تجاربي مع فرق البطولة كلها بنكهة خاصة.. مع الحسنية دشنت بداية الألقاب وبالجيش بلغت المجد والشرف وداخل الرجاء سددت دينا قديما فنلت الإنصاف جزاء لحسن النية
- ما حقيقة تجريد لاعبي المنتخب المحلي من أمتعتهم وقمصانهم بالمعسكرات التدريبية؟ ومتى نشاهد المنتخب المحلي يغادر الدار البيضاء صوب أكادير مثلا؟
محمد فاخر: لا ينبغي تهويل الأمر والنفخ الزائد فيه، الأمر له علاقة بالجامعة التي لم تكن متعاقدة مع محتضن رسمي ونهائي يضع المعدات الكافية أمام اللاعبين.
الحكاية وما فيها أن الجامعة تدبر الأمر اعتمادا على إمكانياتها الذاتية وكانت تنتظر حسم تعاقدها مع مستشهر يضع المعدات والأقمصة الكافية رهن إشارة لاعبي هذا المنتخب، وهذه أمور ينبغي تجاوزها ولا تشكل بالنسبة لي عائقا لإنجاز عملي بالطريقة التي أجيدها وأفضلها.
- نتابع هذا الموسم بطولة ضعيفة جدا بدليل التنقيط الحالي لفرق الصدارة، أريد منك جوابا صريحا وأنت الذي تواكب كل المباريات بقوة، من هو الفريق الذي أقنع فاخر بمستواه هذا الموسم؟ ومن ترشح للتتويج باللقب؟
محمد فاخر: سأجيب من حيث انتهى السؤال بخصوص الفريق المرشح، صحيح أن الوداد يتصدر ويملك حظوظا وافرة للتتويج، لكن التجارب السابقة التي واكبتها على امتداد أكثر من 20 سنة من العمل بالبطولة علمتني أن الأمور تحسم نهائيا حين تكون الحسابات منتهية، لذلك من السابق لأوانه الحديث عن مرشح له امتياز كبير والمنافسة قائمة بين 6 فرق لأن فارق التنقيط يتحدث عن هذا.
الجواب عن السؤال الثاني قلت أن هناك تحسن هذا الموسم، لكن هذا التحسن لا علاقة له بالتنقيط الحالي وهو فعلا تنقيط متوسط قبل أن تنتعش الوداد مؤخرا، وأنا أسمي بطولة هذا الموسم ببطولة السلحفاة لكونها تتحرك بإيقاعات السلحفاة وتسير ببطء شدد.
- أنا رجاوي ويهمني أن تجيبني على هذا السؤال، كنت دائما تردد أن تعاقداتك تكون دائما مبنية على مشروع، ما هو المشروع الذي أقنعك به بودريقة؟ وهل شعرت يوم الإنفصال عن الفريق بتلك الطريقة أنك تعرضت للغدر؟
محمد فاخر: حين تعاقدت مع بودريقة لم يكن من يومها رئيسا للرجاء، بل كان مشروع رئيس ويناقش حظوظه في الكواليس قبل الجمع العام، يومها إلتقاني وعرض أمامي فكرة العودة للفريق الذي تركته بطلا للمغرب ومؤهلا لعصبة الأبطال.
قدم بودريقة أفكاره وعرضت أنا بالمقابل مشروعي وقلت له بالحرف أنه سيتوج بطلا للمغرب إن هو احترم الكثير من الأشياء التي سطرتها له، يومها أتذكر أيضا أني قلت له بالحرف «إذا كنت تريد أن تكون بطلا، هل أنت على استعداد لهذه التعاقدات فأجابني بالموافقة».
إنتهى دوره عند هذه العملية وقمت شخصيا بالتفاوض مع اللاعبين الذي اخترتهم للمهمة، وعانيت كثيرا في إقناع عدد منهم لأنهم كانوا على علم بظروف المنافسة ومن سيقبل بها، كي لا أصطدم مع أي لاعب غدا إن لم يقع الإختيار عليه.
في مشروعي مع بودريقة ربح البطولة و300 مليون والكأس و500 مليون (بطل ووصيف) بعدما كان يغادر الرجاء مبكرا قبل قدومي، وربح 4 مليار من المشاركة بكأس العالم للأندية والأكثر من هذا ربح عطف صاحب الجلالة نصره الله وبقعة أرضية ودعما معنويا من السدة العالية بالله وهو ما لا يقدر بمال.
باختصار بودريقة ربح معي على كافة المستويات وأنا لم أكن أنظر لهذا بقدر ما سعيت لخدمة الرجاء لأنها بيتي وأنا رجاوي قبل آخرين، وبخصوص الإنفصال، هذه صفحة طويتها من حياتي، لأني رجل مؤمن بالله وأدرك جيدا أن الله عز وجل حين يقرر في مساري فإنه بالضرورة يختار لي الأفضل دائما.
- تابعنا بعد انفصالك عن الرجاء مسلسلا مشوقا ربط بينك وبين الوداد وعن كونك تلقيت عرضا مغريا لتدريب هذا الفريق، أخبرنا عن صحة هذا العرض؟ وهل كان سبب رفضك تهديدات تلقيتها من أحد؟
محمد فاخر: بعد الإنفصال عن الرجاء تلقيت عروضا من المغرب وخارجه، لكني فضلت الخلود للراحة لأن هذا طبع تربيت عليه بعد كل تجربة أقوم بها، أكون بعدها محتاجا لفترة تأمل واستراحة محارب لالتقاط الأنفاس.
ما حدث يومها هو كوني تلقيت اتصالات من رئيس الوداد السابق السيد عبد الإله أكرم في أكثر من مرة وجالسته مرارا وتقدم لي بعرض قوي لتدريب الوداد، بل حتى عناصر مساندة للفريق الودادي عبرت عن رغبتها في قدومي.
لم تكن هناك تهديدات، ولو أني تعرضت لمضايقات بهذا الخصوص، لكن بعد استشارات متكررة وبعد مناقشة هادئة رفضت العرض بلباقة لكوني لم أشأ أن أخذل الوداد، وهذه أخلاق تربيت عليها إما أن أعطي مائة بالمائة أو أنسحب.
- بين المحطات التالية (حسنية أكادير والجيش الملكي والرجاء)، أي منها الأكثر قربا من قلب فاخر؟ ولو طلبت منك أن تسمي كل فترة وتقدم لها صفة كيف ستقدم ذلك؟
محمد فاخر: يصعب علي أن أجيب على هذا السؤال، لاحترامي الكبير لكل فريق دربته ولكل فترة عشتها بصفوفه.
مع الحسنية صنعت التاريخ ومنحت الفريق أول ألقابه ولن أنسى أبدا فضل سكان المدينة وإدارة الفريق وكل الحب الذي خصوني به، ويمكني وصف الفترة بالإنطلاقة الحقيقية لفاخر صوب المجد.
بصفوف الجيش ربحت علاقات قوية جدا وربحت حب الجمهور العسكري وربحت ثقة مسؤوليه الكبار وفي مقدمتهم الجنرال دو كور دارمي الحسني بنسليمان وهو شخص رائع للغاية ورجل لم أر في حياتي مثله، والجنرال نور الدين قنابي وقدت الفريق لأفضل مرحلة في مساره خلال آخر 20 سنة، وأصفها بمرحلة تثبيت الأقدام.
أما داخل الرجاء فقد سددت الدين وأعدت للفريق جزء من فضله على فاخر ومسار فاخر لاعبا ومكونا ومدربا وهي مرحلة الإنصاف.
- تركت الفريق العسكري قبل 6 سنوات في تجربتك الثانية بطريقة غريبة تركت ألغازا كثيرة خلفها وتم ربطها بالمرض الطارئ، اليوم وبعد كل هذه السنوات نريد معرفة حقيقة ما جرى يومها فمنذ رحيلك والفريق من سوء لأسوإ؟
محمد فاخر: لا وجود للألغاز، فما حدث لم يترك أمامي هامشا كبيرا للإختيار، فقد تعرضت لوعكة صحية طارئة ألزمتني ترك الفريق وفرضت علي التنحي من مهامي.
لقد كان إكراه كبير بعدما تعرضت لعارض صحي قوي وهو ما أرغمني على ترك الفريق الذي أحببته وأحببت جماهيره ومسؤوليه.
كان بودي أن أغادر الفريق العسكري بطريقة أخرى وأن يكون لقب ما بحوزته لكن ما حدث كان فوق الطاقة، وبالتالي رحيلي بتلك الطريقة ترك جرحا غائرا بصدري، وأتمنى اليوم أن يستعيد هذا الفريق الكبير أمجاده ويحسن من أوضاعه كي يعود لسابق عهده.
- تم نقل أخبار عن كون رئيس الجامعة السابق حسني بنسليمان لم يكن على علم بحقيقة تركك المنتخب الوطني في تلك الفترة وتم إخباره على أنها رغبة منك قبل أن يدرك الحقيقة لاحقا، كيف تعلق في لقاء الصراحة هذا؟
محمد فاخر: بالفعل هذا ما تم، وتوصلت إليه بدوري خلال لقائي بهذا المسير الكروي الكبير بكل المقاييس.
فقد توصلت إلى أن هناك من حمل له معطيات مغلوطة عن كون فاخر يشعر بالضغط ويريد أن ينهي مهامه على رأس المنتخب الوطني، فما كان منه سوى أن يقبل بالأمر وهو أمر مخالف تماما للواقع وللحقيقة التي لا أود اليوم الخوض في تفاصيلها.
ما حدث بعدها هو كون فاخر واصل الظهور وتحصلت على ألقاب كثيرة وفي تجارب مهمة في مساري التدريبي، لذلك قلت لك سابقا إنني رجل مؤمن بأنه كلما قدر الله أمر إلا وكان لمصلحة هذا العبد الضعيف وفي خير له.
كان بودي أن أقدم أشياء كثيرة للمنتخب المغربي، لكن للأسف الأمور سارت على نحو عاكس هذه الرغبة.
- تابعت مونديال الأندية بعيدا عن دكة الإحتياط وحرمت من حلم كبير كان سيعزز رصيدك كمدرب، بعدها نلت تشريفا ووساما ملكيا أعاد لك الإعتبار، هل شعرت بالخيانة يومها وأنت تتابع مدربا تونسيا يحصد ما زرعته أنت؟
محمد فاخر: في مثل هذه الحالات لا تشعر بالغدر ولا الخيانة ولا كل هذه الأشياء، بل تشعر أن الله يمكر فوق كل الماكرين، لأنه لا أحد يتصور ولا أحد يضمن أنه إذا كان فاخر هو من حضر مونديال الأندية هذا كان سينال ما ناله في نهاية المطاف.
ما حدث معي أشعرني بالفخر الشديد وأشعر بقيمة الإجتهاد في مسيرتي وحياتي كلها، لأن صاحب الجلالة نصره الله أكد أنه هو الراعي الأول للرياضة والرياضيين، ولم لمس غياب فاخر عن صفوف الرجاء بمونديال الأندية كافأه بالطريقة الكريمة التي تصنف عندي أغلى لقب وأغلى تتويج في مسيرتي المهنية.
لقد تابعت مونديال الأندية كمغربي قبل أن أكون رجاويا وبكيت لما تحقق لأني مغربي كما قلت وعشت معه نفس الفرحة ولم أتصور أن هذه الفرحة ستكون مكافأتها بالطريقة العظيمة جدا والكبيرة التي شرفت مساري التدريبي من ملك البلاد حفظه الله.
- أي إضافة قدمتها للبطولة الإحترافية من موقعك الجديد، طالما أن هذا هو شعارك في كل التصريحات؟ وكيف يتفاعل اللاعبون بالمعسكرات أنا أعتقد أن الجامعة لا تهتم بهذه الفئة وهو ما يصيب المحليين بالإحباط بسبب هذا التهميش؟
محمد فاخر: الإضافة الكبيرة والوحيدة هو كون اهتمامنا ساهم في نفض الغبار عن هذا المنتوج، حيث ظل التتبع سابقا مرتبطا باقتراب موعد مباراة من المباريات وبعدها تطوى صفحات كتاب هذا المنتخب.
الأجواء داخل المعسكر احترافية بشكل كبير يطبعها الإنضباط والتفاهم، والأكثر من هذا أن المعسكرات تساعد على ترميم علاقات لاعبي البطولة وترفع حس النضج والروح الرياضية العالية ولا أود مجددا الرد على كون الجامعة تقوم بعملها مشكورة، والسيد البوشحاتي له متابعة دقيقة لشأن هذا المنتخب كلما دعت الضرورة لذلك.
- لا وجود للاعب من القسم الثاني ضمن اختياراتك عكس ما كنت تقوله؟ هناك لاعبون متميزون بفرق اتحاد طنجة والمسيرة وخاصة يوسفية برشيد واتحاد أيت ملول، لماذا هذا التجاهل؟
محمد فاخر: كنت أنا أول من نزل لخنيفرة لمتابعة مباراة صعود هذا الفريق الموسم المنصرم أمام اتحاد طنجة، وواكبت حضور اللاعب محمد أوناجم قبل أن يكون اليوم محور نقاش كمشروع نجم إلتقطه الوداد.
قمت باستدعاء هذا اللاعب، وأفراد الطاقم التقني تابعوا مباريات هذا القسم وحتى قسم الهواة ونملك معلومات كافية عن كل فريق واللاعبين بهذه الفئة.
تنتظرنا مباراة مصيرية ولا يمكن المجازفة باستدعاء غير مدروس، ولا تفوتني الفرصة للحديث عن حضور اللاعب بوطيب من برشيد مع المنتخب الرديف.
- بعد تجربة المنتخب المحلي، هل سيتفرغ فاخر للإدارة التقنية أم أننا سنشاهده في تجربة أخرى مع فرق من فرق البطولة؟ وهل ستعود للجيش أو الرجاء أم أنك ستختار تجربة أخرى؟ وما هو الفريق الذي تريد أن تدربه مستقبلا بالمغرب؟
محمد فاخر: لا أرى نفسي إطلاقا رجل إدارة ولا مدربا يقف خلف المكتب ويدقق في الأوراق والملفات.. أنا رجل ميدان، رجل له صلة غير طبيعية بالعشب والمستطيل الأخضر، وفي سياق ثاني يمكن أن أنظر للتكوين بعد كل التجارب التي راكمتها في مسيرتي.
حاليا أنا مدرب المنتخب الرديف ولا أعرف ماذا يحبئ القدر بالنسبة لي، وبعد الإنتهاء من مشروعي يمكن أن أتكلم عن الآفاق القادمة إن شاء الله.
- برأيك لماذا يفشل الإطار الوطني في تجاربه خارج المغرب عكس الإجتياح التونسي للبطولة المغربية، هل هي الكفاءة أم توجد عوامل أخرى وراء ذلك؟
محمد فاخر: لا أعتقد أن الأمر مرتبط بالكفاءة أو القدرة على إنجاز العمل، بقدر ما أراها ترتبط بأشياء أخرى من قبيل الإختيار الجيد والمدروس وكذا الحظ.
شخصيا عشت تجربة موفقة بتونس مع نجم الساحل التونسي تركته ليس بسبب الفشل، بل متصدرا للترتيب هناك، بل لكونهم حاولوا فرض الأمر الواقع بالإنفصال عن معد بدني أنا من اختاره لمساعدتي وهو جعفر عاطيفي.
أعتقد أننا نتوفر على كفاءات قوية جدا وما ينقصها هو أن تنال فرصتها كاملة في تجارب خارجة كما نفعل نحن هنا مع أطر تفشل وتحافظ على مكانتها داخل الفرق.
- ما حقيقة تعرضك لمؤامرة أطاحت بك من تدريب المنتخب الوطني قبل 9 سنوات؟ وهل ترغب مرة أخرى للعودة للإشراف على أسود الأطلس مستقبلا؟
محمد فاخر: أجبت بما يكفي عن هذا الموضوع وسأترك للتاريخ وحده فرصة الكشف عن كل الحقائق، ما آلمني يومها هو كوني وبشهادة عدد كبير من اللاعبين من بينهم الشماخ والركراكي أننا ما إن توصلنا لبناء منتخب قوي حتى صدر القرار بالإعفاء وتقديم الإستقالة وإجراء التغيير.
كنت أتمنى تقديم خدمة لمنتخب بلادي بكأس إفريقيا بغانا بعدما تسلمت الأمور في ظروف صعبة قبل دورة مصر 2006، وعلى الرغم من ذلك هي واحدة من الصفحات التي لا أقلبها كل مرة في دفتر ذكرياتي.
بخصوص العودة للمنتخب الأول هذا أمر مرفوض الحديث فيه حاليا بالنسبة لي، الزاكي بادو هو مدرب المنتخب المغربي الآن وعلينا أن ندعمه ونساعده على إنجاز مهامه على أحسن وجه وبطريقة مثالية.
صاغ المونطاج: بدر الدين الإدريسي ـ منعم بلمقدم ـ جلول التويجر ـ عدسة: بلمكي