المغرب التطواني.. حمامة بأجنحتها ترسم وجمهور بالمجد يحلم

يعود تأسيس المغرب التطواني إلى عهد الإستعمار وتحديدا إلى سنة 1922 حينما أنشئ النادي ليقاوم المستعمر الإسباني فوق حلبة الرياضة، وهو ما تحقق له بعدما أفلح في مقارعة كبار الفرق الإسبانية بالليغا ليكسب أنذاك إحتراما طيبا، وتشريفا للمغاربة والكرة المغربية التي إخترقت جدار الجار في عز الحروب والإستعمار لتحاربه رياضيا بعيدا عن صوت الرصاص والمدفعجيات.
وكانت مشاركة المغوب التطواني في الليغا أبرز النقط العريضة في السجل التاريخي للفريق منذ تأسيسه، قبل أن يختفي عن الأنظار لعقود طويلة سبح خلالها في مستنقع الإنكسار وغرق طيلتها في بحر التهميش والهوان، زاده ضعفا هجر الجمهور لفريقه وعدم تتبعه لأخباره مفضلا إدارة ظهره لكرة تطوان والإستمتاع بسحر الليغا حيث يتواجد ريال مدريد وبرشلونة.
ولأن لكل ضيق مخرجا فقد أتى الفرج بعد كرب طويل على يد أبناء المدينة الغيورين، والذين أخذوا على عاتقهم مسؤولية حمل المشعل وتسطير مشروع جديد يحيي المغرب التطواني من السبات ويجعله منافسا عنيدا على المقاعد الأولى في قاطرة البطولة الوطنية.
العالمية بعد زهاء قرن
تولت عائلة عبد المالك أبرون تسيير النادي سنة 2005 ووضعت مشروعا كرويا طموحا كفيل بمنحه جرعات الحماس والبحث عن الأضواء، وأفلحت في توفير سيولة مالية مهمة فتحت أبواب إستقطاب اللاعبين وجلب الأطر ومصالحة المناصرين مع ملعب سانية الرمل بعد خصام طويل.
ورغم بعض العراقيل إلا أن التشبث بالمشروع ظل قويا فتحلت مكونات الأسرة التطوانية بالصبر وسقي العمل المبذول بالجدية تأهبا لقطف الغلة في وقت آجل، لتكون المكافأة بعد سنوات من الإشتغال والتي جاءت بتحقيق أول لقب للبطولة المغربية في تاريخ النادي عام 2012، تلاه لقب ثانٍ بعدها بسنتين وكان أكثر حلاوة بحيث مكن النادي من التأهل لكأس العالم للأندية.
فالفريق كان محظوظا جدا حينما إختصر الطريق وعبر لشاطئ العالمية بالفوز بالبطولة فقط دون أن يمر عبر قناطر العصبة القارية، ولأن المغرب سيستضيف للدورة الثانية تواليا العرس الكوني فالمغرب التطواني كُتب له أن يكون ثاني عريس مغربي يحضر البطولة بعد الرجاء، ليأبى التاريخ إلا أن يفتح قلعته للنادي الشمالي الذي سيدخل العالمية لأول مرة بعد زهاء قرن على تأسيسه.
نموذج متفرد وطموح مشروع
إستطاع المغرب التطواني في ظرف أعوام قليلة أن يحرق المراحل ويخلق لنفسه مدرسة كروية فريدة وأسلوب لعب جميل صار نموذجا ومثالا يُقتدى به، وتفوقت مكونات النادي إلى حد كبير في بلوغ الأهداف التي سطرتها قبل حوالي عقد من الزمن حينما جاءت القطيعة مع الماضي والإنطلاق بدماء جديدة نحو مستقبل أكثر إشراقا.
فالخارطة الكروية المغربية تغيرت في الأعوام الماضية ولم يعد يُنظر إليها نظرة ضيقة بحصر دائرة القوة في الثالوث الوداد، الرجاء، الجيش، وإنما فرض المغرب التطواني نفسه كضلع جديد وقاطرة ضرورية ومهمة لسيرٍ سليم وأكثر سرعة للجسد الكروي المغربي.
«من جد وجد ومن زرع حصد» خير مثال يمكن أن يُطلق على المغرب التطواني الذي تعذب وثار على ذاته أولا قبل أن يضيء لها طريق المنافسات والبطولات، ولأن لكل مجتهد نصيب فقد شاء التاريخ وإبتسم الحظ وكافأ العمل الحمامة على بحثها عن قوتها وجمالية منظرها ليُحلق بها بعد إستئذان نحو سماء المجد والشهرة والعالمية.
أحلام ولا كالأحلام
فُتحت أبواب الموندياليتو للمرة الثانية على التوالي في وجه الأندية المغربية وشاءت النسخة المقبلة أن تستدعي ممثل الشمال المغرب التطواني بصفته بطلا للمغرب في الموسم الأخير، وذلك بعد سباق محموم وحرب كروية ضروس مع الزعيم والعالمي الرجاء البيضاوي.
الآن وبعدما تحقق الحلم الأول بالتأهل التاريخي لكأس العالم للأندية أمسى الفريق يحلم بمحاكاة إنجاز سلفه النسر الأخضر الذي وصل للمباراة النهائية للبطولة الفارطة، ووحدهم الحماس والإصرار والحظ من قد يقودوا رجال المدرب عزيز العامري للسير في ذات الطريق التي سلكها رفاق العميد محسن متولي قبل حوالي عام.
أحلام الحمامة كبيرة ومتنوعة بين الوصول إلى آخر أدوار البطولة وملاقاة جلالة الملك محمد السادس، وليس لديها أي شيء تخسره بعدما صارت عالمية على جميع المقاييس، وما عليها إلا بالتحليق الأنيق والإستمتاع بسحر الأجواء، وإنتظار هدية من السماء لمواجهة ريال مدريد كأكبر حلم كان قد حققها الرجاء.
ــ إعداد المهدي الحداد ــ

ADVERTISEMENTS

..........
بطاقة النادي
المغرب التطواني
القارة: إفريقيا
تأسس سنة 1922
اللقب: الحمامة
الرئيس: عبد المالك أبرون
المدرب: عزيز العامري
الألقاب والإنجازات: بطولة المغرب (مرتان) التأهل لكأس العالم للأندية (مرة واحدة)
......................
طريقه نحو التأهل:
سيشارك في كأس العالم للأندية كونه حامل لقب بطولة البلد المستضيف والتي فاز بها موسم 2013ـ2014 بــ 58 نقطة، ليخلف الرجاء البيضاوي بطل موسم 2012ـ2013 والذي لعب نسخة الموندياليتو لعام 2013.
.......................
مباراته في البطولة:
(الدور التمهيدي)
الأربعاء 10 دجنبر 2014 
مركب الأمير مولاي عبد الله س 19و30: المغرب التطواني ـ أوكلاند سيتي
.........................
عبد المالك أبرون:طموحنا لا حدود له
أكد عبد المالك أبرون رئيس المغرب التطواني أن طموح فريقه في كأس العالم للأندية لا حدود له، وأن الرهان الأول والكبير هو تشريف كرة القدم المغربية عامة ومدينة تطوان خاصة.
وقال المسؤول الأول عن بطل المغرب: «دخلنا التاريخ وأوصلنا إسم المغرب التطواني إلى العالمية والشهرة، مرادنا تحقق والآن ليس لدينا ما نخسره بعدما حققنا حلما كانت في خانة المعجزة بالنسبة لمشجعينا، تأهلنا للموندياليتو جاء بعد عمل شاق طيلة العقد الأخير ونحن في غاية الفخر والسعادة لتمثيل المدينة والمغاربة والعرب».
وعن الهدف المنشود في البطولة تابع: «نريد إسعاد الشعب المغربي كما فعل الرجاء البيضاوي وتحقيق إنجاز يفوق كل التوقعات، التاريخ سيفتح لنا أبوابها وما علينا إلا إيجاد الطريق لدخول قلعته، وصراحة أمنيتنا الكبيرة هي ملاقاة صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله».
.........................
عبد العزيز العامري:  المونديال مفخرة للتطوانيين
قال عبد العزيز العامري مدرب المغرب التطواني أن مشاركة فريقه في كأس العالم للأندية تعتبر مفخرة لجميع التطوانيين الذين لم يحلموا أبدا بالوصول إلى العالمية ومواجهة أبطال القارات في عرس إحتفالي عظيم.
قائد السفينة التطوانية والذي سيتذوق بدوره طعم التباري في هكذا مسابقات عالمية لأول مرة قال بأن المغرب التطواني سيحاول تشريف كرة القدم المغربية، ورهانه هو تجاوز عقبة الدور الأول وملاقاة وفاق سطيف الجزائري في ربع النهاية.
وأكد العامري بأن المغرب التطواني مستواه محدود وليس هو ريال مدريد المرشح الأول للظفر باللقب، مشيرا أن تكرار سيناريو الرجاء خلال العام الماضي صعب في ظل قلة الخبرة والتجربة لدى جل لاعبيه على المستوى الدولي.