قنبلة FBI التي هزت الفيفا وأعدمت رؤوس الفساد
فيلم هوليودي بطله مسؤول سابق تحول إلى عميل ليسقط رفاقه
حكاية ثلاث سنوات من التحقيقات جعلت الأمبراطورية آيلة للسقوط
هي قصة كالأفلام ورواية على شاكلة السيناريوهات الهوليودية التي تشد الأنفاس وتوقف القلوب، وهي أيضا عرض سينمائي مثير جدا مخرجه مكتب التحقيقات الفيدرالي وبطله قادة كبار بالفيفا، أما مهرجان العرض فكان بشاشة زيوريخ السويسرية في يوم حساس جدا قبيل 48 ساعة من ساعة الإقتراع، وبطبيعة الحال أمام مشاهدة الملايين من المتفرجين العاشقين لكرة القدم وحتى غير الآبهين بهوائها.
كانت كل الترتيبات مجهزة لجمعة الحسم، ووُضعت كافة التنظيمات لعقد الكونغرس رقم 65، فأتى إلى المقر ومكان التجمع حشد كبير يمثل 209 بلدا وإتحادا محليا و6 إتحادات قارية، ليشهدوا اليوم الموعود ويختاروا رئيس إمبراطورية الفيفا، في ختام الجمع العام الذي إختير له يومي 28 و29 من ماي المنصرم.
الثلاثاء 26 ماي مساءا، الهدوء التام يسود أرجاء زيوريخ الأنيقة والفنادق مملوءة عن آخرها بالوفود ورؤساء الإتحادات والمسؤولين التنفيذيين بالإتحاد الدولي، ولا حديث إلا عن جوزيف بلاتير والأمير علي بن الحسين ونقاش الأجدر بينهما لتولي زمام أمور الفيفا للأربع سنوات المقبلة، رغم أن هذه الحوارات والمفاوضات لم تكن مؤثرة كون الثعلب السويسري طبخ قبل أشهر وأسابيع الوصفة الناجعة والماكرة التي تقوده لتمديد مقامه لولاية خامسة.
وضع نواب الرئيس وأعضاء المكتب التنفيذي ومعهم مسؤولين آخرين رؤوسهم على وسادات النوم ببال مرتاح وعقل مطمئن، ولم يعتقد أحدهم ولا يخطر ببال أضعفهم أن منبه الإيقاظ في الصباح الموالي لن يكون الهاتف هذه المرة كما العادة، وإنما جرس الخوف وطرق الأبواب من طرف رجال شرطة زيوريخ الذين توصلوا بمذكرة إعتقال صادرة عن السلطات الأمريكية.
ففي غفلة وبطريقة مرعبة ومخيفة تشبه طرق إقتحام مقرات الإرهابيين وأخطر المجرمين، دخلت عناصر الشرطة بزي مدني في الساعات الأولى من صباح الأربعاء إلى أحد الفنادق الفاخرة بزيوريخ، حيث كان يقيم 6 مسؤولين كبار في الفيفا، وتمت عملية الإعتقال الفوري بشكل هادئ دون مقاومة من المتهمين، ليقتيد بعدها الكل في سيارات خاصة إلى مخفر الشرطة والحراسة النظرية، قبل أن تتواصل عملية المداهمة من جديد ولكن لمقر الإتحاد الدولي هذه المرة وفي نفس اليوم لمصادرة وثائق ومستندات رسمية.
سقط النبأ كالإنفجار في عز الصمت، وعمت الدهشة والإنبهار في جميع أرجاء سويسرا وأوروبا، لينتشر بعدها الخبر في ثوانٍ معدودة إلى كافة بقاع العالم في صبيحة سوداء في تاريخ كرة القدم العالمية، لتخرج أول ردود الأفعال من الإتحاد الأوروبي للعبة بقيادة ميشيل بلاتيني الذي أعرب عن حزنه الشديد ومفاجأته من الخبر، داعيا إلى عقد إجتماع طارئ في نفس اليوم ومطالبا بلاتير بالإستقالة، تلاه رد من المرشح للرئاسة الأمير علي بن الحسين الذي وصف الحادث باليوم الحزين للكرة رافضا التعليق في ظرفية غير مناسبة حسب قوله، قبل أن يخرج الرئيس جوزيف بلاتير بإطلالة إعلامية قال فيها: «إنها لحظة عصيبة، يجب متابعة المتهمين وتطهير الفيفا، لا يمكنني مراقبة كل المسؤولين لوحدي، ساعدوني على مواصل العمل لأن ساعة التغيير والبناء الجديد قد حانت».
الإتحاد الأسيوي أصدر بيانا مليئا بعبارات خيبة الأمل ومعارضة أي شكل من أشكال الفساد لكنه رفض طلب تأجيل الإنتخابات، وأبت رئيسة البرازيل ديلما روسف إلا أن تدلي بدلوها في بئر ردود الأفعال مطالبة بفتح تحقيق في جميع بطولات كأس العالم ونشاطات كرة القدم، شأنها شأن العديد من رؤساء الدول والحكومات من داخل وخارج أوروبا.
وما هي إلا ساعات قليلة بعد إنفجار هذه القنبلة حتى إنفجرت أخرى من طرف الشرطة السويسرية التي أعلنت أن البحث ما زال جاريا على المتهمين الآخرين، كون مذكرة الإعتقال تمس 14 مسؤولا حاليا وآخرين إعتزلوا العمل الرياضي ليس من بينهم الرئيس جوزيف بلاتير، إضافة إلى أسماء عدد من ممثلي وسائل إعلام رياضية وشركات للتسويق الرياضي.
الإدعاء السويسري فتح تحقيقا جنائيا بتهم تتعلق بالفساد، تبيض الأموال، خيانة الأمانة، تلقي رشاوى بملايين الدولارات، إستغلال النفوذ لربح أموال غير مشروعة، وذلك إستنادا إلى التهم التي أصدرتها السلطات الفدرالية في الولايات المتحدة الأمريكية، وقالت عنها السلطات السويسرية بأنها صفقات مزعومة جرت في الولايات المتحدة وأنه تم تحويل الأموال في هذا الصدد عبر مصارف أمريكية، لكن الجرم وقع في الأراضي السويسرية.
7 أعضاء ومسؤولين بالفيفا تم إعتقالهم في ظرف 24 سنة بمن فيهم نائب الرئيس السابق جاك وارنر الذي قام بتسليم نفسه إلى سلطات بلاده ترينيداد وتوباغو، كما أصدر مكتب المدعي العام السويسري قائمة ضمت 10 أشخاص ينوي التحقيق معهم في حالة سراح، وذلك في إطار قضايا فساد تتعلق بملفي إستضافة مونديالي 2018 بروسيا و2022 بقطر.
أما صُلب هذه الحكاية والقنبلة القاتلة التي إنفجرت في أسوإ أيام الفيفا عبر التاريخ، فهي تعود إلى قرابة عشر سنوات وتحديدا سنة 2004 حينما بدأت المنافسة على إستضافة كأس العالم 2010، حيث دخل مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي «إف بي أي» على الخط بسرية تامة وشرع في تتبع خيوط الملف، ووقف على خروقات وفساد جعلت الفيفا تمنح الإستضافة إلى القارة الإفريقية وجنوب إفريقيا لأول مرة، فواصل البحث والنبش في الأدلة من كل الجوانب متتبعا المكالمات الهاتفية والرسائل الإلكترونية لمختلف أعضاء الفيفا، لينتقل بعدها إلى الأبناك ومكاتب الصرف في أمريكا وسويسرا، حيث عثر على وثائق تحويلات مالية وصفقات مزعومة بملايين الدولارات، ليتم سنة 2011 القبض بسرية تامة على المسمى شوك بلازير الرئيس السابق لإتحاد أمريكا الشمالية الوسطى والكاريبي (كونكاكاف) وهنا ستبدأ رواية ثانية تهم التحقيقات الرسمية والسرعة النهائية.
فهذا الرجل الأمريكي والمسؤول السابق بالفيفا من سنة 1998 إلى 2013 سقط في أيادي أكبر المحققين الأمريكيين عام 2011 بتهمة الإبتزاز وتبييض الأموال، وتم القبض عليه لكن عوض محاكمته وإيداعه السجن تمت مفاوضته والإتفاق معه بسرية تامة على العمل والتعاون معهم لمواصلة الكشف عن خيوط الفساد بالإتحاد الدولي، فما كان لهذا العجوز المعروف عنه سهولة الإقتناع والإرتشاء إلا أن يوافق على العرض المخابراتي، فإستمر في عمله كعضو تنفيذي بالفيفا لكن مع عمل مزدوج آخر سري هو التجسس كعميل لدى أمريكا مستغلا قربه ومعرفته الكاملة بكل ما يدور في كواليس مطبخ بلاتير.
صاحب 70 سنة واللحية البيضاء الطويلة ظل يتجول طيلة عامين بملتقط صوت كان موضوعا بشكل دائم في حامل مفاتيحه، فكان يشتغل به ويحضر به الإجتماعات السرية ويسجل له كل المعطيات والخروقات، ويلتقط عبره أحاديث زملائه وقراراتهم ومفاوضاتهم غير المشروعة، ويسرب كل ما جمعه ميكروفونه إلى مكتب التحقيقات الفيدرالي عبر مئات الرسائل الصوتية.
ولعل أبرز ما إلتقطه هذا الجاسوس الحديث الذي دار بينه وبين زملائه والمسؤول عن تنظيم مونديال روسيا 2018 بلندن خلال الألعاب الأولمبية الماضية، وبعده المسؤول عن ملف أستراليا الذي كان مرشحا للفوز بكأس العالم 2022، لينجح في المهمة بتميز ويفلح في جمع الأدلة والمعطيات لبلاده التي إختارت بدقة وعناية كبيرة موعد إنتخابات الفيفا لإصدار مذكرة إعتقال دولية في حق 7 أعضاء تنفيذيين.
هذا الإنفجار المدوي الذي ترك أكبر شرخ في قلعة الفيفا منذ تأسيسها قبل 111 سنة كان في صناعة قنبلته اللوبي الأمريكي الذي يخدم مصلحته ومصلحة الكيان الصهيوني الذي تطالب أصوات بطرده من الفيفا، ويعارض سياسة جوزيف بلاتير ويستهدف رأسه لحسابات أخرى بينهما، ويسعى لتبديل جهازه الملوث والفاسد الذي لا يخدم مصالح بلاد العم سام، والذي لا يمكن إنكار أنه ظلم أيضا العديد من الدول لفائدة أخرى غنية قدمت رشاوى لمصالح متباينة، فأخذ مكتب التحقيقات الأمريكي حق المتظلمين وفتح نقاشا وتحقيقات في مونديالي 2018 و2022 اللذان قد يُسحبان من روسيا وقطر في أسوء الأحوال، وأدخل كبار المسؤولين المتهمين السجن بالعديد من التهم، وإنتزع صفة المصداقية رسميا من هذه المؤسسة، ودق الناقوس معلنا أنه حان وقت التغيير من الجذور وإلا فإن الإتحاد الدولي سيضحى آيلا للسقوط في أي لحظة، وسيهوى كصرح شامخ لم تقدر على المساس به أي دولة في العالم غير الولايات المتحدة الأمريكية.
ملف من إنجاز: المهدي الحداد
من هو «شوك بلازير» الرجل الأكثر إرتشاءا في العالم
هو العجوز الذي قلب عالم الكرة، والرجل بلحيته البيضاء الذي إنقلب على زملائه، والشجاع الذي تجرأ على زعزعة إستقرار أحد أكبر المؤسسات عالميا ورمى بها في السجن بعدما أكل من قوتها وشرب من شرابها طيلة عقد ونصف من الزمن.
هو أمريكي الجنسية من مواليد لوس أنجلوس في أبريل 1945، دخل الإتحاد الدولي كعضو تنفيذي من سنة 1998 إلى 2013 وجلس على عرش الكونكاكاف لعشرين عاما، وقد إرتكب طيلة هذه المدة أكبر الفضائح المالية وغير الرياضية وظل إسما وعنوانا للرشوة وإستغلال النفوذ.
مشهور دوليا بجرائمه المالية المتعددة، إذ إتهمته المخابرات الأمريكية قبل سنوات بتهم تبييض الأموال، تلقي رشاوى، إستغلال النفوذ لربح أموال بطرق غير مشروعة، الإبتزاز، التهرب الضريبي وغيرها من الفضائح التي تهم أساسا الجانب المادي.
يقال عنه أنه سهل الإقناع والرجل الذي لا يقول أبدا كلمة لا، ويكفي إغراءه بالدولار لينفذ كل ما هو مطلوب منه، وتصنفه المخابرات الأمريكية كأحد أكثر الأشخاص إرتشاءا في العالم حيث ربح ثروات مالية غير مشروعة تقدر بمئات ملايين الدولارات.
هذا العجوز المصاب بالسرطان والذي فر من العقوبة السجنية في أمريكا بحماية وطلب خاص من مكتب التحقيقات «إف بي أي»، يملك عشرات الفنادق من خمس نجوم ومثلها شقق فاخرة عبر جميع أرجاء الكرة الأرضية، وبعض الباخرات السياحية ووكالات أسفار عملاقة، كما أن لديه شقة فارهة وضعها خصيصا لإيواء قططه الثمينة.
شوك بلازير يلقب أيضا ب «الرجل 10 في المائة» كونه يطلب دائما هذه النسبة كنصيبه من أي صفقة أو كعكة يدخلها، ورغم ثرائه وبدخه وحنكته فهو قبل بإرتداء جلباب أخطر وأسوإ مهنة ليكون جاسوسا أمريكيا، وضع رقاب أصدقائه فوق مقصلة الإعدام خدمة لبلده والنزاهة والمصداقية التي يعد عدوها الأول.
المتهمون يرفضون تسليمهم للولايات المتحدة
رفض المسؤولون المتهمون والذين تم إعتقالهم بتهمة الفساد وتبييض الأموال وتهم أخرى تسليمهم إلى الولايات المتحدة الأمريكية التي أصدرت مذكرة إعتقال بحقهم وطلب تسلم المتهمين.
سبعة أعضاء للفيفا وسبعة متهمين آخرين رهن الإعتقال حاليا يرفضون محاكمتهم في أمريكا، لكن طلبهم لن يتم قبوله، حيث ستبدأ مسطرة الإجراءات لتنقيلهم خلال الأسابيع القليلة المقبلة للولايات المتحدة لعرضهم على القضاء هناك.
كما سيتابع المتهمون أيضا من القضاء السويسري الذي فتح تحقيقا جنائيا، وقد يعرف إرتفاع عدد المعتقلين بعد جلسات تحقيق وإستماع مع عشرة أعضاء تنفيذيين آخرين في الفيفا.
رؤساء دول وحكومات تدخلوا في القضية
لم تقتصر قضية الفيفا على الجانب الرياضي فقط وإنما صارت بأبعاد سياسية، حيث تدخل العديد من رؤساء الدول والحكومات وقاموا بردود أفعال متفاوتة بين التنديد والتأييد.
أقوى رد جانب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي وقف بجانب الفيفا وبلاتير وهاجم أمريكا قائلا: «هي محاولة جبانة وسافرة جديدة من الولايات المتحدة الأمريكية التي تتدخل في شؤون دول ومنظمات أخرى خارج ترابها، روسيا تدعم الفيفا وبلاتير وتعترض على هذه الإعتقالات».
من جانبه أعلن رئيس الوزراء البريطاني دعمه لهذه الإعتقالات وقال بأن الفيفا يجب أن تتغير بأكملها لأنها فاسدة، مؤكدا تعرض إنجلترا للظلم حينما خسرت رهان تنظيم مونديال 2018 لروسيا ليثبت أن العملية أحاطها الفساد والرشاوى.
وقال لوران فابيوس وزير خارجية فرنسا أن الإنتخابات كان يجب أن تُؤجل حتى تنتهي التحقيقات، كما صرحت رئيسة البرازيل ديلما روسف بضرورة التحقيق في جميع بطولات العالم السابقة وملفات كرة القدم خلال السنوات الفارطة.
حياتو وأبو ريدة على رأس المطلوبين للتحقيق
إمتنع مكتب المدعي العام السويسري عن تسمية الأشخاص العشرة الذين ينوي التحقيق معهم في قضايا فساد تتعلق بملفي إستضافة مونديالي 2018 في روسيا و2022 في قطر، لكن عدة تقارير بريطانية صادرة عن «ذي غارديان» و«تيليغراف» كشفت عن هوية المطلوبين وقالت بأنهم عشرة وهم:
الكاميروني عيسى حياتو رئيس الإتحاد الإفريقي، المصري هاني أبو ريدة، الإسباني أنخل ماريا فيار، وزير الرياضة الروسي فيتالي موتكو، البلجيكي ميشال دهوغ، التركي سينيس إرزيك، التايلاندي وراوي ماكودي، القبرصي ماريوس ليفكاريتيس، الإيفواري جاك أنوما، الغواتيمالي رافايل سالغويرو.
وفتح المدعي العام السويسري قضية جنائية ضد مجهول للشك بـ «تبييض الأموال وإساءة الأمانة» في ما يخص ملف استضافة مونديالي 2018 في روسيا و2022 في قطر، وذلك بعد أن صادر وثائق إلكترونية من مقر الإتحاد الدولي لكرة القدم يوم الاربعاء الماضي في زيوريخ بحسب بيان رسمي.
وأشار وزير العدل السويسري إلى أن السلطات المحلية تحركت في هذه القضية لأن بعضا من المخالفات التي حصلت كانت على الأراضي السويسرية، كما طلبت مسبقا من مؤسسات مالية سويسرية مختلفة تسليمها الوثائق المصرفية المرتبطة بالقضية.
هؤلاء هم المتهمون 14
مذكرة الإعتقال وطلب التسلم التي أصدرتها الولايات المتحدة تضم لائحة بأسماء 14 فردا تسعة منهم مسؤولين حاليين أو سابقين بالفيفا وهم كالتالي:
- جيفري ويب (جزر كايمان): عمره 50 عاما وهو نائب رئيس الفيفا كما يشغل منصب رئيس اتحاد أمريكا الشمالية والوسطى والكاريبي (الكونكاكاف) منذ 2012، وهو رئيس مجموعة عمل الفيفا لمناهضة العنصرية والتمييز ورئيس اتحاد جزر كايمان لكرة القدم.
- يوجينيو فيغيريدو (أوروغواي): عمره 83 عاما وهو نائب رئيس الفيفا وتولى رئاسة اتحاد أمريكا الجنوبية بين 2013 و2014، كما شغل في السابق منصب رئيس اتحاد الأوروغواي لكرة القدم بين 1997 و2006.
- جاك وارنر (ترينيداد وتوباغو): عمره 72 عاما وهو وزير الأمن الوطني في بلاده، وشغل منصب رئيس اتحاد الكونكاكاف بين 1990 و2011، وكان نائبا لرئيس الفيفا حتى 2011، كما شغل منصب رئيس الاتحاد الكاريبي بين 1990 و2011 واستقال من كل مناصبه الرياضية في 11 يونيو 2011 ليضع حدا لإجراءات لجنة الأخلاق بالفيفا ضده.
- رفائيل إيسكيفيل (فنزويلا): عمره 68 عاما وهو رئيس الإتحاد الفنزويلي لكرة القدم منذ 1987 وهو عضو بلجنة الإنضباط بالفيفا.
- جوزي ماريا مارين (البرازيل): عمره 83 عاما وهو رئيس الاتحاد البرازيلي بين 2012 و2015، كما عمل كرئيس للجنة المنظمة المحلية لكأس العالم 2014 وكان حاكما لولاية ساو باولو بين 1982 و1983.
- نيكولاس ليوز (الباراغواي): عمره 86 عاما وهو رئيس اتحاد أمريكا الجنوبية بين 1986 و2013 وعضو سابق باللجنة التنفيذية للفيفا بين 1998 و2013 وفاز في ولايتين برئاسة اتحاد الباراغواي واعتزل كل المناصب الكروية «لأسباب صحية وشخصية» في أبريل 2013.
- إدواردو لي (كوستاريكا): هو رئيس اتحاد كوستاريكا ومستشار خاص للجنة المنظمة لنهائيات كأس العالم تحت 20 عاما وتحت 17 عاما للسيدات.
- خوليو روتشا (نيكاراغوا): رئيس سابق لاتحاد نيكاراغوا بين 1990 و2014 وانضم لقاعة مشاهير الكونكاكاف في 2009 ويشغل حاليا منصب مسؤول التطوير بالفيفا.
- كوستاس تاكاس (جزر كايمان): الأمين العام السابق باتحاد جزر الكايمان.
هذا وتضمنت مذكرة الإعتقال إلى جانب هؤلاء التسعة خمسة متهمين آخرين يمثلون وسائل إعلام رياضية وشركات للتسويق الرياضي، تورطوا في دفع أموال لموظفين كبار في اتحادات كرة القدم، لقاء الحصول على حقوق لبث وتسويق المباريات التي تقام في الولايات المتحدة وأميركا الجنوبية.
خطير للغاية
رشوة جنوب إفريقيا ضاعفت رشوة المغرب عشر مرات
سربت السلطات الأمريكية وتحديدا مكتب التحقيقات الفيدرالي وثيقة رسمية تثبت أن المدعو جاك وارنر نائب رئيس الفيفا السابق تسلم رشوة بقيمة 10 ملايين أورو لمساعدة جنوب إفريقيا على الظفر بشرف تنظيم مونديال 2010.
الوثيقة ذاتها أكدت أن المتهم سبق وأن زار المغرب إبان حملة الترشح سنة 2004 وعرض عليه أحد المسؤولين المغاربة أنذاك لم يُذكر إسمه مبلغ مليون أورو كرشوة، وتمت المفاوضات على هذه القيمة وموعد توصل وارنر بها، قبل أن يقلب الأخير الطاولة على المغرب مفضلا رشوة جنوب إفريقيا التي كانت مضاعفة عشر مرات.
وليس وارنر الذي دعم بقوة جنوب إفريقيا أنذاك وسبق له وأن كانت له زيارة للمغرب قبلها من وقف ضد الملف المغربي، بل رافقه مسؤولون آخرون تلقوا رشاوى مقابل منحهم لأصواتهم لفائدة بلد الراحل نيلسون مانديلا، حيث كان المغرب قد خسر بـ 14 صوتا مقابل 10 أصوات.
رشاوى حرمت المغرب من إستضافة مونديال 2010
قالت النائبة العامة الأميركية لوريتا لينش إن عملية منح تنظيم كأس العالم 2010 لجنوب إفريقيا شابها الفساد.
وأوضحت لينش أن مسؤولين في الإتحاد الدولي لكرة القدم حصلوا على رشاوى في عملية منح كأس العالم لجنوب إفريقيا سنة 2010، وصرحت المسؤولة الأميركية خلال مؤتمر صحافي في نيويورك قائلة: «في العام 2004 بدأت المنافسة على استضافة كأس العالم 2010، والتي منحت في النهاية لجنوب افريقيا وللمرة الأولى إلى القارة الافريقية، لكن مسؤولين في الإتحاد الدولي وآخرين أفسدوا هذه العملية باستخدام الرشوة للتأثير على قرار الاستضافة».
وأضافت لينش أن الرشى امتدت إلى حملة انتخابات رئاسة الاتحاد الدولي 2011 وإلى اتفاقات حول رعاية المنتخب البرازيلي لكرة القدم من شركة ملابس أميركية كبرى، وأفادت بأن الخطوة المقبلة في هذا الملف ستكون طلب تسليم المتهمين للولايات المتحدة لتتم محاكمتهم.
منظمة الشفافية الدولية والأمم المتحدة تدخلان على الخط
دخلت منظمة الشفافية الدولية على خط فساد الفيفا وطالبت رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم السويسري جوزيف بلاتر بالإنسحاب ومغادرة الفيفا نهائيا إثر حملة الإعتقالات التي هزت مسؤولين كبار ونوابا للرئيس.
وقالت المنظمة المعنية بمكافحة الفساد وتتخذ من برلين مقرا لها، تعليقا على عملية اعتقال قياديين في الفيفا وفتح تحقيق بشأن أنشطتها: «إن هذه الفضائح حصلت تحت مراقبة بلاتر، ومن مصلحة الجماهير والحكم الجيد والشفاف لكرة القدم أن ينسحب».
كما دخلت الأمم المتحدة بدورها وقالت بأنها ستعكف على مراجعة إتفاقات التعاون القائمة المبرمة مع الفيفا.
هذه فضائح الفيفا طيلة حكم بلاتير
منذ 17 عاماً وهي مدة تولي جوزيف بلاتر لرئاسة الفيفا إهتز الإتحاد الدولي على وقع العديد من الفضائح نذكر منها الآتي.
1997: قبل أن يشغل جوزيف بلاتر منصب رئيس الفيفا بفترة قصيرة تورط في فضيحة مالية، تتعلق بحصول رئيس الفيفا السابق جواو هافيلانج وزوج إبنته السابق ريكاردو تيكسيرا على مليون دولار أمريكي كرشوة مالية بشأن صفقات التسويق الخاصة بكأس العالم.
وبالرغم من تبرئة بلاتر من التهم التي كانت موجة إليه، إلا أنه تم إثبات تحويله لدفعة مالية بقيمة 1.5 مليون فرانك سويسري لهافيلانج بصفته الأمين العام للفيفا آنذاك، مما يثبت على الأقل أنه كان على علم بالنظام الذي يجري في الخفاء.
1998: في هذا العام تولى بلاتر منصب رئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم بعد أن تغلب على منافسه رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم آنذاك السويدي لينارت جوهانسون وذلك قبل فترة قصيرة من بداية مباريات كأس العالم في فرنسا، إلى اليوم هناك اتهامات موجهة لبلاتر بأنه قدم مبلغ 50 ألف دولار كرشوة لممثل الدول الإفريقية في التصويت في أحد الفنادق الباريسية لتكون الأصوات الإفريقية في صالح بلاتر، وهي الإتهامات التي نفاها بلاتر بشدة.
2006: في هذه السنة التي نُظم فيها كأس العالم في ألمانيا، تولى نائب رئيس الفيفا جاك وارنر تسويق تذاكر مباريات كأس العالم، وتعود أصول وارنر إلى دولة «ترينيداد وتوباغو»، التي كانت تشارك في هذه الدورة من كأس العالم.
وأفادت تقارير أن شركة تعود ملكيتها لعائلة وارنر قامت ببيع تذاكر في السوق السوداء جنت منها عمولة قدرت بـ 900 ألف دولار، غير أن لجنة الفيفا التي حققت في الأمر لم تتمكن من إثبات تهم على وارنر نفسه، في حين أدانت إبنه واكتفت بتوجيه إنذار لوارنر.
2010: في هذا العام حظيت روسيا وقطر بشرف تنظيم مباريات كأس العالم في 2018 و2022، وتم خلال تلك الفترة توقيف عضوين تنفيذيين في الفيفا بسبب تهم تتعلق بالفساد، أما الإتهامات التي وجهت للبلدين المضيفين، فتم التحقيق فيها داخل الفيفا، وفي نهاية المطاف لم تخرج التحقيقات بنتائج ملموسة، فيما ظل الشك قائماً.
2011: تقدم محمد بن همام كمرشح منافس لبلاتر في انتخابات رئاسة الفيفا، وقبل التصويت بفترة قصيرة تمت مواجهة بن همام بتهم تتعلق بالرشوة لفريق اتحاد دول الكاريبي، وشراء أصوات 35 عضواً من الكونكاف (اتحاد شمال ووسط أمريكا والكاريبي) وهي الأصوات التي تعد حاسمة.
وفي الوقت الذي وعد فيه بلاتر الإتحادات بمليون دولار كهبة رسمية من الفيفا، حاول بن همام أن يقدم 40 ألف دولار لكل اتحاد بشكل غير رسمي، وتم توقيف بن همام وأعضاء آخرين أدينوا معه بالفساد.
2014: صدرت تقارير في البرازيل تتحدث عن بيع غير مشروع لتذاكر مباريات كأس العالم، والتي كانت بحوزة خوليو غروندونا رئيس الإتحاد الأرجنتيني للكرة، والذي توفي مؤخراً قبل أشهر.
رؤساء الفيفا عبر التاريخ
الفرنسي روبرت غيرين (من سنة 1904 إلى 1906)
الإنجليزي دانييل بورلي وولفال (من سنة 1906 إلى 1918)
الهولندي أوغوست هيرشمان (من سنة 1918 إلى 1920)
الفرنسي جول ريمي (من سنة 1920 إلى 1954)
البلجيكي رودولف سيلدرييس (من سنة 1954 إلى 1955)
الإنجليزي أرتور دريوري (من سنة 1955 إلى 1961)
السويسري إيرنست تومين (سنة 1961)
الإنجليزي ستانلي رو (من سنة 1961 إلى 1974)
البرازيلي جواو هافلانج (من سنة 1974 إلى 1998)
السويسري جوزيف بلاتير (من سنة 1998 إلى 2015)