في حوار للمنتخب أكد عزيز العامري مدرب أولمبيك أسفي أن عودته إلى الفريق العبدي وحقق معه مسارا كان بمثابة الإنطلاقة الحقيقة له في مساره الرياضي كمدرب، حيث تعلم أبجديات التحدي والمغامرة في مجال كرة القدم كمدرب، هي عودة للمنبع، وأوضح العامري أنه كان دائما يتطلع للعودة إلى ألأولمبيك قصد تحقيق أمنية عائلته الصغيرة، وإهداء جماهير الفريق لقبا سيكون له طعم خاص، ولم يستبعد العامري أن يتنافس الأولمبيك على إحدى المراتب الأمامية المؤدية للمنافسات الإفريقية والعربية إذا ما ظهرت معالم ذلك وتمهدت أمامه الطريق لبلوغ الهدف.
مؤكدا في هذا حوار « للمنتخب» بأنه رجل التحدي ولا يخشى ضغط الجمهور وهمه الأساسي هو كسب الرهان، والعودة بالأولمبيك إلى سكته الصحيحة، مشيرا بأن الجميع وقف على نقائص الفريق والكل مطالب بتصحيحها قبل فوات الأوان، وأوضح الإطار الجديد القديم أن الأولمبيك له من الإمكانيات ما يؤهله لذلك بأقوى دفاع وأقوى هجوم والتشبث باللاعبين الشباب، وفي ما يلي نص الحوار:
- كيف جاءت عودتك لفريق الأولمبيك؟
«عودتي جاءت عن قناعة ،فالمثل المغربي يقول الدار لي رابت ما يبنيها غير مولاها، فبعد مغادرتي لفريق الحسيمة كانت لي العديد من العروض من فرق وطنية وخليجية لكنني فضلت أولمبيك أسفي الفريق الذي عشت معه أياما جميلة، ومع هذا الفريق سطع إسم العامري، الحمد لله آنا اليوم في بيتي وبين أسرتي لكي نقوم بعمل جاد إن شاء الله».
- كيف هي الأجواء الحالية داخل الأولمبيك؟
«الحمد لله الأجواء عادية وستكون في تحسن مع مرور الأيام، بعد أن يستوعب اللاعبون طريقتي في العمل، صحيح أننا ما زلنا في بداية الإستعدادات، لكننا أكيد سنصل مع مرور الوقت لما يطمح له الجميع، فليس أمامنا من خيار سوى العمل بالوسائل المتوفرة، وليس من الطبيعي البكاء على الأطلال، وأعشق التحدي، والأكيد أن هذا تحد شخصي وأتمنى أن أنجح فيه مع الأولمبيك».
لكن الصدفة لعبت دورا كبيرا في عودتك إلى الفريق الذي تربيت بين أحضانه، أليس كذلك؟
«لا أنفي ذلك، لكن صدقني إذا قلت لك إنني كنت دائما أرغب في العودة إلى الأولمبيك، وإهداء جماهيرها لقبا، وهذه ليست أمنيتي لوحدي، بل هي أمنية كل أسرتي، خصوصا أنني من صنع أهم إنجاز مع هذا الفريق وما زلت أحتفظ به في ذاكرتي، في الوقت الذي عجز فيه الكثيرون عن تحقيق الأمر ذاته، ومع فريقي الجديد / القديم الذي تربيت بين أحضانه سأعمل كل ما في وسعي لإرضاء جماهيره الذي استقبلتني بالورود».
- هل يشكل الأمر ضغطا إضافيا عليك؟
«كلا، بل هي أمنية أتمنى تحقيقها، وهي أقوى من الضغط الذي تتحدث عنه، والذي لم يعد له مكان في نفسيتي بفعل المحطات الكروية التي مررت بها في مسيرتي الكروية، أنا الآن أمام اختبار حقيقي، وأتمنى تجاوزه بنجاح لإسعاد عائلتي الصغيرة والكبيرة بمدينة أسفي».
- هذا يعني أنك ستقوم بتغييرات في فترة الإنتقالات؟
«بطبيعة الحال، فالجميع يسير معي في هذا الطرح، بعدما نقف على نقائص الفريق في بداية الموسم، وهذا يعني أنني مطالب بإحداث بعض التغييرات، لكن على كل حال أتمنى أن يثبت اللاعبون مؤهلاتهم التقنية والبدنية، وربما أكون مخطئا في رؤيتي، لكن ما يهمني هو عملي الذي أقوم به مع الفريق وأداءه ونتائجه وأنهم أهل للدفاع عن القميص، وسيكون فريق الاولمبيك مستقبلا في حلة جديدة مع انطلاقة البطولة الإحترافية، الآن نحن نعمل من أجل معرفة الخصاص الذي يشكوا منه الفريق في ما تبقى من الفترة التي تفصلنا عن فترة الإنتقالات الصيفية، وكن متأكدا أنني سأكون سعيدا بذلك رفقة جميع مكونات الفريق الأسفي».
- وماذا عن التغييرات التي أحدثتها في الطاقم التقني للأولمبيك؟
«صحيح هناك بعض التغييرات ولكل مدرب طاقمه التقني الذي يثق في إمكانياته، وأنا لم أخرج عن القاعدة، وأعتقد أن الأشخاص الذين يشتغلون إلى جانبي لا يمكن التشكيك في إمكانياتهم، وأنا مسؤول عن اختياراتي.
وبالتالي فإن الأشياء التي لا يستطيع اللاعبون البوح بها ستكون لدى الطاقم المحاور لي، يمكنهم الإفصاح بها إليهم، وهذا في حد ذاته مكسب لي وللفريق، ثم إن نقص التجربة التي يتحدث عنها البعض يمكن اكتسابها مع توالي المباريات، وليس بتهميش الكفاءات. لقد منحني آخرون الفرصة لكي أصبح اليوم ما أنا عليه، وبدوري منحتها للواصيل وبنخاتي وعبد الرزاق بلمجاهد وعبد الله بلكبري وأنا متأكد من نجاحهم».
- ما هو البرنامج الذي ستعتمدونه خلال هذه الفترة؟
«نحن داخل أولمبيك أسفي نعمل وفق برنامج مسطر بين المكتب المسير والإدارة التقنية للفريق، أولا لدينا مسعكر خاص داخل الإقليم للبحت عن المواهب الشابة بالفئات الصغرى وتجريب اللاعبين الذي يمكن لنا تطعيم الفريق بهم لسد الخصاص في بعض المراكز ،ثانيا سيكون لنا معسكر مغلق بمنطقة ما خارج المدينة للتركيز على ما هو تقتي إن شاء الله بعد رمضان تتخللها مجموعة من المباريات الودية. وهي فرصة للوقوف على جاهزية بعض اللاعبين خصوصا منهم الجدد».
- كيف تتعامل داخل الاولمبيك مع ضغط الجماهير؟
أولمبيك أسفي يملك قاعدة جماهيرية كبيرة، كما أنه فريق لايستهان به، ومحكوم عليك أن تعيش تحت الضغط ما دمت مدربا له، كما أن اللاعب الذي يحمل قميص الفريق ينبغي أن يعي هذه المسألة جيدا، فقد يأتي أحيانا لاعب كبير من الناحية التقنية والبدنية، لكنه قد لا يحتمل كل هذا الضغط، فيقل عطاؤه داخل رقعة الملعب، وقد يغادر إلى فريق أقل جمهورا، ويقدم عطاء أحسن.
وهنا أود أن أقول إن أهم المعايير التي ينبغى أن تؤخذ بعين الاعتبار في الإنتدابات هي التوازن النفسي للاعب، ومدى قدرته على تحمل الضغط، لأن الفنيات والمهارات التقنية قد تكون سلبية إذا كان اللاعب شارد الذهن.
- ما هو طموحكم على مستوى الإستحقاقات المقبلة التي تنتظركم؟
«نحن واعون بالمسؤولية الملقاة على عاتقنا لخوض الاستحقاقات القادمة، كما قلت لنا مكتب بمشروع حداثي في مجال كرة القدم، لنا طاقم تقني يعرف كيف يقسم أوقات التداريب كي يسترجع اللاعبون أنفاسهم ولياقاتهم البدنية، وإن شاء الله سنشرف مرة أخرى فريق أولمبيك أسفي لكرة القدم المغربية في مبارايات البطولة الإحترافية، وسندافع عن حظوظنا بقوة كسائر الفرق الوطنية، وفيما يخص البطولة فهدفنا هو احتلال أحد المراتب الست الأولى، وإذا ما تحقق إنجاز أفضل فسيكون ذلك من فضل الله، لأن اللقب ليس من أهدافنا خلال الموسم الرياضي المقبل.
- بالتركيبة الحالية ومقارنة مع المنافسين، هل تعتقد أنكم قادرون على الصمود في وجه الخصوم وتحقيق الهدف؟
«لو حرصتم على التمحص في الترسانة البشرية التي هي تحت تصرفي الآن لوصلتم لحقيقة التشبيب الذي شرعنا فيه، والأسماء الواعدة التي تسلمت المشعل بدون مركب نقص، أظن أنه بهذه المجموعة سنتوصل إلى توليفة متناغمة لا تتطلب الكثير من الروتوشات، لأنني أؤمن بأن المجموعة هي من صنع نجاح الفرد وليس العكس، والحمد لله التركيبة البشرية الحالية سنعتمد عليها وهي تضم أسماء وازنة للوقوف أمام أعتد الأندية الوطنية.
- أنت تعلم أن الجمهور الأسفي يريد دائما النتائج الإيجابية؟
«لن أبيع الوهم ولن أبني قصورا في الرمال، فكلنا نريد النتائج الإيجابية وحصد الألقاب، لكن هناك أمور لا يمكن تحقيقها في ظرف معين وقد تكون سهلة في أوقات أخرى، فالكل يعلم مدى المعاناة التي سنجدها عند مواجهة الفرق الوطنية لأن الكل يطمح لتحقيق ذلك، نحن في بداية التحضيرات التي سيكون لها دون شك أثر كبير سواء الآن أو في مراحل قادمة من هذا الموسم، لذلك علينا جميعا الصبر، وأنا أعتقد أنه من الحكمة إنتظار بداية البطولة حتى ننسجم معها، خاصة وأننا سنخوض بعض المباريات بعيدا عن أسفي.
- كلمة أخيرة..
«أنا الآن بصدد تشكيل فريق قوي وجاهز للمنافسة، وليس فريقا يظهر ويختفي، «بغيت فريق يتنافس على المراتب الأولى كل عام»، فأولمبيك مؤسسة قائمة الذات، وينبغي أن تدخل إلى البطولة الإحترافية على قواعد صلبة، كما أن القاعدة الجماهيرية التي يتوفر عليها الفريق تستحق نتائج أحسن من النتائج التي تتحقق.
وبكل صراحة فلدينا كتقنيين ولاعبين ومسيرين مسؤولية كبيرة تجاه هذا الجمهور العريض، وأن نهدي له 90 دقيقة من المستوى الرفيع، وإن شاء الله سيكون لنا فريق قوي قادر على إسعاد الجماهير الأسفية وخوض مباريات البطولة الإحترافية بشكل جيد، كل ما أتمناه هو دعم الفريق وتشجيعه بروح رياضية عالية».
حاوره: عبد الهادي احميمو