كروز المهزوز أمام بطش الملكي الفلكي
أي وصفة لأبناء الأزطيك لإيقاف وحش مدريد؟

بين فريق القرن وعملاق الكرة الأوروبية التي يعيش عصره الذهبي المتجدد وهو ريال مدريد، وكروز أزول المكسيكي بطل الكونكاكاف والطامح لترك بصمة بالدورة، والذي تعذب كثيرا ليزيح من طريقه بطل آسيا، تشرئب الأعناق ويتطلع الجميع لمتابعة مباراة نصف نهاية مثيرة ستلعب بكل تأكيد وبشبابيك مغلقة.
ريال مدريد الذي يكتسح بالطول والعرض كل البيانات والأرقام، والفريق الذي يجمع الكثير من الخبراء على أنه من أعظم الفرق التي مرت عبر كل العصور، ينتظره عشاقه هنا بالمغرب بحضور أرمادة نجومه كي يعيد للمسابقة ملحها المفقود وكي يقدم الإثارة التي لم تتحقق لغاية اللحظة.
سكوت الملك وصل
في رأي الكثيرين وتصورهم أن المسابقة لم تبدأ وستنطلق مع وصول مباراة ريال مدريد وكروز أزول، ما يعزز القناعة ويؤكدها هو الإقبال القياسي والكبير على تذاكر مباراتي الفريق وهي المبارتان التي تأكد لغاية اللحظة أنهما ستجريان تباعا بمنطق الشباك المغلق.
شعبية ريال مدريد وجماهيره ومريدوه الذين يقدرون بالآلاف بالمغرب، كلها معطيات وتوابل تتحدث عن مباراة إستثنائية لفريق إستثنائي، وكلها إشارات تنبئ بمتابعة واحدة من المباريات الخالدة والتي سيذكرها الجمهور المغربي طويلا، وسيستحضرون تفاصيلها لزمن قادم.
الملكي حل بالعاصمة وبوصوله كل العدسات وكل الأضواء صوبت باتجاه العملاق وباتجاه الكبير، وبقية الفرق المشاركة ستبقى في الظل لغاية ملاقاته.
الهالة الإعلامية المحيطة بالفريق وترقب مناصري هذا النادي لمستجداته وحرصهم على مواكبة مباراته وطلته الأولى هنا بالمغرب، تكفي للحديث عن موعد كبير وغير مسبوقة على مستوى المتابعة.
كروز أمام العاصفة
لم يقدم ممثل الكونكاكاف وبطل المكسيك إشارات قوية بإمكانها أن تتحدث عن مفاجأة واردة بلقاء الغد، ولو أن عالم كرة القدم لا يخضع لمنطق ولا يدين بالولاء للقراءات القبلية، غير أن ما أفرزته مباراة كروز أزول المكسيكي أمام ويستيرن سيدني بطل آسيا والحديث النشأة والعهد، لم تكشف عن وشاح ناد كبير ولا هوية فريق بإمكانه أن يقاوم الغارات العنيفة التي سيمارسها لاعبو ريال مدريد، ولا حتى الوقوف بوجه العواصف التي قد تفيض بها أقدام لاعبي الملكي.
حارسه كورونا وقائده تورادو واللاعبان خيمينيز تشاكو الموزع والهداف فابيان وحتى هوغو بافون، هي العيارات الإستثنائية التي بإمكانها مقارعة نجوم الريال والصمود بوجههم.
المدرب لويس فيرنانديز ناني كان واقعيا بعد مباراة ويسترن سيدني وجزم بصعوبة المهمة أمام الريال، وأكد أن الخروج بأقل الخسائر سيمثل إنجازا له ولفريقه.
الفريق المكسيكي يدرك إذن أنه بصدد مواجهة ناد لا يرحم هذه الأيام، ولو تتسنى ظروف مثالية خاصة على مستوى أرضية الملعب، أكيد أن العزف اللاتيني سيتكيف بالإبداع الكبير للاعبي الريال، لنشاهد مباراة كبيرة بهذا الدور تعيد الإعتبار للمسابقة التي فقدت الكثير من أسهمها بمباريات السبت المنصرم.
«الدون» المجنون يواصل تغريداته
واحد من الذين سيكونون محط كتابعة خاصة في مباراة الغد، «صاروخ المادير»، «الدون»، «التورنادو» كلها توصيفات وأسماء للاعب واحد اسمه كريستيانو رونالدو ملهم الريال حاليا وواحد من الأساطير التي تكتب ببيت الملكي وبحضن الفريق شهادة ميلاد لاعب هناك من يقر بأنه الأفضل عبر التاريخ.
أرقامه وأهدافه والإحصائيات الفريدة من نوعها وغير المسبوقة على الإطلاق، التي ترويها سجلات اللاعب، كلها تقود لخلاصة واحدة وهي أن متابعته هنا بمراكش فرصة ناذرة قد لا تتكرر كثيرا.
رونالدو وحده أيضا يمثل خطرا على كروز أزول، ووحده ضمانة لنجاح أي مسابقة أو مباراة، وهو الذي تتطلع إليه كل العيون لتواكب طلته وكيف سينهي موسمه الكروي الخرافي الذي يرشحه ويقربه لجائزة الكرة الذهبية دونا عن غيره، وختم السنة بالتتويج بكأس العالم للأندية، سيعني أن اللاعب هو الأكثر إستحقاق للجائزة الفرنسية وينهي من خلالها الجدل القائم مع بلاتير وبلاتيني اللذين لهما توجه آخر مغاير.
بجانب رونالدو يحضر نجوم ريال مدريد الذين سيحظون بدعم كبير ويستظهر أسماءهم الصغار قبل الكبار، من القديس كاسياس للعملاق راموس مرورا بالرائع كروس وانتهاء ببنزبمة وبيل والرسام الجديد إيسكو.
ريال مدريد إذن وعلى الورق هو الطرف المفضل للجناهير و(للفيفا) كي يكون فارسا بالنهائي وكي يكون الحامل للمشعل بعد العملاق البافاري.
أنشيلوتي في بيته
أكيد أن مسؤولي ومدرب ولاعبي وحتى أنصار كروز أزول قد شكلوا وكونوا فكرة عن الظروف التي سيخوضون فيها النزال وأدركوا أن هناك الكثير من الفوارق التي لا يصلح معها قياس.
مدرب الفريق المكسيكي مدرك أن ريال مدريد سيلعب بالرباط وكأنه يلعب بمدريد ويلعب بمجمع الأمير مولاي عبد الله وكأنه يلعب بقلعته الحصينة سانتياغو بيرنابيو.
لا اختلاف في الطرح ولا اختلاف في كون ريال مدريد كما قال مدربه الإيطالي كارلو أنشيلوتي وقبلهم جميعا مديره الرياضي الصقر الذهبي بوتراغينيو ومساعد المدرب هييرو، بأنه سيكون ببيته وهو يحضر للمغرب.
وبعيدا عن هذه المؤثرات التي لا تعترف بها الفرق الكبيرة والتي لا تعتد بعاملي الأرض والجمهور، نجاح الدورة واكتمال فصلها النهائي بالصيغة التي يرتضيها المنظمون هناك بمراكش تتطلب تواجد عملاق وفريق بعالمية ريال مدريد.
الميرنغي يطاردون لقبهم الأول على مستوى المسابقة في حلتها الجديدة وهم الذين ظلوا يعزفون فيما مضى على وتر كأس الأنتر كونتنتال، وكروز يطمح في هد السقف على أصحابه وقلب الأوضاع وخلط الأوراق بهزم ريال مدريد أو بالأحرى هزم الفريق الذي يتحدث الكثيرون على أنه لا يهزم.
ريال مدريد إذن وكروز أزول في فاصل ممتع لمباراة نصف نهائية مثيرة، تتحدث الترشيحات والقراءات عن ميل كفتها لصالح الملكي الذي يتطلع لمواصلة تكسير كل الأرقام.

ADVERTISEMENTS

 منعم بلمقدم