إستهل أسود الأطلس إصطدامهم الأول  أمام ثوار ليبيا برسم أولى مباريات التصفيات المؤهلة لكأس أمم إفريقيا 2017 بالغابون  بمركب أكادير ضاغطين ومستحوذين على الكرة،محاولين خلق مجموعة من فرص التسجيل بالإعتماد على السرعة في الأداء ،والإختراق من الوسط وعبر الأطراف ،لكن مهمة كتيبة الزاكي بادو لم تكهن سهلة أمام منافس إنكمش في الوراء ودافع لاعبوه بإستماثة معتمدين على المرتدات لخلق الفارق دون جدوى .
عناصر المنتخب الوطني المغربي ظهرت مستعجلة وحاولت خلخلة  دفاع الليبين بسرعة،لكت غياب التركيز أضاع على الأسود الكثير في الوقت الذي  أهضر  المهاجم عبد الرزاق حمد الله أولى المحاولات في الدقيقة 3 بعدما مرت رأسيته محاذية  لمرمى الحارس نشنوش،الذي إستفاد من تكثل خط دفاعه وإبعاد الخطر في أكثر من مناسبة .
وواصل المنتخب المغربي سيطرته على المباراة بالإعتماد على تسربات أمرابط من الجهة اليمنى ،لكن ذلك لم يكن كفيلا بزعزعة منتخب ليبيا لعدم تناغم خط هجوم الأسود ،ولعدم تفاهم حمد الله وياجور ،الأخير الذي تراجع كثيرا للوراء للبحث عن كرات يتقدم بها للوراء بعدما غاب صاحب اللمسة الأخيرة عن المنتخب الوطني في النصف ساعة الأولى من الشوط الأول  ،لإكتفاء خرجة وعوبادي بدور دفاعي ،وعدم صعود الظهيرين لزعر وشفيق كثيرا عبر الأطراف لمساندة الهجوم المغربي .
الإستحواذ المغربي على الكرة لم يعط أكله ،والليبيون ركزوا كثيرا على تكسير البناءات التي حاول الأسود بناءها من الوراء ،حيث قام الثوار بسياجات دفاعية قوية بدأت من الخط الأمامي ،وهو ماصعب من مأمورية المنتخب المغربي الذي فقد بريقه برغم المناورات التي قام بها عمر قادوري في الدقيقة 22 وتمريره لأمرابط الذي لم ينجح في فك شفرة الدفاع الليبي ،وعلى إيقاع التسرع تواصلت المباراة دون أن ينجح الفريق الوطني في تسجيل هدف السبق في الشوط الأول الذي جاء متوسطا من الجانب المغربي ،ونجح فيه الليبيون في الخروج بتعادل أبيض ،بتطبيقهم المحكم لخطة مدربهم الإسباني خافيير كليمنتي "ملك الدفاع"كما تلقبه الصحافة الإسبانية .
وفي تطور مثير خلال الشوط الثاني وبعد سيطرة على خط الوسط ،مررأمرابط من الجهة اليمنى بإتجاه   زميله قادوري الذي  سجل  الهدف الأول للمنتخب المغربي في الدقيقة 50،لتنقشع كل الغيوم ويتخلص الأسود من كل الضغوط ليواصلوا زحفهم بإتجاه مرمى المنتخب الليبي الذي خرج من قواعده ،وهو ماجعل لاعبي المنتخب الوطني المغربي يستفيدون من المساحات في الملعب ،خاصة بعدما لقي خط الهجوم دعما من الأطراف عبر لزعر من الجهة اليسرى وشفيق من  اليمنى .
النسق الهجومي للأسود تواصل بسيطرة مطلقة للمنتخب المغربي الذي إستفاد من خروج ثوار ليبيا من مناطقهم ،وبعد التعديلات التي أجراها كليمنتي على تشكيلة لاعبيه ،قام الزاكي أيضا بإخراج المهاجم ياجور وإقحام السعيدي ،لينفجر هجوم الأسود بشلالات مسترسلة من المحاولات ،كانت أبرزها في الدقيقة 65 عن طريق لاعب خط الوسط عوبادي بعد تمريرة من القادوري ،ولولا يقظة الحارس الليبي نشنوش ،لتمكن الأسود من إضافة ثاني الأهداف .
وتواصلت تشجيعات جمهور الأسود للاعبين بمركب أكادير ،وعجز الليبيون عن خلق فرص للتسجيل وظل الحارس منير المحمدي في راحة ولم يختبر كثيرا في الشوط الثاني ،بعدما أظهر عمق الدفاع المغربي بحضور بنعطية والعدوة صلابة في التصدي لعناصر المنتخب الليبي ،الذي لم يزعج كثيرا وإكتفى بعرقلة بناءات الفريق الوطني ،الذي واصل هجومه وضغطه ،ماجعل مدافع بايرن ميونيخ بنعطية يجرب دوره في التسجيل في الدقيقة 77،لكن الحارس نشنوش كان يقظا وصد محاولة المدافع المغربي .
وفي الدقيقة 80 بادر الزاكي لإنعاش خط هجوم المنتخب المغربي بالزج بعاطف شحشوح مكان عبد الرزاق حمد الله ،وتواصل الزحف المغربي بإتجاه المرمى الليبي وجرب المدافع العدوة حظه في حدود الدقيقة 83 بعد تمريرة من العميد خرجة ،لكن دفاع الثوار أبعد الكرة لضربة زاوية .
وفي الخمس دقائق الأخيرة نجح  لاعبو المنتخب المغربي في تهدئة اللعب وإمتصاص رد فعل منتخب ليبيا ،ليقوم بعدها الزاكي بادو بإقحام مدلل الأسود الجديد هشيم مستور مكان نور الدين أمرابط ،لتهتز مدرجات مركب أكادير ،دعما لصانع ألعاب ينتظر منه المغاربة الشيء الكثير مستقبلا .
وفي د90 وفي مرتد خاطف تعملق حارس المنتخب الوطني منير المحمدي ،وأنقد مرماه من هدف محقق ،ليساهم في إنتصار الأسود  بهدف لصفر في أول محك لهم في مشوار إقصائيات "الكان ".

أمين المجدوبي - عدسة: بلمكي

ADVERTISEMENTS