الإتحاد قادم فانتظروه
زمن الخصاص المالي والإرتجال إنتهى وقواعد بناء ناد محترف إكتملت 
الشمال سيشتعل الموسم القادم بواحد من أجمل ديربيات العالم
من العار أن نعاني لاستغلال ملعب طنجة بفاتورته الباهظة
الأجندة الوحيدة التي يتبع لها الفريق رياضية خالصة هدفها مصلحة المدينة
نراهن على صعود إحتفالي تتغنى به طنجة زمنا طويلا


باقترابه من تحقيق الصعود للبطولة الإحترافية، بعد مسار أكثر من رائع وسجل خال من الهزائم، أجواء الإحتفال بدأت تجد طريقها لممثل البوغاز والرهان الكبير علة إيجاد مقاربة لبناء فريق كبير بكل المقاييس بدأت تسطر خطوطها العريضة وبشكل مبكر ومن الآن.
في الحوار الإنفرادي التالي وفي أول خرجة إعلامية له يستعرض فؤاد العوماري الرئيس المنتدب لاتحاد طنجة الكثير من الأسرار المرتبطة بخارطة طريق الصعود، والإكراهات التي أعاقت مسيرته سابقا ونبش في بعض تفاصيل تهييء فريق كبير بكل المقاييس.
العوماري تحدث عن ناد مقولاتي وفريق كبير بحاضرة البوغاز وعن خطة العمل التي نكشف تفاصيلها في الحوار التالي:

- المنتخب: عانى نادي اتحاد طنجة صراعات وتطاحنات في فترة سابقة كانت سببا في عرقلة مشروع الصعود أكثر من مرة، ما هي الوصفة التي دبرتموها هذه المرة وأعادت الهدوء لكل مكونات الفريق وجعلته مرجعا بالقسم الثاني وقريبا جدا من تحقيق الصعود؟
فؤاد العوماري: بداية أود التعبير لكم عن شكري الخالص لهاته الاستضافة، خاصة وأنها تأتي من منبر إعلامي قدم وما زال خدمة كبيرة للرياضة الوطنية.. 
بالرجوع إلى سؤالكم يمكن القول أن مغادرة نادي اتحاد طنجة لقسم الصفوة في موسم 2006ـ2007 شكل صدمة كبيرة بالمدينة، خاصة وأن جماهير النادي عاشقة لفريقها بشكل جنوني، وجميعنا يعلم جيدا أن السقوط معناه الإنزلاق إلى محرقة يصعب الخروج منها، في تقديري لا أعتبر أن النادي عاش مرحلة صراعات وتطاحنات كانت هي السبب في عرقلة الصعود، لأن جميع من تقلد مهام تسيير الفريق كان مسكونا بحبه، لكن أرجح أن السبب الرئيس لهاته السنوات العجاف هو الإرتجال وغياب تصور واضح يحدد بدقة أهداف الفريق على المدى القريب والمتوسط والبعيد، وهذه هي الوصفة التي شرعنا في تطبيقها منذ ثلاث مواسم، فقد خلصنا إلى أنه لم يعد مقبولا أن تبقى مدينة طنجة بمؤهلاتها الإقتصادية وببنياتها الرياضية الهامة من دون فريقها الأول ضمن أندية البطولة الإحترافية، لذلك فتحنا نقاشا عموميا مع الجميع (مسؤولين سابقيين، لاعبين قدامى، ممثلي الجمهور، فعاليات اقتصادية، سلطات عمومية...)، انصب على تشخيص وضعية الفريق، والبحث عن امتلاك جميع المقومات التي ستوفر للفريق مناخا سليما من أجل إعادة البناء لتحقيق حلم الصعود. 
- المنتخب: ظل ممثل البوغاز وهذا أمر يعلمه الجميع يعيش خصاصا ماليا رهيبا في فترة سابقة، نود منكم السيد الرئيس أن تقربونا حاليا من وضعه المالي ومدى استجابته الممكنة لشروط دفتر التحملات التي تتطلبها الممارسة بالبطولة الإحترافية؟
فؤاد العوماري: الخصاص المالي نتيجة حتمية للإرتجال وغياب استراتيجية متكاملة وواضحة الأهداف، ولذلك فنحن حينما قررنا طي صفحة الماضي، والبحث عن مستقبل مشرق للفريق، سطرنا مجموعة أهداف محددة في الزمان، وفي مقدمتها ضمان استقرار مالي للفريق يجنبه أي ارتجاجات يمكنها أن تعرقل مساره نحو الصعود، ولأجل ذلك وإيمانا منا أن الفريق هو فريق لمدينة بأكملها، وهو واجهتها الرياضية بامتياز، ويجب عليه أن يلعب دوره الإشعاعي بما يليق ومكانة عروس البوغاز، وبفضل الدعم الغير المشروط للسيد والي صاحب الجلالة على طنجة، فقد انخرط مجلس المدينة ومجلس جهة طنجة تطوان  ومجلس عمالة طنجة أصيلة، في توفير دعم مالي منتظم منذ ثلاث سنوات، كما عملنا على فتح نقاش مع العديد من المؤسسات الإقتصادية بالمدينة من أجل توقيع عقود الدعم والرعاية، أسفرت عن نتائج مشجعة.
- المنتخب: أي دور لمجلس المدينة والمجالس المنتخبة على مستوى دعم الفريق وخدمة مشروعه؟
فؤاد العوماري: إيمانا بدورنا كممثلين لساكنة المدينة، واقتناعا منا أن المؤسسات المنتخبة يجب أن يكون دعم القطاع الرياضي في صدارة اهتماماتها، فقد لقينا تجاوبا من مختلف مكونات مجلس المدينة الذي أتشرف بتحملي لمنصب رئاسته، على تقديم الدعم المالي الذي يليق بحجم وتاريخ النادي، ويستحضر كذلك الرهانات المنظرة منه، وعلى نفس المنوال أيضا انخرط كل من مجلس جهة طنجة – تطوان، ومجلس عمالة طنجة أصيلة في توفير الدعم المالي للفريق، وفق دفتر تحملات يضمن بدقة إلتزامات نادي اتحاد طنجة، وهو الدعم الذي مكن الفريق من ميزانية قارة، أمنت له الحد الأدنى من الإستقرار المالي، وهو ما أعطى لجميع مكونات الفريق من مسيرين وأطر تقنية ولاعبين الإطمئنان الكافي، والإنصراف إلى التركيز على تحقيق النتائج الإيجابية وإرضاء جماهير النادي المتعطشة لتحقيق حلم الصعود، وبهاته المناسبة لا يسعني إلا أن أحيي عاليا التضحيات الجسام التي يقدمها جهور اتحاد طنجة الرائع.
- المنتخب: سمعنا مؤخرا عن وجود صراعات وتيارات مختلفة الإنتماء هدفها السيطرة على بعض الفرق لخدمة مصالحها، هل يمكن القول أن اتحاد طنجة معزول عن هذه الخلافات الضيقة؟  
فؤاد العوماري: أعتقد أن الدينامية التي انخرطت فيها الجامعة الملكية لكرة القدم، من أجل إرساء مناخ سليم لتأهيل كرة القدم الوطنية، عبر اعتماد منظومة متكاملة لتسيير الأندية الرياضية وفق منهاج احترافي سليم، من شأنه أن يقطع الطريق على أي صراعات وأي تيارات تسعى للسيطرة على بعض الفرق لخدمة أهدافها الخاصة كيفما كانت طبيعتها، وأعتقد أن العقليات التي ما زالت تفكر بهكذا منطق لا مستقبل لها، بل صار من المستحيل عليها أن تحقق أهدافها التي ستلحق أكبر الضرر لكرة القدم الوطنية، أما فيما يخص نادي اتحاد طنجة، فنحمد الله على أن الأسلوب الذي ارتضيناه لتسيير الفريق، والمحكوم بضوابط التدبير الحديث والشفاف، شكل سدا منيعا أمام كل من يحاول جر الفريق إلى الوراء، والعودة به إلى منطقة الزوابع والاضطرابات، كما أن لنا الثقة في جماهير النادي، التي ستتصدى لكل من يحاول العبث بمستقبل فريقها، وهي اليوم واعية بأن الفريق قد خطى خطواته الأولى نحو التأهيل الشامل على جميع المستويات.
- المنتخب: عانى الفريق كثيرا مع شركة سونارجيس وسمعنا عن ديون تفوق 300 مليون سنتيم وهي كلفة استغلال الملعب بالمباريات التي استفاد منها الفريق، ما هو دوركم بهذا الخصوص على مستوى تمكين الفريق من استغلال الملعب بأقل تكلفة ممكنة؟
فؤاد العوماري: لست هنا بصفتي مسؤولا داخل اتحاد طنجة تقييم تجربة صونارجيس في تدبير ملعب طنجة الكبير، الذي كلف الدولة أزيد من مليار درهم، فهذا الأمر موكول للوزارة الوصية، أما بالنسبة لنا بقدر ما نعتقد أن التدبير الناجع لتحفة رياضية بحجم ملعب طنجة يحتاج إلى كفاءات بأسلوب تدبيره حكماتي.
وبخصوص علاقة مكتب اتحاد طنجة بالشركة يمكن القول أنها لا تحكمها أي رؤية، خاصة  وأن مرحلة استكمال الملعب وفتحه أمام الفريق تزامن مع أزمة خانقة كان يعيشها النادي، مما صعب من مأمورية إيجاد صيغة ملائمة للشراكة تخدم تطلعات الفريق وتضمن حقوق الملعب والشركة، أما بالنسبة للديون التي ترتبت على الفريق منذ أن أن تقرر الإنتقال من ملعب مرشان إلى الملعب الكبير، وهي ليست على كل حال بالرقم الذي أوردته، ولكن في جميع الحالات نحن في المراحل النهائية لتوقيع عقد يجمع اتحاد طنجة وشركة صونارجيس مع الجماعة الحضرية لطنجة، سيمكننا في نهاية المطاف من تجاوز هاته المرحلة.
- المنتخب: قدم جمهور اتحاد طنجة صورا راقية وحضارية في جميع مبارياته السابقة، هل يمكن أن نعرف حجم المساهمة التي تقدمها مداخيل الفريق من مجموع ميزانيته؟
فؤاد العوماري: يمكنني أن أصرح وبشكل رسمي أن جمهور اتحاد طنجة هو المحتضن المادي الأول للفريق، فالتقرير المالي للسنة الماضية يؤكد هذا، كما أن المداخيل المتحصلة من الجمهور هذا الموسم فاقت كل التوقعات، وهذا ليس بغريب على جمهور يعشق كرة القدم ويعشق اتحاد طنجة، وأغتنم هاته المناسبة لأحيي هذا الجمهور الرائع، فهو خير معبر على الصحوة التي تعيشها الرياضة في مدينة طنجة، فالأمر لا يتعلق بعشقه لكرة القدم وحدها، بل نجد هذا الجمهور العريض حريص على متابعة مباريات فريقي المدينة لكرة السلة والطائرة وباقي الرياضات الأخرى، وعندما نحيي الجمهور، فإننا نوجه تحية كبيرة وصادقة لمجموعة إلترا هيركوليس على حسن التنظيم ونجاعة التأطير وحجم التضحيات الجسام، ماديا ومعنويا، التي تبذلها  خلال جميع مباريات الفريق ذهابا وإيابا.
- المنتخب: بما تعدون الجماهير الطنجاوية في حال حقق الفريق الصعود، هل ستحافظون على نفس التركيبة التي ستحقق الإنجاز، أم أن هناك مخططا لانتداب لاعبين كبار؟
فؤاد العوماري: في مجال الرياضة، وكرة القدم بالخصوص، ليست هناك وعود تقدم لهذا وذاك، بقدر ما تكون هناك رؤية إستراتيجية محددتان بأهداف واضحة، وفي هذا السياق يمكنني القول أن مرحلة التباري بالبطولة الإحترافية الأولى تختلف عن الثانية سواء على مستوى التركيبة البشرية للفريق أو على مستوى الميزانية وكذلك آليات التدبير، ولذلك فالتزامات فالمكتب المسؤول الحالي كانت مرتبطة بوضع الفريق على سكة صحيحة، وإرجاع التوازن ومحو الصورة السلبية التي كانت مرتبطة بالنادي، وكذلك أيضا تبديد الخوف الذي كان يسود لدى العديد من الفاعلين حول مستقبل الفريق، وتأسيسا على ذلك يمكنني القول أن الجمع العام المقبل سيكون محطة مهمة وأساسية لاستكمال مشروع إعادة تأهيل النادي وتهييئه ليلعب دورا طلائعيا في البطولة الإحترافية الأولى للسنة والمقبلة والسنوات التي تليها.
- المنتخب: كيف تتوقع التنافس الذي سيكون بين فريقين سيمثلان منطقة الشمال الموسم القادم (المغرب التطواني واتحاد طنجة)؟
فؤاد العوماري: الجميع مشتاق لديربي الشمال الذي افتقدناه لسنوات، ويمكنني القول أن المغرب كبلد عاشق لكرة القدم يحتاج الى أكثر من ديربي في مستوى ذلك الذي تعرفه الدار البيضاء، ولذلك فديربي اتحاد طنجة والمغرب التطواني سيلعب دورا محفّزا لكرة القدم الوطنية، وسيضاعف من حظوظها التنافسية على جميع مستويات التباري، كما أن تواجد اتحاد طنجة بجانب المغرب التطواني سيقطع هيمنة محور الدار البيضاء الرباط على البطولة الوطنية، بالإضافة إلى تقريب كرة القدم من جميع البيوت وتحببيها للمواطنين كآلية للتنافس الرياضي الشريف، وهو في الأخير إنصاف لجماهير شمال المملكة العاشقة للكرة المستديرة.
- المنتخب: هل توجد خطط لدخول الفريق تركيبة المكتب الجامعي واستعادته لموقعه بهذا الجهاز؟ وهل اتحاد طنجة قادر على الإستجابة لشروط العصبة الإحترافية التي سترى النور قريبا؟
فؤاد العوماري: إن مدينة بحجم طنجة سواء كقوة اقتصادية أو كتجمع بشري مهم، أو كواجهة متوسطية وبوابة المغرب وإفريقيا نحو العالم، لا بد أن تكون حاضرة في جميع الهيئات المسؤولة عن تدبير الشأن الكروي والرياضي ببلادنا، ليس فقط كرغبة ذاتية أو استجابة لطموحات مشروعة، بل كقيمة مضافة نعتقد أن النادي قادر أن يفيد بها الرياضة الوطنية.
أما بالنسبة لقدرتنا عَلى الإستجابة لشروط العصبة الإحترافية، فإن طنجة بإمكانياتها البشرية والمادية، قادرة على الذهاب بعيدا في هذا الإطار، خاصة وأن المدينة عرفت خلال نهاية 2013 إعطاء انطلاقة مشروع القرية الرياضية ضمن مشاريع طنجة الكبرى، التي يشرف عليها جلالة الملك، كأول مشروع متكامل من هذا النوع وطنيا وإفريقيا، وهو ما يمنح المدينة جميع مقومات النهوض الرياضي والتنافس على جميع الواجهات الرياضية.
- المنتخب: إرتبط تواجدك رفقة الفريق بقوة وكنت مساهما في الظل في الفترات السابقة، هل يطمح السي العوماري في منصب أهم من منصب الرئيس المنتدب؟ وهل من شراكة مع فريق شباب الحسيمة الذي يضم شقيقك بتركيبته؟
فؤاد العوماري: التنسيق مع باقي الفرق والأندية الوطنية موكول للمكتب المسير، وعلاقتنا مع فريق  شباب الريف الحسيمي لا تخرج عن هذا الإطار، وإن كان طموحنا داخل الفريق هو تعزيز التنسيق مع جميع الفرق المنتمية جغرافيا لشمال المملكة، أما بالنسبة لمسؤوليتي داخل الفريق فهي نابعة من عشقي له كباقي ساكنة المدينة، ومهمتي كرئيس منتدب جاءت في سياق تنزيل استراتيجة متكاملة للتسيير وفق رؤية جديدة، وطموحي غير مرتبط بهذا المنصب أو ذاك، بل المتحكم في ذلك هو مدى قدرتي على المساهمة بأكبر قدر من الفعالية  من أي موقع كان بما يخدم طموحات الفريق.
- المنتخب: بعد صعود الفريق، هل هناك من توجه للمنافسة على الألقاب؟
فؤاد العوماري: بكل تأكيد، ويمكنني من الآن التأكيد على هذا، في الفترة الحالية علينا حسم الصعود أولا وبعدها سيكون الجمهور الطنجي على موعد مع مشاهدة فريق كبير بكل المقاييس، مؤسس على أركان صلبة وسيمثل بالكرة المغربية بالسنوات القادمة واجهة للإحتراف على كافة المستويات.
لن نستعجل الأمور، بل يقيني كبير أن هناك مفاجآت كبيرة ستجعل حتى غير الطنجاويين يرحبون بقدوم الإتحاد للبطولة الإحترافية.
- المنتخب: هل من وعود بضم لاعبين كبارا الموسم القادم؟
فؤاد العوماري: قلت أنه من السابق لأوانه رسم خارطة طريق تقنية لفريق الموسم القادم، علينا أولا أن نكافئ اللاعبين الحاليين على ما قدموه والمدرب على مجهوداته الكبيرة، ولن نتنكر لعطائهم وإسهامهم أبدا.
الإنتدابات لها رجالها التقنيون، لكن كرئيس منتدب ومحب للفريق يهمني أن أجعل منه فريقا رائدا تنافسيا يضم أفضل ما هو موجود بالبطولة والمحترفين.
بعد الصعود صدقوني سأكشف لكم مفاجآت كبيرة واتحاد طنجة سيكون واحدا من الفرق التي ستعلن قدومها القوي نزولا عند تطلعات جمهور سيشكل لوحده ملح البطولة الإحترافية.

ADVERTISEMENTS

حوار: منعم بلمقدم