لم يعد المتتبع لشؤون كرة القدم المغربية يطمئن لا للوعود ولا حتى للتصريحات المطبوعة بنبرة التفاؤل لبعض المسؤولين، بعدما شربوا من كأس الخيبة في مرات سابقة، وتجرعوا مرارة الصدمة، والتي كان آخرها تصريحات رئيس الجامعة فوزي لقجع والتي قدم من خلالها تطمينات بإمكانية تفادي المغرب لعقوبات رياضية من طرف الكاف، قبل أن تقرر الأخيرة عكس ذلك في فترة لاحقة.
هذه المرة واحتكاما لإفادة أطراف موثوق منها، أكدت لـ «المنتخب» وجود إمكانيات كبيرة متاحة أمام المغرب لربح صراعه الدائر حاليا مع الكاف، بخصوص الطعن المقدم ضد قراراته العقابية، وعلى أن مرافعة فوزي لقجع القيمة التي ألقاها أمام هيأة التحكيم الرياضي وكذا المقاربة التي إعتمدتها الكونفدرالية الإفريقية في محاولة لدعم أحكامها، صبتا في خانة المغرب وانتصرت لمصالحه.
وأضاف متحدث «المنتخب» والذي رفض الكشف عن هويته لما بعد القرار النهائي:
«ثقتنا كبيرة في القضاء الرياضي السويسري هذه المرة، لن نقول أننا استنفذنا كافة الطرق المتاحة أمامنا لرفع الظلم، لكن مرافعة الثلاثاء المنصرم شكلت واحدة من المحطات القوية في دفاعنا عن قناعات راسخة منذ اليوم لطلب تأجيل الكان.
قبل أن ننتهي من المرافعة إلتمسنا من هيأة التحكيم الرياضي أن تمعن النظر في 3 أشياء غاية في الأهمية (القوة القاهرة التي كثيرا ما غيرت مسار أحداث تاريخية وليست كروية فحسب، وإيبولا واحدة منها - ليونة مواقف اتحادات كروية إفريقية في التعاطي مع تظاهرات وأحداث ذات قيمة عالية وإرجاؤها حفاظا على الأمن الصحي للمنطقة ومنها جامعتا الدراجات واليد بالقارة السمراء - وثالثا التدقيق الشديد في عبارة إرجاء وليس إنسحاب بتقديم ما يدل على أن المغرب صرف أموالا طائلة لإنجاح حدث كروي كان هو أكثر من ألح في طلبه بلومومباتشي سنة (2011)، كما أظهرنا رغبة المغرب في أن يظل فاعلا كبيرا في المنتظم الكروي العالمي وليس القاري فحسب، بما أظهره من حسن تنظيم للتظاهرات الكبيرة وبما لمسه زواره من أريحية لساكنته وبما تسنى لمنتخبه وأن أبلاه في سابق التظاهرات من بلاء حسن وسيكون من الظلم، لو أن الكاف تغيبه عن الساحة لفترة طويلة..
وتابع متحدث «المنتخب»: «هيأة «طاس» لها سمعة نظيفة وقضاؤها مشهود له بالكفاءة والعدل، وما لمسناه خلال جلسة الترافع الماراطونية أمر يبشر بالخير ويبعث على التفاؤل، خاصة بعدما أصر الطرف الثاني على اللعب بورقة شريط الفيديو التي لمست فيها الهيأة خروجا عن نص الأخلاق».
هذا فيما يخص جانب العقوبات الرياضية، أما فيما يتعلق بالجانب المالي فقد كان للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم تعاط من نوع خاص مع مطالب الكاف:
«لا نعرف الجهة التي قامت بإصدار فتوى 10 مليار سنتيم، صحيح أظهرنا حسن نية وليونة في التجاوب مع مطالب الكاف فيما يخص الخسائر المالية، لكننا طالبنا بتوضيح الأرضية التي تم الإستناد عليها لتقييم حجم الخسائر حتى قبل نهاية الكان، ومن غير المعقول أن تخضع العقوبات المالية لتقدير جزافي وهو ما أصرت عليه «طاس» بدورها».
وختم مصدرنا: «لا شيء سري في الموضوع، فقد كان لرئيس الجامعة السيد فوزي لقجع جلسة مع جوزيف بلاتير بسويسرا، أظهر من خلالها الأخير مشكورا دعمه الكبير للمغرب والذي وصفه بالشريك المحوري والإستراتيجي للكرة العالمية والفيفا، بدليل منحه فرصة خوض التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2018.
طلبنا وساطة أو تدخل بلاتير أو إعمال سلطة تقديرية يراها من صلب الإختصاص بوصفه رئيسا لكل الإتحادات العالمية وطمأننا بالإقدام على هذه المبادرة، والكرة بمعتركه، أما عن دورنا فسوف يأخذ أبعادا وأشكالا مختلفة في الفترة القادمة».
وستكون لنا متابعة دقيقة لتطورات هذا الملف بالعدد القادم وما تمخض عن التربيطات والتحركات الأخيرة لعدد من المسؤولين.
منعم بلمقدم