في الوقت الذي ظلت فيه الأجهزة المشرفة على تسيير كرة القدم محليا، جهويا وعالميا تؤكد عملها بمبدأ التقديس للمواعيد والأجندات والرزنامات الرسمية لدرجة لا تقبل من خلالها المساس بأي من هذه التواريخ ولا حتى مجرد التفكير في إرجائها أو تعديلها، يأتي القرار المزلزل والكبير و غير المسبوق بالمرة منذ أن رأت كأس العالم حاليا وكأس «جول ريمي» في صيغتها القديمة النور منذ قرن كامل من الزمن، وذلك يمنح قطر شرف احتضان الحدث الكوني والمونديالي شهري نونبر ودجنبر من سنة 2022 بدل الفترة الصيفية والتي ظلت ملازمة لاحتضان العرس العالمي.
وحتى في ظل تضارب التصريحات والمواقف وما سيترتب عن تعديل التاريخ واهتزاز لتواريخ عدد من البطولات الكبيرة على مستوى العالم خاصة البطولة الإنجليزية والتي تغرد دائما خارج السرب خلال هذه الفترة وتبقي على مجال التنافس مفتوحا بما يسمى جولات «البوكسينغ داي»، فإن الفيفا أوجدت أكثر من صيغة وأكثر من حل مرضي لكافة الأطراف لدرجة الحديث ومن الآن عن تعويضات تقدر بالملايير (290 مليون دولار) للفرق الأوروبية وغيرها.
كل هذا جاء محمولا على سند موضوعي وهو «الأمن الصحي أولا وأخيرا»؟
فاحتكاما لمعيار إستحالة المنافسة في ظروف مناخية قاسية تصل فيها درجات الحرارة الذروة خلال الصيف بالبلدان الخليجية، إرتأت «الفيفا» أن تجعل من هذا المعيار القوة القاهرة التي ألزمتها بإجراء تعديل على التواريخ والأجندة، ولو أن هناك من لم يقبل بالمبررات طالما أن «الفيفا» كانت مدركة وهي تمنح قطر شرف التنظيم أنه يعيش في مناخ بهذه القسوة بالصيف على وجه الخصوص.
ولأن «الفيفا» وهي أعلى الأجهزة الكروية عالميا كيفت الحرارة واحتمال حدوث أضرار على زوار قطر واللاعبين ومن سيكون ضيفا على الحدث الكروي الكبير، الشيء الذي أجبرها على تأخير المسابقة بـ 5 أشهر كاملة، فإن المغرب سارع في الدقائق الأخيرة لعرض ملفه على أنظار هيأة التحكيم الرياضي بسويسرا في سياق صراعه الدائر حاليا مع «الكاف» لنقض قراراتها وأحكامها السابقة بتعليق نشاطه الكروي لنسختي «الكان» القادمتين، وأكد أن التكييف القانوني لـ «إيبولا» يندرج بدوره ضمن خانة القوة القاهرة، لكون احتمالات الخطورة التي أسست عليها الفيفا قرارها بتأخير مسابقة مونديال 2022 تأسس على فرضيات علمية وليس على وقائع ملموسة وهو نفسه الأمر الذي طالب من خلاله المغرب تأخير الكان لغاية شهر يونيو 2015.
كما أن المستجد وبحسب معطيات «المنتخب» من المحتمل جدا أن يصب لمصلحة الملف المغربي، لكون عيسى حياتو رئيس «الكاف» ظل يؤكد استحالة العبث أو تعديل تواريخ المواعيد المرتبطة بـ «الكان» وهو ما فندته الفيفا أو تجاوزته وهي تقرر تأجيل وتأخير مسابقة عالمية ذات بعد أكبر وإشعاع أقوى وهو المونديال لما فيه الصالح العام ولما فيه سلامة الجميع دون أن يفسد التأخير لود العلاقات قضية، علما بأن ذلك سيدفع «الكاف» إلى تعديل موعد كأس إفريقيا للأمم 2023.
منعم.ب