تغلبنا على كل الصعوبات للفوز  بلقب الخريف
توقف البطولة فرصة لاستجماع قوانا بعد مرحلة الفراغ
الإياب سيكون صعبا على الوداد ولن نتنازل على اللقب
تجربتي الإحترافية مع نادي دبي لم تكن ناجحة 

كانت انطلاقته مع الكوكب المراكشي، حيث ترعرع عبر كل فئاته العمرية إلى أن وصل  للفريق الأول، وبعد تألقه بشكل ملفت انتدبه الجيش، حيث ضمه للقلعة العسكرية وأصبح من بين ركائز الفريق، الشيء الذي جعله يضمن لنفسه مكانة مع المنتخب المغربي وشارك في العديد من المباريات كثمرة للمجهود الذي قام به، وخلال منتصف الموسم الماضي قرر خوض تجربة احترافية بالدوري الإمارتي مع نادي دبي، لكنها لم تدم طويلا وبعد نزول الأخير للدرجة الثانية، قرر العودة من جديد للبطولة الإحترافية ودخل هذه المرة بوابة القلعة الحمراء بعد أن وقع للوداد في رهان وتحد جديدين. 
- المنتخب: تعادلتم في مباراة أولمبيك خريبكة من دون أهداف، كيف تعلقون على هذه النتيجة؟
السعيدي: أظن أن النقطة هنا بخريبكة تساوي الشيء الكثير، بدليل أنها منحتنا لقب الخريف وجرعة أمل لمواصلة العمل، كنا ندرك أن المباراة لن تكون سهلة خاصة أن الفريق الخريبكي قدم مستوى جيدا هذا الموسم وغالبا من يفوز على أرضه، لكن فريقنا كان في المستوى وأظهر عن حماس من أجل تفادي الخسارة في المباراة، ناهيك أن هذا التعادل كما أكدت منحنا لقب الخريف، ورغم أنه لقب رمزي إلا أنه يبقى مهما ويحفزنا على البحث عن نتائج إيجابية أخرى.
- المنتخب: الوداد لم يجد نفسه في الجانب الهجومي ووجد بعض الصعوبات للتسجيل، بالمقابل كنتم حاضرين على المستوى الدفاعي؟
السعيدي: فعلا وجدنا بعض الصعوبات من أجل بلوغ المرمى، لكن لا تنسى أن أرضية الملعب لم تكن جيدة ولم تساعدنا على بسط أسلوبنا الهجومي، لاعبونا يعتمدون على المهارات الفنية والتمريرات القصيرة لذلك لم يكن سهلا علينا أن نجد الطريق معبدا للوصول إلى المرمى، ومع ذلك أستطيع القول أن الوداد قدم مباراة جيدة وكان الند للند أمام الفريق الخريبكي ويستحق تصدره ترتيب البطولة.
- المنتخب: لكن مردودكم التقني تراجع في الدوات الأخيرة، بماذا تفسر ذلك؟ 
السعيدي: فعلا لا بد أن نقر أن مردودنا تراجع في الآونة الأخيرة، وهو ما يفرض العمل خلال مرحلة التوقف من أجل رفع الأداء إلى أكبر المستويات، إذا ما كنا نطمح كلاعبين إهداء هذه الجماهير الرائعة لقب البطولة الذي تستحقه، لكن دعني أؤكد أن تراجع الأداء أو النتائج يبقى شيئا عاديا بحكم أن أي فريق يمر من فترة فراغ وتضيع منه عدة نقاط، لكن نحن محظوظون أن هذه الفترة تزامنت مع توقف البطولة، حيث سيكون أمام الطاقم التقني الوقت الكافي من أجل تصحيح كل الأخطاء وإعادة شحن بطارية اللاعبين.
- المنتخب: النتائج المتواضعة الأخيرة زادت من حجم المنافسة في طابور المقدمة بعد أن تقلص الفارق مع منافسيكم؟
السعيدي: هذا أمر طبيعي لأن بعض الأندية استغلت هذا المعطى واقتربت منا، برأيي فإن المنافسة الشديدة تبقى أمرا عاديا، لأنه يستحيل أن تنافس على اللقب بمفردك، فلا بد من أن تعترض طريقك صعوبات من بينما الخصوم التي تواجهك، لأن الفوز باللقب لا يكون سهلا بل لا بد أن تثابر وتجهتد لتحقيق هذا المبتغى، أريد التأكيد على أن المنافسة لا تخيفنا بل تحمسنا وتدفعنا للإشتغال أكثر والبحث عن النتائج الإيجابية الأخرى.
- المنتخب: في ظل معطيات الشطر الأول من البطولة، كيف تتوقعون مرحلة الإياب؟
السعيدي: غالبا ما يكون شطر الإياب صعبا على جميع الفريق، لأن الكل يدرك أن النصف الثاني يعتبر الفرصة الأخيرة للجميع، سواء تلك التي تلعب على تفادي النزول أو المنافسة على اللقب، حيث يكون هدف جميع الفرق جمع أكبر عدد من النقاط لتحقيق الأهداف المتوخاة، وهنا يكون العامل النفسي إضافة إلى البدني حاضرين في المرحلة المقبلة، خاصة أن مرحلة الذهاب أفرزت لنا ملاحظة هامة كون أن المستوى متقارب بين الفرق، إضافة إلى الترتيب في ظل التقارب في النقاط.
- المنتخب: لكن مهمة الوداد ستكون أصعب بحكم ترتيبه ورغبته في الفوز باللقب؟
السعيدي: صحيح هذا ما  نتوقعه، لأن الفريق الذي ينافس على اللقب لا بد أن يتسلح بالعديد من الأسلحة المتنوعة، لذلك نحن جاهزون لما ينتظرنا في الشطر الثاني، إذ غالبا من تتهيأ جل الأندية للمتصدر وتسعى لهزمه، وهو ما يفسر أيضا الصعوبات التي نجد في بعض المباريات، اللاعبون واعون بالمسؤولية الملقاة على عاتقهم وما ينتظرهم، لكن كلنا عزم لعدم إضاعة الفرصة والفوز باللقب.
- المنتحب: كيف ترى حصيلة الوداد في مرحلة الذهاب؟
السعيدي: حاليا حققنا الأهم بانتهاء الشطر الأول من البطولة في الصدارة والتي حافظنا عليها منذ بداية الموسم ومكنتنا من التتويج بلقب بطولة الخريف الفخري، رغم من الصعوبات التي واجتهنا خلال اللقاءات الأخيرة وضيعت علينا الكثير من النقاط، حيث كان بإمكاننا توسيع فارق النقاط عن أقرب مطاردينا، حاليا كل تفكيرنا سيكون منصبا على مرحلة الإياب من أجل خوضها بدون أخطاء ولجمع أكبر عدد من النقاط.
- المنتخب: ما هي أسباب تراجع نتائجكم  خلال الثلث الأخير من الشطر الأول، حيث فقدتم الكثير من النقاط وجعل منافسيكم يقلصون فارق النقاط الذي كان يفصلكم عنهم؟
السعيدي: كل الأندية الكبيرة تمر من مرحلة فراغ وبالنسبة لنا داخل الوداد البيضاوي نحمد الله على خروجنا منها بأقل الخسائر، ومع ذلك حافظنا على صدارتنا إلى غاية تتويجنا بلقب الخريف، علما أن المدرب توشاك وجد بعض  الصعوبات  لغياب تشكيلة قارة بسبب الغيابات الإضطرارية إما للتوقيف أو للإصابات التي عانى منها مجموعة من اللاعبين، الذين يشكلون الدعامة الأساسية للفريق، فكما لاحظ الجميع خلال اللقاءات التي لعبناها بتشكيلة قارة حققنا نتائج جيدة على غرار مباراتي الرجاء والجيش.
- المنتخب: هل انتم راضون على الحصيلة التي أنهيتم بها الشطر الاول؟
السعيدي: بطبيعة الحال نحن غير راضين تماما عن الحصيلة التقنية التي حققناها خلال 15 دورة ونعتبرها لا ترقى الى مستوى طموحاتنا وتطلعاتنا خصوصا على مستوى عدد النقاط الذي يبقى ضعيفا بالمقارنة مع المواسم الأخرى، ولكن على العموم تبقى حصيلة محفزة في انتظار الظهور بمستوى أفضل خلال مرحلة الإياب وتأكيد صحوتنا من أجل الحفاظ على الصدارة إلى غاية التتويج بلقب البطولة الذي يبقى هدفنا الأسمى هذا الموسم.
- المنتخب: هل يبقى لقب الخريف أقصى طموحكم أم أن لكم النية في مواصلة مساعيكم للفوز بدرع البطولة؟
السعيدي: لقب الخريف لن يكون له قيمة إن لم نفز باللقب، هدفنا هو إعادة فريقنا لمنصة التتويج، سيكون أمرا رائعا أن نعيد البسمة للجمهور الأحمر، لأنه يستحق منا مجهودا أكبر للفوز، كل مكونات الفريق يراودها الحنين لتحقيق هذا المطلب، أعتقد أن لنا كل الإمكانيات من أجل تحقيق هذا الهدف، أتمنى أن نكون في الموعد ونحقق ما تنتظره منا كل العائلة الودادية.
- المنتخب: هل تعتقد أن فترة توقف البطولة ستخدم مصالحكم؟
السعيدي: هذا ما أتمناه، نحن نعترف أننا سجلنا بعض التعثر في الدورات الأخيرة وضيعنا بعض النقاط، لذلك أعتقد أن فترة توقف البطولة ستكون فرصة للمدرب توشاك من أجل إعادة ترتيب أوراق فريقنا وإصلاح جميع الأخطاء التقنية والتكتيكية، ستكون أيضا إيجابية لنا نحن اللاعبين لشحن  بطاريتنا واستجماع قوانا استعدادا لمرحلة الإياب، خاصة أننا عشنا بعض الضغط خلال المباريات الأخيرة.
- المنتخب: ما هي الإضافات التي منحها المدرب توشاك لفريق الوداد؟
السعيدي: الويلزي جون توشاك مدرب عالمي غني عن التعريف سبق له تدريب أندية عالمية في مقدمتها ريال مدريد الإسباني واستطاع بفضل تجربته وحنكته إخراج الوداد البيضاوي من ثوب المعاناة والمشاكل التي عاشها خلال المواسم الأخيرة إلى فريق يحتل الصدارة من البداية وحافظ عليها طيلة خمسة عشرة دورة وينافس على اللقب، وذلك بالرغم من أنها تجربته الاولى على الصعيد البطولة الوطنية. حاليا يسير بثباث لقيادة القلعة الحمراء نحو استعادة أمجادها كفريق يلعب على الألقاب وينافس من أجلها. 
- المنتخب: الملاحظ أنكم تجدون صعوبات في المبارايات التي تجرى خارج الدارالبيضاء، إذ سجلتم فوزا واحدا من أصل ثماني مباريات، ما سبب ذلك؟
السعيدي: الأندية هذا الموسم مستواها جد متقارب لذلك لا يوجد فرق كبير بين المتزعم وأندية وسط الترتيب، بالنسبة لنا داخل الوداد البيضاوي وجدنا صعوبات كبيرة مع كل الأندية التي واجهناها سواء بمركب محمد الخامس أو بميدانها بسبب الصرامة التكتيكية التي تتسلح بها أمامنا، إذ يبقى هدفها  الأول عدم الإنهزام بالرغم من أنها تلعب بميدانها وأمام جماهيرها، سنحاول إن شاء الله التغلب على هذا العامل خلال مرحلة الإياب ونحقق أكبر عدد من الإنتصارات خارج الميدان.
- المنتخب: ماذا أضافت لكم عودة الجماهير الودادية إلى المدرجات؟
السعيدي: النتائج التي يبصم عليها الوداد يعود الفضل فيها للجماهير الودادية، لذلك فهي تستحق منا كل التنويه والتقدير لأنها لم تبخل علينا بتشجيعاتها ومساندتنا بمركب محمد الخامس وخارجه، إذ أنها دائمة التنقل بأعداد كبيرة بالرغم من متاعب السفر وهدفها الوقوف بجانبنا، مع أني تأسفت كثير لما وقع لها خلال رحلة العودة من مدينة خريبكة يوم الأحد الماضي والهجوم الذي تعرضت له وأصيب على إثره العديد من المحبين، مثل هذه الأحداث من شأنها أن تزرع الفتنة بين جماهير الأندية الوطنية وعلى المسؤولين الضرب بقوة على يد كل من ثبث تورطه في هذه الأحداث الهمجية.
- المنتخب: كيف هي علاقتك بالجماهير الودادية؟
السعيدي: علاقة يسودها الإحترام المتبادل، الحمد لله منذ إلتحاقي بالقلعة الحمراء وجدت كل الترحيب وحسن الضيافة من كل مكونات الفريق، وأتمنى أن أكون عند حسن ظنهم وأقدم للوداد الإضافات التي ينتظرها مني هذه الجماهير، فأنا أعتبرهم أحسن جمهور والدليل اللوحات الفنية التي يرسمها بالمدرجات من خلال التيفوهات التي يرفعها في كل مباراة.
- المنتخب: أكيد أن المنافسة ستكون صعبة في ظل توفر الوداد على مجموعة من اللاعبين المجربين؟
السعيدي: أعتقد أن المنافسة معطى سيفيد كثيرا الفريق، لأن كل لاعب سيكون مطالبا بالإجتهاد أكثر في المباريات والتداريب، صحيح أن الوداد يعج بالنجوم وهذا شيء طبيعي لأن الفرق الكبيرة غالبا ما تعرف هذا النوع من المنافسة، لأن الفرق الكبيرة كبيرة أيضا بنجومها، من جانبي أجتهد وأثابر والكلمة الأخيرة تبقى للمدرب توشاك، على أن الأهم هو فوز فريقي وتسجيله النتائج  الإيجابية، لأن توشاك يختار دائما اللاعب الجاهز.
- المنتخب: ما هي الإضافات التي منحتك إياها  التجربة الإحترافية التي خضتها بالدوري الإماراتي مع نادي دبي؟
السعيدي: بالنسبة لي اعتبر تلك التجربة غير ناجحة على اعتبار فشل نادي دبي في الحفاظ على مكانته بالدرجة الأولى، لكن من جهة ثانية إستفدت كثيرا منها بالرغم من قصرها، حيث جاورت لاعبين من جنسيات أخرى بالبطولة الإماراتية التي هي في رأيي المتواضع أقل من نظيرتها المغربية على المستوى التقني، وتتفوق عليها فقط على المستوى المالي، الشيء الذي يخول للأندية الاماراتية القيام بتعاقدات كبيرة مع أسماء وازنة على الصعيد الدولي.
- المنتخب: مع إلغاء كاس افريقيا التي كانت مقررة بالمغرب ونقلها إلى غينيا الإستوائية، هل تعتقد أن الكرة المغربية قادرة على تحمل عواقب هذا القرار؟
السعيدي: الكرة المغربية كانت تراهن على هذه الكأس من أجل التصالح مع التاريخ الجميل والتألق من جديد بعد الكبوات التي عاشتها خلال السنوات الأخيرة والتي أدخلتها في دوامة من النتائج السلبية، شخصيا كنت جد متفائل بهذا «الكان» وما سيمنحه للكرة المغربية، لكن سلامة الشعب المغربي واستقراره يبقيان فوق كل اعتبار، حاليا يجب انتظار العقوبات التي ستصدرها الكاف في حق المغرب من أجل معرفة الأضرار التي قد تتكبدها الكرة المغربية، والتي يبدو أنها ستوجه للمنتخب الأول في ظل إدراج الأندية الوطنية في المنافسات القارية.
- كلمة أخيرة..
السعيدي: أنا جد سعيد بحمل قميص الوداد البيضاوي، أتمنى التتويج بلقب البطولة الإحترافية لنهديها لكل الجماهير الودادية كمكافأة لها على الإبداع الذي تقدمه بالمدرجات والدعم اللامشروط لفريقها، وأن تكون سنة 2015 فأل خير على الكرة المغربية لتعود إلى التألق قاريا ودوليا.

ADVERTISEMENTS

حاوره :خالد شجري