عانينا من العياء، لكنه ليس بمبرر
نسينا الهزيمة وتفكيرنا منصب على الـمباريات القادمة
لن أنسى الـمدرب السكتيوي هو من اقحمني في أول مباراة ضد إتحاد طنجة
أصوم وأصلي وأحترم تعاليم الدين الإسلامي
عندما يقرر السنيغالي مرتضى فال تمديد عقده مع فريقه الـمغرب التطواني، فإن لذلك معنى واحدا أن مرتضى فال مقتنع بأن اللعب مجددا للحمامة البيضاء هو بمثابة عودة للأصل، برغم توصله بالعديد من العروض التي تسيل اللعاب من أندية مغربية وخليجية، ورأى في البقاء إلى جانب الحمامة فرصة لـمواصلة التألق والحضور في الـمحافل الكبرى.
مرتضى فال يراهن في الـموسم الجديد على نسج أفراح جديدة وعلى تأمين دفاع الفريق الذي مني مع كامل الأسف بأول هزيمة في دور الـمجموعتين في كأس عصبة أبطال إفريقيا أمام سموحة الـمصري، وقال فال في هذا الصدد بأن الفريق ضيع على نفسه فرصة العودة بالفوز.
“الـمنتخب” حاصرت مرتضى فال بالإسكندرية وجست نبض هذا الـمدافع الصلب وبقائه مع الـمغرب التطواني لـموسم إضافي، وما يتطلع إليه وما يصبو إليه.
تعالوا إذا نبحر إلى عالم النخلة السنيغالية..
الـمنتخب: تعرضتم لأول هزيمة في مشواركم بدور الـمجموعتين، هل يمكن القول أنكم هزمتم أنفسكم بنفسكم؟
فال: فعلا كانت خسارة مرة، لم نكن نتوقع هذا السيناريو خاصة وأننا كنا متقدمين بهدفين في الجولة الأولى، وكان بالإمكان أن ننهيها بأكثر من هدفين لو إستغلينا الـمحاولات التي أتيحت لنا، مع كامل الأسف جاءت هذه الهزيمة بهذه الطريقة الـمحزنة، والواقع لم نواجه فريقا كبيرا يوازي حجم الأهلي، وبالـمقابل لا بد من الإعتراف بأننا إرتكبنا بعض الأخطاء في الـمباراة، أنا حزين لهذه الهزيمة حيث كنا نراهن على الفوز بعد تعادل مازيمبي والهلال السوداني، الـمهم سنعمل على تفادي النتائج السلبية في الـمباريات القادمة، وما زال الـمشوار طويلا في هذه الـمسابقة وسنعمل على إستعادة النقاط الضائعة لنقوي حظوظنا.
الـمنتخب: ألن ستؤثر عليكم هذه الهزيمة في باقي الـمباريات؟
فال: نتوفر على عناصر مجربة، بإمكانها أن تعمل على الدفاع عن حظوظها إلى آخر لحظة، فالحظوظ ما زالت قائمة ويجب أن نكون في الـمستوى الـمطلوب في الـمباريات القادمة بدون أخطاء، أمامنا الوقت لكي نصحح اخطاءنا ونتهيأ بشكل صحيح، لاعبونا يتوفرون على تجربة مهمة ولا أظن بأن الهزيمة ستؤثر عليهم أو ستنال من عزيمتهم، تعرفون أننا أنهينا الـموسم منذ شهر ماي وكان لا بد من الحفاظ على اللياقة البدنية التي أخذت منا في الجولة الثانية لغياب الـممارسة، في إعتقادي لا يجب أن نقف هنا فالهزيمة ليست نهاية العالم، قد تكون حافزا كبيرا لنا في الـمباريات القادمة لنكون عند حسن ظن الجمهور الـمغربي والتطواني وتشريف الكرة الـمغربية أحسن تشريف.
الـمنتخب: ألم يكن للصيام تأثير على اللاعبين في هذه الـمباراة؟
فال: قد يكون هذا العامل موجودا وقائما ولكن تبقى اللياقة البدنية هي السبب في إنهيارنا في الجولة الثانية بعد أن بذلنا مجهودا بدنيا كبيرا في الجولة الاولى، إستغله الفريق الخصم في الجولة الثانية، ومع ذلك لا يجب أن نختبئ وراء هذه الـمبررات، الهزيمة يجب أن تعلمنا الدرس في باقي الـمباريات.
الـمنتخب: هل تشعر بأنه بمقدور الـمغرب التطواني أن يعود سريعا لأجواء الـمنافسة على الواجهة الإفريقية بعد الخسارة أمام سموحة؟
فال: بكل تأكيد، نحن كلاعبين نعرف جيدا ما ينتظرنا وما يتطلبه منا اللعب على كل الواجهات الـمعروفة
نعرف أن لنا عناصر تتوفر على التجربة وأبانت عن علو كعبها عندما فازت بلقبين للبطولة في ثلاث سنوات ولها حماس كبير للمنافسة على ألقاب أخرى.
من أهدافي في الـموسم الجديد الفوز بإحدى الألقاب وتشريف الكرة الـمغربية للحفاظ على الـمكتسبات التي تم تحقيقها وسنكون إن شاء الله في الـموعد لننجز مشاركة مشرفة في عصبة الأبطال الإفريقية التي تعتبر واحدة من أكبر رهانات الـمكتب الـمسير، برغم الهزيمة الأولى التي تعرضنا لها أمام سموحة، إن شاء الله سنتدارك الـموقف لكون حظوظنا ما زالت قائمة بعد تعادل فريقي مازيمبي والأهلي.
الـمنتخب: أصبحت واحدا من ركائز الـمغرب التطواني، أود أن أعرف كيف تعيش بهذه الـمدينة؟ وكيف إندمجت في تقاليدها وعاداتها؟
فال: تطوان ليست غريبة عني، فهي قريبة من قلبي ووجداني، كما أنني لم أحس أبدا بالغربة وأنا أعيش بين السكان التطوانيين أو إنسان غريب أو أحمل جنسية بلد آخر، أنا أعز هذا البلد الذي وجدت في ناسه الطيبوبة والـمعاملة الجيدة، لذلك أقول إن تطوان مدينة رائعة بسكانها الطيبين، وما ساعدني على ذلك هو الإهتمام الذي وجدته من مسؤولي الفريق وعلى رأسهم رئيس الفريق الحاج عبد الـمالك أبرون الذي أعتبره أبي الثاني والذي شملني بعناية كبيرة وأنا ممتن له صراحة، لذلك قررت تجديد عقدي مع الفريق لـموسم آخر بعد أن كنت قد توصلت بعدة عروض من أندية مغربية وخليجية
الـمنتخب: لذلك قررت تجديد عقدك مع الفريق وإن كنت تلقيت العديد من العروض بصفقات خيالية؟
فال: فعلا كانت لي مجموعة من العروض من أندية خليجية ومغربية، لكن في قرارة نفسي كنت متحمسا لأن أجدد عقدي مع فريقي الـمغرب التطواني الذي كنت وما زلت مرتبطا به وجدانيا ولا يمكنكم تصور الفرحة العارمة التي غمرتني عندما جلست مع رئيس الفريق الحاج عبد المالك أبرون الذي وجدت فيه كل الدعم والـمساندة، لذلك وجدتني أقبل العرض بلا تردد مفضلا إياه على عدة عروض أخرى كانت بصفقات خيالية وأقول لك أنني إستجبت لنداء القلب أولا.
الـمـنتخب: ولكن الأمور تختلف عن هذا الطرح، بمعنى أن اللاعب يجب ان يفكر في مستقبله أولا؟
فال: صحيح أن مشوار اللاعب يخطط له بطريقة عقلية ليحقق الإستفادة الرياضية ثم الـمادية، لكننا أحيانا نجد أنفسنا كلاعبين مدفوعين لأن نختار أندية نرتاح لـمحيطها ولجماهيرها ونؤمن أنها ستحقق لنا النجاح الرياضي الكامل برغم أن النجاح الـمادي ليس بنفس مستوى النجاح الرياضي، دعني أقول لك أن هناك جانبا مهما يجذبني باستمرار للمغرب التطواني، وهو الحب الكبير الذي يظهره الفريق للاعبين وأعضاء الـمكتب الـمسير والجماهير، لذلك وجدتني إخترت الحمامة لنحلق بها عاليا في سماء الكرة الـمغربية ثم الإفريقية، بعد تأهلنا لدور الـمجموعتين في كأس عصبة أبطال إفريقيا الذي نعتبره إنجازا تاريخيا للمغرب التطواني، فبرغم خسارتنا في أول مباراة أمام سموحة الـمصري إلا أننا قادرين على تجاوز هذه الكبوة في الـمباريات القادمة.
الـمنتخب: ما الذي جعل الـمغرب التطواني فريقا محترفا، وكيف هي العلاقة بينك وبين اللاعبين؟
-فال: الـمغرب التطواني يبقى على الدوام أكثر الفرق مثالية وتنظيما في الـمشهد الكروي الـمغربي، بالطبع تغيرت العديد من الأمور وجدت كل شيء على أحسن ما يرام، جميع اللاعبين الذين جاورتهم قبل رحيلي إلى البطولة الكويتية ما زالوا حاضرين داخل التركيبة البشرية، وهذا عامل إيجابي يوحي بأن الفريق عمل على إستقراره التقني والإداري وهو الأمر الذي سيساعده لا محالة على تحقيق مزيد من النجاحات والألقاب لكون شهيتنا ما زالت مفتوحة في الـمنافسات القادمة.
الـمنتخب: هل يمكن أن نربط تجديد عقدك مع الـمغرب التطواني بالإستحقاقات الكبيرة الوطنية والقارية التي كانت تنتظره منها عصبة الابطال، فالفريق كان محتاجا إلى لاعبين مجربين ومقاتلين من أجل ربح كل الرهانات؟
فال: قلت أن حبي للمغرب التطواني وفضله الكبير عليّ في تكوين شخصيتي الكروية على جميع الـمستويات وارتباطي الروحي بجماهيره وبمكتبه الـمسير كانت من الأسباب الحقيقية في تجديد عقدي، إضافة إلى أنني ككل اللاعبين أريد أن أشارك في الإستحقاقات القارية والعالـمية لأنها ستغني تجربتي ورصيدي الكروي، وقد تكون مناسبة لاستشراف آفاق كروية أرحب.
الـمنتخب: هل تعتقد أن الإستقرار التقني والبشري الذي يعيشه الـمغرب التطواني هو سر قوته ؟
فال: تعرفون بأن الحفاظ على الـمكتسبات شيء صعب للغاية بالنظر إلى أننا سنجد من كل الأندية وبخاصة تلك التي تعودت على التتويج بلقب البطولة منافسة قوية، اليوم يمكن القول بأن الإستقرار الذي يعيشه الـمغرب التطواني سيجني ثماره في الـمستقبل، ولعل التجربة علمتنا ذلك، بحيث فزنا بلقبي البطولة بإستقرار تقني وإداري، وهنا أقول بأن الـمغرب التطواني يتوفر على شخصية البطل وشهيته مفتوحة باستمرار للظفر بالألقاب، ولا خوف على الفريق فقد يحول هذه الإنتكاسة إلى افراح.
الـمنتخب: هل تفكر في تجربة إحترافية أخرى، أم أنك مشغول فقط بحاضرك الكروي؟
فال: لا أشغل بالي حاليا بهذا الـموضوع، فتركيزي كله منصب على الـمغرب التطواني لأنني مرتبط معه بعقد يمتد لـموسم آخر وهناك أهداف ورهانات نلعب وننافس من أجلها، هذا ما يفرض عليّ الجدية والتفاني في العمل حتى أكون في الـمستوى الذي يرضى عنه الـمدرب وكذا الجمهور التطواني، أما الـمستقبل والإحتراف فيبقى طموحا لأي لاعب، وكل ذلك لن يتحقق إلا بالإجتهاد والإستمرارية في العمل.
الـمنتخب: نعيش أجواء شهر رمضان، أود أن أسألك هل تصوم؟
فال: بكل تأكيد أصوم، أنا مسلم، وبدأت أصوم منذ صغري حيث تربيت على تعاليم الدين الإسلامي مع عائلتي بالسينغال، التي تضم نسبة كبيرة من الـمسلمين، ورمضان غير غريب عليّ بتطوان حيث إستأنست بأجوائه على الطريقة الـمغربية، وبالتالي فأنا أحترم ديني أينما حللت.
الـمنتخب: بماذا تعد الجماهير التطوانية التي تكن لك إعتزازا كبيرا؟
فال: أتمنى أن نهدي لهم لقبا تاريخيا آخر ينضاف إلى الألقاب التي حققها الفريق بتتويجه مرتين بلقب البطولة الإحترافية، وسنعمل كل ما في وسعنا لنقدم موسما جديدا إستثنائيا، وأنا على يقين من أننا نتوفر على تركيبة بشرية جيدة بمقدورها تحقيق الأهداف الـمسطرة، وعلى الجمهور التطواني أن يستمر في دعمه للفريق وإن شاء الله سنكون في الـموعد.
الـمنتخب: كلمة ختامية؟
فال: أولا أشكركم على هذه الإستضافة وأتمنى لجريدتكم مسيرة موفقة، وأتمنى أن أكون عند حسن ظن أولئك الذين وضعوا ثقتهم في شخصي وجددوا معي العقد، أنا مدين لجميع مكونات هذا الفريق بالشيء الكثير، وإن شاء الله سنكون في الـمستوى الـمطلوب في الـمباريات القادمة في دور الـمجموعتين وسنمحي هزيمة سموحة.
حاوره بالإسكندرية: جلول التويجر