يعتبر جوهرة من الجواهر النادرة في البطولة الإحترافية والتي تشع بنورها الهادئ لتضيئ سماء الكرة الـمغربية على الصعيد الـمحلي، حيث التألق والإبداع والتميز سمات أبت إلا أن تعانق القدم اليسرى السوسية السخية والأنيقة.
هداف الفتح ونجمه الأول بصم على موسم رائع وساطع في كل الـمنافسات التي تبارى فيها فرسان العاصمة، وتمكن من سلب عقول وجذب إغراءات أندية وطنية وعربية وأوروبية تسارع لخطف توقيعه هذا الصيف، فهل يفتح له الفتح الباب للمغادرة وهو الإحتمال الوارد بقوة؟ أم أن الـمطالب الـمادية الـمرتفعة ورغبة وليد في الإبقاء على أيقونته سيؤجل رحيل الهداف حتى إشعار آخر؟
ـ كيف تقيم موسم الفتح الرباطي؟
ــ «كان موسما جيدا بإيجابيات عديدة وسلبيات قليلة أخذنا منها الكثير من الدروس، لقد بصمنا على مشوار رائع منذ البداية ورفعنا كأس العرش عن جدارة وإستحقاق، ونافسنا على الـمراكز الأولى للبطولة الوطنية حتى آخر الأمتار وما زال لدينا أمل لإحتلال الصف الثالث، أما في كأس الكونفدرالية الإفريقية فخرجنا بشرف وكدنا نتأهل لولا إفتقارنا للتجربة والـمكر الكروي ضد الزمالك الـمصري، والحصيلة تبدو جيدة وناجحة للفتح الذي فرض نفسه بقوة في الساحة الوطنية والقارية وأضحت له سمعة محترمة».
ـ هل كان بالإمكان تحقيق أحسن مما كان؟
ــ «نعم، كمجموعة وفريق بمهارات عالية أعتقد أنه كان بإمكاننا بلوغ أدوار متقدمة في كأس (الكاف) إلا أنه كما قلت خانتنا التجربة وعاكسنا الحظ وأيضا التحكيم في تجاوز الزمالك الذي كنا الأفضل منه بكثير في لقاءي الذهاب والإياب، والحمد لله على كل حال فالـموسم لم يخرج خالي الوفاض إذ حققنا فيه لقبا غاليا وثمينا هو كأس العرش، أما البطولة الوطنية فلم يكن لدينا الرهان للمنافسة على درعها بسبب عدم توفرنا على بعض التوابل اللازمة في هكذا منافسات طويلة النفس».
ــ ما هي هذه التوابل؟
ـــ «الجميع يعرف أن هذا الـموسم هو الأول للمدرب الكفء والقادم بقوة وليد الركراكي والذي ينافس بدوره لأول مرة في البطولة الإحترافية، كما أن العديد من اللاعبين شبان ولم يسبق لهم أن نافسوا في أعلى الـمستويات وفي كل الـمسابقات في آن واحد، فمن أجل التنافس على الألقاب والصراع على الثلاثية مثلا يجب التوفر على 26 لاعبا ممتازا يصعب التمييز بين مستوى هذا اللاعب وذاك، ونحن داخل الفتح بصدد صناعة فريق قوي ومنسجم ثلثه من اللاعبين المخضرمين وثلثيه من الشبان الصاعدين، هذا يتطلب بعض الوقت حتى تصير لدى النادي القدرة وكذا الأهلية والعقلية للمنافسة بقوة على كل الواجهات رغم التحدي الكبير وصعوبة المهمة في ظل الأجندة الـمملوءة بالـمباريات محليا وقاريا في ظرف وجيز».
ــ تألقت بقوة هذا الـموسم مع الفريق وجلبت العديد من الأطماع داخليا وخارجيا، ما صحة العروض التي توصلت بها؟
ــ «الحمد لله وأشكر الـمدرب وزملائي الذين ساندوني وبفضلهم وقعت على حضور جيد وسجلت الكثير من الأهداف الجميلة وصنعت أخرى حاسمة، الإشتغال والإنضباط والصبر أدوات تسلحت بها ووصلت عن طريقها إلى أفئدة الجمهور الـمـغربي وحتى العربي وصار إسمي متداولا في أروقة أندية محترمة وطنيا وخارجيا، لن أنكر توصلي بالعديد من العروض من الـمغرب وبعض الدول العربية وحتى في أوروبا، وقد تركت الإختيار لإدارة الفتح التي أثق فيها وأعرف أنها تريد مصلحتي قبل مصلحتها وسترشدني نحو الوجهة الصحيحة».
ــ هذا يعني أنك عازم على الـمغادرة خلال الصيف الـمقبل..
ـــ «أولا أنا سعيد ومرتاح وأقضي أجمل الأوقات مع الفتح الذي وفر لي كافة سبل الراحة والأرضية الإحترافية للعطاء وإبراز مؤهلاتي، ما زال يربطني عقد مع النادي حتى يونيو 2016 ولن أغادره إلا بموافقة من الـمدرب والـمسؤولين، وبهذا الخصوص سيكون لنا إجتماع حاسم ومصيري خلال الأسبوع الـمقبل أي بعد خوض آخر مباراة في البطولة الإحترافية للحسم في مستقبلي وقطع الشك باليقين».
ــ أندية وطنية وأجنبية تطلبك عاجلا، أين تفضل الإحتراف؟
ـــ «أفضل الإحتراف في الفريق الذي سيقدم لي الإضافة وسيعطيني فرصا للعب وتطوير إمكانياتي خاصة، لا يمكن لأي لاعب محلي أن يخفي أمنيته باللعب في أوروبا حيث الـمتعة والسحر والإستفادة لكن يبقى علم الغيب عند الله عز وجل، فمستقبلي غامض حاليا وأقسم أنني لا أعرف أين سألعب خلال الـموسم الـمقبل، ولهذا سأنتظر وسأجلس مع الـمسؤولين لـمعرفة رأيهم والوجهة التي يرونها الأحسن بالنسبة لي سواء داخل الـمغرب أو خارجه، والقرار بيد الفتح أولا وأخيرا».
حاوره: الـمهدي الحداد