وفاق سطيف..أولاد «الكَحْلة» عازمون على تنشيط الحفلة
نسر جزائري أسود يدمن الإفتراس
دخل التاريخ من أوسع أبوابه بعدما صار أول فريق جزائري يتأهل لكأس العالم للأندية، وأبى إلا أن ينتظر دوره كرابع فريق مغاربي يعبر لشاطئ البطولة بعد الرجاء البيضاوي المغربي والترجي والنجم الساحلي التونسيين.
منذ تأسيس الوفاق سنة 1958 لم يسبق للنادي أن شارك في تظاهرة دولية وإكتفى بخوض بطولات قارية أو عربية أو إقليمية، وظل طيلة مراحل نشأته وكبره يبحث عن الذات وينافس على كل الجبهات حتى تمكن من بلوغ القمم تدريجيا محليا لينتقل بعدها لصعود منصات التتويج خارجيا.
وعرفه الأفارقة بشكل أكبر عام 1988 حينما رفع لقب عصبة الأبطال القارية في نسختها السابقة، وحاز على كأس الأفرو آسيوية كما إعتلى عرش الكرة العربية مرتين وشمال إفريقيا مرة واحدة، في رسائل واضحة من الوفاق على أنه فريق محترم ومخلوق للمنافسة على الألقاب رغم المد والجرز على مستوى إستقرار النتائج وثبات الطموحات والأهداف.
ثورة على إفريقيا بقتالية وبسالة
يشكل وفاق سطيف أحد الأضلع الكبرى لكرة القدم الجزائرية وأحد المنافسين الرسميين على البطولات والكؤوس المحلية كل موسم، ومهما كان الأداء وصحة الفريق فالأخير يبقى كبيرا ومرشحا للتتويج حتى في أسوء أحواله.
بطل الجزائر 6 مرات آخرها عام 2013 عاد للواجهة القارية بقوة عظيمة خلال الموسم المنقضي، فخلق أكبر المفاجآت بعدما قلب الطاولة على أعتد الخصوم ليكذب التكهنات التي رمته بسهام الضعف وعدم القدرة على بلوغ آخر المحطات، بيد أن النسر الأسود حلق عاليا فوق الأدغال وأزاح من طريقه منافسين أشداء من طينة الترجي والصفاقسي التونسيين، الأهلي الليبي، مازيمبي وفيتا كلوب الكونغوليين..ليعيد إحياء التاريخ ويتصالح مع أميرة إفريقيا بعد خصام دام 26 سنة.
رجال المدرب خير الدين ماضوي أبهروا الكل بلياقتهم البدنية الإستثنائية منذ الدور الأول حتى المباراة النهائية، وتميزوا بالقتالية والشراسة من صافرة بداية اللقاءات حتى نهايتها، ليستحقوا رفع الكأس وتشريف الجزائر بإعتلاء عرش ملوك الأندية الإفريقية والتأهل المثير والتاريخي لمونديال الأندية.
مونديال تاريخي يشعل فتيل الأحلام
يعلم الجزائريون عموما وعشاق وفاق سطيف أن فريقهم أضحى عالميا ومشهورا في جميع القارات بعدما دخل قلعة أقوى الأندية في القارات الست، ويدركون تمام الإدراك أن الضغط على زناد الشهرة الكبير وتوسيع دائرة الإهتمام الدولي رهين بما سيحققه أبناء الفوارة مع عمالقة الكرة العالمية.
فإنجاز الرجاء البيضاوي وقبله مازيمبي الكونغولي واللذين تمكنا معا من الوصول إلى المباراة النهائية وإحتلال الوصافة في النسخ السابقة حلم يحاكيه الوفاق، ولم يعد لزملاء القناص عبد المالك زياية ما يخسرونه بعدما لبسوا ثوب العالمية وأسعدوا الأنصار، ورهانهم الأول يتجلى في تشريف الجزائر ومحاولة بلوغ المربع الذهبي لأن التاريخ دخلوه أصلا حتى في حال خروجهم من المباراة الأولى.
لكن الأحلام مشروعة والأماني كثيرة بغية البصم على مشوار خرافي يبدأ بملاقاة الفائز من لقاء المغرب التطواني وأوكلاند سيتي في محطة ربع النهاية، ثم البحث بعدها عن كسر صخرة المعجزات بالإطاحة بسان لورينزو الأرجنتيني حلما وطمعا في إمكانية مواجهة ريال مدريد في النهائي، ولأن كرة القدم لا تخضع للمنطق أحيانا فوفاق سطيف سيتسلح على جميع الأصعدة لقفز الحواجز الموضوعة في طريقه، وأقوى سلاح بعد قتالية لاعبيه هو حماس جمهوره العريض والمجنون.
أنصار بالآلاف لن يفوتوا الفرصة
من المؤكد أن جماهير وفاق سطيف الكبيرة والعريضة جدا ستحضر بالآلاف إلى المغرب وتحديدا إلى العاصمة الرباط لتشجيع ودعم فريقها العالمي في مونديال الأندية، ولن يفوت أنصار النسر الأسود المجنونين بحب ومطاردته أينما كان هذه الفرصة التاريخية والتي قد لا تعود في زمن آخر.
فالظهور أمام مئات ملايين المتفرجين عبر الشاشة في جميع أنحاء المعمور سيكسب الجمهور الأسود شعبية وشهرة دولية، والقيام بمهمة الدعم والشحن المعنوي للاعبين ضرورة ملحة في هكذا بطولات إستثنائية، والأكثر من ذلك هو قدوم الكثير من الجزائريين من مختلف الدول لتذوق طعم وحلاوة المونديال في بلد عربي ومغاربي متفتح بات يضاهي الدول الأوروبية والأسيوية في حسن التنظيم وكرم الضيافة ونجاح الأعراس الرياضية والكروية.
وعموما فكأس العالم للأندية القادم سيكون أكثر إقبالا وتغطية من الدورة السابقة نظرا لأسماء الأندية المشاركة في هذا العام والكم الجماهيري الهائل الذي يساندها في سفرياتها، وحصة جمهور وفاق سطيف الجزائري مهمة ومحترمة وستزيد الموعد المنتظر رونقا وجمالية وإثارة.
إعداد المهدي الحداد
- بطاقة النادي
وفاق سطيف الجزائري
القارة: إفريقيا
تأسس سنة 1958
اللقب: النسر الأسود
الرئيس: حسان حمار
المدرب: خير الدين ماضوي
الألقاب والإنجازات: بطولة الجزائر (6 مرات)، كأس الجزائر (8 مرات) عصبة الأبطال الإفريقي (مرتان) بطل العرب (مرتان) التأهل لكأس العالم للأندية (مرة واحدة)
- طريقه نحو التأهل:
(عصبة الأبطال الإفريقية)
- دور المجموعات:
المرتبة الثانية في المجموعة الثانية بعشر نقاط
- نصف النهاية:
وفاق سطيف - مازيمبي: 2ـ1
مازيمبي - وفاق سطيف: 3ـ2
- النهاية:
فيتا كلوب - وفاق سطيف: 2ـ2
وفاق سطيف - فيتا كلوب: 1ـ1
مباراته في البطولة:
(ربع النهاية)
السبت 13 دجنبر 2014
مركب الأمير مولاي عبد الله: س 16: الفائز من لقاء المغرب التطواني وأوكلاند - وفاق سطيف.
الربان بين الإستمرار أو الرحيل
تسود حالة من الغموض أجواء وفاق سطيف الجزائري، حيث التساؤلات متعددة بشأن مستقبل المدرب خير الدين ماضوي مع الفريق، خصوصا وأن الرجل ألمح في أكثر من خرجة إعلامية رغبته في خوض تجربة في الخليج إنطلاقا من بداية العام المقبل.
صانع التتويج باللقب الإفريقي الأخير يريد قيادة النسر الأسود في كأس العالم للأندية لأول مرة والعبور به إلى المربع الذهبي كرهان رئيس، ثم التحليق بعدها إلى السعودية، حيث يتصل به الإتفاق المحلي ويغريه منذ أسابيع.
رئيس الوفاق حسان حمار بادر إلى مجالسة المدرب وإقناعه بالتمديد حتى نهاية الموسم الجاري، لكن إمكانية الرحيل جد واردة في ظل تحمس ماضوي الكبير للتدريب في الخليج.
ماضوي: نفوز بالمباراة الأولى أولا
قال خير الدين ماضوي مدرب وفاق سطيف الجزائري أن هدف فريقه الأول هو الفوز في المباراة الأولى في بطولة العالم للأندية، حيث ستجمعه بالفائز من لقاء المغرب التطواني وأوكلاند سيتي.
وصرح ماضوي للصحافة الجزائرية قائلا: «نريد الإنتصار أولا ثم ستكون بعدها جميع الإحتمالات واردة، سنستفيد من دعم نفسي كبير وكل شيء ممكن في البطولة».
وتابع: «لعبنا عصبة الأبطال الإفريقية بإمكانيات محدودة نظرا لكثرة الإصابات ونقص الراحة لدى الجميع، الآن نحن بصدد إسترجاع الأنفاس وإستعادة المقومات البدنية ولدي اليقين أننا سنكون في قمة الجاهزية وسنتوفر على العديد من الحلول قبل إنطلاق المسابقة».