حسم الأمور بتطوان لربح جرعات الإطمئنان
سيكون المغرب التطواني اليوم الاحد على الساعة الثامنة مساءا على موعد مع تحد جديد عندما يواجه الأهلي المصري المثقل بالألقاب على جميع المستويات في قمة إفريقية بنكهة عربية تشد الأنظار وتحبس الأنفاس في إطار ذهاب الدور ثمن النهائي لعصبة الأبطال قبل دور المجموعتين، موقعة سانية الرمل القوية تشكل محكا صريحا وامتحانا عسيرا لفريق المغرب التطواني لقياس حدود طموحاته في رحلته القارية هذا الموسم، بالنظر إلى قوة الفريق المنافس المثقل بالألقاب والتجارب.
هي إذا مقابلة في غاية الصعوبة لأنها ستلعب على جزئيات صغيرة وأي خطأ في تطبيق شاكلة المدرب قد يجعل المغرب التطواني عرضة لأكبر المفاجآت.
ورغم قوة الخصم وصعوبة المهمة إلا أن فإن المغرب التطواني الذي عادة ما يقدم مباريات في المستوى الكبير مع الفرق الكبيرة قادر على رفع شعار التحدي أمام الأهلي المصري بملعب سانية الرمل وأمام جماهيره الغفيرة التي ستكون حاضرة بقوة كعادتها لتحقيق نتيجة جيدة ومريحة تيسر مهمته في الإياب بالقاهرة.
إستعدادات مكثفة وتفاؤل كبير
يعرف الطاقم التقني للمغرب التطواني على أن المقابلة لن تكون سهلة وكيف لها أن تكون كذلك والخصم من العيار الثقيل يتوفر على لاعبين مجربين وقادرين على خلق المفاجأة بملعب سانية الرمل، لذلك سيبرز عنصر الحيطة والحذر، ولذلك كانت استعدادات المغرب التطواني مكثفة، حيث ركز المدرب الإسباني سيرخيو لوبيرا على الجانب البدني والفني للوقوف أكثر على مدى جاهزية لاعبيه لهذه المقابلة القوية والهامة، حيث ساد الإستعدادات التي كانت تجرى على أرضية ملعب سانية الرمل بتطوان نوع من الإنضباط والجدية والتفاؤل لتحقيق نتيجة إيجابية وتقديم الأفضل أمام خصم من العيار الثقيل.
وليكون الفريق جاهزا لهذه القمة إرتأى المدرب الاسباني لوبيرا تقديم أشرطة لمجموعة من مباريات الأهلي المصري، وقام بدراسته بشكل مدقق ما مكنه من الوقوف على جميع نقاط الضعف والقوة داخل التركيبة البشرية لفريق الأهلي الذي يقوده المدرب الإسباني خوصي كارلوس غاريدو، وسيكون المغرب التطواني في هذه المواجهة مكتمل الصفوف بعد أن استرجع جميع لاعبيه المصابين بمن فيهم الخلاطي وزهير نعيم.
إنها قمة عربية بنكهة إفريقية
يجمع جميع المتتبعين على أن مواجهة المغرب التطواني والأهلي المصري هي واحدة من أقوى المباريات هذا الدور الذي يسبق دور المجموعتين لاعتبارات عديدة، ففريق المغرب التطواني قدم مستوى جيدا في اللقاءين الأخيرين أمام كل من أولمبيك باماكو المالي وكانو بيلارز النيجيري، حيث فاز عليهم بحصص عريضة وبمستوى جيد شرف الكرة المغربية حتى الآن وهو يسير في خط تصاعدي من أجل تثبيت إسمهم ضمن أقوياء القارة السمراء,وعلى نفس المنوال سار الأهلي المصري الذي أخرج الجيش الرواندي بانتصارين ذهابا وإيابا مما يدل على أن الفريق المصري استعاد عافيته بعد مجموعة من الهزات العنيفة التي عاشها مؤخرا بالدوري المصري، إذ لم يحقق نتائج مرضية كان آخرها التعادل أمام الإسماعيلي بإصابة واحدة لمثلها، ورغم ذلك فإنه أرسل رسالة مشفرة وصريحة لفريق المغرب التطواني الذي سيلاقيه لأول مرة خلال هذا الدور من عصبة الأبطال الإفريقية في قمة عربية..
نزال تكتيكي إسباني مائة في المائة
لقاء المغرب التطواني والأهلي المصري سيعرف صراعا تكتيكيا إسبانيا مائة في المائة فكل مدرب سيسعى لانتزاع الفوز في هذه المقابلة وفرض أسلوبه، مدرب المغرب التطواني سيرخيو لوبيرا المنتشي بمجموعة من النتائج الإيجابية سواء بالبطولة الوطنية أو بعصبة الأبطال الإفريقية تحدوه الرغبة لمواصلة المشوار بنفس المستوى، إذ لم يعد مسموحا له بالتراجع في ظل الإمكانيات التي وضعها المكتب المسر للفريق لتحقيق الأهداف المنشودة والذهاب بعيدا في هذه المنافسة القارية، وسيسعى جاهدا للإطاحة بمواطنه خوصي كارلوس غاريدو مدرب الأهلي الذي خانته النتائج في الدوري المصري ويسعى للتعويض في عصبة الأبطال الإفريقية، لكن الخصم هذه المرة ليس هو فريق الجيش الرواندي بل هو فريق المغرب التطواني الذي يكبر في مثل هذه المباريات القوية بعد أن كسبت عناصره من التجربة ما يكفي، لذلك ستكون المواجهة حبلى بالمفاجآت نظرا لرغبة كل مدرب إخراج كل أسلحته للإطاحة بالآخر..
الأهلي ليس كباقي الفرق
يدرك المغرب التطواني أن مقابلته المقبلة أمام فريق القرن الأهلي المصري تختلف شكلا ومضمونا عن سابقاتهما التي واجه فيها كلا من أولمبيك باماكو وأخرجه بحصة عريضة في الإياب على أرضية ملعب سانية الرمل بعد أن كان قد انهزم في الذهاب بإصابتين لصفر، كما أخرج في الدور الموالي كانو بيلارز النيجيري وبحصة عريضة في الذهاب وصلت إلى أربعة أهداف قبل أن ينهزم في الإياب بإصابتين لواحدة من دون عناء يذكر بعد أن كان قد أمنها في الذهاب، عكس الأهلي المصري الذي يبقى خصما صعب المراس ومن العيار الثقيل، إذ يضم في صفوفه مجموعة من اللاعبين المميزين والدوليين الذين يمثلون المنتخب المصري في التظاهرات القارية، لذلك وجب على العناصر التطوانية التعامل مع المقابلة بذكاء واستغلال الفرص التي ستتاح لهم ومن دون أخطاء ستكون مكلفة في مثل هذه المباريات وأمام خصم ليس كباقي الخصوم.
الذهاب امتياز معنوي
يخوض المغرب التطواني الذهاب داخل قواعده، وهذا في حد ذاته امتياز معنوي للتطوانيين الذين سيعلمون كل ما في وسعهم لتأمين النتيجة وبحصة عريضة ومريحة، العناصر التطوانية تعرفت على منافسها الأهلي المصري من خلال بعض أشرطة الفيديو التي حصلت عليها الإدارة التقنية وستحاول تأمين النتيجة بحصة عريضة لضمان العبور نحو دور المجموعات وتجنب التسجيل عليهم حتى لا يسقطوا في المحظور في مقابلة الإياب التي ستجرى بالعاصمة المصرية القاهرة.
مقابلة المغرب التطواني والأهلي المصري ستفرض على أحد الفريقين الخروج من منافسات عصبة الأبطال الإفريقية والمرور إلى كأس الكونفيدرالية الإفريقية، لذلك ستكون بكل تأكيد وبحكم طابعها العربي مغلفة بحساسية خاصة وقمة في الاحتفالية، الأهلي الذي يملك كل مواصفات النادي المحترف ولديه لاعبين راكموا تجارب مهمة على صعيد المنافسات القارية، والمغرب التطواني الحديث العهد بهذه المنافسة بعد المشاركة الأولى التي خرج منها في الدور التمهيدي الأول على يد فريق مغمور من السينغال كازا سبور ويخوض عدد كبير من لاعبيه عصبة الأبطال الإفريقية لأول مرة، لن يكون حائطا قصيرا ولقمة صائغة أمام أشبال المدرب الإسباني خوصي كارلوس غاريدو، ويخطط للدفاع عن حظوظه وتحقيق نتيجة قوية أمام جماهيره الغفيرة التي ستكون السند الحقيقي للعناصر التطوانية.
العشب الإصطناعي الخصم الآخر للأهلي
سيواجه فريق الأهلي المصري خصما آخر في رحلته الملغومة إلى مدينة تطوان سيكون بلا شك العائق الكبير الذي سيقف في وجه لاعبيه الذين سيجدون صعوبة بالغة لفرض أسلوبهم على أرضية اصطناعية غير مألوفة لديهم بالمرة، وهذا الأمر اشتكى منه الطاقم التقني للفريق المصري واعتبره واحدا من العوامل التي سيكون لها تأثير كبير على مردودية الفريق أمام خصم يجيد العب على هذه الأرضية ويتوفر على لاعبين في المستوى المطلوب.
هذا العامل إشتغل عليه الطاقم التقني لفريق المغرب التطواني في محاولة لمباغتة خصمه في الدقائق الأولى من المقابلة التي ستلعب على جزئيات بسيطة وكل من فرط فيها سيجد نفسه في موقف حرج..
هل يفعلها ياجور؟
يراهن المدرب الإسباني لوبيرا على نجمه وهداف عصبة الأبطال الإفريقية بامتياز محسن ياجور لحسم الكثير من الأمور نظرا لإمكانياته التقنية والبدنية التي تسمح له بخلق الفارق في أي لحظة، إذ يبقى الورقة الرابحة لفريق المغرب التطواني التي يراهن عليها الطاقم التقني برغم أن الأهلي المصري يخطط لشل حركة محسن ياجور وضرب حراسة لصيقة عليه خوفا من أية مباغت.
ياجور يحسن التعامل جيدا مع مثل هذه المباريات نظرا لتجربته الكبيرة مع الفرق التي جاورها(الرجاء-الوداد) ومع المنتخبات المغربية,نتمنى أن يفعلها مرة أخرى ويهدي لفريقه انتصارا مفيدا.
حسم الأمور بتطوان
يعرف المغرب التطواني أن مواجهة الأهلي المصري بتطوان لا تؤمن إلا بحصة مطمئنة تجعله يخوض جولة الإياب بصورة مريحة، فالحارس محمد اليوسفي له من الإمكانيات والخبرة ما يكفي ليدافع عن شباك الفريق أمام خصم ليس كباقي الفرق التي واجهها المغرب التطواني حسم الأمور بتطوان أمر ضروري، ولا خيار سوى الفوز بحصة مطمئنة ما عدا ذلك فإن المغرب التطواني سيواجه مشاكل عويصة في الإياب.
عبدالسلام قروان
- البرنامج
ذهاب عصبة الأبطال الإفريقية
الأحد 19 أبريل 2015
الملعب: سانية الرمل بتطوان: س20 :30: المغرب التطواني - الأهلي المصري