حياتو بين مطرقة حلفاء المغرب وسندان أعدائه وتهديداته
مقاربة مغربية لتحمل الأضرار واحتضان كان 2017
بذات القدر الذي سيكون فيه عشاق المنتخبات المشاركة بالكان الذي ينطلق بعد غد بغينيا الإستوائية، متطلعون لمعرفة حظوظ منتخباتهم في الظفر بالتاج الإفريقي، سيضطر عشاق الأسود لانتظار الساعة واللحظة التي يفرج من خلالها حياتو وتنفيذيته عن أحكامه بحق كرة القدم المغربية والتي يعرفونها سلفا ولم يعد هناك من مبرر ولا مسوغ قانوني للتكتم عليها ولا لتأخيرها كل هذا الوقت.
ولأنه خلال لقائه مؤخرا برئيس الجامعة بالقاهرة، قال أنه سيؤخر الأحكام لغاية الكان أو لما بعد الكان، فقد كان لزاما أن تخترق أكثر من جدار ونقرأ فنجان الكاف والطريقة التي يفكر بها شيخها وما يخبئه للكرة المغربية، اعتمادا على أكثر من مصدر.
راوراوة دافع عن حق الأندية
خلال حضوره للمغرب وعلى امتداد 12 يوما التي قضاها به بوصفه أحد الأضلاع البارزة في معادلة تنظيم كأس العالم للأندية الأخيرة، ظل رئيس الجامعة الجزائرية لكرة القدم محمد راوراوة يؤكد دعمه للمغرب وعلى أنه إذا ما أتيحت أمامه إمكانية للترافع عنه، فلن يتأخر وسوف يكشف مواقفه هاته أمام الملأ وبحضور الأطراف الممثلة للمغرب على الطاولة.
الإثنين 22 دجنبر والذي أعقب نهاية مونديال الأندية بيومين وبالعاصمة المصرية القاهرة، حيث طار رئيس الجامعة مرفوقا بنائبه نور الدين البوشحاتي ومستشاره الإعلامي محمد مقروف، لحضور مراسيم تصفيات كأسي عصبة الأبطال والإتحاد الإفريقي، إنتصر راوراوة لوعوده، وحرص بشكل كبير وهو الذي شاهد بأم العين هنا بالمغرب إلتفاف الجماهير المغربية حول الأندية المفضلة لها، ليحذر حياتو من مغبة الإقدام على أي خطوة قد يكون فيها من التهور الشيء الكثير، حين قال له بالحرف: «من شأن معاقبة الأندية بذنب لم يقترفوه ولم يكونوا طرفا فيه أن يجر على الكاف وحياتو حقدا كبيرا».
وبالفعل وتحكيما للعقل شاركت الأندية المغربية في مراسيم القرعة وليكون متاحا أمام الرجاء والمغرب التطواني ونهضة بركان والفتح الرباطي حق المشاركة في الكأسين معا، في أول تجاوز لمنعرجات الخطر.
لقاء القاهرة وكشف العتاب
في نفس اللقاء الذي لم يحضره أعضاء المكتب التنفيذي الكامل العدد والنصاب للكاف، يقول مصدرنا كان المجال مفتوحا وللمرة الأولى كي يكشف كل طرف عما ظل يجثم على الخاطر وبأريحية مطلقة، والسبب هو كون كل لقاءات حياتو السابقة مع فوزي لقجع تمت في حضور الوزير المخلوع والمعفي من مهامه محمد أوزين وأحيكت بكثير من الحذر ولم يكن المجال مفتوحا للحديث بالطريقة إياها التي رافقت اجتماع 22 دجنبر بالقاهرة.
لم يخف حياتو عتابه الشديد للمغرب وأظهر صرامة في القول والتلميح وعاد للوعيد والتهديد، وقال فيما قاله أنه لم يتقبل لا هو ولا أعضاء المكتب التنفيذي أن ينظم المغرب حدثا من طينة كأس العالم للأندية ويرفض الكان بداعي الخوف من إيبولا، ووصف المقاربة بكونها كيل بمكيالين.
وقال حياتو أن الكاف كان من الممكن أن تكون أكثر ليونة في حالة واحدة لو أن المغرب رفض احتضان مونديال الأندية، وهنا كان سيجد له ألف تبرير، لأن بعض البلدان الإفريقية وعلى حد قوله شعرت بجرح غائر لهذا السبب.
لقجع عرض مقاربة جبر الضرر
دافع فوزي لقجع في واحدة من مرافعاته المثيرة ودائما بحسب مصدرنا عن الموقف المغربي، وحاول الفصل بين التظاهرتين لأنهما سياقين مختلفين في الجملة والتفصيل.
لقجع وعلى عكس لقائه بحياتو بياوندي خلال التنقل الشهير مرفوقا بالوزير محمد أوزين إستعرض في هذا اللقاء كيف شاء ومتحكما في زمام الأمور، ومؤكدا لرئيس الكاف أن المغرب أكثر البلدان التي احترمت عبر التاريخ عمقها الإفريقي وإنتماءها للجذور وعلى أنه لم يشعر أشقاءه الأفارقة في أي من المناسبات بمركبات نقص، واستدل باحتضان المغرب لتظاهرات قارية لم تكن تجد من يحمل أعباءها وكيف استقبل منتخب غينيا في التصفيات المؤهلة للكان مؤخرا وكيف ظل بيتا مفتوحا بوجه الجميع.
وبعد أن تأكد من كون حياتو يدور بتصريحاته في فلك الخسائر المالية، فإن رئيس الجامعة لم يتأخر في استحضار كل المقاربات الممكنة لجبر الضرر، وتعهد بتقديم الدعم اللوجيستيكي والمادي وبكل الأشكال المتاحة لدولة غينيا الإستوائية الشقيقة، كما كان يهيئها للكان الذي كان مقررا بالمغرب وهو ما احتوى بعض الشيء غضب رئيس الكاف.
حياتو بين نارين
وعلمنا من مصادرنا الخاصة جدا أن حياتو والذي إنفلت منه زمام الأمور بعض الشيء خلال الفترة التي أعقبت رفض المغرب تنظيم الكان في التاريخ المحدد، ليطلق العنان لتصريحات مثيرة لا تمث بصلة لرجل مسؤول عن جهاز كبير وقاري، كان بصدد معاقبة المغرب على السريع، غير أن مستجدات لم يكن يتوقعها غيرت مجرى النهر وأربكت حساباته وحسابات بعض ممن غلف الحقد قلوبهم لضرب الكرة المغربية في مقتل.
هذه المستجدات تمثلت في كون رئيس الكاف تلقى اتصالات من مسؤولين سياسيين كبارا ببلدان شقيقة للمغرب وخص مصدرنا بالذكر (السينغال والغابون وغينيا ومالي والكوت ديفوار وتونس وحتى الكامرون..) إضافة لغينيا الإستوائية نفسها متعهدة التنظيم كبلد بديل، وكلها صبت في خانة دعم المغرب وأوصت بكرته خيرا.
ولم يتوقع حياتو أن يحظى المغرب بهذا الدعم الكبير من بلدان شقيقة وصديقة وكلها طالبت بحفظ موقعه بخارطة الكرة القارية وأن لا تطاله العقوبات كرويا والإكتفاء بتغريمه ماليا، مقابل هذا حرص بعض أعدائه وخاصة الأنغلوفون وكوسافا التي قاطعت مونديال الأندية للدفع باتجاه معاقبته ولفترة طويلة.
المغرب يريد «كان» 2017
ودائما ونحن نتحرى في موضوع له ارتباط وثيق بمستقبل المنتخبات الوطنية وقد يكون لأي تأخير أو تسويف متعمد من طرف الكاف لإصدار أحكامها إلحاق الضرر به، دون أن يكون هناك مبرر لهذا التأخر طالما أن القصة والموضوع كله كان لا بد وأن يحتكم لترسانة قانونية خلصت الكاف عبر رئيسها بأنها تقف بصف المغرب الذي قدم دفوعات قوية واستند لدعم أطراف نافذة ومؤيدة لمواقفه.
التحري قادنا لبلوغ حقيقة أخرى إرتبطت بمقاربة مثيرة تمثلت في كون الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم أبدت استعدادها لتحمل أي خسائر مالية ستظهرها وتقر بها الكاف، وهي تشرف على الكأس القادمة بغينيا الإستوائية، حيث لمح حياتو بل واشتكى لحجم الخسائر المتوقعة والتي قد تفوق مليارين من السنتيمات، كما أن المغرب عرض مقاربة فاجأت حياتو وهو كونه مصر على احتضان أمم إفريقيا 2017، حيث رد رئيس الكاف أن المغرب لم يكن من البلدان المرشحة لاستقبال الدورة، إلا أن ما قد يدعم حق المغرب هو قبول مبرر «القوة القاهرة».
وفي ختام التحري بلغنا أن حياتو كان مترددا بين معاقبة المغرب لسنتين أو أربع عن الحضور بالمسابقات القارية، وأنه انتصارا لتهديداته ومصداقية خرجاته الإعلامية قد يعمد لمعاقبة المغرب كرويا ويعود لسحب القرار والعقوبة في تنفيذية شهر أبريل ليتيح أمامه العودة للمنتظم الكروي الإفريقي وينهي حالة الحضر ووقف التنفيذ الممارسة بحقه.
بلاتير يدعم المغرب موندياليا بضغط أسيوي قوي
علمت «المنتخب» من مصادرها الموثوق منها والمؤكدة على أن المغرب يحظى بدعم قوي من اتحادات كروية عالمية غير الكاف وخص المصدر بالذكر الإتحاد الأسيوي مجسدا في رئيسه البحريني سلمان بن ابراهيم أل خليفة، وصقور هذا الإتحاد الذين لهم كلمة مسموعة ونفوذ قويين من قبيل السعودي أحمد بن عيد الحربي والإماراتي يوسف السركال والكويتي طلال الفهد الأحمد الصباح، وذلك خلال إلتئام هذا الإتحاد بأستراليا مؤخرا، حيث تجرى فعاليات الآسياد.
وتوصلنا بمعطيات مؤكدة، صبت في خانة كون هذا الإتحاد وهذه الأسماء على وجه الخصوص والتي أعربت عن دعمها الكامل لجوزيف بلاتير لنيل ولاية أخرى على رأس الفيفا، ولو ضد ترشيح الأمير الأردني علي بن الحسين لمنافسة الكهل السويسري، من ضمن ما اشترطته على بلاتير في سياق «هات وخذ»، أن لا تتعرض كرة القدم المغربية بوصفها شريكا كبيرا وحيويا للفيفا والكرة العالمية لأي نوع من الإقصاء عن المحافل العالمية والتظاهرات الكونية، والمقصود بها بطبيعة الحال كأس العالم بروسيا 2018، وهو ما استجاب له بلاتير على مضض ليقرر وفي ردة فعل قوية وإشارة مثيرة موجهة في باطنها للكاف، على أنه وكيفما كان نوع الأحكام التي ستسلطها الكونفدرالية الإفريقية بحق المنتخب المغربي، فالأسود سيحضرون التصفيات المؤهلة لمونديال روسيا.
وبالفعل تم توجيه دعوة للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم لتكون حاضرة في مراسيم قرعة التصفيات والتي ستجرى في وقت لاحق.
وكان السركال رئيس الإتحاد الإماراتي قد إلتقى خلال زيارة قادته للمغرب مؤخرا بفوزي لقجع، وتم تدارس سبل الدعم والتعاون المشترك بين الجامعتين ومنها إمكانية خوض مباراة سوبر بين بطلي البلدين.
كما وجهت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم الدعوة لكل رؤساء الإتحادات المحلية بآسيا لحضور مونديال الأندية الأخير وهو ما كان سببا في تقوية أواصر العلاقة مع الكرة الأسيوية، حيث كان مقررا أن يخوض الأسود لقاء وديا باليابان شهر مارس القادم، في وقت كان رئيس الجامعة اليابانية قد مر من المغرب في رحلة وزيارة غير ذات طابع رسمي.
وإذا ما علمنا أن حياتو يقف بصف بلاتير في حملته الإنتخابية لرئاسة الفيفا أيا كان منافسوه، فإن السؤال الجدير بالطرح هنا هو، أي ردة فعل ستكون له على ضوء هذا المستجد؟
وبلاتيني واليوفا يقفان بصف المغرب
كشف ميشيل بلاتيني رئيس الإتحاد الأوروبي لكرة القدم والمعروف عنه مواقفه الجريئة وتصريحاته التي لا تحتمل سياقات عدة، عن كون جهازه يقف بصف المغرب ومقتنع تماما بطرح رفض التنظيم بسبب مخاوفه من إنتشار وباء إيبولا ووصف القرار بكونه موضوعي.
بلاتيني أثنى على شجاعة المغرب والبعد الخاص بالأمن الصحي للمنطقة، وهو ما لم يعجب حياتو الذي اعتبر هذه التصريحات تدخلا في شؤون كرة القدم الإفريقية ولا يحتاج لإملاءات أو توجيهات من أحد.
هذه الحرب الباردة يضيف مصدرنا لم تنته عند هذا الحد، ولا عند حد اللوبيينغ للظفر برئاسة الفيفا، حيث تختلف مقاربة الفيفا والكاف في دعم بلاتير، مما حدا ببلاتيني للتأكيد مؤخرا وخلال حضوره لكأس العالم للأندية للقجع ومسؤولين آخرين على أنه سيظل في صف المغرب ومتأكد من كونه لن يتعرض لأي نوع من العقوبات التي قد تصادر حقه في المشاركة بكأس العالم للمنتخبات بروسيا؟
متابعة: منعم بلمقدم