فارس الريف لم ينجح في المهمة
خطف شباب الريف الحسيمي الأضواء قبيل انطلاق البطولة الإحترافية للموسم الجاري بكثرة الإانتدابات، ما جعل كل المتتبعين يراهنون عليه كرقم صعب في بطولة الموسم، وما زاد الأمور إثارة تلك الخرجات الإعلامية التي أوضحت خارطة طريق الفريق الريفي في منافسات كأس العرش كرهان قريب، ومع بداية أول دورة أرسل فريق الركراكي إشارة قوية بقدوم طوفان أزرق إسمه شباب الريف أتبعه بتأهل في مباريات كاس العرش، لكن سرعان ما انطفأت الشعلة وتم الطلاق بين المسيرين الحسيميين والمدرب الركراكي كنتجية لما حصده الفريق وفق تقرير اللجنةالتقنية، وتعاقدوا في وقت يحتاجون لمعجزة مع مديح لكي يحققوا حلم بلوغ نصف نهائي الكأس الفضية الغالية وهوما لم يتم فعلا، فغيروا من صيغة الأهداف بالتركيز على تحسين الترتيب ضمن فرق الصفوة.
تذبذبت النتائج وغاب الحظ فبين خط تصاعدي هوى الفريق واندحر في الدورات الأخيرة التي حصد منها شباب الريف نقطة واحدة، وعاد فارس الريف ليخطف الأضواء لدى متتبعيه ومناصريه بتساؤلات ممزوجة بمرارة غياب التوهج، لكن خيط الأمل ظل سميكا ما دام أن هناك أملا للتعويض في مباريات الإياب التي لن تكون أسهل من سابقتها.
إكتساح سوق الانتقالات الصيفية
بالنظر للعدد الذي يشير إلى تعاقدات شباب الريف الحسيمي خلال فترة انتقالات الصيف الماضي، يمكن الجزم بأن الفريق الريفي قد اكتسح سوق «البشرية» في البطولة المغربية بستة عشر لاعبا في جميع المراكز مع التخلي عن عدد كبير ممن انتهت عقودهم مع فارس الريف، هي حركية غير عادية للفريق ولم يشهدها حتى بعدما حقق الصعود، إنتدب شباب الريف فأفرط في الإنتداب وفسخ العقود بنفس الوثيرة، والنتيجة واحدة شباب الريف بحلة جديدة، بلاعبين مخضرمين، ولاعبين ذاقوا طعم الألقاب، ولاعبين شكلوا مرتكزات فرقهم، كلها معطيات ميزت هذه التعاقدات التي أعطت وجها مغايرا للفريق الحسيمي مع مدرب يحمل زادا من الماضي والزمن الجميل داخل شيبولا، غير أن ذلك كان بمثابة السم في العسل، فالإنتدابات الكثيرة جعلت رهان الفريق شامخا فاستعصى بلوغه في وقت ضيق للغاية، فكان الفراق عن ربان تحمل مسؤولية اللاعبين الذين جلبهم.
أخطاء الطموح والتسرع
بمجرد تجديدالثقة في المدرب الحسن الركراكي وانتداب عدد لابأس به من اللاعبين أعلن رئيس الفريق في ندوة إعلامية بحضور المكلف بالمهمة ربان الفريق عن الوصول إلى نهائي كأس العرش واحتلال المراتب الخمسة الأولى كهدفين أساسيين يربطان الطرفيين، فكان الطموح مشروعا في ظل ما يشهده الفريق من تعاقدات تتلوها تعاقدات، غير أن هذا الطموح الحسيمي جعل الموسم الجاري استثنائيا اصطدم بواقع يقول بأن منافسات كأس العرش ستنتهي بعد خمسة أشهر من التنافس وأن الفريق الذي غير جلده بنسبة كبيرة يصعب عليه إيجاد وصفة الإنسجام بسرعة لبلوغ المقصود، فبدا واضحا أن التسرع شاب ذلك الطموح الذي ابتهج له الجميع، تسرع المدرب في قبول هكذا أهداف، وتسرع المسؤولين في تسطيرها بمعزل عن واقعية كرة القدم المغربية، وهي في المجمل دروس وعبر استفاد منها مسيرو شباب الريف الذين يقضون العام الخامس في بطولةالصفوة، الطموح ذاته أشعل فتيل الإنتدابات في الفريق الحسيمي بتغاض غير مبرر عن لاعبين إنتهت عقودهم وجب الإحتفاظ بهم للم شمل فارس الريف، لكن هذه التعاقدات في حد ذاتها لم تكن لتعطي نتائجها إلا بعد وقت ليس بالقصير.
بوابة نصف نهاية كأس العرش
الكل يتذكر أفضل مقابلة من الناحية التقنية والفنية التي جرت بين الجارين شباب الريف الحسيمي ومضيفه النهضة البركانية في إطار ذهاب ربع نهائي كأس العرش للموسم 2013ـ2014، والكل إعتبرها منتوجا راقيا في كرة القدم الحديثة، لكنها كانت تكل القشة التي قصمت ظهر الحسن الركراكي وعجلت بتوديعه لفريق دخل التاريخ حتى بعد إقصائه، فقد كانت فرصته مواتية لأن يصل المربع الذهبي بسهولة لو استغل تقدمه ببركان النقص العددي لأبناء طاليب الذين عرفوا من أين تؤكل الكتف وحسموا لقاءالذهاب قبل موعدالإياب، وحسموا بذلك مصير الركراكي مع فارس الريف، واستنجد المسؤولون برجل خبير هو مصطفى مديح في مهمة صعبة لكنها غير مستحيلة، بل أصبحت أكثر من ذلك بكثير في ظل السيناريو الذي ميز مقابلة العودة التي أقبرت طموح كل مكونات الفريق الحسيمي في التوغل في منافسات كأس العرش ليبقى دور الربع تاريخا مسجلا رغم كل شيء.
رصد لمواجهات الفريق
كان شباب الريف الحسيمي على موعد مع اللقاءات الخمسة الأولى التي جمعته بفرق احتلت مراتب أقل منه في الترتيب العام في النسخة الماضية باستقباله ثلاث مرات من أصل خمس، حيث واجه بميمون العرصي فرق آسفي (م11)، خريبكة (م14) والمغرب الفاسي (م13) ثم رحل لمواجهة النادي القنيطري (م12) وحسنية أكادير (م8).
وكان بإمكان الفريق الحسيمي أن يحصد أكبر عدد ممكن من النقط من خلال هذه المواجهات ليكون مع فرق مقدمة الترتيب مؤقتا كما كان الحال موسم 2011ـ2012، سيما وأن الركراكي مشهود له باستغلال المباريات الخمس الأولى سواء في ذلك الموسم أو في المرحلة الثانية من الموسم الذي ودعناه، لكنه لم يفعلها مرة أخرى بشكل أكثر جدية.
واعتبرت الجولات السادسة والسابعة والثامنة لشباب الريف كالذي بدأ السباحة في الشاطئ ليبلغ وسط البحر أو المحيط وما يعرفه من امواج عاتية وجب التحلي بالشجاعة والحيطة والحذر وعدم المجازفة ثم المحافظة على هدوء الأعصاب لتمر المرحلة بسلام، ففي هذه المرحلة بالذات نازل الفريق الحسيمي خارج قواعده الوداد البيضاوي (م6) والكوكب المراكشي (م3) ثم استقبل فريق الفتح (م4) فخرج رفقة مديح بأقل الأضرار ضمانا لاستقرار النتائج وسط عاصفة هوجاء من مباريات حارقة أمام فرق مقدمة ترتيب الموسم الماضي، وبعد هذه اللقاءات الصعبة دخل شباب الريف مرحلة أقل ضراوة وغير سهلة بحكم مواجهته فرقا بقيمته من الناحية التاريخية، فواجه الخميسات وخنيفرة خارج ميدانه واستقبل بركان، وكان الختام سيكون مسكا لو استغل شباب الريف الثلثين الأولين على نحو جيد وإجراء ما تبقى من لقاءات بأريحية كبيرة بالميدان أمام البطل وممثل المغرب في «الموندياليتو» وفريق الجيش، والرحيل للمرة الثانية إلى مركب محمد الخامس لمواجهة الرجاء وإنهاء مرحلة الذهاب بمواجهة بطل كاس العرش وظاهرة الموسم الماضي، هذه النزالات في الدورات الأخيرة من ذهاب بطولة الموسم الجاري غيرت مسار شباب الريف الحسيمي الذي دخل مرحلة الشك.
ورغم كل ذلك تبقى الحصيلة إيجابية بالنظر لمجموع النقط الذي أنهى به فارس الريف مرحلة ذهاب البطولة الاحترافية مقارنة مع الموسم الماضي في ظل إكراهات بشرية.
200 مليون سنتيم عاطلة
مع نهاية الفترة الأولى من البطولة الإحترافية وضع مديح لائحة اللاعبين الذي سيغادرون الفريق الحسيمي فرمى بالكرة في شباك المكتب المسير لاتخاذ الإجراءات اللازمة مع العناصر غير المرغوب فيها والإنفصال عنها لجلب بدائل بشرية جديدة، فتم الإنفصال عن أسامة الحلفي، واستغنى المسؤولون في وقت سابق عن جيسي ماييل والمهدي حيبان، لكن مع نهاية فترة الإنتقالات الشتوية إستمر خمسة لاعبين ضمن الفريق الحسيمي وخارج حسابات مديح التقنية، حيث دخلت العناصر تربصا إعداديا بأكادير وبقي السطيري وزهيد والماموني والطاهري وجول ديوف بالحسيمة لحضور تداريب فريق الأمل إلى أجل غير مسمى.
عطالة هؤلاء الخمسة قد تكلف الفريق الحسيمي مبلغا يفوق 200 مليون، ويمكن لعشاق الرياضيات جمع مبلغ تعاقد الفريق الحسيمي مع هؤلاء ثم تكلفة الأجر الشهري للحصول على ذلك الرقم بتفريط كبير، فكيف سيتمكن المسيرون من تحريك هذه الملايين الجامدة؟
إنجاز: محمد أوصابر
حصيلة الذهاب
المركز: 13
مجموع النقط: 17
عدد الإنتصارات: 4
عدد التعادلات: 5
عدد الهزائم: 6
الإنتصارات بالميدان: 3
التعادلات بالميدان: 2
الهزائم بالميدان: 2
مجموع الأهداف المسجلة: 14
الأهداف المسجلة بالميدان: 7
الأهداف المسجلة خارج الميدان: 7
مجموع الأهداف المسجلة عليه: 24
الأهداف المسجلة عليه بالميدان: 9
الأهداف المسجلة عليه خارج الميدان: 15
هدافا الفريق في مرحلة الذهاب: بيوض ـ أومغار (3 أهداف)
عدد حالات الطرد: 3
أقوى حصة فاز بها: 3ـ1 أمام أو.أسفي (الدورة 1)
مبارياته الخمس القادمة:
الدورة 16: أو.أسفي ـ ش.الحسيمة
الدورة 17: ش.الحسيمة ـ ح.أكادير
الدورة 18: أو.خريبكة ـ ش.الحسيمة
الدورة 19: ش.الحسيمة ـ ن.القنيطري
الدورة 20: الم.الفاسي ـ ش.الحسيمة