مدربون لعبوا دور الإطفائي وآخرون مرشحون للرحيل

إذا كانت كل الـمؤشرات تؤكد أن سوق الإنتقالات الصيفية ستعرف حركة غير عادية إن لم نقل نارية، خاصة أن الفترة الأخيرة أكدت أن أغلب الأندية بدأت تتأهب مبكرا لسد خصاصها البشري، فإن ما يزيد من الإثارة والتشويق كون مجموعة من الأندية ما زالت لم تحدد مدربيها ووجدت نفسها تنهي الـموسم بلا ربان، ومطالبة من الآن بفتح مفاوضات للحسم في اسمه، وتؤكد الأندية الـمطالبة بالتعاقد مع مدرب جديد أن البطولة الـمغربية ما زالت تشكو من غياب الإستقرار في فكر الـمسيريين ومزاجيتهم على مستوى الاختيارات في ظل فشل مجموعة من صفقات المدربين. 
أجانب ومحليون
تميز هذا  الـموسم بالحضور القوي للمدربين الأجانب الذين بسطوا نوعا من السيطرة على الـمنافسة بدليل أن الناديين صاحبي الـمركزين الأول والثاني في ترتيب البطولة هما تحت قيادة مدربين أجنبيين، الوداد البطل مع الويلزي جون توشاك والتونسي أحمد العجلاني مع الوصيف أولـمبيك خريبكة، في إشارة إلى عودة الـمدرب الأجنبي إلى الواجهة الـمحلية بعد أن توارى نوعا ما في السنوات الأخيرة.
والأكيد أن هذه العودة قد أعطت نكهة خاصة ومنافسة أخرى، بل أثرت وستؤثر كبير على اختيارات الأندية التي تبحث عن الأجود، لذلك سيكون من الطبيعي أن تشمل قائمة الـمدربين الـمطلوبين أجانب ومغاربة سيدخلون السباق والـمنافسة بقوة هذا الصيف، وقد بدأت مجموعة من الأسماء الـمحلية والأجنبية تروج من هنا وهناك في انتظار الحسم.
بين الـمدرب واللاعب
إذا كان من الطبيعي أن تلهث كل الأندية وراء اللاعبين لتعزيز صفوفها في هذه الفترة الهامة، فإن الأندية ستجد نفسها مطالبة بسد فراغها التقني والتعاقد مع مدربين جدد إلى جانب اللاعبين، ذلك أن هناك من الأندية من أنهى الـموسم بمدربين عبارة عن إطفائيين كالدفاع الجديدي والجيش، وهناك من الأندية من راهن على التغيير التقني بعد نهاية الـموسم كاتحاد طنجة، وهناك من الـمدربين أيضا من أشهر قرار الرحيل رغم أن عقده ما زال  ساريا كهشام الدميعي، إذ تحيلنا هذه الـمعطيات إلى أن مجموعة من الأندية ستظهر بثوب تقني جديد في الـموسم القادم، خاصة أنه ولغاية كتابة هذه السطور لم يحسم أي فريق بعد في مدربه الجديد. 
الجيش عاد للمدرب الأجنبي
يبقى الجيش من الأندية التي سارعت إلى التعاقد مع مدرب جديد، الفريق العسكري الذي قاده هذا الـموسم في سابقة أربعة مدربين وهم رشيد الطوسي وخليل بودراع وحمادي حميدوش وسعد دحان، فضل العودة إلي المدرب الأجنبي عندما إرتبط لموسمين بالبرتغالي جوزي روماو الخارج لتوه من تجربة غير موفقة مع الرجاء.
وكان فريق الجيش الذي نهج منذ عقود سياسة الإرتباط بالمدربين الأجانب قد شرع منذ الإنفصال عن البلجيكي والتر مويس نهاية موسم 2009ـ2010 في التعامل مع مدربين مغاربة كان بينهم عزيز العامري، جواد الميلاني، جمال فتحي، مصطفى مديح ورشيد الطوسي، إلا أنه يقرر اليوم العودة مجددا إلى الكفاءة الأجنبية، فهل يتمكن جوزي روماو من كسب الرهان؟ 
العجلاني يحير الفوسفاطيين
يمني أولـمبيك خريبكة النفس ببقاء مدربه التونسي أحمد العجلاني الذي ينتهي عقده الشهر القادم، ويجد الفريق  الفوسفاطي نفسه مرغما للإبقاء على مدربه إعتبارا للنتائج التي سجلها هذا الـموسم، ويكفي أنه كان منافسا قويا على لقب البطولة وأنهى الترتيب في الـمركز الوصافة، ولعل ما زاد من قلق الـمسؤولين الخريبكيين أن الـمدرب التونسي تأخر في حسم مستقبله وتجديد عقده قبل شهور، ووضع أيضا شروطه في الفترة الأخيرة للبقاء، ويبقى العجلاني من الـمدربين الـمطلوبين في الـمغرب وكذا في الخليج، لذلك يخشى أولـمبيك خريبكة أن يفشل في إقناعه بالبقاء أمام العروض الـمغرية التي أمامه.
من يقود سفينة البوغاز؟
هو السؤال الذي يطرح نفسه بقوة في كواليس اتحاد طنجة بعد أن تأكد ذهاب أمين بنهاشم الذي حقق الصعود مع الفريق للبطولة الإحترافية، وما زال مسؤولو فريق البوغاز لم يقرروا في الإسم الذي سيقود سفينة البوغاز في الـموسم القادم، ويسير إتحاد طنجة للتعاقد مع مدرب أجنبي، ومن أبرز الأسماء الـمطروحة على طاولة الفريق الألـماني بيرند شوستر إضافة إلى مدرين آخرين منهم مغاربة كعزيز العامري.
الرجاء ينتظر البنزرتي
رغم أن الرجاء البيضاوي لم يؤكد رسميا تعاقده مع الـمدرب التونسي  فوزي البنزرتي إلا  أن كل الـمعطيات تشير أنه سيكون الـمدرب القادم للنسور، وينتظر الـمسؤولون نهاية عقده رسميا مع نجم الساحل من أجل الإعلان عليه رسميا، ويراهن الفريق الأخضر على الـمدرب الأجنبي رغم أنه فشل هذا الـموسم مع الجزائري عبد الحق بن شيخة والبرتغالي روماو، إذ يراهن على الـمدرب الذي سجل معه نتائج جيدة في مونديال الأندية في الـموسم الـماضي وأنهى معه البطولة العالـمية في الـمركز الثاني، فهل سيكون البنزرتي رجل مرحلة الرجاء الذي وقع على موسم مخيب؟
القرش مرة أخرى
عودنا أولـمبيك آسفي على عدم استقراره تقنيا في الـمـواسم الأخيرة فقد أصبح يمدمن تغيير الـمدربين، أقال يوسف فرتوت قبل نهاية الـموسم بدورة واحدة وينتظر منه أن يختار الربان الجديد  الذي سيقوده في الـموسم القادم، وهناك مجموعة من الأسماء المرشحة لتدريبه كأمين بنهاشم وهشام الإدريسي وجمال السلامي.
وكان منتظرا أن يواصل فرتوت مشواره مع الفريق خاصة بعد أن قرر الـمكتب الـمسير تمديد عقده، لكن النتائج السلبية التي سجلها في الدورات الأخيرة جعلت  الفريق العبدي يغير رأيه ويقرر إقالته، في انتظار التعاقد مع اسم جديد.
هل يرحل الدميعي؟
رغم أن عقده ما زال ساريا لـموسم آخر إلا أن هناك مؤشرات تؤكد أن هشام الدميعي سيغادر الكوكب الـمراكشي، علما أن الدميعي سبق  وأن قدم إستقالته وابتعد، لكن رئيس الفريق فؤاد الورزازي استطاع إقناعه بالاستمرار على الأقل إلى نهاية الـموسم، ولم يتقبل الدميعي الإحتجاجات والإنتقادات التي تعرض لها في الفترة الأخيرة رغم النتائج الإيجابية التي سجلها سواء هذا الـموسم أو الـموسم الـماضي، فهل يغير رأيه وهو الذي أصر على الرحيل، أم أن الـمسؤولين سينجحون في إقناعه بالإستمرار على الأقل في الـموسم القادم؟
الدكاليون وحكاية الـمدربين
بات الدفاع الجديدي يعيش مشكلا حقيقيا مع مدربيه، الذين يفضلون الهروب بدل البقاء، وعاش نفس السيناريو في الـموسمين الأخيرين، بعد أن فضل الجزائري عبدالحق بن شيخة الرحيل نهاية الـموسم الأخير وهو الذي وقع على موسم إستثنائي مع الفريق الدكالي، لكنه آثر الرحيل للرجاء رغم توسل مسؤولي الفريق الدكالي بتجديد عقده.
وراهن الفريق الدكالي هذا الـموسم على الـمدرب الأجنبي وتعاقد مع الـمدرب الـمصري حسن شحاتة، لكنه فضل الرحيل لغياب الأرضية الـمناسبة للعمل، ليعوضه مدربه الـمساعد وابن بلده طارق مصطفى، وقاد الفريق في العديد من الـمباريات لكنه فضل هو الآخر الهروب وترك الجديديين لعدم تلبية شروطه، ليعيش الدكاليون مجددا على إيقاع الفراغ التقني مع نهاية الـموسم في انتظار الـمدرب القادم.
هؤلاء راهنوا على الإستقرار
أمام هذا العدد الكبير من الأندية المرشحة للتعاقد مع مدربين جدد، فإن أندية أخرى راهنت على الإستقرار بعد النتائج الإيجابية التي سجلتها، وأهمها الوداد الذي نجح مع الويلزي جون توشاك والفتح مع وليد الركراكي والـمغرب التطواني مع الإسباني سيرخيو لوبيرا وحسية أكادير مع عبدالهادي السكتيوي.
وينتظر أيضا أن يواصل عبدالرحيم طاليب مشواره مع نهضة بركان، إلى جانب رشيد الطوسي مع الـمغرب الفاسي، بينما يبقى مستقبل عزيز العامري غير واضح مع شباب الحسيمة الذي وقع معه حتى نهاية الـموسم الحالي.
ويبدو أن أغلب الأندية ستدخل بثوب تقني جديد في الـموسم القادم، لتتواصل بذلك رقصة الـمدربين والتغييرات التقنية التي اعتدنا عليها، أمام قلة من الفرق هي التي تجعل من الإستقرار التقني أحد أكبر شعاراتها. 

ADVERTISEMENTS

عبداللطيف أبجاو