألا ترى بأن انتقالك للرجاء جاء متأخرا نوعا ما بعدما كنت قريبا منه في بداية مسارك؟
القديوي: هنا لا بد من توضيح بعض الأمور، لأن هناك بعض الأشخاص ظلموا بخصوص هذا الموضوع ومنهم جمال فتحي، فقد قال البعض بأنه السبب في انتقالي لفريق الجيش الملكي وعدم انضمامي للرجاء، وهذا غير صحيح، فالرجل تعرض لظلم كبير، أتذكر جيدا تلك المرحلة التي كان يمنع فيها على أي لاعب الإنتقال لأي فريق آخر دون ترخيص من فريقه السابق، وحينها كنت في فئة الفتيان وأبدى فريق الرجاء رغبته في الإستفادة من خدماتي لكن الفريق الجديدي رفض العرض، وكان القانون يقول بأن قضائي سنتين بدون لعب يجعلني حرا ويمكنني من التوقيع للفريق الذي أريده، إخترت عدم الممارسة طيلة هذه المدة وقضيتها مع الرجاء داخل مركز الوازيس تمهيدا لإنضمامي الرسمي للفريق، لكن عند انقضاء المدة خصص لي الرئيس حنات أجرة شهرية لا تتجاوز 500 درهم، وحينها أحسست بنوع من الحكرة خاصة أني لم أكن أقطن بالدارالبيضاء، وكان القرار بالإنضمام لفريق الجيش الملكي لأن عرضه كان أفضل بكثير.
ـ المنتخب: خضت تجارب إحترافية في الخليج، هل كانت ناجحة في نظرك؟
القديوي: كانت تجارب جيدة، ففي قطر توجت كثالث أفضل لاعب في البطولة، وهذا إنجاز مهم بالنسبة لي في ظل تواجد لاعبين كبار منهم من مر بأعتد الأندية الأوروبية مثل لاعب الريال راوول وأسماء أخرى، مع العلم أن التجربة كانت الأولى لي بالبطولة القطرية، وفي الإمارات استطعنا الوصول لنصف نهائي الكأس وحققنا نتائج جيدة، شخصيا أعتز بهذه التجارب الإحترافية في ثلاث بطولات تعتبر الأقوى على المستوى الخليجي والأسيوي بإضافة تجربتي السابقة بالبطولة السعودية، ومن الطبيعي أن أستفيد من هذه التجارب التي أضافت الكثير لشخصيتي.
ـ المنتخب: من دون شك فعودتك للبطولة قد تمهد لك الطريق لتعزيز صفوف المنتخب المحلي، هل يراودك هذا الطموح؟
القديوي: أي لاعب يتمنى أن يحظى بشرف الدفاع عن القميص الوطني، لكن الأكيد أن طريق المنتخب ليس مفروشا بالورود، وأن مكاني ليس محجوزا لي، بل يجب علي أن أفرض وجودي أولا داخل فريقي، وأقنع الناخب الوطني بمؤهلاتي وباستحقاقي التواجد مع المنتخب والدفاع عن ألوانه، وهدفي الأساسي حاليا هو فرض وجودي داخل فريق الرجاء، وتقديم مستوى جيد ومباريات في المستوى، ومن دون شك فإن الناخب الوطني يتابع مباريات البطولة وسيختار العناصر التي يراها مناسبة والقادرة على منح الإضافة للمنتخب، وكلاعب مغربي أتمنى أن أكون من بين العناصر التي سيتم اختيارها، وحينها سأكون رهن إشارة الناخب الوطني.
ـ المنتخب: في ظل استعدادات الأندية الوطنية، كيف تتوقع بطولة الموسم القادم؟
القديوي: من دون شك ستكون بطولة قوية ومثيرة، وقد تكون أقوى من بطولة الموسم الماضي بحكم الإستعدادات المكثفة التي تقوم بها كل الأندية التي بادرت لتعزيز صفوفها بعناصر سواء من داخل الوطن أو خارجه، من دون شك فإن هذا الموسم سيعرف عودة قوية لبعض القوى التقليدية التي غابت عن المنافسة في الموسم الماضي ومنها الرجاء والجيش الملكي، وهذا ما سيرفع من حدة المنافسة وسيخدم مصالح البطولة الإحترافية، كما ينتظر أن يزداد الإقبال الجماهيري على متابعة المباريات، وهذا مهم جدا ويشكل نقطة مضيئة وعنصر قوة البطولة المغربية.
ـ المنتخب: هل تظن بأن الرجاء سيكون أحد المرشحين للتتويج باللقب؟
القديوي: بطبيعة الحال، فالأندية الكبيرة مثل الرجاء والجيش والوداد غير مسموح لها بلعب أدوار ثانوية أو تنشيط البطولة، فتاريخها لا يسمح لها بذلك، ومن غير الطبيعي ألا تنافس على الألقاب، قد تمر بمرحلة فراغ في موسم أو موسمين لكنها سرعان ما تعود للواجهة وهي أكثر قوة، لذلك أظن بأن الرجاء استفاد كثيرا من درس الموسم الماضي، وهذا الموسم سيكون مختلفا ويبقى أحد المرشحين الأقوياء للتتويج باللقب.
ـ المنتخب: وماذا عن مشاركتكم في كأس شمال إفريقيا؟
القديوي: هي فرصة جيدة بالنسبة للفريق للظهور مجددا على الساحة الدولية بعد الإخفاق في الموسم الماضي على واجهتي عصبة الأبطال الإفريقية وكأس الكاف، المنافسة جاءت في الوقت المناسب قبل انطلاق البطولة وستكون محطة إعدادية مهمة بالنسبة لنا نقيس بها مدى جاهزيتنا لدخول باقي غمار المنافسات الأخرى، كما أن احتضان مدينة الدارالبيضاء لهذه الدورة يمنح الإمتياز للرجاء الذي سيكون مساندا بجماهيره العريضة، وعلى العموم فهذه محطة مهمة سنعمل على استغلالها بشكل جيد ولم لا التتويج بهذا اللقب، ما سيعطي شحنة معنوية للاعبين يمكن أن تساعدهم في المستقبل.
ـ المنتخب: في ختام هذا اللقاء أترك لك مساحة حرة لتوجه من خلالها رسالة لجمهورك العريض؟
القديوي: أشكركم في البداية على هذه الإستضافة وهذه الفرصة التي منحتموها لي مجددا للتواصل مع الجمهور المغربي بصفة عامة، ولا تفوتني الفرصة لكي أشكر الجماهير الرجاوي على هذا الإستقبال وهذا الترحاب الكبير الذي خصتني به منذ أن علمت بتوقيعي في كشوفات الفريق، وأتمنى أن أكون عند حسن ظنها، كما أطلب منها بهذه المناسبة ألا تبخل على العناصر الشابة بدعمها ومساندتها لأنها المستقبل بالنسبة لفريق الرجاء، ونعدها من جانبنا بأننا سنبذل كل جهودنا في سبيل تحقيق نتائج جيدة وسندافع بكل استماتة عن قميص الفريق والهدف هو إعادة الرجاء للسكة الصحيحة والمنافسة على الألقاب المحلية والدولية، وأتمنى صادقا أن يحالفنا التوفيق وننجح في إدخال السعادة لكل هذه الجماهير الوفية التي تضحي من أجل فريقها.
بطاقة الزئبق
الإسم الكامل: يوسف قديوي
من مواليد: 8ـ9ـ1984
الطول: 1.75م
الوزن: 70 كلغ
المركز: مهاجم
الفريق الحالي: الرجاء البيضاوي
الصفة: دولي سابق
مبارياته الدولية: 5
أهدافه الدولية: 1
أول مباراة دولية رسمية: جنوب إفريقيا ـ المغرب: 2ـ2 (الأحد 27 يناير 2013 ـ نهائيات كأس إفريقيا للأمم بجنوب إفريقيا)
أول هدف دولي: المغرب ـ ناميبيا: 2ـ1 (12 يناير 2013 ـ مباراة ودية)
مشواره كلاعب:
2003ـ2008: الجيش الملكي
2009ـ2011: الوحدة السعودي (26 مباراة ـ 10 أهداف)
2011ـ2012: الوداد البيضاوي (23 مباراة ـ هدفان)
2012ـ2013: الجيش الملكي (36 مباراة ـ 6 أهداف)
2013ـ2014: الخريطيات القطري (23 مباراة ـ 8 أهداف)
2014ـ2015: الظفرة الإماراتي (14 مباراة ـ 6 أهداف)
منذ يونيو 2015: الرجاء البيضاوي
- إنجازاته كلاعب:
فاز بلقب البطولة الوطنية مرتين مع الجيش (2005 و2008)
فاز بلقب كأس العرش 5 مرات مع الجيش (2003ـ2004ـ2007ـ2008ـ2009)
فاز بكأس الكونفدرالية الإفريقية سنة 2005 مع الجيش
وصيف بطل الكونفدرالية الإفريقية سنة 2006 مع الجيش