اليوم أنا من يقول «باسطا»
إنسحابي من الجامعة صرخة مظلوم وليس مزايدة
تعرضنا لقرارات جائرة وبقائي عضوا يكمم فمي ويكبل يدي
الديربي لن يتأثر بقراري والرجاء تمرض ولا تموت 

دون إطالة التفكير، وما إن أعلن الحكم التيازي نهاية المباراة أمام الحسنية، حتى كان بصدد إعطاء تعليماته و أوامره لإعلانها صريحة و قوية عبر الموقع الرسمي للفريق»
«بودريقة يعلن إنسحابه من الجامعة ويقدم تاريخ الجمع العام الإستثنائي للرجاء».
لا يمكن لخسارة مباراة بالبطولة أن تكون سببا في اتخاذ قرار بهذه الحدة، كما لا يمكن لضياع لقب حتى أن يكون سببا لأن يخرج الرجل سريعا ليعلن تنحيه من مهامه داخل الرجاء و الجامعة على حد سواء.
فأي أسرار تحكمت في هذا القرار؟
ولماذا في هذا التوقيت بالذات؟
وهل سيتأثر الديربي؟ وهل أدار الرجاء ظهره للقب؟ تابعوا أسرار أقوى قرار لبودريقة كما يكشفها بنفسه في هذا البوح الصريح.
- المنتخب: قرار مفاجئ وإعلان بالإنسحاب من تركيبة المكتب الجامعي، ما دخل هذا بذاك؟ و لماذا بهذه السرعة الفائقة بعد نهاية مباراة الحسنية؟
محمد بودريقة: بداية دعوني أوضح مسألة في غاية الأهمية وهي أن القرار كان مدروسا وبعناية وأبدا لم يكن قرارا انفعاليا كما سوقه البعض، لأنه بلغ بي الشعور بالإحباط حدا كبيرا و غير مسبوق وأنا أعاين الطريقة التي يذبح بها فريقي وأنا عاجز تماما عن مساعدته.
لقد سلخوا الرجاء منذ انطلاق مرحلة الإياب وتم التنكيل به في الكثير من المباريات، ولو أحصينا شريط اللقاءات التي أجهز من خلالها التحكيم على فريقي بقرارات ظالمة، لأصيب الكثيرون بالدهشة والذهول.
كان لا بد وأنا الأمين على مصلحة الرجاء أن أتخذ قرارا من هذا النوع، من غير المعقول أن يظل بودريقة عضوا جامعيا مهما كان حجم الإمتيازات التي يمنحها المنصب وفريقي «كاياكل العصا وأنا ساكت».
- المنتخب: كان من الممكن أن تدافع عن حقوق فريقك وأنت في منصبك، أعتقد أنه لا يوجد ما يمنعك من اتباع هذا الشكل من الإحتجاج؟
محمد بودريقة: تابعتم من دون شك سلسلة الإحتجاجات التي طالت التحكيم خلال بداية المرحلة الثانية من البطولة، والبوليميك الكبير الذي فرضته هذه الإحتجاجات، بل هناك من عارض أن تكون صادرة من رؤساء فرق يحملون قبعة العضو الجامعي.
الجميع تابع هذه الفصول والتي كان لها تأثير مباشر على قرارات الكثير من الحكام وأعقبتها توقيفات كثيرة في حق بعضهم، أنا لست من هذه العينة ولم تسجل علينا الوقائع أن كنا طرفا ضاغطا على حكم أو محتجا على تعيين، وعلى الرغم من ذلك كنا دائما في طليعة المتضررين.
- المنتخب: هل تقصد أن هناك أعضاء جامعيين دافعوا عن مصالح فرقهم واستفادوا من امتيازات صريحة بقرارات بعض الحكام؟
محمد بودريقة: أنا لا أقصد أيا كان المتتبع الرياضي والكروي يعرف كل الأسماء، ما أعلمه تمام العلم والمعرفة هو كون الرجاء بعد هذه الحملة تضرر كثيرا في بعض المباريات.
لقد كان ينظر إلينا كل مرة على أننا فريق محظوظ مع الحكام أو على أن سكوت بودريقة تعبير عن الرضا اتجاه قراراتهم، والعكس كان هو الحاصل، لقد كنت أبتلع لساني حفاظا على التنافس الهادئ حتى ولو أدى فريقي الفاتورة باهظة، اليوم وبعد ما شاهدناه خلال لقاء الحسنية، لم أعد أطيق وطفح الكيل فكان لا بد من قرار من هذا النوع.
- المنتخب: ألا تعتقد أنها مفارقة مثيرة أن يكون التيازي محورا لاحتجاجكم وهو الذي إنتصر معه الرجاء في كثير من المباريات؟
محمد بودريقة: لئن حققنا الإنتصار فبفضل مجهود اللاعبين وعن استحقاق وليس بهدايا من أحد، صحيح أن الخسارة من الحسنية كانت موجعة، لكن الله سبحانه وتعالى كان كمن ينصفنا في هذه المباراة تحديدا، لأن احتساب هدف من تسلل واضح قد يكون سببا في ضياع اللقب، وبقيادة التيازي تحديدا هو أكبر رد على كل من ظل يروج للكذب والبهتان ويرمينا بالباطل.
- المنتخب: هل نفهم من قرارك اليوم على أنك ستتحول لصف المعارضة؟
محمد بودريقة: أولا يجب قراءة الرسالة التي دونتها وحملها الموقع الرسمي للنادي للرأي العام قراءة واقعية ومتأنية، لأني لم أعلن فيها لا ثورة ولا حربا على الجامعة كما حاول البعض الإتصال بي ليسألوني.
أنا أعلنت وانتصارا للحيادية والنزاهة الفكرية إنسحابي من المكتب الجامعي، لأدافع من موقعي الصحيح وبمنتهى الأريحية عن مصالح فريقي بلا قيود.
لقد كنت دائما معارضا لأي خرجة إعلامية ضد التحكيم والجامعة لكوني عضو فيها ولا أقبل بحالة التنافي وازدواجية الشخصية، لذلك قررت التنحي من مسؤوليتي عضوا جامعيا لاتخاذ ما سيكون مناسبا لمصلحة فريق يجره خلفه قاعدة جماهيرية معتبرة وتأتمنني عليه.
- المنتخب: أي نوع من القرارات يمكن اتخاذها من موقعك الجديد؟ وهل قبل رئيس الجامعة استقالتك؟
محمد بودريقة: بخصوص مسألة القبول أعتقد أني الشخص المخول له أولا وأخيرا اتخاذ القرار الذي يهمه ولا أحد سيجبرني على أن أشغل دورا لا أقتنع به.
تواجدي بالمكتب الجامعي لم أكن أرغب فيه في مزايا أو منافع بقدر ما كان رغبة لتقديم الإضافة ولخدمة الكرة المغربية من موقع مختلف ولتقديم يد العون متى طلب مني ذلك.
رئيس الجامعة شخص نزيه ومثقف، والأكثر من هذا مدرك أنه  فوق الطاقة المرئ لا يلام.
أما عن طبيعة القرارات فالأسبوع القادم سيشهد الكثير من الأمور والمستجدات المثيرة وسيتم إعلانها في حينها وهي بمثابة خارطة طريق لما تبقى من الموسم.
- المنتخب: ماذا عن قولهم أن الرجاء إستفاد بدوره من التحكيم والبرمجة هذا الموسم، ولا يضر إن عانى لمباراة أو مباراتين؟
محمد بودريقة: في اعتقادي الشخصي أو هذا على الأقل ما تعلمته ويفرضه المنطق، كرة القدم لا تعترف بمثل هذه الأمور لأن هناك قوانين ولوائح ينبغي العمل بها والإمتثال لها.
لم نطلب هدايا من أحد ونتحدى من يثبت العكس، بخصوص البرمجة هذا جزء من المشكلة كان لا بد من الإنسحاب للدفاع عن مصالحنا بطريقتنا الخاصة.
لقد أثيرت ضجة من حولنا بتأجيل مباراة الحسنية التي كانت مبرمجة قبل السفر لجنوب إفريقيا، ولا دخل لنا بالتأجيل وكنا نفضل خوضها في ذلك التوقيت بدل الأربعاء المنصرم وما كنا لنخسر يومها.
كلما تأجل لقاء للرجاء يقولون بودريقة عضو جامعي تدخل لصالحه، وكلما أعلن حكم ضربة جزاء لصالحنا يروجون لخطاب بودريقة عضو جامعي والحكم الفلتني يتخوف منه، لذلك أعلنت الإنسحاب لإنهاء هذه الأسطوانة وهذه الأسطورة الكاذبة، حماية لفريقي لأني أتألم وأنا أعاين تضرره بسببي وأنا عاجز عن الحركة.
- المنتخب: وماذا عن الذي ألمحت إليه بخصوص التنحي من الرجاء لاحقا؟
محمد بودريقة: ليس تلميحا بل هو واقع، لقد كنتم سباقين لإشارة خبر رحيلي نهاية الموسم وعدت بعدها بعد استشارة مع من وثقت بهم لتأجيل القرار لما بعد نهاية البطولة، وذلك حتى لا يتأثر توازن الفريق.
اليوم وبعد اتضاح الصورة بشكل كبير لا أجد مانعا من إعادة التذكير بالرحيل لكن وفق ضوابط احترافية ومنها الدعوة لجمع عام إستثنائي بالأسبوع الأول من شهر يونيو، وأعد الرجاويين أجمعين على أنه سيكون جمعا عاما تاريخا وغير مسبوق وبقوة كبيرة ستكشف معه الكثير من الحقائق؟
- المنتخب: بغض النظر عن الإحساس بالظلم وقرارات التحكيم، ألا توجد أسرار أخرى تقف خلف قراراتك بالتنحي المزدوج؟
محمد بودريقة: سأكشف لكم سرا، آلمني كثيرا وعبر قراء «المنتخب» أود حمله لكل رجاوي غيور عاش الأفراح مع فريقه طيلة السنوات السابقة وهم الفئة التي أحترمها، وليس من يتم استخدامه لسب بودريقة وترهيب اللاعبين.
بعد مباراة حسنية أكادير تلقيت اتصالا هاتفيا من الوالدة حفظها الله وكان مؤلما أن يتهادى لها أن هناك من قام بسبي بمدرجات مركب محمد الخامس ومعها سب والدتي.
أنا من أسرة محافظة ولنا تقاليد وخصوصيات تتجاوز كل الإطارات المرتبطة بالمنافع التي قد يجلبها منصب من المناصب كيفما كانت قيمته.
حين يصل الأمر لهذا النوع لا يوجد مفر من ترك القارب بعد بلوغ شط الأمان لكن مع شعور قوي بالمرارة والحسرة، إذ لا يعقل أن تقدم مالك وتضحي بالغالي والنفيس وتثقن العمل وترتقي بالمشروع وعند أول سقوط يكون مصيرك هكذا وبهذه الطريقة.
لهذا السبب بالذات أنا من يقول هذه المرة «باسطا».
- المنتخب: لو طلبنا منك أن تكشف لنا عما قدمته للفريق من مالك الخاص؟ وماذا عن مصير الديربي بقراراتك هاته يبدو أنه فقد الكثير من بريقه؟
محمد بودريقة: أولا لا أعتقد أن الديربي سيتأثر، لا ينبغي حسم الأمور قبل أن تحسم نفسها حسابيا، كل شيء ملعوب لغاية الصافرة النهائية ومن يتوقع أن الرجاء سيستسلم مبكرا واهم.
الرجاء يمرض ويشيخ هذا صحيح، لكن النسر كطائر معروف بالصبر والبأس والصمود القوي، لم نقل كلمتنا، ما زلنا نحارب على أقوى جبهة ممكنة وهي عصبة الأبطال واقتربنا كثيرا من دوري المجوعتين وهذا ليس هينا.
الجمهور الرجاوي يحضر الديربيات ولا يقاطعها كيفما كان حال فريقه، وأكيد سيحضر للدعم الكبير، وبخصوص ما قدمته للجمع العام سيكشف كل شيء، وهو في مطلق الأحوال ليس أقل من مليار سنتيم وأنا لست من النوع الذي يرهن الفريق لغاية استرداد ديونه، إطلاقا ليس هذا هو بودريقة الذي تربى على حب الرجاء.