الإصابات وغياب الإنضباط وأخطاء المكتب المسير عناوين الفشل

للموسم الثاني على التوالي يفشل الرجاء البيضاوي في الفوز بلقب البطولة الإحترافية التي توج بها قبل موسمين بقيادة المدرب امحمد فاخر، وهو اللقب الذي قاد النسور لدخول العالمية من أوسع الأبواب، الجميع كان يراهن على العودة القوية للفريق الأخضر في مرحلة الإياب خاصة أنه اقترب من الصدارة بنهاية النصف الأول من البطولة، لكن هزيمتين متتاليتين أمام المغرب الفاسي وحسنية أكادير أخرجت النسور من دائرة الصراع على اللقب قبل حوالي ست دورات عن نهاية البطولة، فما هي الأسباب التي ساهمت في تواضع الرجاء هذا الموسم وعجلت بخروجه مبكرا من المنافسة؟
1ـ من الخيمة خرج مائلا
منذ المرحلة الإعدادية لم يظهر الرجاء بتلك الصورة المنتظرة، وكشفت المباريات الإعدادية التي خاضها عن بعض الإختلالات على مستوى التركيبة البشرية للفريق، كما أن الرحلة التي قادت النسور للديار الإسبانية لم تكن محسوبة العواقب وكان الهدف منها مادي بالدرجة الأولى، في حين لم تكن الإستفادة على المستوى الرياضي بعد تعرض اللاعبين للإرهاق جراء كثرة التنقلات الطويلة عبر الحافلة، كما أن الإنتقال للنمسا من أجل مواجهة العين الإماراتي والعودة للدارالبيضاء بشكل سريع لم يكن في صالح فريق الرجاء، وكان من نتائج هذه المرحلة الإعدادية التي لم يخطط لها بشكل جيد أن وقع الفريق في المحظور، حيث البداية المتعثرة والخروج المبكر من منافسات كأس العرش على يد الفريق العسكري.
2ـ غياب الإستقرار
المكتب المسير لم يتعامل مع الوضع بشكل جيد وبالحكمة اللازمة التي تقتضيها هذه المرحلة التي ترتبت عن إقصاء من كأس العرش، وعوض مساندة المدرب وجمع شمل الفريق، جاء القرار المفاجئ بالإنفصال عن المدرب الجزائري بن شيخة مع العلم أن الرجاء كان حينها يحتل المرتبة الأولى في البطولة بدون هزيمة، وتم استبداله بالبرتغالي جوزي روماو، وفي ظل هذا التغيير ضاعت على الفريق الأخضر مجموعة من النقط الثمينة وذلك لحاجة اللاعبين للوقت الكافي للتأقلم مع طريقة المدرب الجديد.
3ـ مرحلة الفراغ
بعد الإقصاء من كأس العرش وتغيير المدرب مر فريق الرجاء بمرحلة فراغ إمتدت طويلا عانى خلالها الفريق من أزمة نتائج، وطيلة هذه الفترة ضيع النسور العديد من النقط سواء داخل الميدان أو خارجه، وهذا ما استفادت منه الفرق المنافسة لتوسع من هامش الفارق الذي كان يفصلها عن الفريق الأخضر.
4ـ الضغط النفسي
ظهرت علامات الضغط النفسي واضحة على العناصر الرجاوية، حيث أبدت منذ بداية البطولة حماسا ورغبة قوية لتدارك ما ضاع منها في الموسم الماضي، لكن توالي النتائج السلبية والحضور الجماهيري في كل المباريات أصبح يشكل عبئا ثقيلا على اللاعبين، وفي ظل هذا الوضع بحث الفريق طويلا عن أول فوز يمكنه من إعادة الثقة للاعبين والتوازن الذي افتقدوه، هذا الحماس الزائد جعلهم يسقطون في التسرع وغياب التركيز وضاعت عليهم نقطا ثمينة لهذه الأسباب في العديد من المباريات التي كانت تبدو في المتناول.
5ـ غياب القائد
إفتقد الرجاء في الكثير من المباريات للقائد داخل رقعة الميدان وللتيرمومتر الذي يهدئ اللعب ويرفع الإيقاع في الوقت المناسب، وبالتالي لم يتم استغلال الأوقات التي كان يمر منها الخصوم بمراحل فراغ، وهذا الدور كان يقوم به العميد السابق محسن متولي اللاعب الذي كانت له القدرة الفائقة على خلق التوازن داخل الفريق وتحفيز اللاعبين، وفي غيابه تاهت العناصر الرجاوية وافتقدت لقائد الأوركسترا وللمدرب الثاني داخل رقعة الميدان.
6ـ غياب الفعالية الهجومية
عانى الرجاء كذلك من ضعف واضح على مستوى الفعالية الهجومية وغاب أغلب مهاجمي الوداد عن الصفوف الأولى لسبورة الهدافين، وبعد رحيل ياجور لم يتمكن النسور من إيجاد بديل من مستواه، ومع افتقاد بورزوق لحاسة التهديف بحث الرجاء طويلا عن العنصر القادر على سد هذا الفراغ وفشلت صفقات لاعبين أفارقة منهم مويتيس ويحيى كيبي، وفي الميركاطو الشتوي تم الإستنجاد بالنيجيري أوساغونا لكنه لحد الساعة لم يتمكن من تقديم الإضافة المرجوة، نفس الشيء ينطبق على مجموعة من الإنتدابات التي لم تستطع تعويض الثلاثي متولي والراقي وياجور، وحده الحافيظي كان نقطة الضوء في هجوم الرجاء قبل أن تبعده الإصابة.
7ـ لعنة الأعطاب
تأثر فريق الرجاء هذا الموسم بالعديد من الإصابات والأعطاب التي لحقت أجود عناصره، فما يكاد المدرب روماو يجد التشكيلة الرسمية التي سيعول عليها حتى يتعرض لاعب أو أكثر لإصابة تضطره للغياب لعدة دورات كما حدث مع الصالحي والوادي وإيسن والهاشيمي وعقال وشاكو وكروشي وكذا الحافيظي، وفي غياب بدائل في المستوى فإن الفريق افتقد في لخدمات أجود لاعبيه في الكثير من المباريات، وفي ظل غياب الإستقرار على مستوى التشكيلة الرسمية غاب كذلك التجانس داخل المجموعة.
8ـ ضغط المباريات
يظهر بأن الرجاء لم يكن مستعدا للمشاركة على عدة واجهات، فبمجرد دخول النسور لغمار منافسات عصبة الأبطال الإفريقية تراجعت نتائج الفريق الأخضر على مستوى البطولة المحلية، وذلك نتيجة العياء الذي لحق بهذه العناصر التي تم توظيفها على الواجهتين القارية والمحلية، إذ قرر المدرب روماو الإعتماد على نفس التشكيلة مكرها، وذلك بسبب غياب بدائل بداعي الإصابات، ضغط المباريات ساهم في تراجع نتائج الرجاء محليا وذلك بالمقارنة مع باقي أندية الصدارة التي تبدو بأنها متفرغة لمنافسات البطولة.
9ـ غياب الإنضباط
تم تسجيل العديد من الإنفلاتات في صفوف الفريق، فقد لاحظ الجميع كيف خرج عدد من اللاعبين عن النص أثناء المباريات أو كذلك في المعسكرات الإعدادية دون أن تبادر اللجنة التأديبية لإتخاذ إجراءات صارمة في حق المخالفين للقانون الداخلي، غياب الإنضباط وعدم مقابلة هذه الإنفلاتات بالزجر جعل أمور الفريق تفلت من بين أيدي المدرب، وهذا ما جر اللاعبين في بعض المباريات للإنسياق وراء اللعب الفردي، فكل واحد يتصرف حسب هواه دون اعتبار للعب الجماعي وفي غياب لأي انضباط تكتيكي، وفي ظل هذا الوضع فإن فريق الرجاء غالبا ما وجد صعوبات كبيرة لتجاوز الأندية التي تتميز بانضباط تكتيكي كبير.
10ـ أخطاء المكتب المسير
فشل النسور الخضر في الوصول لمنصات التتويج في الموسمين الأخيرين، ما يعني فشل السياسة التي نهجها المكتب المسير، ومن هنا يتأكد بأن النجاح الذي حققه الفريق في أول موسم تولى فيه بودريقة الرئاسة يعود فيه الفضل الكبير للمشروع الذي جاء به المدرب امحمد فاخر، حيث نجح في تطبيقه بفضل الإمكانيات التي وفرها المكتب المسير، لكن حينما تخلى مكتب الرجاء عن الإستمرارية والإستقرار ونهج بدوره سياسة تغيير المدربين دفع الثمن غاليا بعدما ضاعت عليه الألقاب وتخلى عن المكتسبات، وعوض العمل في صمت على ترميم صفوف الفريق إنساق الرئيس وراء بعض التصريحات التي لم تخدم مصالح فريقه، إذ زادت من حجم الضغط على لاعبيه، كما شكلت تحديا لباقي الفرق المنافسة والتي حافظت على مدربيها ونقصد هنا الوداد وأولمبيك خريبكة والكوكب المراكشي، وهنا يتضح جليا بأن هذا الإخفاق يتحمله المكتب المسير ورئيس الفريق بالدرجة الأولى.

ADVERTISEMENTS

إبراهيم بولفضايل