الوحش البافاري يلتهم الطريدة بمراكش

إختارت النسخة العاشرة أن ترتدي ثوبا جديدا وحليا ثمينا من المعدن الإفريقي، غير ذلك المنتوج الأسيوي الذي دأبت على حمله طيلة ثمان نسخ متتالية، لتحلق بالكأس من أقصى شرق الكرة الأرضية إلى أقصى غربها حيث فُتح باب المجد والتاريخ والحضارة المغربية في أسمى تجلياتها.
المغرب أول بلد إفريقي في التنظيم
كُتب للكأس أن تحط الرحال في الأراضي الإفريقية لأول مرة بعد 9 نسخ سابقة توزعت بين آسيا وأمريكا اللاتينية، وحان الدور على القارة السمراء للإشراف على تنظيم ثاني أقوى عرس كروي في العالم بعد المونديال والتي إفتخرت إفريقيا بإحتضانه لأول مرة عام 2010 فوق أراضي جنوب إفريقيا.
الفيفا ورئيسها جوزيف بلاتير لم يجدا أحسن من المغرب لإهدائه مكافأة الإجتهاد والإصرار الكبير على تنظيم بطولات عالمية، وفطن الثعلب السويسري أن البلد الذي نافس على إستقبال كأس العالم تطور وحقق المنجزات في السنوات الأخيرة ليعطي الضوء الأخضر للكأس لترسو على ضفاف جبال الأطلس.
عاصمة السياحة مراكش وجوهرة الجنوب مراكش إحتضنا البطولة وبعثا دعوات كثيرة للعالم للحضور إلى العرس العالمي بطقوس مغربية، والوطن الآمن إفتخر بكونه أول بلد إفريقي والثاني عربيا الذي يقيم على أرضه هذا الحفل الكروي البهيج.
الرجاء مفاجأة الدورة بإمتياز
حطم ناديا أوكلاند سيتي النيوزيلندي والأهلي المصري الأرقام بتأهلهما لخامس مرة في تاريخ البطولة، ودخل مونتيري المكسيكي وغوانزهو الصيني ومينيرو البرازيلي الأراضي المغربية برهانات متباينة بين الدفاع عن الشرف والمنافسة على اللقب، فيما كان البطل الأوروبي بايرن ميونيخ صاحب أول مشاركة المرشح الضخم والأقوى لإنتزاع الكأس بسهولة.
لكن الأضواء لم تُشعل تحت أقدام هذه الأندية المذكورة وإنما إشتعلت فوق بساط الرجاء البيضاوي بطل المغرب والفريق المستضيف، حيث إنبهر العالم أجمع وتفاجأ الحاضرون بسيناريو رُسم في الخيال ليتحقق على رفقة الميدان، وكانت ألوان لوحته عبقرية اللاعبين وسحر الجماهير ومعجزة النتائج الخرافية.
فالنسور الخضر لم يصدقوا كيف أطاحوا بأوكلاند في الدور التمهيدي بحماس وكيف جلدوا مونتيري المكسيكي في الربع بإصرار، وواصلوا المتعة بتجريد مينيرو بنجمه رونالدينهو من ثياب الكبرياء والرقص البرازيلي ليحلقوا حالمين إلى النهاية، وهي المحطة الختامية التي شرف بها جلالة الملك محمد السادس الرجاء بالحضور والتفرج عليه من منصة ملعب مراكش الذي كان شاهدا على كيفية وصول الخضر إلى منصة التتويج كوصيف بطل العالم بايرن ميونيخ الذي تجنب فخ المغاربة وطار باللقب إلى ألمانيا.
البافاريون لا يمزحون أبدا
حل الألمان بعظمتهم ومجدهم الكروي بأكادير قبل أيام من مباراتهم الأولى في البطولة، وتدربوا بعزيمة وإصرار أمام عدسات الكاميرات وأعين الفضوليين من الأنصار العاشقين لكرة الماكينات وروعة وجمالية أداء فيلق المدرب بيب غوارديولا.
بطل أوروبا ووحشها المفترس إعتمد على كل أنيابه الأساسية لإلتهام المنافسين والخصوم الذين وضعتهم القرعة في طريقهم، ففتح الشهية ببلع المنتوج الصيني الذي حمل إسم غوانزهو الصيني متجاهلا حماس لاعبيه وخبرة مدربه الإيطالي مارشيلو ليبي، ليضرب موعدا مع رحلة قصيرة إلى الجارة مراكش حيث الطريدة الموالية في نهاية مثالية.
إحتشد الجمهور الغفير في مكان الحدث وتوقفت الحركة في جل المدن المغربية تأهبا لمتابعة النهائي الحلم، ودخل الرجاء العالمي مرتبكا وخجولا فعاقبه الألمان في الدقائق الأولى على المبالغة في الإحترام بهدفين قاتلين، كانا كافيين لحسم المباراة مبكرا وعدم المجازفة مع المغاربة غير المستسلمين، لتكون بصمة الختام بطابع ألماني مستحق وتتويج بافاري منتظر مع رفع القبعات لنسور المعجزات.

ADVERTISEMENTS

المتوجون في الدورة
المستضيف: مراكش وأكادير
التاريخ: ما بين 11 و21 دجنبر 2013
الفرق المشاركة: الرجاء البيضاوي (بطل المغرب)، أوكلاند سيتي (أوقيانوسيا)، الأهلي المصري (إفريقيا)، غوانزهو الصيني (أسيا)، مونتيري المكسيكي (الكونكاكاف)، أتليتيكو مينيرو (أمريكا اللاتينية)، بايرن ميونيخ (أوروبا)
البطل: بايرن ميونيخ الألماني
هداف الدورة: محسن ياجور (الرجاء البيضاوي): هدفان
عدد أهداف الدورة: 28
معدل الأهداف في كل مباراة: 3.5
أحسن لاعب: فرانك ريبيري (بايرن ميونيخ الألماني)
إجمالي الجماهير في الدورة: حوالي 280 ألف متفرج
جائزة اللعب النظيف: بايرن ميونيخ الألماني