خطا النادي الإفريقي عقب فوزه، أمس الثلاثاء، في لقاء الديربي على غريمة نادي الترجي، خطوة كبيرة نحو التتويج بلقب البطولة التونسية لكرة القدم، وذلك على بعد دورة واحدة من اختتام مشوار الدوري المحلي، فيما لا يزال فريق النجم الساحلي متشبثا ببصيص من الأمل في انتزاع اللقب في الأنفاس الأخيرة.
وعلاوة على الندية التي طبعت على الدوام لقاءات الإخوة/الأعداء في العاصمة تونس، أو فريقي "باب جديد" و"باب السويقة" كما يحلو للتونسيين تسميتهما، فقد اكتسى لقاء الديربي هذه السنة طابعا خاصا، واستحق بجدارة أن يوصف ب "لقاء الموسم"، لكون الفائز فيه سيقطع شوطا مهما نحو نيل اللقب.
وقدم لاعبو النادي الافريقي أداء قويا أمام لاعبي الترجي، الذي تجرع مؤخرا مرارة الإقصاء مبكرا من منافسات عصبة الأبطال الإفريقية، وبدوا مصممين على كسر شوكته ووضع حد لتفوقه في المواجهات الأخيرة التي جمعت الفريقين.
وقد باحت هذه المباراة التي جمعت قطبي كرة القدم في العاصمة التونسية وشدت أنظار الجماهير والمتتبعين التونسيين، بكل أسرارها منذ الشوط الأول، الذي تميز بسيطرة ميدانية للنادي الإفريقي، حيث تمكن اللاعب عماد منياوي من فتح باب التسجيل في الدقيقة 42 بعد هجوم منظم انطلاقا من الجهة اليسرى.
وستعمق هذه الهزيمة، التي تجرعها أنصار فريق الترجي، الأزمة التي يعيشها النادي، خاصة بعد إقصائه غير المتوقع من منافسات عصبة الأبطال الإفريقية أمام فريق المريخ السوداني.
هو إذن موسم صعب لفريق الترجي، يستلزم إعادة ترميم صفوف النادي، الذي فقد كل أمل في خوض منافسات عصبة الأبطال الموسم القادم، واكتفى بالمركز الثالث الذي يؤهله فقط للمشاركة في كأس الكونفدرالية الافريقية الأقل أهمية.
وكما جرت العادة في منعطفات حاسمة من هذا القبيل، فإن مدرب الفريق هو من يتحمل وزر الفشل، وفي هذا الإطار ألمحت الصحف المحلية إلى احتمال مغادرة المدرب البرتغالي خوسيه دي مورياس، الذي يتولى تدريب الفريق بموجب عقد يمتد لستة أشهر قابلة للتجديد لموسمين في حال تحقيق الأهداف المتفق عليها، وهو الأمر الذي لم يتحقق بشكل واضح.
من جهة أخرى، وخلافا للتوقعات، لم يحدد الديربي التونسي بشكل نهائي هوية الفريق البطل لهذا الموسم، إذ يتعين على النادي الإفريقي، الذي يرأسه رجل الأعمال سليم الرياحي، المرشح السابق في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، الانتظار إلى آخر جولة لمعانقة لقب تمنع عليه منذ موسم 2007/2008.
ففريق النادي الإفريقي (62 نقطة) لا تفصله سوى نقطتان عن مطارده المباشر فريق النجم الساحلي، المنتشي بفوز سهل خارج قواعده أمام شبيبة القيروان (3 -1)، والذي يراوده حلم التتويج ووضع حد لمرحلة عجفاء امتدت لسبع سنوات.
وسيتنقل النادي الإفريقي في الدورة الأخيرة، المقررة مبدئيا يوم ثاني يونيو القادم، إلى مدينة جرجيس لمواجهة الترجي الجرجيسي في مواجهة قوية سيخوضها هذا الأخير أمام جماهيره، وقد تخلط كل الأوراق والحسابات.
أما فريق النجم الساحلي، بقيادة المدرب المخضرم فوزي البنزرتي، الذي له سبق أن قاد فريق الرجاء البيضاوي إلى نهائي بطولة العالم للأندية، فسيستقبل فريق جمعية جربة، الذي ودع سلفا بطولة النخبة.
وفي انتظار حسم لقب البطولة المحلية برسم موسم 2014/ 2015، سيكون على الأندية التونسية خوض مباريات على الصعيد القاري، ممثلة بالأساس في إقصائيات كأس الكونفدرالية الافريقية (الذهاب أيام 15-16-17 مايو الجاري) والإياب (5-6-7 يونيو المقبل)، والتي سيرحل خلالها فريق النجم الساحلي إلى الدارالبيضاء لمواجهة فريق الرجاء، بينما سينتقل النادي الإفريقي إلى القاهرة لمواجهة الأهلي المصري، في حين سيستقبل الترجي والنادي الرياضي الصفاقسي كلا من (قلوب الصنوبر) الغاني وأسيك أبيدجان الإيفواري.
وكالات