بنعبيشة قدوتي وسأسير على خطاه
طموحي الحضور بريو دي جانيرو مع المنتخب الأولمبي
دورة بعد أخرى بدأ نجم اللاعب الشاب أناس أصباحي يتوهج داخل القلعة الحمراء، لاعب أنيق يمتلك تقنيات عالية يسير على خطى صاحب الفضل عليه الإطار الوطني حسن بنعبيشة ليكون صانع ألعاب الوداد البيضاوي وكذا المنتخب الأولمبي، المدرب توشاك وثق في إمكانياته وتنبأ له بمستقبل كبير إذا حافظ على رأسه بين كتيفيه، وفي هذا الحوار الشيق فتح قلبه لقراء جريدة «المنتخب» وتحدث خلاله عن فريق الوداد والبطولة الوطنية وطموحاته المستقبلية.
- المنتخب: كيف ترى مسيرة الوداد هذا الموسم؟
أصباحي: بالمقارنة مع المواسم السابقة فهذا الموسم يعتبر الأفضل بكثير، حيث كان مناسبة لتصحيح مسارنا بعدما حققنا بداية موفقة في بطولة الموسم الحالي وتمكنا من الحفاظ على هذا التفوق خلال الشطر الأول من البطولة، والحمد لله أنهينا مرحلة الذهاب متفوقين على باقي الأندية وتوجنا باللقب الفخري لبطولة الخريف، لكن مع بداية الشطر الثاني تعرضنا لبعض الكبوات جعلتنا نفقد بعض النقاط مكنت مطاردين من تقليص فارق النقاط، لكن الفوز الأخير على الكوكب المراكشي جعلنا نتصالح مع النتائج الإيجابية لتكون بداية لانطلاقة حقيقة نحو التتويج بدرع البطولة الإحترافية.
- المنتخب: في نظرك ماذا تغير داخل الوداديين بين الأمس واليوم؟
أصباحي: هذا الموسم تغيرت أشياء كثيرة داخل القلعة الحمراء بالمقارنة مع المواسم الأخيرة خاصة على مستوى الجانب التسييري، حيث أصبحت كل الأمور تسير بطريقة يطبعها الشفافية والوضوح، المكتب المسير الحالي برئاسة سعيد الناصيري وفر لنا إمكانيات مادية جد مهمة جعلت كل اللاعبين يمارسون نشاطهم بكل ارتياح ولا يفكرون في أي شيء سوى التركيز على القيام بدورهم على أرضية الميدان وبدل المجهود الذي يخول تحقيق نتائج ترضي كل الفعاليات الودادية وتجعلها تبقى في القمة.
- المنتخب: من دون شك فقد كان لعودة الجماهير الودادية تأثير كبير على نتائج الفريق؟
أصباحي: بالفعل فقد عانينا كثيرا خلال بطولة الموسم الماضي من القرار الذي اتخذته الجماهير الودادية بمقاطعة مدرجات محمد الخامس، إذ أننا في بعض الأحيان كنا نحس بالإغتراب بالرغم من لعبنا بميدانا، فبدون جمهور تحس وكأنك تلعب بالحي، لكن هذا الموسم كل شيء تغير نحو الأفضل بعدما عادت المياه لمجاريها وعاد الدفء للمدرجات، وهذا الجمهور يعود له الفضل في النتائج التي حققناها هذا الموسم بعدما رسم لوحات فنية بالمدرجات أبهرت كل المتتبعين وشكلت حافز معنويا لكل اللاعبين لإخراج كل ما جعبتهم من أجل ظهور الفريق الأحمر بمستوى يشرف تاريخه العريق، الشيء ساهم في ظهور قتالية والندية داخل الملعب والهدف إرضاء الجماهير التي تحضر بكثافة في كل مقابلة وتساند الفريق حتى خارج قواعده.
- المنتخب: وجود منافسة داخل المركز الذي تلعب فيه، ماذا تشكل لك؟
أصباحي: المنافسة في كرة القدم شيء عادي وهي الوسيلة الوحيدة التي تجعل اللاعب يعمل بكل جدية من أجل تطوير مؤهلاته البدنية والتقنية سواء في الحصص التدريبية أو المقابلات الرسمية، خصوصا إذا كانت شريفة، وهذا هو الحال داخل الوداد البيضاوي، إذ ليس هناك مشكل بيننا فنحن نشكل عائلة واحدة ولا يهم من يلعب رسمي أو يجلس على دكة الاحتياط، ويبقى الأهم بالنسبة لنا هو تحقيق النتائج الإيجابية وبقاء الفريق على طريق المنافسة على لقب البطولة الإحترافية، ويظل المدرب هو الوحيد الذي يملك صلاحية إختيار الأفضل لمنحه الرسمية من غيرها.
- المنتخب: ألا تحس بانزعاج خلال جلوسك على دكة الإحتياط؟
أصباحي: كل لاعب يطمح ليكون لاعب ليكون لاعبا رسميا، لكن لا تنسى أنني ما زلت لاعبا شابا في بداية مشواري الكروي وليس من السهل على أي لاعب أن يكون ضمن لائحة فريق من حجم فريق الوداد، فحمل قميصه فقط يعتبر شرفا كبيرا لأي لاعب، وهذا لا يمنع من الصبر والإجتهاد أكثر للحصول على الفرصة واقناع المدرب وبالتالي فرض نفسه داخل المجموعة كلاعب أساسي ورسمي.
- المنتخب: ما هي الإضافة التي قدمها المدرب توشاك للوداد؟
أصباحي: توشاك يبقى مدربا عالميا كبيرا وسيرته الذاتية تتحدث عنه، فيكفي أنه درب أندية عالمية عملاقة وتعامل مع نجوم عالميين من أحسن ما أنجبتهم الكرة العالمية، ومن مميزاته التعامل مع اللاعبين بطريقة احترافية ويقوم بتشجيعهم وتحفيزهم على تقديم أحسن ما عندهم وبدل مجهود مضاعف، كما يتكلم معهم قبل موعد المبارايات ويهيئهم من الناحية النفسية حتى يكون مستعدينا نفسيا وبدنيا لكل مواجهة، كما أنه يلعب كل مباراة بطريقة خاصة حسب مؤهلات الخصم، وأظن أن النتائج التي حققها مع الوداد منذ إلتحاقه بالقلعة الحمراء تبقى مشرفة ونتمنى له التوفيق في مهامه بالبطولة الوطنية ويحقق مع الوداد كل طموحات وآمال الجماهير.
- المنتخب: كيف ترى مستوى البطولة الوطنية هذا الموسم؟
أصباحي: البطولة الإحترافية تسير هذا الموسم بإيقاع جيد، فهناك منافسة قوية بين مجموعة من الأندية على الصدارة يبلغ عددها ثمانية أندية كلها تدافع عن كامل حظوظها من أجل الظفر بالدرع وهي تشكل لنا منافسة شرسة، ونفس الشيء على مستوى أسفل الترتيب، والملاحظ هذا الموسم تقارب المستوى بين أغلب الأندية، حيث لا يوجد فارق كبير بين المتصدر ومتذيل الترتيب، لذلك يصعب التكهن بنتائج المباريات في كل دورة، كما أنه لا يمكن الحديث عن فريق قوي وآخر ضعيف وكل المباريات تبقى صعبة وقوية وتسودها الندية والمنافسة الشرسة.
- المنتخب: هل هذا يعني على أن البطولة الإحترافية في تطور؟
أصباحي: بالفعل هناك تطور ملحوظ على مستوى المنافسة داخل البطولة الإحترافية، إذ أصبحت الأندية التقليدية التي اعتادت المنافسة على اللقب منافسة كبيرة تجد منافسة كبيرة من طرف باقي الأندية وهذا في حد ذاته يخدم مصالح البطولة، كما أن الإقبال الجماهيري على المباريات بدأ يرتفع، حيث أصبحنا نرى مباريات يتابعها عدد كبير من الجماهير، وهذا بدون شك ينعكس على إيجابا ويساهم في تطور البطولة والرقي إلى أعلى المراتب قاريا ووطنيا.
- المنتخب: هل تعتقد على أن التركيبة البشرية قادرة على المنافسة على اللقب؟
أصباحي: الوداد البيضاوي يتوفر هذا الموسم على تركيبة بشرية في المستوى وتضم عناصر يمكن إعتبارها حاليا الأفضل على الساحة الوطنية، لذلك فاحتلالنا للصدارة لم يأت من فراغ، كما أنها تضم مزيج بين الخبرة والفتوة.. الوداد هذا الموسم يتوفر على لاعبين يملكون تجربة كبيرة آخرون في بداية مشوارهم ويملكون الطموح والارادة التي تخول لهم حمل قميص الفريق عن جدارة واستحقاق، لذلك فلدينا كل المؤهلات التي تخولنا البقاء في المنافسة إلى حين تحقيق حلم كل الوداديين بالتتويج بلقب البطولة الوطنية.
- المنتخب: ماذا يعني لك المشاركة مع المنتخب الأولمبي؟
أصباحي: حمل قميص المنتخب الأولمبي شرف كبير لي ويتطلب مني العمل بجدية والمثابرة من أجل الحفاظ على مكانتي داخله وطموحي يبقى الحضور بريو دي جانيورو بالبرازيل خلال الألعاب الأولمبية 2016 وتحقيق نتائج جيدة تشرف الكرة المغربية وتعيد لها هيبتها قاريا وعاليما.
- المنتخب: ماذا يمثل لك بنعبيشة؟
أصباحي: الإطار الوطني حسن بنعبيشة أعتبره الأب الثاني الذي لا يبخل عني بتوجيهاته ونصائحه وتبقى علاقتي به جيدة وطيبة وأعتبره النمودج والقدوة الذي أسير على خطاه، وله فضل كبير كذلك على مجموعة من اللاعبين الآخرين، فهو إطار يشتغل في صمت وهدفه خدمة كرة القدم الوطنية، أتمنى له التوفيق مع المنتخب الوطني وفي مشواره في عالم التدريب بعدما نجح كلاعب سابقا.
- المنتخب: كيف استقبلت عقوبات الكاف على الكرة المغربية؟
أصباحي: العقوبات التي فرضتها الكونفدرالية الإفريقية على المغرب تبقى جد قاسية ولا أحد يتقبلها، فهي تهدد مستقبل جيل بأكمله من اللاعبين الدوليين، وأظن أن الكاف مطالبة بمراجعة أوراقها وإعادة النظر في هذه العقوبات التي يجب أن لا تمس حقوق اللاعبين في المشاركة في الكؤوس الإفريقية وأن تتجه فقط للجانب المادي لتعويض الخسائر التي قد تكون تعرضت لها بفعل نقل الكان لإفريقيا الإستوائية، وحاليا يجب على الجامعة أن تعطي كل اهتمامها لجانب تكوين الفئات الصغرى لضمان أحسن خلف.
- المنتخب: طموحات أصباحي مع الوداد؟
أصباحي: هدفي الأول حاليا هو التركيز على منافسات البطولة ومساعدة فريقي من أجل التتويج باللقب في نهاية الموسم وكذا الحفاظ علة مكانتي مع المنتخب الأولمبي والمشاركة في إقصائيات الألعاب الأولمبية ريو دي جانيرو 2016 وبعدها سأفكر في دخول عالم الإحتراف بعدما أضمن رسميتي مع الوداد البيضاوي وأنقش إسمي بين النجوم الذي أنجبها والوصول للمنتخب الأول.
حاوره: إبراهيم بولفضايل وخالد شجري