سأترك زوراق لضميره
الجمهور الـمغربي يعرف من أكون
ما حققناه هذا الـموسم فاق الـمطلوب والقادم سيكون أفضل

نجح المدرب عبد الهادي السكتيوي هذا الـموسم في تحقيق ما بدا للبعض صعبا، أنجز المهمة الصعبة وباقتدار شديد حين أمن بقاء فريق غزالة سوس مبكرا وهو الفريق الذي تعود خلال آخر الـموسم انتظار الرمق الأخير من البطولة كي يطمئن على مصيره.
السكتيوي أسس لفلسفة هجومية رائعة رفقة فريقه، تحولت معها مباريات الفريق بالـملعب الكبير بأكادير لواجهة احتفالية، قبل أن تهوى عليه مطرقة لجنة إنضباط اجتمعت على السريع  وعاقبته بقسوة.
في الحوار التالي نغوص مع مدرب هادئ لكنه حين يثور فإن كأسه يفيض ويرشح بالكثير من الحقائق، يتحدث عن قساوة العقاب وعن ظلم تقرير وعن سقف الأهداف الذي تحقق وطموحه القادم.
تابعوا بعضا من قناعات مدرب أكد مرارا أنه واحد من صفوة ما يميز الساحة الوطنية بمقارباته وأفكاره..
ــ الـمنتخب: فضلت السكوت وتجنبت الدخول في بوليميك الردود بعد قرار اللجنة التأديبية بمعاقبتك لسنة من الغياب نصفها نافذ، الجمهور يرفض هذا التواري لذلك نطلب منك السي عبد الهادي بعض الإيضاحات بخصوص ما جرى بخريبكة؟
ــ عبد الهادي السكتيوي: تعلمون وأنا الذي تعايشت معكم داخل «الـمنتخب» طوال هذه السنوات أني أسست لتقليد حاولت احترامه  وتوفقت ولله الحمد في ذلك وهو الإبتعاد عن الشعبوية والإستهلاك الإعلامي المجاني وعدم الدخول في السجالات الفارغة التي لا تفيد في شيء.
هذا لا يعني أني لا أقدر التواصل بل أحترمه والدليل هو كوني تواجدت في كل الندوات الصحفية التي أعقبت المباريات وحتى قبلها، إلا أنني فضلت بعد مباراة أولمـبيك خريبكة أن أبتعد قليلا حتى لا يثار الغبار بسبب تصريح أو أتبنى موقفا تحت وقع الضغط أو أصدر حكم قيمة قد لا يصب لمصلحتي، غير أنه للأسف الشديد الحكم الذي صدر بحقي أحبطني بالفعل  بل أشعرني بالصدمة ولو خرجت بعدها بتصريح وأنا في قمة الإنفعال لقلت أشياء قد لا تعجب البعض.
الـمنتخب: الآن و قد هدأت بعض الشيء، هل تشعر فعلا أنك تعرضت للظلم بفعل هذا القرار؟
عبد الهادي السكتيوي: ليس ظلما، بل تعدى الظلم لتزوير وتحريف الحقائق وأنا سبق لي وأن صرحت لكم وأقسم بأغلظ الإيمان على أن ما أرفقه الحكم زوراق في محضره وتقريره بحسب ما بلغني فيه الكثير من الكذب والإفتراء.
أقسم أني لم أسب مكونا من مكونات الجامعة ولم يكن هناك من داع لأفعل هذا، لذلك أترك السي زوراق لضميره لأنه قاضي والقضاة المفروض أن يجعلوا ميزان العدل أساسا لاحكامهم وهو ما لم يحترمه هذا الحكم معي.
المنطق والواقع كان يفرض الرجوع عندي والإستماع لإفادتي بدل إدانتي غيابيا والإكتفاء بإفادة طرف واحد فقط.
الـمنتخب: يبدو الأمر مثيرا بعض الشيء، لم تكن الـمباراة حاسمة ولا مصيرية لفريقك، كان من الـممكن أن تنتهي الأمور على نحو أفضل أليس كذلك؟
عبد الهادي السكتيوي: بالفعل، لقد لعبنا بالدار البيضاء أمام الرجاء وقبلها أمام الوداد مباريات أهم وأكثر ضغطا ومصيرية، ولم نخسر وعدنا بــ 4 نقاط من هناك، ولم يسمع أحد صوتنا أو عرضنا لشكوى.
صحيح أن مباراة أولـمبيك خريبكة كانت شكلية ولتحسين الأوضاع فقط، لن هذا لا يعني أن نقبل بالظلم والقرارات الجائرة بحق فرقي وهو ما طبقه زوراق بالحرف وغير مجرى الـمباراة بقرارات تحكيمية مثيرة.
كان بالإمكان أن أكتفي بمراقبة المشهد عن بعد وانتظار نهاية المباراة وينتهي الأمر، لكني دخلت بالفعل تحت وقع الإستفزاز لأرضية الـملعب لسحب اللاعب المطرود خارجا لأفاجأ بالحكم زوراق يتمادى ويبالغ في استفزازه ضدي وأنا الذي حاولت بحسن نية تلطيف الأجواء وإنهاء التوتر.
الـمنتخب: في مطلق الأحوال كان بإمكانك التعامل بطريقة مغايرة مع الحالة وتجنب اقتحام الـملعب كي لا تتورط بشكل أو بآخر أليس كذلك؟
عبد الهادي السكتيوي: سبق لي وأن قات مرارا أننا نمارس في منظومة كروية ونتعايش أسبوعيا مثل العائلة الواحدة، وخمنت هذا للأسف وعلى ضوئه بنيت قراراتي ومواقفي وحاولت التدخل لتهدئة الأوضاع.
صحيح أن القانون يمنع اقتحام المدرب للمستطيل الأخر لكن هناك حالات وقوة قاهرة تفرض عليه التدخل في بعض الفترات وهذا نعاينه بإنجلترا وإسبانيا بتدخل مدرب الفريق لمنع أي اشتباك أو مضاعفة الإحتقان، و هكذا فكرت بعد قرار طرد لاعب من فريقي، توقعت كل شيء إلا أن يكون المصير هو توقيف لسنة و كأني ارتكبت جريمة.
الـمنتخب: على ضوء كل هذا هل تشعر بأنك مستهدف بقرار من هذا النوع؟
عبد الهادي السكتيوي: لست من الفئة التي تطلق أحكام قيمة وتحاكم النوايا لان بعض الظن إثم، لكني استشعرت بعد إخباري بالعقوبة وبالسرعة التي صيغ بها القرار والتكييف الذي رافق الملف على أني بالفعل طرف مظلوم.
الجمهور المغربي يعرفني منذ سنوات طويلة ولم يسجل التاريخ النظيف والسجلات التي رافقت مساري أني كنت في يوم من الأيام طرفا في حلقة شغب أو فوضى أو خروج عن النص.
أنا من يحارب الخروج الفاضح عن نص الأخلاق والقيم ولا أرضاها للاعب من لاعبي فريقي فكيف أقبل بها على نفسي؟...
الـمنتخب: كيف تتوقع الحكم القادم بعد استئناف فريقك للقرار الأول؟
عبد الهادي السكتيوي: الحسنية تتوفر على إدارة مشهود لها بالكفاءة والإقتدار، البطولة شهدت على أننا الطرف الذي لم يظهر كثيرا هذا الـموسم في كثير من الواجهات واحترامنا كان كبيرا للجميع وقدمنا مباريات شهدت على نظافة السجلات والسمعة الطيبة التي نتوفر عليها.
لجنة الإستئناف تملك آليات التدقيق مجددا في الملف واحترامنا سيكون كبيرا لقراراتها، وإذا كان هناك من يرضيه أو يتطلع لمعاقبة السكتيوي بهذا الشكل لسبب أو آخر فما عليه سوى الكشف عن هذه النية و لا مانع عندي في قبول الوضع.
الـمنتخب: نترك هذا الـملف جانبا لنتطرق لوضعك مع الفريق، كيف تقيم حصيلته دورات قليلة فقط قبل الحسم النهائي وإسدال ستارة الموسم؟
عبد الهادي السكتيوي: التقييم  متروك للنقاد ولجمهور الحسنية وأتحدى أي كان  ليؤكد أن ما بلغناه هذا الـموسم كان متوقعا، لقد وقعنا على مسار رائع واقتربنا في كثير من الدورات من الصدارة وقدمنا أفصل مباريات الموسم على الإطلاق خاصة بأكادير، ولعبنا الكرة التي يعشقها الجمهور المغربي عامة.
لكل هذا أنا راض على ما أنجز، صحح لم نصل لدرجة الكمال ولا يمكن أن أكون مقتنعا تماما بما تحقق، لكن قياسا بسجلات الفريق بالمواسم الأخيرة و ما توفرنا عليه من إمكانيات، ما تحقق فاق التوقعات الممكنة بكثير..
الـمنتخب: قدمتم كرة هجومية رائعة بشهادة الجميع، لكن قابلها اهتزاز على مستوى الدفاع، كيف تخطط لإعمال التوازن على مستوى خطوط الفريق الموسم القادم؟
عبد الهادي السكتيوي: أعتقد وأنتم الذين واكبتم مباريات البطولة ورصدتم لأهم وأقوى فتراتها، ستتوصلون لحقيقة هامة جدا وهو التفاعل الرائع للجمهور مع مباريات الحسنية أمام الفرق الكبيرة على وجه الخصوص والكرة الهجومية التي يعشقها الجمهور.
مباريات الحسنية أمام الرجاء ذهابا وإيابا والوداد وشباب خنيفرة وأولمبيك خريبكة وغيرها والتي جرت في أكادير لم تختلف عن مباريات البطولة الإنجليزية لا على مستوى التشويق ولا سيناريو الأحداث، لذلك أنا مسرور وأنظر لهذا الجانب الممتلئ من الكأس في انتظار تقييم الهفوات نهاية الموسم.
الـمنتخب: ترتبط بعقد من 3 مواسم مع الفريق أي رهانات قادمة أمامك و تحاول بلوغها؟
عبد الهادي السكتيوي: بطبيعة الحال الموسم القادم يجب أن نكون أفصل من الحالي، وهذا أمر بديهي وطبيعي، غير أنه يتطلب منا بعد نهاية الموسم الحالي إجراء تقييم شامل لما تحقق وما ينقصنا لنكون عند مستوى التطلعات.
سنجلس مع المكتب المسير وسنحاول تدارس مستقبل الفريق بشكل هادئ وعقلاني بتحكيم المنطق وليس بإطلاق العنان للأحلام هكذا.
الـمنتخب: بماذا يعد السكتيوي جماهير الحسنية؟
عبد الهاد السكتيوي: ختاما بودي أن أؤكد للجمهور الـمغربي الذي أحترمه لأننا نلج البيوت ومن دون استئدان على أني سأظل وفيا لمبادئي والتي تقوم على أساس إحترام الروح الرياضية والأخلاق والتسويق المثالي للعبة بعيدا عن أي خروج عن النص كيفما كان نوعه.
جماهير الحسنية ذكية ولبيبة وتعرف أدق التفاصيل وتعشق بشكل كبير كرة القدم، ومؤكد أنها رأس مال الفريق الأول وعليها دعم فريقها بشكل كبير الـموسم القادم وأعدها بأننا سنكون أفضل بكثير من النسخة الحالية..

ADVERTISEMENTS

حاوره: منعم بلـمقدم