شرف لي أن يربطوني بريال مدريد ولن أبقى طويلا بميونيخ
الصحافة الـمغربية وضعتني في خلاف مع بيب وهو أمر محزن
لست نيبت جديد ولا أضع نفسي في مقارنات مع الآخرين
وجدت في الزاكي الـمدرب الذي صالح الأسود مع محيطهم
أتذكر جيدا ما قاله لي رومنيغي وموازين إفريقيا إختلت

إختار كلماته بعناية وهو يحلق مع «الـمنتخب» عبر مواضيع مختلفة إذ لم يتردد قائد دفاع الأسود ونادي بايرن ميونيخ الـمهدي بنعطية في الحديث عن كل الأمور الـمرتبطة بحاضره في القلعة البافارية، في ظل الأخبار الـمتناسلة كالفطر والتي نربطه في الـمرحلة الراهنة بأكثر من فريق.
وضع النقط على الحروف وتحدث بصراحته الـمعتادة عن أخر مستجداته، إنطلاقا من علاقته بمدربه الإسباني بيب غوارديولا وزميله في الفريق فرانك ريبيري لغاية ثقة رومينغي بإمكانياته، وعرج بنعطية على الـمجهودات التي بذلها في تداريبه بمركز الـمعمورة خلال عطلته بالرباط لينخرط بعدها في تداريب البايرن دون مركب نقص، ولم يترك صمام دفاع الـمنتخب الوطني الـمغربي الفرصة تمر دون أن يؤكد تفاؤله بمستقبل الأسود، ورغبته في عدم ضياع جيل من اللاعبين قال عنه أنه يستحق لقبا قاريا مع الزاكي بادو الذي وصفه بالـمدرب الكبير.

الـمنتخب: فريقك بايرن ميونيخ شرع في تداريبه وأنت تواصل التحضير بالرباط خلال شهر رمضان إستعدادا لإنطلاق الـموسم الـمقبل من «البوندسليغا»، متى ستلتحق بالـمجموعة البافارية ؟
بنعطية: في الحقيقة التداريب لم يلتحق بها كافة اللاعبين هناك فقط الشبان وبعض العناصر التي لم تكن مرتبطة بمنتخبات بلدانها في الآونة الأخيرة، الدوليون الألـمان يتدربون على إنفراد في الأماكن التي يقضون بها عطلهم، ولكي لا نصل متأخرين من الناحية البدنية التي يكون التركيز عليها كثيرا في بداية كل موسم رياضي نحرص على مواصلة التدرب بشكل يومي.
تدربت بشكل جيد بالـمركز الوطني الـمعمورة وأشكر الجامعة الـملكية الـمغربية لكرة القدم التي هيأت لي كل ظروف الإشتغال من أجل التحضير بشكل جيد للحفاظ على البرنامج الذي تم تسطيره لي بشكل منظم من قبل الـمدرب غوارديولا.
الـمنتخب: مواصلة التداريب في شهر رمضان بالـمغرب مع إرتفاع درجة الحرارة خلال هذا الصيف، ألم يشكل لكـ عائقا ؟
بنعطية: بطبيعة الحال الحرارة تعيقني خلال تداريبي اليومية خاصة وأنني أبدأ التمارين على الساعة العاشرة صباحا تحت أشعة شمس حارقة كما كان الشأن العام الـماضي عندما تدربت بمركب مراكش، صراحة تعودت منذ أن شرعت في اللعب على أعلى مستوى على الإستشارة مع الأطباء للإفطار في الأيام التي أتدرب فيها، لكنني أستدرك ذلك مباشرة بعد الشهر الفضيل عندما تكون الفرصة مناسبة.
الصيام مع الـمجهود البدني الكبير الذي أبذله يوميا فيه خطر كبير على العضلات والجسم بكامله فهو يحتاج لنسبة كبيرة من الـماء، كما ذكرت سابقا عندما أتفرغ وفي أيام عطلتي أصوم بشكل عادي لتدارك ما فاتني.
الـمـنتخب: طيلة الأيام الـماضية لا حديث في الصحف العالـمية إلا عن إمكانية إنتقالك لريال مدريد لتعويض رحيل محتمل للإسباني سيرجيو راموس صوب مانشستر يونايتد، ماذا تقول في هذا الصدد ؟
بنعطية: ما يمكنني أن أقوله هو أن سيرجيو راموس لاعب رائع وهو الأفضل في العالم في مركزه، شخصيا أنا سعيد داخل بايرن ميونيخ لأنه ناد كبير تحصلت معه على لقب البطولة الألـمانية ولعبت رفقته نصف نهائي عصبة الأبطال الأوروبية، قضيت مع الفريق سنتي الأولى وأمامي أربع سنوات أخرى وهدفي القادم هو إنتزاع لقب «التشامبيونسليغ».
كما تعلمون في كرة القدم لا شيء مستحيل وشخصيا لا أريد الحديث خلال فترة «الـميركاطو» لأن الإشاعات تكون كثيرة.
لا يمكنني أن أجزم بأنني باق بصفة رسمية ومؤكدة مع بايرن ميونيخ، ولا يمكن أن أصرح بأنني سأرحل صوب فريق أخر، صراحة ربط إسمي بفريق من حجم ريال مدريد جعلني أحس بفخر كبير.
الـمنتخب: وقبل ذلك تم الحديث أيضا عن إهتمام برشلونة، إنتر ميلان وجوفنتوس ؟
بنعطية: كل هذه أمور رائعة قرأت عنها الكثير في الصحف لكنني أركز كثيرا على التداريب وأتوق لإستئنافها بشكل يومي مع فريقي، في عالم كرة القدم هناك مستجدات يومية لذلك لا أريد أن أتسرع وأقول أشياء لايمكن أن تحصل، تعلمت في الإحتراف أن لا آخد إلا بالأشياء الرسمية فقط .
الـمنتخب: بغض النظر عن موضوع الإنتقالات قربنا الـمهدي من نوعية علاقتك بالـمدرب الإسباني بيب غوارديولا، خاصة وأنه في بعض الفترات كان نقاش قد أثير حول عدم التفاهم بينكما ؟
بنعطية: بيب كان لاعبا رائعا ووهو اليوم واحد من أكبر الـمدربين في العالم، فاز بعدة ألقاب، يرتاح لي كثيرا وأتطور معه بإستمرار، ما أحبطني هو أنه في الـمغرب هناك بعض وسائل الإعلام كتبت أخباراً خاطئة عني، كوني إختلفت مع الـمدرب وبأنه طالب برحيلي في يناير الـماضي وكل هذه الأمور لا أساس لها من الصحة.
الـمشكل الوحيد الذي كان هو أنني تعرضت لبعض الإصابات الـموسم الـماضي وهو ما أقلقه كونه كان محتاجا لي بشكل كبير، وحتى قبل أن أخلد للراحة قال لي بالحرف بأنه يتمنى أن لا أعود لبايرن ميونيخ مصابا وبأن أتدرب بجدية كبيرة.

ADVERTISEMENTS


أعود وأكرر عبر جريدة «الـمنتخب» بأن علاقتي رائعة بغوارديولا وبكافة أعضاء الطاقم التقني وبالرئيس رومينيغي الذي يكن لي كامل الإحترام.
المنتخب :أعود بك للإقصاء الذي تعرضتم له أمام برشلونة في نصف نهائي عصبة الأبطال الأوروبية، أكيد أنكـ عشت فترة صعبة وهدفك الجميل في مرمى الفريق الإسباني لم يكن كافيا لتحقيق التأهل ؟
بنعطية: نعم كانت فترة إحباط كبيرة تخيل أنني أتحدث عنها لحد الأن مع أصدقائي حتى في فترة العطلة، ما أنا متأكد منه أننا تأثرنا بالإصابات ولو كان بايرن مكتمل الصفوف لـما تمكن برشلونة من إقصائنا مع إحترامي الكبير لهذا الفريق الرائع.
لعبنا أمامهم مباراة نهائية قبل الأوان كما قال الـمختصون وبعد نيلهم لقب عصبة الأبطال، ما علينا سوى تهنئتهم على الـمجهود الذي بذلوه، والنظر للموسم الـمقبل بعين التفاؤل لأن هدف الفريق الألـماني الـموسم الـمقبل يتمثل في الـمنافسة على اللقب الأوروبي.
الـمنتخب: نعرف أنك ترتبط بصداقات مع رفاقك في بايرن ميونيخ، لكن الأقرب لك هو فرانك ريبيري، الذي رفضت بمعيته إلتقاط صورة لإحدى الـمشروبات الكحولية، وهو الأمر الذي تفاعل معه الـمغاربة بشكل جيد والـمسلمون عبر العالم ؟
بنعطية: بايرن ميونيخ فريق كبير يحترم لاعبيه ويحترم إنتماءاتهم ودياناتهم، لذا عندما رفضت بمعية ريبيري الذي إعتنق الإسلام إلتقاط صور إشهارية لإحدى الـمشروبات الكحولية، إحترمونا ولم يكن هناك أي ضغط من الـمسؤولين وهذا شيء رائع.
بالنسبة لريبيري فهو إنسان مرح ورجل بمعنى الكلمة ولاعب بإمكانيات هائلة، بدوره لا يشرب الكحوليات، وأثناء الإحتفالات بألقاب بايرن ميونيخ دائما ما يحرص على الحضور في الصور التذكارية وبعدها يختفي وكأن الأرض تبتلعه.
الـمنتخب: بعد موسمك الأول بالبوندسليغا ما هي بنظرك أوجه الإختلاف بين البايرن وبين فريقك السابق روما الإيطالي ؟
بنعطية: الفرق بين بايرن وروما يتمثل في التنظيم، صراحة الفريق الألـماني أكثر بكثير من نادي لكرة القدم وبالأخص فيما يتعلق بصورته وكل الأشياء الـمحيطة به.
روما فريق كبير في إيطاليا يعملون وفق مشروع متأكد أنهم سينجحون فيه، لكن أظن أن بايرن ميونيخ سبقهم على الـمستوى الأوروبي وصنع لنفسه إسما خاصا بحرص مسؤولوه على أدق التفاصيل وعدم ترك أي شيء للصدفة وهذا أمر رائع .
الـمنتخب: ما هي الأهداف التي ستشتغلون عليها الـموسم الـمقبل؟
بنعطية: كما تعرف الأندية الكبيرة في كل موسم تنافس على الثلاثية، أتذكر جيدا أول كلام قاله لي رومينغي من أن الـمنافسة لن تكون منحصرة فقط على لقب «البوندسليغا»، ولكن على كافة الواجهات، صراحة كنت سعيدا بالتتويج هذا الموسم بلقب البطولة الألمانية ،لكن أتمنى أن أكون في الموعد الـموسم الـمقبل وأنال لقب عصبة الأبطال فهو لقب جد مغري والجماهير تعشقه كثيرا .
الـمنتخب: العديد من الـمغاربة لقبوك بــ «نيبت الجديد» هل وضعت نفسك في الـمقارنة معه يوما ؟
بنعطية: أبدا لم أضع يوما نفسي في الـمقارنة مع نيبت ولا أحد من اللاعبين، أحترمه كثيرا كونه كان لاعبا كبيرا قدم للكرة المغربية الشيء الكثير ،وأتمنى أن أسير بثبات في مسرتي الكروية .
أسمع في بعض الـمناسبات أن هناك من لقبني بــ «نيبت الجديد» وأحس بعدم إرتياح، نيبت كان لاعبا كبيرا لم يكتب لي مشاهدة كافة مبارياته وعندما أتابع بعضا من «الفيديوهات» الخاصة به في الفترة التي قضاها مع ديبورتيفو لاكورونيا أجده من بين أفضل الـمدافعين في العالم في مركزه ،صراحة أحترمه كثيرا خاصة وأنني جاورته في الفترة التي كان فيها مستشاراً لرئيس الجامعة وفي مناسبات أخرى إنه شخص رائع.
الـمنتخب: لنعرج الـمهدي على الـمنتخب الوطني الـمغربي، هل كان صعبا تحقيق الإنتصار على الـمنتخب الليبي في أول مباراة ضمن إقصائيات كأس إفريقيا ؟
بنعطية: تعقدت الأمور في القارة الإفريقية ولم يعد هناك منتخب صغير وأخر كبير الكثير من الجماهير إنتظرت فوزنا بأربعة أهداف أو خمسة، لكن لاشيء من ذلك حصل أمام منتخب ليبي تراجع للوراء كثيرا وكان ينتظر أدنى هفوة منا.
نعرف أننا لم نقدم مباراة كبيرة لكن الأهم هو الحصول على ثلاث نقاط، نتوفر على لاعبين من المستوى العالي كعمر القادوري، وهدفنا كما تحدثت مع حسين خرجة هو إعادة الـمنتخب الوطني الـمغربي للواجهة والمنافسة على لقب قاري، لأن بلدا كالـمغرب يستحق منا الكثير من التضحيات .
الـمنتخب: لنتحدث عن عمق دفاع الـمنتخب الوطني الـمغربي، صراحة المهدي هل ترتاح اللعب إلى جانب عصام العدوة أو مروان داكوسطا ؟
بنعطية: هذا السؤال يطرح علي لمدة سبع سنوات وصدقني لم يسبق لي أن صرحت بإسم أي لاعب أرتاح في اللعب معه في عمق الدفاع ،في الفترة الحالية سواء عصام أو داكوسطا أو الكوثري أو القنطاري لا يمكن أن أعلق عليه لأنني أحضر للعب مع المنتخب الوطني خدمة لبلدي .
أركز فقط على مردودي وعطائي داخل الملعب ،لا أتخيل نفسي أصرح في حوار صحفي أنني أرتاح اللعب مع لاعب على حساب الآخر، اللاعبون مدعوون أكثر للتركيز على مردودهم والـمدربون هم المخول لهم وضع الأسماء التي يرونها صالحة لهم .
عموما يختلف الحضور داخل الفريق عنه في المنتخب، ففي الأول تبحث كل أسبوع عن ضرورة اللعب كأساسي وفي الثاني تتمنى أن تسعف النتائج الفريق الوطني فقط مهما كانت الأسماء التي تلعب أساسية .
الـمنتخب: حدثتنا في البداية عن علاقتك مع غوارديولا ،قربنا من طريقة إشتغال الزاكي بادو وأنت الذي لعبت تحت إمرة عدة مدربين تعاقبوا على المنتخب الوطني ؟
بنعطية: أكن الإحترام لكل الــمدربين الذين إشتغلت معهم هذا واقع، لكن صدقني الزاكي مدرب كبير وقادر على تحقيق الـمزيد من النتائج الإيجابية مع الـمنتخب الوطني الـمغربي، بعدما خلق أجواء رائعة بالـمنتخب الوطني وأتمنى من اللاعبين كل من جهته أن نلعب بروح مغربية لكي نسعد الجمهور الـمغربي الذي نعرف أنه ينتظر منا الكثير كي نقدمه له.
الـمنتخب: في مجموعتنا يظهر منتخب الرأس الأخضر منافسا قويا أليس كذلك ؟
بنعطية: لم أعد أعترف بمنتخب قوي وأخر سهل ،حتى منتخب ساوطومي الذي نجهله لا بد وأن نواجهه بحذر شديد، فمن كان يقول أننا سنتعذب قبل الفوز على ليبيا في المباراة الأولى ،الكرة لا تخضع لأي منطق ،وسنكون مطالبين باللعب بحذر كبير في الفترة المقبلة سواء داخل المغرب أو خارجه .