الوداد أبرز مرشح للقب لكننا لن نستسلم
نلعب بلا ضغوطات وقوتنا في انسجامنا
أضحى إسم إبراهيم البزغودي متداولا بقوة في البطولة الاحترافية، بفعل تراكم تجربة إستمدها من مختلف ملاعبنا الوطنية، فتحولت تجاربه إلى خبرة مكنته من حمل شارة عميد الفريق، فلقب بالمايسترو، أما مهاراته فمكنته من صنع الفرجة التي تغنى بها الجمهور والعشاق على أرضية ملعب الفوسفاط، حيث يشكل حضور البزغودي جزءا هاما من المنظومة الكروية للأولمبيك بلمساته السحرية، وبرزانته المعهودة وسمو أخلاقه نال تعاطف أنصار الفريق، وبحنكته استطاع خلق الإنسجام بين العناصر الفوسفاطية بالرغم من اختلاف روافد النادي.
«المنتخب» تستضيف البزغودي من أجل تسليط الضوء على مشوار الأولمبيك وهو يستعد للمرحلة الأخيرة والحاسمة من البطولة الوطنية.
- المنتخب: كيف كانت البداية الكروية للبزغودي ؟
البزغودي: بدأت مشواري الكروي بالمنطقة الشرقية للمملكة، حيث لعبت بفرق الأحياء مع نجم بايو، ثم إلتحقت سنة 2000 بنهضة بركان ولعبت له ضمن الصغار والشبان، وما زلت أذكر المدرب العلاوي الذي لعب دورا مهما في انتقالي لفريق الكبار، بعد ذلك إلتحقت بالأولمبيك بفضل رفيقي سمير فلاح الذي كان حينها قلب دفاع الفريق الخريبكي، ومع الأخير لعبت أربعة مواسم حققت خلالها الفوز بلقبين البطولة والكأس 2006 و2007، بعد ذلك انتقلت للعب بالدفاع الحسني الجديدي الذي لعبت له موسمين وفزت معه بلقب بطولة الخريف ، كما شاركت معه في عصبة الأبطال الإفريقية، ثم وقعت عقد الإنضمام لأولمبيك آسفي، حيث قضيت داخله موسمين تحت قيادة المدرب عبد الهادي السكيتيوي، وخلال الموسم الماضي عدت من جديد لأولمبيك خريبكة بعد توقيعي لعقد سيستمر حتى نهاية الموسم المقبل.
ولا بد أن أشير أنه خلال هذه الفترات وقبل توقيعي لخريبكة في المرحلة الأولى من موسم 2004ـ2005 تدربت مع الرجاء البيضاوي لمدة 20 يوما، حينها كان يشرف على الفريق المدرب موندوفان، لكن الضغط الذي كان يعيشه الرجاء وهو يستعد للمنافسة على كأس العرش دفعني لتغيير وجهتى نحو أولمبيك خريبكة كما أشرت سابقا.
- المنتخب: كيف تقيم التجربة التي اكتسبتها خلال هذه المواسم ؟
البزغودي: أود أن أشير أنني استفدت الكثير خصوصا فيما يتعلق بتوجيهات مدربين مقتدرين كمصطفى مديح الذي درب الأولمبيك وجمال السلامي الذي درب الدفاع الجديدي ثم عبد الهادي السكيتوي الذي أشرف على أولمبيك آسفي، وبطبيعة الحال المدرب الحالي للأولمبيك أحمد العجلاني أيضا إستفدت منه الكثير، وما استخلصته أن لكل مدرب شخصيته وقدرته على العطاء وقراءاته الخاصة للمباريات، والقاسم المشترك بين هؤلاء جميعا هو الجدية، وأي لاعب مر من هذه المراحل مجتمعة باستطاعته أن يراكم تجاربا تجعله يثبت ذاته بطريقته الخاصة، والحمد لله أن علاقتي بكل هؤلاء المدربين كانت ممتازة وأحتفظ بذكريات جميلة مع كل واحد من هؤلاء.
- المنتخب: حديثك عن هؤلاء المدربين يجرنا للحديث عن مدربي المنتخبات الوطنية (الزاكي ثم فاخر).
البزغودي: أعرف الناخبين الوطنيين فاخر والزاكي عن قرب من خلال إشرافهما على فرق واجهتها بالملاعب الوطنية وهما معا مثالان للأطر المغربية التي قدمت الكثير لكرتنا الوطنية، والجميل أن منتخباتنا تشرف عليها أطر معروفة بحبها وغيرتها على الوطن قبل كل شيء، وكل إطار لديه هذه الملكة فحتما أنه يتميز بالإخلاص لوطنه أولا ولمنتخبه ثانيا، وأعتقد أن منتخباتنا تسير في الإتجاه الصحيح بحكم تواجد مثل فاخر الذي أكن له كامل الإحترام والتقدير لجدية اشتغاله مع المنتخب المحلي، وتاريخه كمؤطر يشهد له بذلك، والزاكي بادو الذي يحظى بطبيعة الحال بالإحترام لما يتميز به من جدية في العمل.
- المنتخب: ماذا مثل لك حكم الطاس الذي جاء منصفا للكرة المغربية؟
البزغودي: الحكم الذي أصدرته «الطاس» بعث فينا كلاعبين نوعا من الأمل، وحفزنا على المزيد من العطاء، ولا غرابة أن يستمر الجمهور المغربي في التوافد على الملاعب الوطنية، وأما قرار الطاس فقد جاء بمثابة إنصاف ليس فقط لكرتنا الوطنية بل لكل المغاربة، وكلاعب أتوجه بشكري الخاص للجامعة وكل من ساهم في إعادة الاعتبار للكرة الوطنية وفي مقدمة هؤلاء جميعا رئيس الجامعة فوزي لقجع بفضل المجهودات التي بذلها حتى تم إنصافنا، وقرار «الطاس» جعلنا كلاعبين نشعر بأن هناك مجهودات تبذل على مستوى الكثير من الأوراش بما فيها إصدار مجموعة من القوانين والإصلاحات التي تشهدها الملاعب من بنيات تحتية، ومرافق رياضية من المستوى العالي، ما يجعلنا نطمئن على الواقع المستقبلي للكرة الوطنية.
- المنتخب: بالعودة لفريق الأولمبيك، ما زال البعض يشكك في قدرته على الفوز باللقب، ما هو تعقيبك؟
البزغودي: لم نكن نتوقع مع بداية الموسم أن نجد أنفسنا منافسين على لقب البطولة لهذا الموسم، ففريق الأولمبيك قوي وله قيمته ومكانتة، وهنا لا بد أن أشير إلى نقطة مهمة تتمثل في تواضع نتائج الفريق خلال الموسم الماضي (الموسم الأسود)، حيث عرف خصم ست نقط من رصيده، ما ترك خيبة أمل للجماهير وأثر على نفسية اللاعبين وهو ما تسبب في تراجع أدائنا، لكن تسلحنا بالطموح والعزيمة ولم نستسلم حتى الدورة الأخيرة من الموسم الماضي، إذ تمكنا من البقاء.
بالنسبة لهذا الموسم فاحتلال الرتبة الثانية ونحن على بعد دورات معدودة جاء نتيجة مجهودات مضاعفة، واليوم تتملكنا عزيمة قوية من أجل المنافسة على اللقب، نعرف جيدا قيمة الوداد البيضاوي المحتل للرتبة الأولى باستحقاق، ونعي جيدا قوته التي تكمن في جمهوره العريض وطاقميه الإدراي والتقني ولاعبيه، ورغم ذلك سنواصل المشوار وسنواجه خصومنا بعزيمة وإدارة قويتين وسننافس على اللقب بقوة، وهو حق مشروع، قد يبدو للبعض أنها مجزافة منا، لكن علينا أن ندرك أن الوداد وضع ضمن حساباته الفوز باللقب، لذلك فهو يعيش تحت ضغط، وإن كان هناك فارق النقط يفصله عن الفرق التي تطارده، لكن البطولة الوطنية عودتنا بأن الحسم في اللقب أو النزول لن يحسم حتى آخر دورة، وبالنسبة لنا سنجاري خصومنا بدون ضغوطات، على عكس الوداد الذي أكن له كامل الإحترام.
- المنتخب: أما زالت فكرة مغادرة الفريق تراود البزغودي، وهل من اتصالات مع فرق أخرى؟
البزغودي: ما زال هناك عقد يربطني مع الأولمبيك حتى نهاية الموسم المقبل.. كانت لدي اتصالات مع بعض الفرق خلال المرحلة الشتوية لهذا الموسم للإنضمام إليها، لكن التوافق لم يحدث بحكم أن إدارة فريقي تشبثت بي ورفضت إنتقالي، حاليا هناك بعض الاتصالات مع بعض الفرق لكني أفضل ألا أناقش الفكرة حتى نهاية مشوار البطولة، والحمد لله أنني قضيت مع الأولمبيك أوقاتا طيبة، حيث ظروف الإشتغال متوفرة، وهناك دعم من الجمهور ، وأعتز بحمل شارة هذا الفريق الجدير بالإحترام والتقدير.
- المنتخب: إنطلاقا من تصورك، هل هناك توقعات للفرق التي ستغادر البطولة الإحترافية أو الفريق الذي سيفوز باللقب؟
البزغودي : لا يمكن الجزم خصوصا فيما يرتبط بأسفل الترتيب، فالملاحظ أن الرتب الأخيرة تجمع سبعة فرق، والفارق بينها هي ثمان نقط، لذلك فبإمكان أي فريق من هذه الفرق التي تتواجد بأسفل الترتيب أن تحقق نتائج إيجابية وتصعد في سلم الترتيب لتضمن بقاءها، وقد عشنا تجربة شبيهة ومريرة بالموجودة حاليا خلال الموسم الماضي، أما بخصوص مقدمة الترتيب فالكثيرون يرشحون الوداد للفوز بلقب البطولة لأسباب قد تكون موضوعية، لكن من حق الأولمبيك والكوكب والمغرب التطواني والفتح أن تستمر في المنافسة على اللقب أو احتلال الرتبة الثانية أو الثالثة، حتى تضمن حضورا في المنافستين الإفريقيتين.
- المنتخب: نعود لأولمبيك خريبكة، أين تكمن قوته هذا الموسم؟
البزغودي: أولا أريد أن أوضح أن قوة الأولمبيك هذا الموسم في مدربها التونسي أحمد العجلاني، في ما يخص المشاكل الهامشية التي عاشها الفريق على امتداد المواسم السابقة والتي كان مسكوت عنها هي التي إنعكست على أداء الفريق الموسم المنصرم، والأكيد انه لو لم يتم خصم 6 نقط عبر دفعتين لما وصلنا إلى الرتبة المهددة بالنزول، والحمد لله أن تمسك المكتب الإداري بأحمد العجلاني كمدرب ولا أقول هذا لأنه يدربني ولكن من باب الإنصاف فقد عمل جاهدا على تحفيز اللاعبين ونجح في خلق توليفة متجانسة وأعطانا ديناميكية جديدة لدرجة أننا أصبحنا نهزم خصومنا خارج ملعبنا، نتيجة امتلاكنا للثقة التي افتقدناها الموسم المنصرم، وأعتقد أن قوة الفريق تكمن في انسجامه التام حتى خارج الملعب وتوازن خطوطه.
- المنتخب: ماذا تشكل العمادة بالنسبة لابراهيم البزغودي؟
البزغودي: أن تحمل شارة العميد فهذا يعني أنك مطالب بتقديم الكثير داخل الملعب، ومفروض عليك أن تكون أكثر عطاء، ثم أن تكون على دراية بنفسية اللاعبين حتى تسهم بدورك في تذويب إختلافهم، وتتصدى أحيانا لبعض الإحتجاجات المجانية التي قد تصدر من بعض اللاعبين في حالة غضب، وفي هذه الحالة فعليك أن تحظى برضى الجميع وتعمل على خلق الإنسجام بينهم ولا يمكن أن تكون عميدا إلا إذا حظيت بثقة الطاقم التقني وهي مسؤولية وتكليف.
- المنتخب: لكن الملاحظ أن البزغودي ينفعل في بعض الأحيان؟
البزغودي: شيء طبيعي أن أنفعل أحيانا، فليس من السهل أن تحمل قميص فريق كبير مثل أولمبيك خريبكة، حيث ملزم أن تدافع عنه، والإنفعال داخل الملعب له عدة مسببات، قد تنفعل إذا لم تتوصل بالكرة في الوقت المناسب ولأن هناك قرارات تتخذ أحيانا لا تراها منطقية من قبل بعض الحكام، لكن مجبر أن تصفح لأنك ملزم باحترام الروح الرياضية، ونحن نعي أن الحكم داخل الملعب هو بدوره إنسان ومعرض إلى ارتكاب أخطاء، لكن الجميل بل ما يثلج صدورنا هو أن الأخطاء التحكيمية الحالية وفي غالبيتها لا تكون بدافع سوء نية.
- المنتخب: كيف تبدو العلاقات داخل الأولمبيك؟
البزغودي: بكل صدق نشعر كلاعبين بنوع من السكينة والإرتياح التام على كافة المستويات وقد ترتب عنه انسجام تام بيننا، بحكم أن الطاقم الإداري خصوصا رئيس الفريق نجده يتتبع مسيرة الأولمبيك ويتواصل معنا باستمرار، أما بخصوص الطاقم التقني الذي يشرف عليه الإطار التونسي أحمد العجلاني فيجعلنا لا نفكر إلا في العطاء ونلمس في اشتغاله احترافية وعزيمة وطموح.
- المنتخب: كيف تنظر إلى مبارياتكم المتبقية؟
البزغودي: طموحنا الراهن هو الإستمرار في المنافسة على لقب البطولة حتى نهاية الموسم، ومبارياتنا المتبقية تشكل بالنسبة لنا حواجز لا بد من القفز فوقها بنجاح، علينا أن نعطي لكل مباراة قيمتها وخصوصيتها لذلك فنحن تواقون لتحقيق نتائج إيجابية.
- كلمة أخيرة..
البزغودي: أتوجه بالشكر الجزيل لجريدة «المنتخب» التي تواكب مسيرة الأولمبيك، وأتوجه بالشكر لجمهور الأولمبيك الذي ساندنا، وأملي أن يحظى اللاعب الوطني بمزيد من الاهتمام حتى نرفع من معنوياته لأنه بالنسبة لي يشكل جوهر اللعبة.
حاوره: مساعد