المكتوون بنار الهبوط أمام سور آيل للسقوط
شبح القسم الثاني يتربص أكثر باتحاد الخميسات
قبل ست دورات من نهاية السباق المحموم يكثر القيل والقال وتتراقص الأحاديث والتكهنات بشأن الفرسان الذين يئنون بين المطرقة والسندان، وتتوزع الأنظار هنا وهناك لإنتظار التعثرات أو الإنفراجات، والهدف واحد وأوحد الضغط على زناد السرعة النهائية لضمان البقاء والإفلات من مخالب النزول.
مسكين حال العساكر
كارثة عظمى تلك التي حلت بالجيش الملكي هذا الموسم بعدما وجد العسكري نفسه مهموما مغبونا يصارع المرض لوحده داخل ثكنته، وينزل سلاحه مضطرا بعدما إنهارت قواه وإنتهى عتاده ليصبح مثل المسكين الذي يشفق على حاله العدو كما الصديق.
الإنفلاتات وكثرة الثغرات وظهور الثورات رمت العساكر في مستنقع الإنكسارات مبكرا بعدما غاب بدر النصر عن المدرب رشيد الطوسي الذي إستعصى عليه التحكم في المقود، فقاوم طويلا ثم ترك الحافلة على الحافة لخلفه خليل بودراع قليل الخبرة والتجارب، والذي بدوره عجز عن إنقاذها من الهبوط لتتم إقالته بعد مسلسل مثير وغريب مع رفيقه حمادي حميدوش المنقض على كرسي تدريب الجيش، لكن نار ذوي القربى إلتهمته سريعا في واقعة «كما تدين تدان» لتلخص الداء والواقعية العسيرة التي يمر بها أحد أكبر الأندية المغربية والقارية.
الزعيم المريض والغائب عن منصة التتويج منذ موسم 2007ـ2008 يعاني داخليا في صمت والجماهير أعلنت التمرد ضد الإدارة، هذه الأخيرة غارقة في الشرود والتفكير في الحلول للخروج من بؤرة الخطر، وقد أعلنت النجدة واستنجدت بإبن الدار سعد دحان الإطفائي الذي لا يخاف من النار.
البرتقال بطعم مر
إنقلب السحر على الساحر وأمسى النهضة البركانية مهددا بالنزول عقب هبوط حادٍ في ضغطه الدموي أدخله غرفة الإنعاش، والبحث جارٍ عن المسكنات والوصفات التي تشفيه وتنقذه من الإنهيار قبل فوات الأوان.
فبعد مسار جيد في مرحلة الذهاب ووصوله إلى المباراة النهائية لكأس العرش التي خسرها برعونة ضد الفتح الرباطي، وبعدما كان فريقا عنيدا ومحترما في أولى الدورات بأداء مقنع داخل القواعد وخارجها مستفيدا من الدفء الجماهيري الذي أحس به فور عودته إلى أرضه ببركان، وبعد حجزه تذكرة التحليق قاريا بالمشاركة في كأس الإتحاد الإفريقي، هوى كبرياء أبناء الشرق فجأة فتراجعوا إلى الخلف تدريجيا نازلين الدرج إلى أن وجدوا أنفسهم بين المعنيين بأمر الهبوط.
البرتقال لم يعد حلوا والعلقم تذوقته الجماهير التي دقت ناقوس الخطر قبل دورات، فرفعت اللافتات مطالبة برحيل المدرب والمسؤولين، والموسم الثالث للبركانيين مع الكبار لا يشبه حالي الموسمين السابقين حينما كانت النهضة نشيطة ومتحمسة، لكن الأمل قائم والمصير بين الأيدي للإنعتاق مبكرا وعدم إنتظار دورة الأعصاب الأخيرة.
النمور والسيناريو المحظور
نسي الفاسيون الأمجاد وزمن الألقاب والتوهج ووجدوا أنفسهم مستأنسين ومتأقلمين مع واقع اليوم العسير والمؤلم، فلم يعد أي فاسي ينتشي بالأفراح والإنتصارات وإنما صار حديثه اليومي همّ وشكاوى وأنين في غمرة الهزائم والمعاناة.
الماص العريق وصاحب أربع بطولات سابقة سقط في فخ سوء التسيير خلال المواسم السابقة، فغاب عنه الضوء وجال وسط العتمة لأعوام متتالية ذاق فيها الويلات ورأى فيها الظلمات قبل أن يتنفس الصعداء في كل مرة سواء بقدرة قادر أو مهمة في ثوب المعجزات.
الأرقام والإحصائيات تتحدث عن فريق وجد نفسه في حلبة المصارعة على الهروب من السقوط في آخر الأمتار كما حدث خلال الموسم الماضي حينما حافظ على مكانته في آخر دورة بمساعدة رئيسة من الحكم، والسيناريو الجاري مشابه للأمس ولا يوجد أي إختلاف بإستثناء رحيل بعض الأسماء وقدوم أخرى لم تغير شيئا من حال الماص، فهل يجنب الربان الطوسي الطائرة الصفراء من التحطم؟ أم أن الصاعقة واللعنة ستحل بالعاصمة العلمية الحزينة كرويا منذ سنوات؟
سبو يغرق أبناءه كل عام
يتساءل الكثيرون كيف أن ناديا عريقا مثل النادي القنيطري بطل المغرب أربع مرات إختفى منذ أزيد من ثلاث عقود عن الواجهة ورضي بالإنكماش خلف ستار التواضع، وكيف لجمهور عريض ومجنون بحب الكاك حُكم عليه ظلما بالحزن المؤبد إلى أن يظهر عفو قد يأتي أو لا يأتي.
فمن يشاهد النادي القنيطري كل موسم لا يلمس أي تغيير أو تحسن وإنما يتأكد يقينا أن الزمان يسير لكن القافلة متوقفة، ومكمن الداء في علم الغيب رغم تغيير الأطقم الإدارية التقنية وتعاقب أجيال موهوبة وطموحة على حمل القميص الأبيض والأخضر.
الكاك ومنذ عودته لقسم الأضواء قبل سبع سنوات وهو يترنح ويتعذب مع المتذيلين، وفي كل موسم ينجو بأعجوبة من الهبوط معلنا الحمد وبعده النية في التغيير، لكن لا شيء من ذلك يحدث والفيلم يعاود نفسه بعين السيناريو مع تبديل في الشخصيات وأبطالها، ونهر سبو يغرق أبناءه الذين لا يجيدون السباحة الحرة كل عام ثم ينقذهم في لحظة إحتضار، فهل يتكرر المشهد هذا الموسم أم أن لحظة الإعدام قد حانت؟
قافلة الحسيمة لا تعرف الغنيمة
صعد شباب الريف الحسيمي إلى البطولة الإحترافية قبل خمسة أعوام ومنذئذ وهو متمسك بمقعده بجرأة وشجاعة وعناد، ويقبل بلعب دور التنشيط في وسط الترتيب بعيدا عن ضغوطات المقدمة والمؤخرة، مناقشا المباراة تلو الأخرى بهدوء وإتزان وإكتفاء ذاتي.
وعكس ما كان مخططا له قبل بداية هذا الموسم، بحيث هيأ المسؤولون الريفيون كافة الظروف للبصم على سباق جيد والمنافسة على المراتب الأولى في البطولة وبلوغ المباراة النهائية لكأس العرش، تبخر حلم الأخير على يد الجار النهضة البركانية مما شكل ضربة نفسية قوية للشباب في البطولة، فتراجع مستواه بجلاء وغابت عنه النتائج الإيجابية، ليضطر معها إلى الإستغناء عن مدربيه الركراكي ومديح والإستنجاد مؤخرا ببطل المغرب عزيز العامري.
إحتل المرتبة الأخيرة أكثر من مرة هذا الموسم وأعلِنت حالة الطوارئ بكافة أرجاء الحسيمة، وتجند أحفاء عبد الكريم الخطابي في ثورة على الذات لإسترجاع ما فات، والتفاؤل عنوان رفاق الرسام عبد الصمد لمباركي فيما تبقى من الدورات رغم صعوبة المهمة، في ظل التنافس الشرس والحاد مع الخصوم والأهمية القصوى لكل نقطة وزنها ذهب ونجاة.
هل يصبح زيان في خبر كان؟
دخل التاريخ بعدما صعد إلى سبورة قمة الهرم الكروي الوطني وهو القادم من كهف الهواة، وولج بساط البطولة الإحترافية بقبعة المكتشف والحالم والمتلهف لمقارعة عمالقة وزعماء الكرة من رجاء ووداد وجيش وجديدة وآخرين.
بيد أن الأحلام شيء والواقع شيء آخر وهو ما لمسه الخنيفريون سريعا ومباشرة بعد قص شريط التباري، فقصر اليد وقلة الموارد المالية جعلا المسؤولين يكتفون بالتركيبة البشرية التي صنعت الصعود التاريخي مع تعزيز الكثيبة بالقليل من العناصر المخضرمة التي لم تكلف خزينتهم شيئا، لكن الهزائم وجدت ثغرات عديدة لتتسلل بسهولة إلى جسد فارس زيان وتسقطه أرضا يتوجع.
الفريق بدوره وكباقي الأندية المعذبة نهجت أسلوب تغيير المدربين فأنهت الود مع هشام الإدريسي بطريقة غير ودية، ثم إنتظرت إنفراجا مع حسن الركراكي لكن المخطط لم ينجح، لتستقطب الطائر التونسي الزواغي الذي أفلح في تحسين مردود الشباب ومنحه العديد من النقاط المثمرة، وهو الآن في صراع الحياة أو الموت في مركزه ما قبل الأخير، وهمه كبير وعظيم وأقرب إلى المعجزة لكن مع بصيص من الأمل خصوصا وأن النادي سينازل في مباريات سد نهائية منافسين مباشرين له.
الزموريون في الخندق مجددا
هو المرشح الأول للنزول أو بالأحرى العودة إلى القسم الثاني الذي غادره عن جدارة قبل أشهر قليلة فقط، ومجمل التكهنات تفيد بأن الإتحاد الزموري للخميسات ماضٍ في الطريق الخطأ وقريب من الإمضاء على شهادة وفاته السريرية.
فالمشاكل لا تبارح البيت الزموري منذ بداية الموسم والإنشقاقات لا تغيب عن جدرانه، وإعصار الهبوط يطوف حوله طيلة ثلثي البطولة الإحترافية التي لم يعرف فيها نغمة النصر سوى 4 مرات وأمام فريقين فقط.
فرسان الخميسات مكبلون ومغبونون وأيادي التلاعبات بدأت تطرق أبوابهم، والمدرب جواد الميلاني قبل بحمل الجمرة الحارقة بين يديه طمعا في تحويلها إلى ثمرة، بيد أن المهمة في غاية التعقيد وتشاؤم الأنصار يدفعهم إلى إنتظار ساعة الهبوط بعدما سئموا من الوعود الكاذبة وضجروا من لعبة المصعد.
المهدي الحداد
------------
مبارياتهم الست الأخيرة
- الجيش الملكي (26 نقطة)
الدورة 25: الجيش الملكي - المغرب الفاسي
الدورة 26: الوداد البيضاوي - الجيش الملكي
الدورة 27: الجيش الملكي - الفتح الرباطي
الدورة 28: الكوكب المراكشي - الجيش الملكي
الدورة 29: الجيش الملكي - شباب الحسيمة
الدورة 30: نهضة بركان - الجيش الملكي
- نهضة بركان (26 نقطة)
الدورة 25: نهضة بركان - شباب الحسيمة
الدورة 26: نهضة بركان - إتحاد الخميسات
الدورة 27: شباب خنيفرة - نهضة بركان
الدورة 28: نهضة بركان - المغرب التطواني
الدورة 29: الرجاء البيضاوي - نهضة بركان
الدورة 30: نهضة بركان - الجيش الملكي
- المغرب الفاسي (26 نقطة)
الدورة 25: الجيش الملكي - المغرب الفاسي
الدورة 26: المغرب الفاسي - الدفاع الجديدي
الدورة 27: أولمبيك آسفي - المغرب الفاسي
الدورة 28: المغرب الفاسي - حسنية أكادير
الدورة 29: أولمبيك خريبكة - المغرب الفاسي
الدورة 30: المغرب الفاسي - النادي القنيطري
- النادي القنيطري (24 نقطة)
الدورة 25: الدفاع الجديدي - النادي القنيطري
الدورة 26: النادي القنيطري - أولمبيك أسفي
الدورة 27: حسنية أكادير - النادي القنيطري
الدورة 28: النادي القنيطري - أولمبيك خريبكة
الدورة 29: النادي القنيطري - إتحاد الخميسات
الدورة 30: المغرب الفاسي - النادي القنيطري
(مباراة ناقصة ضد الرجاء البيضاوي عن الدورة 23)
- شباب الريف الحسيمي (24 نقطة)
الدورة 25: نهضة بركان - شباب الحسيمة
الدورة 26: شباب الحسيمة - شباب خنيفرة
الدورة 27: المغرب التطواني - شباب الحسيمة
الدورة 28: شباب الحسيمة - الرجاء البيضاوي
الدورة 29: الجيش الملكي - شباب الحسيمة
الدورة 30: شباب الحسيمة - الدفاع الجديدي
- شباب أطلس خنيفرة (22 نقطة)
الدورة 25: شباب خنيفرة - الكوكب المراكشي
الدورة 26: شباب الحسيمة - شباب خنيفرة
الدورة 27: شباب خنيفرة - نهضة بركان
الدورة 28: شباب خنيفرة- إتحا الخميسات
الدورة 29: المغرب التطواني - شباب خنيفرة
الدورة 30: شباب خنيفرة - الرجاء البيضاوي
- إتحاد الزموري الخميسات (20 نقطة)
الدورة 25: إتحاد الخميسات- حسنية أكادير
الدورة 26: نهضة بركان- إتحاد الخميسات
الدورة 27: إتحاد الخميسات- أولمبيك خريبكة
الدورة 28: شباب خنيفرة- إتحاد الخميسات
الدورة 29: النادي القنيطري- إتحاد الخميسات
الدورة 30: إتحاد الخميسات- المغرب التطواني
الزعيم يعود إلى الجحيم بعد 12 سنة
لم يسبق للجيش الملكي أن عاش خلال المواسم السابقة مثل هذا المخاض والوضعية الكارثية التي يمشي فوق صراطها خلال الموسم الجاري، ومكانة العساكر دأب الجمهور على إحترامها وتقديرها كضلع كبير يعلو وقليلا ما يُعلى عليه.
لكن هذا الموسم تغيرت المعطيات وأصبح الجيش قزما يتجرأ عليه الكل، وخصما في متناول الجميع سواء كان ضمن طابور المقدمة أو بؤرة الخطر.
فالزعيم يعاني الجحيم الذي لم يسلخ جلده طيلة 12 سنة الأخيرة من السمو والألقاب والمنافسة على المراكز الأمامية، وحتى في أسوء أحواله كان الجيش ينهي الموسم في المراتب السادسة أو السابعة، ويعود آخر فصل من فصول المعاناة والقتال من أجل الإفلات من مخالب الهبوط إلى موسم 2002ـ2003 حينما عاش العساكر الويلات وكثرة التأويلات قبل تأمين البقاء مع الكبار برصيد لم يتجاوز 33 نقطة في الصف التاسع.
الزموريون فازوا على فريقين فقط
نبشا في سجل إتحاد الخميسات في أول موسم له بعد الصعود نتوقف عند واقعة غريبة ومثيرة للإستفزاز، ذلك أن الفريق لم يحقق سوى أربع إنتصارات من 24 مباراة خسرها فيها 12 مرة وتعادل في 8 مناسبات.
الزموريون عجزوا عن الإطاحة بجميع الخصوم الذين واجهوهم بإستثناء فريقين فقط، ويتعلق الأمر بالدفاع الجديدي والمغرب الفاسي.
فمن غرائب الصدف أن الإتحاد عرف كيف يفوز على فرسان دكالة ذهابا وإيابا وهو ذات الشأن مع نمور الماص، وغير ذلك فالفريق لم يفز على أي خصم آخر وسقط في سلسلة من الهزائم أقواها خسارته بالديار ضد النادي القنطيري 3ـ4 وأمام الرجاء البيضاوي 0ـ3 وضد الوداد بالدار البيضاء 3ـ0.
العامري.. من القمة إلى السفح
تغيير مفاجئ في الطريق ذلك الذي سلكه المدرب عزيز العامري حامل درع البطولة الوطنية حينما تخلى عن مسلك منصات التتويج والمنافسة على الألقاب، وإختار ركوب قطار التحدي فوق سكة من نار مؤدية إلى مراكز الهبوط.
بطل المغرب مرتين مع المغرب التطواني ومباشرة بعد طلاقه مع الحمامة، صرح بأنه محتاج لقسط من الراحة قبل العودة إلى صخب الملاعب، ورفض العديد من العروض من أندية عملاقة في مقدمتها الجيش الملكي، قبل أن يفاجئ الجميع ويعلن تعاقده مع شباب الريف الحسيمي المعذب بعقد قصير الأمد وبهدف واحد هو الإبقاء على ممثل الريف بقسم الأضواء.
العامري ضحية الموندياليتو تحول في ظرف وجيز من العالمية والبطولات الدولية والقارية والمحلية إلى رجل إطفاء مهموم يغامر بدخول قلعة ريفية تحترق مقابل قيمة مالية مغرية جدا، وإستبدل معطف المنافسة على الألقاب في المراكز الأمامية بآخر ثقيل قد يرفعه إلى الأعلى أو يجره إلى الأسفل ليعكر صفو المجد الذي عاشه بين جبال تطوان طيلة المواسم الأخيرة.
الكاك وإدمان العذاب في آخر 7 مواسم
منذ صعود النادي القنيطري قبل ثمانية مواسم وهو يتألم ويشكو ويتعذب، فلم يعد العذاب والصراع من أجل النزول أمرا جديدا عليه وإنما عادة يحافظ عليها كل موسم.
الكاك وفيّ لعشق تأمين البقاء خلال الدورات الأخيرة وغالبا الدورة 30، فالتخبط في المشاكل ينطلق مع صافرة بداية البطولة ولا ينتهي حتى بعد صافرة النهاية، وحبل النجاة كان يطوق عنقه بحظ غريب وعجيب رغم أحقيته بالنزول أحيانا للضعف والركود على كافة الأصعدة.
فارس سبو وفي آخر سبعة مواسم تجنب الهبوط في آخر المحطات برصيد من النقاط تراقص بين 27 و35 نقطة ما بين المرتبتين 12 و14، والمرة الوحيدة التي كان فيها مؤمنا بشكل مبكر كانت موسم 2009ـ2010 حينما تموضع في الصف 9 بـ 38 نقطة.
المقصلة ضربت 15 مدربا
رقم مهول لكنه صحيح وواقعي ذلك الذي عرفته بيوت الأندية المعذبة من شبح النزول هذا الموسم، حيث تعاقب على تدريبها 15 مدربا قبل أن يتم الإستغناء عنهم جميعا بطريقة أو أخرى.
الجيش إحتل الصدارة بعدما أقال 3 مدربين هم الطوسي، بودراع، حميدوش قبل أن يستنجد بإبن الدار سعد دحان، وأشرف على النادي القنيطري بدوره 3 ربابنة هم خيري، المحجوب بكري، الإدريسي.. ثم شباب أطلس خنيفرة الذي جرب حظوظه مع هشام الإدريسي وحسن الركراكي وبوطهير قبل أن يجد راحته النسبية مع التونسي كمال الزواغي.
أما إتحاد الخميسات فأشرف عليه فوزي جمال ثم الخواضرة قبل قدوم الإطفائي جواد الميلاني، وتولى تدريب شباب الحسيمة كل من حسن الركراكي ومصطفى مديح، وقاد سفينة المغرب الفاسي الفرنسي فرانك دوما وشكيب جيار.
طاليب الناجي الوحيد من العاصفة
وحده المدرب عبد الرحيم طاليب من حافظ على منصبه داخل النهضة البركانية، ليخرج كناجٍ وحيد من العاصفة التي جلدت 15 مدربا وقعوا ضحية تواضع نتائج فرقهم التي تصارع لتفادي النزول.
طاليب ورغم الإحتجاجات وثورة العديد من الجماهير البرتقالية التي رفعت لافتات طالبته بالرحيل، إلا أنه بقي هادئا ولم يكترت للإحتجاجات وقرر مواصلة عمله لإنقاذ سفينة النهضة البركانية من الغرق في بحر هائج.
الطوسي، الإدريسي والركراكي.. ثلاثي الطوارئ
تبادل الثلاثي هشام الإدريسي ورشيد الطاوسي وحسن الركراكي المقاعد هذا الموسم لكن من دون أن يغيروا من الأهداف أو يفلحوا في اللعب على مراكز أفضل من تلك المتأخرة والمتراقصة في سلم الهبوط.
هذا الثلاثي كُتب له أن يعيش المعاناة وأن لا يدرب سوى في كهف الظلمات هذا الموسم، فالإدريسي ترك صخب خنيفرة وحل بضجيج الغرب مع النادي القنيطري وتمت إقالته في المناسبتين معا، وحسن الركراكي ذاق من نفس الكأس حينما غادر الحسيمة أولا ثم خنيفرة ثانيا بسبب سوء النتائج وطول المخاض، ورشيد الطوسي رحل عن الثكنة متألما وحل بفاس بنفس جديد لكن بنفس الهدف هو الإبقاء على الماص مع الكبار، وما زال صامدا يمني النفس جاهدا لبلوغ مبتغاه قبل آخر الأمتار.
الطب النفسي الحل القصري
لأن المرحلة تتطلب تعبئة على كافة الأصعدة من إدارة وأطقم تقنية وطبية ولاعبين وجماهير، ولأن الضغط يصل إلى أعلى درجاتها خلال هذه الفترة من الموسم، فإن العامل النفسي يلعب دوره بشكل رئيس للتخفيف من الضغوطات.
بعض المدربين آمنوا بأن الخطط التكتيكية والمناهج التدريبية لن تنفع وحدها في هكذا محطات، واختاروا الإستعانة بخبراء نفسانيين خلال تربصاتهم كما كان الشأن بالنسبة لشباب الريف الحسيمي.
فالعامل النفسي صار حلا قصريا وضروريا لإخراج اللاعبين من الضغط المهول الذي يعيشونه والذي يظهر من خلال الأخطاء التي يرتكبونها خلال المباريات.
المحترقون يتحدثون بنبرة التفاؤل
- عزيز العامري: «وجدت اللاعبين يعانون من ضغط نفسي رهيب وكانوا بحاجة ماسة للإنتصار الذي غاب عنهم للعديد من الدورات المتتالية قبل أن يحررهم ضد إتحاد الخميسات، الأهم هو أننا تخلصنا من المرتبة الأخيرة وتقدمنا بالترتيب الشيء الذي سيساعدنا على إستعادة التوازن، أعتقد أننا لو خضنا قادم المباريات بنفس الإصرار والحماس سنغادر بؤرة التوثر سريعا».
- جواد الميلاني: «الفريق يحتاج إلى مجهودات مضاعفة لتفادي الهبوط، حظوظنا قائمة لضمان البقاء وفارق النقاط قليل بين جميع الأندية، أظن أن المنافسة ستظل مشتعلة حتى الجولة الأخيرة وأرى في العامل النفسي وإعادة الثقة للاعبين الوصفة التي ستشفيهم وترجعهم إلى سكة الإنتصارات وبالتالي الإنعتاق».
- رشيد الطوسي: «الفريق تحسن بشكل ملحوظ والأداء صار أجمل وأكثر فعالية، تأخرت النتائج شيئا ما لكننا عرفنا كيف نجمع النقاط في آخر المباريات، أطمئن الأنصار على حال الماص وسيره بمسؤولية وجدية نحو الحفاظ على مكانته بين الكبار، ونحن بصدد الإستعداد الشاق ذهنيا وتكتيكيا للمباريات الصعبة التي تنتظرنا».
- كمال الزواغي: «الأمور ما زالت لم تُحسم بعد وهناك تقارب وتضارب بين العديد من الأندية التي تشاركنا نفس الهم، صحيح البقاء مع الكبار يبدو صعبا إلا أن الصراع سيحتدم بقوة خلال قادم الدورات وأعتبر الحظوظ متساوية بين الجميع، لن يُسمح لنا بالتفريط بأي نقطة وسنحاول تفادي السقوط في الأخطاء التي وقعنا فيها سابقا».