هذه هي القصة الحقيقية لأزمة بارما 
تفاجأت لخبر غسيل الملابس بنفسي وبيداوي غادرنا في الشتاء
رفضت عرضا من تيريك غروزني الروسي وفريق صيني جاد في طلبي

كشف الدولي المغربي زهير فضال أسرارا عجيبة وغريبة في ظل الأزمة التي يعانيها فريقه بارما الإيطالي المهدد بإعلان إفلاسه وسقوطه مباشرة للبطولة الإيطالية في درجتها الثانية، وقال اللاعب في حوار إنفرادي مع «المنتخب» من إيطاليا بأنه تفاجأ لحجم التأويلات والكذب الذي ربط إسمه بالحديث عن أزمة فريقه.
وأكد فضال بأنه وزملاؤه ينتظرون ما سيتقرر في الأيام القليلة المقبلة إما بفك الإرتباط مع بارما، وإما بإنهاء الأزمة وتقديم الإغاثة لبارما من قبل الإتحاد الإيطالي لكرة القدم، وعرج إبن مدينة تطوان على مجموعة من المواضيع المهمة التي تخصه وتخص مستقبله الكروي وقد توصل بعرضين، مضيفا بأنه ينتظر إلى ماذا ستؤول إليه الأمور.
ولم يدع لاعب المنتخب الوطني المغربي الفرصة تمر دون أن يتطرق لحجم الإستفادة من لعبه في الكالشيو الإيطالي، ورغبته الجامحة للإستمرار في أوروبا في الفترة المقبلة.
- المنتخب: بداية زهير، كيف هي أحوالك في ظل الأزمة المالية الخانقة التي ضربت فريقك بارما الذي بات حديث الصحافة الإيطالية والعالمية في ظل الوضعية الكارثية التي يعيشها الفريق؟
فضال: بالفعل إنها وضعية كارثية لا يتمناها أي لاعب، الفريق في طريقه للإعلان عن إفلاسه على ما أظن، لكن لن نستبق الأحداث وسننتظر ماذا ستؤول إليه الأمور، قبل 20 مارس الذي حدد زمنيا للحسم في الموضوع، فإما أن القانون ممثلا قي المحكمة سيمكننا كلاعبين من الإنتقال بشكل حر لأي فريق نريده وبالتالي نصبح في حل من أي إرتباط قانوني، وإما أن نواصل المسيرة إن تمكن الفريق من جمع السيولة المالية الكافية للمواصلة في الكالتشيو الإيطالي وهذا أمر صعب للغاية بحسب ما يتوافر من معطيات.
حديث الصحافة العالمية عن فريق بارما جعل الأضواء كلها تسلط علينا، ليس في كرة القدم بل لتخبطنا في مشاكل منذ أن قدم الفريق إعتذاره عن المشاركة في المباراة أمام أودينيزي لعدم قدرته على صرف مستحقات رجال الأمن ومنظمي المباراة، صراحة لم يكن ينتظر أحد أن تتطور الأزمة المالية على هذا النحو ويكون مستقبل الفريق الذي جاوره نجوم كبار فوق كف عفريت.
- المنتخب: للأسبوع الثاني تم تأجيل مباراتكم أمام جنوة، ورئيس الإتحاد الإيطالي لكرة القدم قال أنه محرج، وفي الأسبوع الثالث سيعتبر الفريق منهزما إن رفض اللعب؟
فضال: الأزمة المالية الخانقة جعلت بارما غير قادر على صرف مستحقات لاعبيه، فبالأحرى صرف مستحقات لأطراف أخرى، الوضع ساء كثيرا، وتأجيل مباراتنا أمام جنوة يؤكد أن الفريق أصبح غير قادر على مواصلة مسيرته في الكالتشيو.
الإتحاد الإيطالي كما قلت  سيعتبر بارما خاسرا إبتداءا من المباراة الثالثة، والكل يتحدث عن إمكانية سقوط الفريق للدرجة الثانية.
العديد من مسؤولي الفريق المباشرين تهربوا من المسؤولية، والديون أغرقت بارما الذي تأسف لحاله العديد من المتابعين لشأن الكرة الإيطالية، كونه فريق بتاريخ حافل، نال لقب الوصافة مع الإيطالي كارلو أنشيلوتي سنة 1997.
- المنتخب: هل حقا أضطر لاعبو بارما لغسل ملابسهم الرياضية بأنفسهم، بعدما تم الحجز على غسالات النادي وكل ما يوجد داخل مرافقه؟
فضال:لا أبدا، هذا لم يحدث بكل تأكيد، لقد تعجبت لهذا الخبر، إتصل بي مجموعة من الأصدقاء بالمغرب يستفسرون عن هذا الأمر لأنه غريب فعلا، وهناك من إدعى للأسف أنني سأشرع في ذلك بمعية سفيان بيداوي، علما بأن سفيان غادر بارما معارا للاتينا الذي يلعب له أيضا نبيل الجعدي، وهو فريق يلعب بالدرجة الثانية بإيطاليا. 
أتمنى من بعض الصحفيين المغاربة التحري عن الأخبار ونقل ما يتمتع منها بالمصداقية وليس تحريفها، وبخصوص موضوع الغسالات ليس هناك أي حجز، بإستثناء حافلتي فريق الأمل اللذين تم التصرف فيهما.
- المنتخب: وحافلة الفريق الأول؟
فضال: لم يطلها الحجز، لكن أظن أن الفريق إذا لم يسو وضعيته بشكل فوري، سيتم رسميا إنزاله للقسم الثاني، والمشكل أن المسؤولين لا يمكنهم الإستدراك بلاعبي فئة الأمل، لأنهم يعيشون في مركز التكوين، وكانوا يحصلون على المأكل والمشرب داخله، والآن الكل سيغادر بحثا عن وجهة أخرى.
- المنتخب: وماذا عن التداريب في بارما، هل هي متوقفة أم أنكم تخوضونها بإنتظام في إنتظار ما ستؤول إليه الأمور؟
فضال: نتدرب بشكل عادي بمعدل حصة تدريبية واحدة في اليوم، ما أعجبني هو أن كل اللاعبين ما عادوا يتحدثون عن مطالبهم المعلقة، بقدر ما يتأسفون على ما آل إليه النادي، حيث أصبح قريبا من السقوط للدرجة الثانية.
بدوره المدرب دونادوني رجل محترف لم يرغب في التخلي عن الفريق بالرغم من عدم صرف مستحقاته، إنه رجل له مبادئ رفيعة في الحياة، صدقني كان اللاعبين سيلعبون المباريات حتى وإن لم يتسلموا رواتبهم، في حال تم سداد المصاريف المرتبطة بتنظيم المباريات.
- المنتخب: ألا ترى زهير بأنك تسرعت بالعودة لبارما في فترة الإنتقالات الشتوية وأنت الذي كنت تمارس بباليرمو؟
فضال: صحيح أن باليرمو لم يكن يعاني أي أزمة مادية، والفريق يؤدي ما بذمته للاعبيه بطريقة إحترافية، لكن يجب أن تنظروا معي للمباريات الأخيرة مع هذا الفريق لم أعد ألعب بانتظام، وأنا أكره شيئا إسمه الإحتياط، دون أن تدخل للملعب لأن فقدان التنافسية أكبر عدو للاعبين.
الأجواء لم تعجبني كثيرا في نهاية المطاف داخل باليرمو، ولم أكن مرتاحا، فكرت في الجانب الرياضي وتناسيت المال، قلت بأنني سأجد ضالتي داخل فريقي بارما وسأواصل معه الأشهر الستة المتبقية، ومن ثم سأقرر بشأن مستقبلي، لكن الأمور التي خططت لها لم تتحقق، في ظل الأزمة التي أرخت بظلالها على الفريق.
- المنتخب: برغم تهديد لاعبي بارما في أكثر من مناسبة، إلا أن الأمور لم تزدد إلا سوءا، كيف تتوقع نهاية هذا الموضوع الذي يشغل بال العديد من المتتبعين؟
فضال:من الصعب توقع ماذا سيحدث، ما أعرفه هو أن الأزمة المالية إستفحلت، وجميع اللاعبين داخل بارما ينتظرون 20 مارس المقبل، ليصبحوا متحررين من كل قيد، لقد إنهالت علينا العروض من روسيا والصين، لكن الكل ينتظر كيف ستكون النهاية.
وبخصوص تهدايدات اللاعبين بالإضراب، فأظن أنها لم تعط أكلها، سننظر كيف ستكون ردة فعل مسؤولي المدينة اتجاه الفريق قبيل الأسبوع المقبل الذي هو أسبوع ستحسم فيه كل الأمور.
- المنتخب: بالإضافة إلى عدم تسديد رواتب اللاعبين فديون بارما وصلت لـ 100 ألف أورو، والفريق معرض لضغوطات لإعلان إفلاسه؟
فضال: فعلا الفريق مطالب بتأدية الضرائب، ورواتب اللاعبين، والأجواء متوثرة هنا ببارما، والكل حزين على هذا الفريق الذي سيودع منافسات الكالتشيو، وسيهجره لاعبوه الذين تتربص بهم عدة أندية.
عموما عدم خوض مباراتي أودينيزي وكذا جنوة أثر على معنويات اللاعبين وتنافسيتهم، والكل أصبح يفكر في مستقبله.
- المنتخب: راج مؤخرا في وسائل إعلام مختلفة تلقيك عروضا من روسيا والصين، قربنا أكثر من هذا الموضوع؟
فضال: بالفعل توصلت بعرض جدي من البطولة الروسية وقد رفضته، وبالضبط من فريق تيريك غروزني، كما تلقيت عرضا آخر من فريق صيني، لكنني أثرت لغاية انتظار إنقضاء المهلة التي ذكرتها سابقا والمحددة في 20 مارس لأصبح حرا من كل إلتزام.
- المنتخب: في ظل معنوياتك المهزوزة، هل أنت قادر على الحضور مع الفريق الوطني المغربي المقبل على مباراة ودية أمام أوروغواي بمركب أكادير؟
فضال: أنا لاعب محتر، لنكن أكثر عقلانية من الصعب على الزاكي بادو أن يوجه لي دعوة للحضور، رغم أنني جاهز دائما لتلبية النداء، فقد كنت من العناصر التي إلتحقت بصفوف الأولمبيين في سن صغيرة، وأفتح باب الأمل في الحياة التي أقبل عليها بتفاؤل كبير.
أتدرب يوميا بجدية، وإن إحتاجني الزاكي بادو والطاقم التقني سأكون جاهزا لتلبية النداء، سأحاول تناسي كل المآسي التي عشتها مؤخرا مع بارما، والتي أعتبرها تجربة مفيدة لي في مسيرتي الكروية، برغم سلبيتها لأن الحياة لا تقدم لنا فقط في غالب الأحيان كل ما هو جميل وهذا أمر طبيعي.
- المنتخب: وهل فكرة العودة مجددا للبطولة الوطنية قائمة بعد أن سبق ولعبت لفريق الفتح الرباطي؟
فضال: في الفترة الحالية لا أظن ذلك، أسعى لمواصلة مشواري الإحترافي في أوروبا، أنا في سن وما زلت قادرا على العطاء في الملاعب الأوروبية، وسأبذل قصارى الجهود للإستمرار على أعلى مستوى.
عموما لا نعرف ماذا يخئء لنا القدر، ولو كنت أعرف ما كنت إلتحقت ببارما، لكن ما قدر الله وما شاء فعل.
- المنتخب: كيف تتعاملون حاليا مع الضغط الإعلامي الذي تعيشونه في إيطاليا في ظل وضعية الفريق؟
فضال: نتعامل بكل إحترافية مع وسائل الإعلام  وهم بدورهم يلجأون لمختلف فعاليات الفريق من لاعبين ومسيرين وطاقم تقني من أجل أخد الحقائق كاملة، وقد أبرزت الصحافة الإيطالية بمحتلف مشاربها شهامة لاعبي الفريق وربانه الذين أبدوا رغبتهم في إكمال المشوار، حتى دون تقاضي رواتبهم لكن شريطه التكلف بباقي مستحقات العاملين في الملعب، وعناصر فئة الأمل ومركز التكوين.
- المنتخب: برغم النداءات المتكررة التي أطلقها العميد أليساندرو لوكاريلي لمساندة بارما، إلا أن الفريق بات على حافة الإفلاس، والإتحاد الإيطالي وجد نفسه في ورطة؟
فضال: بطبيعة الحال الفريق أصبح مفلسا وبرغم الجهود التي يبذلها الإتحاد الإيطالي إلا أن الأمور تسير بشكل سلبي، الفريق مهدد بقرار قضائي يغلن أفلاسه وبالتالي إنسحابه من الكالتشيو، لأنه مثقل بالديون ومطارد من الضرائب، والإتحاد الإيطالي وكذا عصبة اللاعبين المحترفين يسعيان بأي وجه لإنقاذه، سنرى كما ذكرت سابقا كيف ستنتهي الأمور في هذه القضية.
ومن ثم يمكن الحديث عن مستقبلي وكذا مجموعة من الأمور المرتبطة بلعبي في إيطاليا وحجم الإستفادة التي خرجت بها.
حاوره: أمين المجدوبي