فجرت الولايات المتحدة الاميركية الاربعاء قنبلة رياضية, بعدما استيقط العالم فجرا على اتهام 14 شخصا ثم ايقاف ستة من كبار مسؤولي الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا", ارتفع عددهم لاحقا الى سبعة.
واتت هذه الحملة قبل يومين من انتخابات رئاسة المنظمة الدولية بين السويسري جوزيف بلاتر (79 عاما), والامير الاردني علي بن الحسين (39 عاما).
وداهم رجال شرطة بملابس مدنية صباحا فندق "بور او لاك" الفخم, واقتحموا غرف مسؤولين لالقاء القبض عليهم, بطلب من القضاء الاميركي الذي يرى ان التهم تتعلق بالتامر والابتزاز والفساد ورشاوى بقيمة 150 مليون دولار اميركي منذ عام 1990 وبمنح حقوق نقل بطولات كأس العالم, وحقوق التسويق والبث.
وكشفت وزارة العدل السويسرية بطلب من نيابة منطقة شرق نيويورك ان ممثلين لوسائل اعلام رياضية او شركات للتسويق الرياضي متورطون ايضا في دفع اموال لموظفين كبار في منظمات لكرة القدم مقابل حقوق في وسائل الاعلام وحقوق للتسويق لمباريات تقام في الولايات المتحدة واميركا الجنوبية.
ورأت النائبة العامة الاميركية لوريتا لينش في مؤتمر صحافي حاشد في نيويورك ان مسؤولي الاتحاد الدولي "افسدوا" اللعبة, معتبرة ان الخطوة المقبلة في الملف ستكون طلب تسليمهم من اجل محاكمتهم في الولايات المتحدة.
وقالت "لقد افسدوا كرة القدم العالمية لخدمة مصالحهم الخاصة واثراء انفسهم. اساء كل المتهمين الى النظام المالي الاميركي وانتهكوا القوانين الاميركية, ونحن عازمون على محاسبتهم".
لكن وزارة العدل السويسرية اوضحت ان ستة من مسؤولي الفيفا السبعة الذين تم توقيفهم رفضوا ان يتم تسليمهم الى الولايات المتحدة.
واعتبرت لينش ان مسؤولي "فيفا" حصلوا على رشاوى في التصويت لمنح كأس العالم لجنوب افريقيا عام ,2010 وهو ما اعتبره الاتحاد المحلي مجرد مزاعم, وتحدثت عن النسخة المئوية من "كوبا اميركا" 2016 والمقررة في الولايات المتحدة بحصول رشاوى فيها تقدر بنحو 110 ملايين دولار.
وبموازاة الحملة الاميركية, تحرك القضاء السويسري مجددا في ملفي مونديالي روسيا 2018 وقطر 2022 اللذين خضعا لجولات طويلة من التحقيقات اشهرها ما عرف بتقرير غارسيا, المحقق الاميركي السابق في مكتب التحقيقات الفدرالي الاميركي "اف بي اي" والذي رفض الاتحاد الدولي نشره حتى الان.
وفتح المدعي العام السويسري تحقيقا جنائيا بملفي استضافة 2018 و2022 في روسيا قطر, بعدما صادر وثائق الكترونية من مقر "فيفا" لكنه امتنع عن تسمية الاشخاص العشرة الذين ينوي التحقيق معهم في قضايا فساد وتبييض الاموال واساءة امانة.
اعادة فتح ملفي المونديالين دفع بوزارة الخارجية الروسية الى اصدار بيان دعت فيه الولايات المتحدة الاميركية الى وقف محاولاتها لفرض العدالة خارج حدودها.
في خضم الحملة القضائية خرج المتحدث باسم الاتحاد الدولي وولتر دي غريغوريو ليؤكد بان مؤتمر وانتخابات الفيفا سيقامان في الموعد المحدد بعد غد الجمعة, معلنا ان بلاتر والامين العام الفرنسي جيروم فالكه ليسا متورطين.
وشدد دي غريغوريو على واقع ان فيفا بنفسه كان خلف انطلاق هذه الحملة القضائية عندما قرر في 18 نونبر 2014 التقدم بشكوى امام المدعي العام السويسري بسبب "شكوك" في عمليات نقل اموال على صعيد دولي انطلاقا من سويسرا كنقطة, وذلك في اطار اختيار البلدين المضيفين لمونديالي 2018 و2022.
من جهته, اعتبر الامير علي بن الحسين ان الازمة لا يمكن ان تستمر بهذا الشكل في فيفا مشيرا الى ان الاتحاد الدولي في حاجة الى قيادة تتقبل تحمل المسؤولية لافعال المؤسسة وعدم القاء اللوم على الاخرين.
الى ذلك, طالب الاتحاد الاوروبي لكرة القدم بعد اجتماع مكتبه التنفيذي الاربعاء في وارسو بتأجيل انتخابات رئاسة الفيفا المقررة 6 أشهر.
بدورها, دعت الرئيسة البرازيلية ديلما روسف التي استضافت بلادها مونديال 2014 الاربعاء الى التحقيق بجميع بطولات كأس العالم ونشاطات كرة القدم.
وكالات