السقاء بالصين لتعزيز اليقين
العرض كان مغريا وسيضمن لي تنافسية مطلقة ولفترة أطول
قررت ترك ليفانطي رغم رفض مسؤوليه لأني أتنفس باللعب
رفضت عرضا من فاليكانو وسالونيك والوجهة القادمة أنجليزية
لا أقبل أن أكون احتياطيا للاعب أقل مني عطاء مهما كان الإغراء
تابعت الكان بحسرة لأنه كان بإمكاننا ترك بصمة خالدة بالمسابقة

بعد تجارب ناجحة وموفقة بدأها اللاعب في سن مبكرة في واحدة من الحالات الناذرة والتي لم تعدد تتكرر بالبطولة الإحترافية، بانطلاق لاعب مغربي صوب الإحتراف الأوروبي، إذ إلتحق وعمره 21 سنة بالبطولة الفرنسية ليمارس بفريقين عريقين (نانط ولانس)، وبعدها الكويت والبرتغال وختاما بمحطة الليغا، سقاء المنتخب المغربي عصام العدوة اختار تحليقا مكوكيا هذه المرة صوب الصين.
إختيار فاجأ الكثيرين لكن العدوة ظل يرتب له في هدوء وظل يخطط له صمت سعيا منه نحو ضمان فرص مشاركة أكبر، لأنه باختصار من العينة التي يختقها كرسي الإحتياط.
في حوارنا «الإنفرادي» هذا نعرض لأسباب انتقال العدوة وكيف اختار الصين جون سواها وعن طموحاته القادمة وكيف يقرأ خارطة طريق ما تبقى من مشواره الإحترافي.
- المنتخب: يبدو أن الأمور حسمت بالتحاقك بفريقك الجديد بتايلاند، الخطوة فاجأت الكثيرين نود في البداية أن تخبرنا عن جديدك رفقة شونغ كينغ ومتى سنشاهد أول ظهور لك؟
عصام العدوة: سعيد جدا مرة أخرى بالتواصل معكم، بخصوص الجديد فإني التحقت بمعسكر فريق لافال شونغ كينغ بتايلاند، حيث سيستمر لـ 10 أيام بعد التوافق على كافة الترتيبات والأمور التي يتضمنها العقد، وبعد إنهاء كافة إلتزاماتي مع فريقي السابق ليفانطي.
قد تكون الخطوة فاجأت بالفعل بعض المتتبعين لكن بالنسبة لي ليست كذلك، وصدقني غدا أو بعد غد إذا لم تسر معي الأمور كما ينبغي داخل هذا النادي سأحمل حقيبتي وأرحل لكن بطريقة احترافية بطبيعة الحال، لأني لاعب أتنفس باللعب وأحيى بالظهور بالمباريات ولست من العينة التي تتوجه نهاية كل شهر لقبض راتبها حتى وإن ظلت ملازمة لكرسي البدلاء، ليس هذا مبدإي أنا عاشق للكرة قبل أن أكون محترفا لها.
لقد بدأت مشواري بعصامية كنت أقصد الغاية لزيادة عدد ساعات التداريب بعد نهاية الفترة التدريبية داخل الوداد في وقت كان فيه غيري يخرج للإستجمام والتجول، الكرة تجري في عروقي ولا أتصور نفسي عاطلا. 
- المنتخب: معنى هذا أنك فقدت كل أمل لك في اللعب داخل ليفانطي؟
عصام العدوة: ليس كذلك، بدليل أني قبل تركي الفريق وبإلحاح كبير مني ورفض مطلق من مسيريه ومسؤوليه، لعبت أمام فيا ريال وبلباو ونلت تنقيطا جيدا، لكني كنت ألمس أن نظام المداورة والتناوب المعمول به لا ينسجم مع أهدافي ورغبتي في هذا السن.
أنا أرفض رفضا مطلقا أن أكون احتياطيا للاعب أقل مني عطاء، للاعب لا يتدرب بنفس الجدية و الإخلاص ويوم المباراة يأخذ مكانه بالفريق، لذلك قررت الرحيل وبداية إقلاع جديد.
- المنتخب: ألم يكن ممكنا أن تكون وجهتك داخل الليغا أو بأوروبا تحديدا خلال الميركاطو المنصرم؟
عصام العدوة: بالفعل كان الأمر متاحا وبشكل قوي، ليلة تركي الفريق إتصل بي مسؤولو رايو فاليكانو وقدموا لي عرضا للموسم القادم وقبلها رغبوا في توقيعي بالميركاطو إضافة لألميريا.
كان هناك عرض من باوك سالونيك اليوناني المنافس هذا الموسم على اللقب، لكني وبعد دراسة متأنية إخترت العرض الصيني لأن مزاياه كبيرة ولأني فحصته جيدا ولأنه يمثل لي تحديا جديدا.
- المنتخب: ما الذي ميز عرض شونغ شينغ عن بقية العروض؟
عصام العدوة: لقد حسبتها بشكل جيد وبعقلانية، لو وقعت لفريق إسباني فلا أحد من الأندية هناك سيقبل أن توقع له لـ 6 أشهر فقط، والعروض كلها كانت محددة بين سنتين و3 سنوات وهذا ما لم يكن ممكنا بالنسبة لي.
بخصوص العرض الصيني، فإنه يضمن لي حضورا مستمرا حتى شهر أكتوبر القادم  موعد توقف البطولة الصينية وخلال هذه الفترة أي بعد شهر ماي، حيث تنتهي البطولات الأوروبية سأواصل أنا اللعب.
ثانيا سأتدارك بالفترة القادمة ما ضاع مني داخل ليفاطي وهذه مسألة تهمني كثيرا على مستوى التنافسية والحضور الدائم وثالثا بعد نهاية التعاقد سأكون حرا وإن كان هناك مقترح للتجديد سأناقشه كما قد أناقش عروضا أخرى.

ADVERTISEMENTS

- المنتخب: برأيك لماذا قبل مسؤولو فريق شونغ شينغ هذه الشروط؟
عصام العدوة: إضافة للنواحي المالية التي كانت أكثر من طيبة ولو أنها لا تهمني وإلا لكنت اخترت عروضا سابقة في مشواري من الخليج وسبق لي أن أطلعتكم عليها وكانت عروضا مغرية لموسم واحد فقط، فإن ما أثارني في العرض الصيني هو رغبة مسؤوليه وإلحاحهم في التعاقد معي، وهذا معطى إيجابي ورائع، كما أن مدرب الفريق عبر عن هذه الرغبة إضافة للطريقة الإحترافية التي تم بها التفاوض.
مسؤولو الفريق قبلوا بالشروط لكونهم تابعوني بشكل دقيق وتفاجأت بالفعل بل شكل بالنسبة لي مصدر فخر وسرور أن تكون لديهم فكرة واضحة وشاملة عني وهذا أمر مطمئن.
- المنتخب: ألم تتخوف من التجربة التي تبدو غريبة عليك؟
عصام العدوة: إطلاقا لا توجد تخوفات، خلال بداية مشواري هناك من تهكم على الخطوة التي أقدمت عليها وأنا في مقتبل العمر بالتنقل لفرنسا وتوقعوا عودتي في أول طائرة واليوم ولله الحمد أكمل عامي الثامن لاعبا محترفا وهذا أمر ناذر للاعب انطلق من البطولة المغربية وواصل رحلته الإحترافية.
عشقي كبير للتحديات وانضباطي وإخلاصي في العمل وحبي للكرة والطموح الكبير الذي  ما زال يرادوني في التوقيع على مشوار إحترافي مميز يجعلني على ثقة بالنفس بعد الثقة في الله سبحانه وتعالى على أني سأنجح إن شاء الله.
- المنتخب: هل جمعت معطيات عن البطولة الصينية، إلا تبدو خطوتك تراجعا للخلف بعد اللعب بالليغا أمام نجوم كبارا؟
عصام العدوة: قلت لك الشروط المغرية للعقد والرغبة في اللعب وباستمرار أذابت كل هذه الحسابات، وشخصيا حسبتها بشكل جيد وبهدوء كبير.
صحيح أن البطولة الإسبانية أقوى من البطولة الصينية، لكن هذا لا يمتع من القول أن البطولة الصينية تطورت كثيرا وسجلت حضور مدربين كبارا أمثال بطل العالم مارشيلو ليبي ولاعبين من طينة أنيلكا ودروغبا وكيطا المالي وغيرهم كثير.
لقد طوروا بطولتهم بشكل جيد ورائع وفريق من فرقهم كان حاضرا بمونديال الأندية، بخصوص فريق شونغ شينغ فهو فريق محترف ومهيكل ومجدت داخله أجواء أذهلتني بالفعل لأن العقلية الصينية الناجحة اليوم على مستوى الإقتصاد العالمي لم يأت من فراغ بل بسبب الإحترام المفروض.
- المنتخب: هل استفسرت زميلك عبد الرزاق حمد الله عن الأجواء هناك؟
عصام العدوة: لغاية اللحظة لم أقدم على هذه الخطوة، سأفعل ذلك بكل تأكيد لو إلتقينا بمعسكر المنتخب المغربي وبعد الإلتحاق بالصين بهد معسكر تايلاند.
لا يوجد ما يثير قلقي الأمور واضحة ومحسومة بالنسبة لي، أنا شخص أتجاوب مع كل بيئة وأدخل الأجواء بسرعة لأنه لا توجد عندي هوايات موازية، من التداريب للبيت ومن البيت للملعب والحكاية منتهية.
- المنتخب: كيف وجدت الأجواء بمعسكر تايلاند وكيف سيكون التواصل على مستوى اللغة؟
عصام العدوة: كان الترحيب كبيرا وفوق الوصف أشعرني بالفعل بالخجل، لا يجب أن نغفل مسألة في غاية الأهمية وهي أن القانون  يسمح بانتداب فريق لـ 3 لاعبين فقط من الخارج وهذا يشعرني بالفخر لأني واحد من الثلاثة.
وقعت عقدا رسميا والتقديم الرسمي سيكون بعد الإلتحاق بالصين إن شاء الله.
بخصوص اللغة كرة القدم لغة عالمية والتواصل يحضر في الملعب، جربت هذا الأمر بالبرتغال وإسبانيا وكلاعب محترف لا توجد عقد عندي بهذا الخصوص وهذه تجربة ستغني رصيدي كلاعب محترف.
- المنتخب: خطوة انتقالك للعب بالصين، هل تعتقد أنها ستشكل انعطافة على مستوى مستقبلك مع الفريق الوطني؟
عصام العدوة: أعتقد أنها ستشكل انعطافة وتحولا كبيرا في السياق الإيجابي، لأن فرص المشاركة والظهور ستكون أكبر، ولا تنسى أن عبد الرزاق حمد الله نافس هناك على لقب الهداف وترك انطباعا جيدا للاعب المغربي و تألق مع المنتخب الوطني مباشرة بعد إلتحاقه بالصين ولم يظهر أنه تأثر بخطوة الإنتقال لهذه البطولة.ّ
- المنتخب: تابعنا ظهورك القوي في أول موسم وبعدها سارت الأمور على نحو سيء، برأيك ما السبب؟
عصام العدوة: ولو أني أرفض النبش في تجربة منتهية، إلا أنه بالعودة لسجلاتي داخل الفريق كلاعب محترف ولنقارنها مع حضور باقي المحترفين من غير اللاعبين الإسبان داخل ليفانطي فأنا أحضر في مرتبة ثانية بعد الحارس نافا المنتقل لريال مدريد.
لعبت بمجهودي الفردي 31 مباراة في مختلف المسابقات، تم اختياري في مناسبتين ضمن تشكيلة الأسبوع واعتقد أن المنعرج كان بعد عودتي مثابا من مباراة الفريق الوطني أمام قطر في فترة كان الفريق بحاجة لخدمتي وانتم تعرفون الحسابات التي تدخل في مثل هذه الحالات، لأني على يقين أنه كنت أستحق اللعب في كثير من المباريات بعد شفائي وهذا ما برر رغبتي في الرحيل وتغيير الأجواء.
- المنتخب: تابعت ولا شك الكان الأخير، كيف قيمت المستوى وقرارات الكاف الأخيرة؟
عصام العدوة: بخصوص قرارات الكان أعتقد أن المسؤولين يدبرون الملف بطريقة محكمة وهم أصحاب اختصاص في الأمر، ولو أن جرح غيابنا عن الكان كان غائرا ولم يندمل بعد.
لقد تضاعف حجم الجرح بعد متابعاتي للكان لأنه وهذه للأمانة وحقيقة الفريق الوطني كان يملك حظوظا وافرة لترك بصمة وبصمة خالة بالتتويج لأن المستوى التقني لم يكن كبيرا وحضورنا بالمغرب كان سيكون مختلفا.
- المنتخب: في الختام، كيف يقرأ العدوة مستقبله الإحترافي ومشوار الأسود القادم؟
عصام العدوة: أنها فترة دقيقة وحساسة في مسار الكرة المغربية ضاع منا حلم الكان لكن حلم المونديال سيظل قائما وحرام أن لا يؤكد الجيل الحالي تواجده في حدث من هذا النوع، أتمنى وأنا الذي انطلقت من البطولة أعرف شعور المواطن والجمهور المغربي حين يتألق الأسود وكيف يكون التفاعل معهم، أن نتواجد بروسيا إن شاء الله.
بخصوص المستقبل الإحترافي الله وحده يعلم تفاصيله كانت أمامي أكثر من فرصة للعودة لفرنسا لفريق سانت إتيان، لكني فضلت خوض تجارب أخرى في حياتي والحلم الكبير هو البطولة الإنجليزية ويقيني كبير أني سأصل هذه المحطة بحول الله ولفريق محترم.

حاوره: منعم بلمقدم