النجم الساحلي ـ الرجاء البيضاوي
الشياطين الخضر يرحلون لتونس بالقلب والروح لتضميد كل الجروح
ثنائية نظيفة في الذهاب، هل تكون مثل الدرهم الأبيض في اليوم الأسود؟

ينتقل نسور الرجاء لـمدينة سوسة التونسية لـملاقاة النجم الساحلي في مباراة الإياب برسم الدور الحاسم من منافسات كأس الكونفدرالية الإفريقة، في جعبة النسور الخضر إمتياز ثنائية الذهاب بمركب محمد الخامس ورغم هذه النتيجة الإيجابية فإن هناك جولة أخرى تفصل الفريق الأخضر عن بلوغ دور المجموعتين وإنقاذ موسمه الذي تميز بالعديد من الإخفاقات، العناصر الرجاوية واعية بحجم الـمسؤولية الـملقاة على عاتقها ولذلك فهي مطالبة بالتعامل مع هذه الـمباراة بنفس الجدية والحماس الذي طبع مباراة الذهاب وذلك لتجنب كل الـمفاجآت التي قد يخفيها لهم الـمدرب فوزي البنزرتي ومجموعته بالـملعب الأولـمبي بسوسة.
إمتياز بالذهاب لكن..
خرج الرجاء من عصبة الأبطال لكنه سرعان ما تجاوز هذه الصدمة بفوزه في منافسات كأس الكونفدرالية الإفريقة بهدفين نظيفين على حساب النجم الساحلي هنا بالدار البيضاء، وهي نتيجة جد إيجابية خاصة أن الفريق التونسي لم يتمكن من التسجيل هنا بمركب محمد الخامس، لكن كرة القدم لا تخضع للمنطق وتبقى حبلى بالـمفاجآت غير السارة في بعض الأحيان، والـمباريات التي تجرى برسم الـمنافسات الإفريقية علمتنا بأنه لا يمكن سلخ الدب قبل قتله، مباراة الذهاب كانت مجرد جولة أولى، وهناك جولة ثانية في الإنتظار بتونس وعلى العناصر الرجاوية أن تتعامل معها بنفس الجدية والحماس وكذا القتالية التي تعاملت بها مع مباراة الذهاب بمركب محمد الخامس، والهدف هو العودة ببطاقة العبور للدور الـموالي، وتعويض الجماهير الرجاوية عن كل الإخفاقات هذا الـموسم.
دروس عصبة الأبطال
بالرغم من هذا الفوز العريض برباعية فإن التأهل لم يحسم بعد، ولن يحسم إلا بعد إعلان الحكم نهاية مباراة الإياب بتونس والتي ستجرى في ظروف تختلف تماما عن الـمباراة التي احتضنها مركب محمد الخامس سواء من حيث أرضية الـملعب أو كذا الجمهور، بالإضافة لعوامل أخرى ومنها التحكيم الإفريقي. وعلى العناصر الرجاوية أن تستحضر في هذه الـمباراة التي تواجه فيها النجم الساحلي الدروس السابقة وخاصة هذا الـموسم في عصبة الأبطال سواء أمام الشياطين السود أو كايزر شيفس أو كذلك أمام وفاق سطيف الجزائري .
مواجهة مكشوفة
بعد الجولة الأولى بالدار البيضاء أصبحت مواجهة الإياب مكشوفة بالنسبة للطرفين وبالأخص لنسور الرجاء وللطاقم الفني بقيادة جمال فتحي. وينتظر أن يظهر الخصم التونسي بصورة مغايرة في مباراة الإياب حين سيكون بملعبه وأمام جماهيره، الفوز بثنائية لا تعني ضعف النجم الساحلي، فالفريق التونسي قدم الكثير من القناعات وأكد بالفعل توفره على عناصر جيدة خاصة على مستوى الوسط والهجوم، وكان بإمكانه العودة لبلاده بأقل الخسائر لولا أن الحظ كان إلى جانب الرجاء خاصة في الجولة الثانية حيث تألق الحارس العسكري بتصديه لضربة جزاء، كما نابت عنه العارضة في مناسبتين. الخصم سيحاول جاهدا تعويض خسارته بالدار البيضاء وسيلعب الكل للكل كما أنه سيسخر كل طاقاته للبحث عن هدف مبكر يمكن أن يسهل مهمته في باقي أطوار الـمباراة.
التعامل الجيد مع أطوار الـمباراة
في ظل هذه الـمعطيات فإن الرجاء البيضاوي يعرف ما ينتظره في رحلته لتونس، فالعناصر الرجاوية لن تذهب هناك من أجل السياحة وإنما للدفاع عن حظوظها في هذه المنافسة وتشريف سمعة الكرة الـمغربية.فيجب على لاعبي الرجاء التعامل بحذر شديد مع الثلث الأول من الجولة الأولى لأن عدم قبول أي هدف في هذه الـمرحلة سيضاعف من الثقة لدى النسور، والأمر هنا لا يعني الحارس وخط الدفاع وحده بل كل الخطوط لأن أول خط للدفاع هو خط الهجوم، كما لا يجب على الفريق الأخضر أن يترك الـمبادرة للخصم للتحكم في مجريات الـمباراة، وإنما وجب أن يكون هناك تنظيم جيد داخل رقعة الـميدان وتوازن بين الدفاع والهجوم. إلى جانب التركيز والسرعة في تنفيذ الهجومات المضادة. ومن الـمنتظر ألا يركن النسور للدفاع حتى لا يمنحوا الفرصة للخصم للسيطرة والتحكم في مجريات الـمباراة، وأيضا لتخفيف الضغط على الدفاع الرجاوي.
هدف خارج القواعد
في مثل هذه الـمباريات يبقى البحث عن هدف خارج القواعد أمرا مهما جدا.ولعل العناصر الرجاوية تعرف جيدا قيمة تسجيل هدف في مرمى الحارس الـمثلوثي، فهذا يعني قتل الـمباراة والقضاء على كل أمال أشبال الـمدرب البنزرتي في العودة في النتيجة، وهنا ستتأكد مدى قوة الرجاء وكذا خبرة لاعبيه وحسن تعاملهم مع هذه الـمباريات التي تجرى في مثل هذه الطقوس.واللاعبون وخاصة الـمهاجمون يبقى لهم الدور الكبير في حسم هذه الـمباراة من خلال إستغلال جيد لأنصاف الفرص التي تتاح لهم، لأن الأهداف خارج القواعد تبقى لها أهميتها الكبيرة وبها تتمكن الأندية الكبيرة من حسم هذه الـمواجهات لصالحها. الـمدرب جمال فتحي من جهته على وعي تام بهذا الـمعطى، ومن دون شك فإنه قد أعد الوصفة التي سيتمكن بها من إحراج خصمه داخل قواعده وذلك بالإعتماد على الثلاثي الحافيظي، الوادي وأوساغونا في الخط الأمامي لـمنع الفريق التونسي من استعمال وسيلة الضغط وكذا لإستغلال الـمساحات الفارغة في دفاعه بالإعتماد على سرعة الـمهاجمين وأيضا على تمريرات الصالحي من الوسط.
معنويات مرتفعة
نتيجة الذهاب رفعت من معنويات العناصر الرجاوية، وبفضل التجربة الإفريقية التي يمتلكها مجموعة من اللاعبين كالحارس العسكري والعميد أولحاج وكروشي وكوكو وبامعمر وباقي العناصر الأخرى. فالخبرة في مثل هذه الـمباريات قد تكون مفيدة للفريق الأخضر. والجمهور الرجاوي وكذا الـمغربي بصفة عامة لديه الثقة الكاملة في قدرة الفريق الأخضر على انتزاع بطاقة العبور للدور القادم من النجم الساحلي. لقد تابعنا كيف نجحت العناصر الرجاوية في بلوغ مرمى كل الأندية التي واجهتها برسم منافسات عصبة الأبطال الإفريقية ولو خارج القواعد، وبنفس الطريقة وبنفس الحماس ستتمكن كذلك من هز شباك الحارس التونسي والعودة ببطاقة العبور لدور الـمجموعتين، ومن جانبنا سنتمنى كل التوفيق للرجاء في هذه الرحلة الإفريقية الجديدة.

ADVERTISEMENTS

إعداد: إبراهيم بولفضايل