قالوا عني «سكايري» ليحرضوا البلطجية على النيل مني
توسلت لبودريقة وكدت أقبل قدميه ليتركني أرحل
بالـمغرب لن ألعب لغير الرجاء حتى ولو علقت الحذاء
كسروا سيارتي وهددوني بالقتل والتهمة طرد في الكلاسيكو
بن شيخة مدرب كبير سماني رامبو الرجاء ومتولي ساندني في محنتي
كانت الساعة تشير لحوالي منتصف الليل ونحن نحاوره في محاولة للنفاذ لفكر لاعب أسال الكثير من المداد مؤخرا.
بعفوية وتلقائية اعتذر في البداية ريثما يخرج من مكان كان يسهر فيه رفقة نجله «جاد» الذي قال أنه هو صديقه وخليله الوحيد هذه الأيام وبعض أقربائه الذين كانوا بمعيته.
بنلمعلم السد العالي أو بنلمعلم الجدار.. هكذا كان أنصار الرجاء يطلقون عليه قبل أن يتحول الحب لجفاء ويتحول كل هذا الود لعداء.
ما الذي غيّر الأمور وقلب المعطيات في علاقة اللاعب برجائه؟ وكيف يقرأ إسماعيل المرحلة القادمة ؟ وما هي رغبته التي كشف عنها عبر «الـمنتخب؟
الـمنتخب: في البداية نود أن نسألك عن شعورك وأنت تبتعد عن الصفوف الأمامية للرجاء وتكتفي بملازمة فريق الأمل وأنت الذي كنت لأمس قريب واحدا من كوادره الأساسية؟
إسماعيل بنلمعلم: لا يمكن أن أكون سعيدا بطبيعة الحال، كما لا يمكن إلا أن أكشف لك عن كوني أعيش أسوأ أيامي على الإطلاق، ليس لقرار الإستبعاد لأني لاعب محترف وأتقبل كل الأوضاع، وإنما للظلم الكبير الذي أشعر به من ذوي القربى ومن أنصار فريق قدمت له كل ما أملك.
الأوضاع الحالية لا تسرني لكني مكره على تحملها في انتظار حل لا أملكه بطبيعة الحال ومن يملك سلطة اتخاذ القرار هم المسؤولون داخل الرجاء.
الـمنتخب: طيب بالعودة لموضوع خلافاتك التي تكررت مع الأنصار أنت الآن وجها لوجه مع شريحة واسعة من محبي الفريق ولك أن تطرح وجهة نظرك وما الذي حدث في واقع الأمر؟
إسماعيل بنلمعلم: ما حدث أجهل أسبابه ولا أجد له تفسيرا، لقد تعرضت لتضييق كبير مس حياتي الشخصية ومس جوانب خاصة بي.
لقد هددوني بالذبح والقتل إذا ما فكرت يوما في اللعب للرجاء أو حتى راودتني الفكرة كي أكون فردا من أفراده، ولك أن تتصور الوضع النفسي للاعب دولي وعميد لفريق كبير اسمه الرجاء يجبر على التعامل مع هذا النوع من البشر.
الـمنتخب: مقاطعا، من تقصد بهؤلاء نريد توضيحا أكبر؟
إسماعيل بنلمعلم: بدوري لا أعرفهم، صحيح أني اصطدمت مع نماذج تمثلهم في مرات عدة، لكني أجهل انتماءهم ولا أعرف لصالح من يشتغلون.
أقول هذا لأني على ثقة كبيرة بكونهم لا يمثلون جماهير نادي الرجاء وعار أن يكونوا رجاويين.
لقد نكلوا بسيارتي ودمروها أمام أنظار الجميع وأمام مركز الفريق، فكان لزاما أن أصل معهم لحيث الأمن والقضاء، غير أني عدلت عن موقفي بعد تدخل قوي من مسؤولين ومن فاعلين أكن لهم كل التقدير داخل الرجاء.
الـمنتخب: أنت بهذا السلوك تحرض على الفوضى ولا تساهم في إشاعة العدل والإنضباط، لأنه كان من الممكن أن تأخذ الأمور بعدا آخر لو تعاملت مع الحدث بالصرامة اللازمة؟
إسماعيل بنلمعلم: أنا رب أسرة ومسؤول عن عائلة ولا يمكن أن أعرض مصيرها للمجهول، لأن هؤلاء بالغوا في التضييق علي بتهديدي تارة بالتصفية وتارة بالذبح إن أنا واصلت اللعب للرجاء أو صعدت معهم.
في ظل هذه الظروف لم أجد من خيار غير التفكير في مغادرة الفريق الذي عشقت والفريق الذي أحببت منذ كنت صغيرا ومنذ وعيت على الكرة وهذا قرار لا رجعة فيه.
الـمنتخب: كيف كان دور المكتب المسير وأنت تتعايش مع هذه الأجواء؟
إسماعيل بنلمعلم: أشكرك على إثارة هذه النقطة لأتوجه بخالص الشكر لمحمد بودريقة رئيس الفريق الذي لمست منه كل الدعم والرعاية، وتعامل معي كأخ وليس لاعبا من لاعبي فريقه.
لقد دعمني بالشكل اللائق وأصر على حمايتي وعلى أن يضمن لي حضورا داخل الفريق ليواجه هذه الفئة، لكني لم أشأ أن أقحمه معي في هذه الدوامة لذلك كان لي لقاء معه أكثر من خاص.
الـمنتخب: هل لك أن تطلعنا على مضمون هذا اللقاء الخاص؟
إسماعيل بنلمعلم: لا أجد ما يخجلني إن أعترفت لكم بهذا الإعتراف، لقد توسلت للسيد بودريقة وكدت أقبل قدميه وطلبت منه أن يسهل لي سبيل الخروج من الفريق وأن يساهم من موقعه في إنقاذ مسار ومستقبل لاعب من الضياع.
شرحت له وجهة نظري وهو يعرف أكثر من غيره من يكون بنلمعلم ومدى حب ووفاء بنلمعلم للرجاء ومدى الظلم الذي تعرضت له، لذلك أتوسم فيه كل الخير لمساعدتي على تحقيق هذه الغاية.
الـمنتخب: هل وصلت الأمور لهذا الحد، إذن أنت مصر على الرحيل؟
إسماعيل بنلمعلم: لا يوجد شك واحد في هذا وهو قرار اتخذته و لن أغيره حتى ولو كلفني ذالك ما كلفني.
لم أعد أطيق البقاء داخل الفريق ولا يمكن أن أقدم إضافة واحدة له وهذا يدركه الرئيس والمسؤولون بعد كل الذي عاينوه وشهدوا عليه.
الـمنتخب: هل اخترت وجهة لتصل إليها بعد ترك الرجاء؟
إسماعيل بنلمعلم: أرحل أولا عن الرجاء وبعدها لها مدبر حكيم، ما يمكن أن أضمنه لأنصار الرجاء هو كوني لن ألعب لغير هذا الفريق في المغرب وأقسم أنه لو كلفني ذلك تعليق «الصباط» فلن أتأخر.
وفائي للرجاء سأكشف عنه بطريقتي الخاصة وسأظهر لكل الذين طعنوني وللبلطجية الذين تم تسخيرهم لهذه الغاية أنهم ظلموا بنلمعلم كثيرا.
الـمنتخب: لماذا يصر الجمهور أو لنقل هذه الفئة على استهدافك بالتحديد؟
إسماعيل بنلمعلم: إسألوا أنتم هؤلاء الذين يتم تسخيرهم، لقد إلتقاني يوما مناصر وحدثني بصراحة على أن هناك من يدفع لهم للنيل مني.
الجميع يعرف فكر إسماعيل بنلمعلم وأنا لست من النوع الذي يدفع للجمهور ليهتفوا باسمه وليضروا بلاعب ثاني.
روجوا عني صفات قبيحة «سكايري» وغيرها من الصفات القبيحة ليهيجوا بعض الأنصار ضدي والنتيجة ها هي كما يتابعها الجميع.
الـمنتخب: لكن المدرب روماو قام بإنزالك للفريق الثاني ما تعليقك؟
إسماعيل بنلمعلم: أنزلني للفريق الثاني لأني رفضت البقاء رفقة الفريق الأول للأسباب التي قمت بشرحها واستعراضها.
لم أخجل من اللعب رفقة فريق الأمل وشعرت أني سأستفيد كثيرا رفقة هؤلاء اللاعبين ولا يوجد عيب في أن أعود للفئة التي انطلقت منها، ولكم أن تسألوا مدرب هذه الفئة عن انضباطي وكوني امتثلت للقرار.
الـمنتخب: أنت تتحدث عن حب كبير للفريق والجمهور يبادلك العداء ما السر في الأمر؟
إسماعيل بنلمعلم: كل الرجاويين يعلمون من أكون ويدركون حقيقة أني أحمل بداخلي 20 رجلا حين أحمل قميص الفريق، ويدركون أني الوحيد الذي يبكي بمستودع الملابس حين يخسر الفريق.
مستعد كما قلت لك لأن أتحول لــ «الـمارشي» وأشمر على ساعدي وأكتافي للإشتغال بعيدا عن الكرة ولست مستعدا لدفع درهم واحد كي أضمن حضور من يهتف باسمي، هذا أسميه أنا جبنا وليس من أخلاقي في شيء».
الـمنتخب: ألا تعتقد أنك مسؤول عن الصورة التي تم رسمها حولك، بسهرك وبما تردد عن خلافات لك مع مواطنين لاحقوك بمركز الفريق؟
إسماعيل بنلمعلم: أنا لاعب لدي حياتي الخاصة ومن حقي أن أعيشها كما لا أعتقد أن هناك من يملك الحق في ملاحقتي.
لقد افتروا علي بالأكاذيب للإساءة إلي، صديقي الوحيد هو ابني «جاد» ولو أنجبت بنتا لسميتها رجاء حبا في الفريق، لذلك سميت نجلي بجاد لأنه يجيل في نغمته على الرجاء، وغير جاد لا يوجد من أعاشر وهذا بشهادة الجميع.
وإن كنت تقصد الذين لاحقوني بسبب قرض أو دين فأنا لا أرى في ذلك ما يحرج طالما أن الدولة تقترض بدورها من البنك الدولي.
الـمنتخب: كيف كان شعورك وأنت تجرد من شارة العميد؟
إسماعيل بنلمعلم: بداية شارة العميد كسبتها بالعرق والجهد ولم يتصدق بها علي أحد، وهنا أفتح قوسا لأشيد بالمدرب الكبير بن شيخة.
هذا المدرب له تاريخه الكبير ولا يمكن أن يجامل لاعبا اسمه بنلمعلم لأنه لا تربطني به علاقة عائلية.
قبل مباراة إسبانيول الودية كنت قد تبنيت مبادرة مساعدة اليتامى وقمت بجمع 500 درهم من كل لاعب لهذا الغرض، وخلال المباراة سجلت هدفا رائعا وقدمت مباراة كبيرة.
بعدها جاءني بن شيخة وقال لي بالحرف: «لم أكن أتخيل أنه يوجد رامبو بيننا داخل الفريق لذلك أنا فخور بك»..
بعد كل هذا أعود لأجيبك على السؤال تجريد من شارة القائد لا يعني أنني سيء بقدر ما يشكل إستمرارا لنهج محاربة إسماعيل.
الـمنتخب: مررت بتجربة سيئة مع بني ياس بالإمارات، ألا تعتقد أنها تجربة أساءت لك وستعقد عودتك للعب هناك؟
إسماعيل بنلمعلم: لا أظن ذلك ذلك وعبر منبركم أطلب المسامحة من مسؤولي بني ياس إن كنت أخطأت بحقهم كما أؤكد أني نسيت صفحة هذا الخلاف للأبد.
لم أكن ناضجا بما فيه الكفاية ولا أعتقد أني ارتكبت جريمة بحق هذا الفريق والخلاف وارد وأنا متفائل بخوض تجربة جديدة وإن لم يكتب ذلك سأعتزل مبكرا لا مانع عندي.
الـمنتخب: في ظل الأزمة النفسية التي عانيت منها، هل أحسست بالدعم الكافي من طرف زملائك ومقربين منك؟
إسماعيل بنلمعلم: بدوري أستغل هذا السؤال لأتوجه بالشكر للأخ محسن متولي والذي رافقني في أزمتي لحظة بلحظة ولم يتخل عني وأنا مدين له وأتمنى له مسارا موفقا بالإحتراف وعلى مستوى أسرته الصغيرة.
أشكر الأخ الأكبر جريندو وأؤكد لكم أنها تجربة مريرة كشفت لي معنى الصديق الوفي وحقيقة آخرين.
سأنهض قويا من هذه السقطة لأن بنلمعلم أقوى مما اعتاده الذين حاولوا تدميره وأحيانا أشعر بالفخر بعد كل الذي حدث معي لأني أحسست أني لاعب مهم.
حاوره: منعم بلمقدم