لا قيمة لكأس إفريقيا أمام صحة الجمهور المغربي 
أسلوب لعبنا تطور كثيرا والزاكي أعاد الروح للأسود 
أفتخر بتجربتي في هولندا ومع فيتيس نخطط للعب الأوروليغ
راقني تشجيع الجمهور في أكادير ولنا جيل بطموحات كبيرة  

كشف زكرياء لبيض لاعب فيتيس أرنهايم الهولندي، الومضة المشرقة لمستقبل الأسود رفقة الزاكي بادو أن الإنسجام هو أكبر ربح داخل الفريق الوطني الذي أصبحت عناصره تلعب بطريقة مميزة، وأوضح في حديثه مع «المنتخب» بأن كافة لاعبي المنتخب الوطني لم يهتموا كثيرا بعدم تنظيم نهائيات كأس أمم إفريقيا بالمغرب بإعتبار أن صحة المغاربة تبقى فوق كل إعتبار.
لبيض النجم الساطع في البطولة الهولندية تحدث عن الجمهور المغربي الذي ساند الفريق الوطني بمركب أكادير وحكى عن طريقة الإنتصار على البنين وزيمبابوي، مضيفا بأن الجيل الحالي يحلم بلقب قاري مع الأسود وسيتهيأون له بكل هدوء من أجل إستعادة الأمجاد الضائعة.
لبيض تطرق لفريقه فيتيس ورغبته في حجز مكان له بمسابقة الأوروليغ الموسم المقبل، وتحدث أيضا عن تجربته الكروية في هولندا التي كانت منطلقه، وكيف يريد تسخير مؤهلاته لخدمة المنتخب المغربي في المرحلة المقبلة.
- المنتخب: فوزان مهمان حققهما المنتخب المغربي أمام البنين وزيمبابوي في ظل الإستبعاد من المشاركة في نهائيات كأس إفريقيا للأمم في نسختها الثلاثين، كيف تفاعلتم كلاعبين مع هذا القرار؟
لبيض: بطبيعة الحال القرار كان محزنا، ونحن كلاعبين كنا مقتنعين بالطرح الذي ذهبت إليه الحكومة المغربية بعدم لعب نهائيات كأس إفريقيا للأمم بالمغرب، لأنها ستشكل خطرا علينا، لعبنا أمام البنين وكذا زيمبابوي وحققنا فوزين مقنعين من أجل الجمهور المغربي الرائع الذي لم يتخل على اللاعبين وساندهم كثيرا.
الفوزان رفع معنويات اللاعبين الذين أرادو تقديم كل ما يتوفرون عليه من إمكانيات في المباراتين الوديتين، حيث عاش مركب أكادير على إيقاع الأفراح بكل هدف سجلناه في المباراتين معا، بالرغم من تأكد عدم إستقبال المغرب لنهائيات إفريقيا وتحويلها لبلد إفريقي آخر.
- المنتخب: العديد من المتتبعين أكدوا بأن المباراتين الوديتين لم يكن لهما طعم، لكن الجمهور في مركب أكادير خالف كل التوقعات وحضر لمساندتكم؟
لبيض: بطبيعة الحال الشعب المغربي بغالبيته كان مع قرار تأجيل كأس أمم إفريقيا للأمم في نسختها الثلاثين، الجمهور كما ذكرت فاجأنا كثيرا كلاعبين وحضر بالآلاف لمساندتنا.
صراحة لم نشعر بأن المباراتين أمام البنين وزيمبابوي حملتا طابعا وديا، لكوننا كنا الظهور بأداء يرضي الجميع، والتأكيد للناخب الوطني مدى إنسجامنا والذي كان حاضرا داخل مجموعة الفريق الوطني.
المنتخب المغربي تحسن كثيرا مع الزاكي بادو وصدقني أن كأس إفريقيا التي كان المغرب سيستضيفها العام القادم كنا متيقنين من حسم لقبها لصالحنا ، لكننا سنواصل التهيء للمرحلة المقبلة بكل جدية، فالمغرب يتوفر على عناصر شابة بإمكانها أن تؤكد حضورها القوي مستقبلا.

ADVERTISEMENTS

- المنتخب: الفرصة ستكون مواتية لجيل الشباب مع الزاكي للتحضير بهدوء للمحافل المقبة، أليس كذلك؟
لبيض: كما ذكرت المنتخب المغربي كان جاهزا لدخول أي إستحقاق، فنحن نتوفر على تشكيلة مميزة من اللاعبين المحترفين في أوروبا الذين يلعبون في أندية كبيرة، ناهيك عن المتألقين في البطولة الوطنية.
بكل تأكيد الفرصة ستكون مواتية للإجتهاد أكثر فيما يخص اللاعبين الشباب لإثبات حضورهم القوي، ومن المنتظر أن يعمل الطاقم التقني على تتبع لاعبين آخرين في المرحلة المقبلة، فهناك جيل واعد من اللاعبين المغاربة يحلمون باللعب للفريق الوطني وسيعملون كل ما في جهدهم من أجل إقناع الطاقم التقني بمنحهم فرصة لعب ولو مباراة واحدة مع منتخب الأسود لإثبات أحقيتهم بحمل القميص الوطني.
- المنتخب: أكيد أنه إستأثر بإهتمامكم ما راج مؤخرا حول كأس أمم إفريقيا؟
لبيض: بطبيعة الحال الموضوع إستأثر بإهتمام كل اللاعبين والمتتبعين الرياضيين، كنا نحضر بشكل طبيعي وفق البرنامج المتفق عليه سلفا حتى جاء قرار الكاف الذي تقبلناه بكل روح رياضية.
ثقة الجمهور المغربي في منتخب بلاده وحضوره بأعداد كبيرة لمساندتنا كان كفيلا برفع ثقتنا في أنفسنا ورغبتنا في منح الجمهور ما يستحقه، صدقوني اللاعبون تأثروا كثيرا بالدعم الذي تلقوه وسترون مدى جدية العناصر الوطنية مستقبلا.
- المنتخب: المنتخب المغربي فاز بحصة عريضة على البنين غير أنه عاد ليتجاوز بصعوبة الموزمبيق، أكيد هناك مفارقة؟
لبيض: ليست هناك أي مفارقة في مباراة البنين كانت أمامنا المساحات التي ربحناها بشكل جيد، لذا تمكنا من تسجيل أكبر عدد من الأهداف، وفي المباراة الثانية تلقينا هدفا في شباكنا وكان رد فعلنا بشكل مميز.
تحصلنا على العديد من الفرص وصنعنا عدة محاولات وقدمنا فرجة في المستوى أمام الجمهور الذي تفاعل مع الأداء التقني للعناصر الوطنية، المهم هو أننا تحصلنا على نواة منتخب جيد، وفي المباريات الودية المقبلة سنؤكد حضورنا القوي.
- المنتخب: كنت من بين اللاعبين الذين تمكنوا كسر الجدار واللحاق من الأولمبي صوب المنتخب الأول، كيف عشت هذه التجربة؟
لبيض: صحيح لعبت مع المنتخب الأولمبي وخضت رفقته نهائيات أولمبياد لندن 2012، وتمكنت بعدها من الحضور رفقة الفريق الوطني المغربي، أظن أن الزاكي وطيلة الفترة الماضية ظل يتابع اللاعبين المحترفين، ويعرف أدق تفاصيلهم وهو ما شجعه لإستدعائي.
عشت تجربة المرور من الأولمبي صوب المنتخب الأول بشكل سهل، لأني أعرف تقريبا كل اللاعبين، ولم أجد أدنى مشكل للإنصهار مع الأجواء، فالكل داخل الفريق الوطني يحاول أن تذهب السفينة في الإتجاه الصحيح.
- المنتخب: صغر سنك أكيد أنه ساهم كثيرا في دفع المدربين الذين تعاقبوا على المنتخب الوطني بالإهتمام بك؟
لبيض: تربيت داخل الأندية التي لعبت لها على إحترام المدربين وكذلك الأمر داخل الفريق الوطني، حيث أعمل بنصائح الطاقم التقني.. الفريق الوطني كان دوما يمثل بالنسبة لي حلما كبيرا لتمثيله، والآن كبرت طموحاتي وأحلم مستقبلا بلقب قاري مع منتخب بلادي كواحد من اللاعبين الذي يمثل جيلا شابا إستطاع الدخول للفريق الوطني، نريد أن تكون المرحلة المقبلة شاهدة على نجاحات جديدة للكرة الوطنية.
أتمنى أن أكون حاضرا في ملتقى مميز نؤكد فيه قوة الكرة المغربية التي تتوفر على لاعبين من المستوى العالمي، سيكونون بحاجة للقب في المرحلة المقبلة.
- المنتخب: لكن المنتخب المغربي سيدخل نفقا مظلما من خلال العقوبات التي سيصدرها الإتحاد الإفريقي؟
لبيض: أعتقد أنه ليس نفقا مظلما، فنحن كلاعبين عبرنا عن إرتياحنا لكي لا تتهدد صحة الجمهور المغربي، الكرة تأتي في المقام الثاني وصحتنا وصحة المغاربة كما أكد كل لاعبي الفريق الوطني تبقى فوق كل إعتبار، وما تفاعل الجمهور معنا في مركب أكادير إلا أكبر حافز لنا كلاعبين من أجل مواصلة الإجتهاد داخل المنتخب المغربي حتى يتسنى له العودة للواجهة لإستعادة ذكريات الزمن الجميل.
- المنتخب: تحتل رفقة فريقك فيتيس أرنهايم مركزا في وسط ترتيب البطولة الهولندية، ما هو هدفكم لهذا الموسم؟
لبيض: نأمل للحاق بالمقدمة في الدورات المقبلة، ما زال أمامنا متسع من الوقت لتدارك ما فات من النقاط، وبخصوص هدفنا هذا الموسم فنحن نتطلع لكي يضمن الفريق المشاركة الموسم المقبل في مسابقة «الأوروليغ».
المنافسة تحمس الفريق وكذا اللاعبين لتحقيق نتائج إيجابية وسنرى ما إذا كان الفريق قادرا على إظهار عزيمة كبيرة من أجل الإنتصارات في القادم من الدورات.
- المنتخب: تتوفر على تجربة كبيرة في البطولة الهولندية «الإدريفيزي»، حيث سبق لك اللعب بإيندهوفن، أعتقد أنك لم تلاق أي مشاكل مع فيتيس؟
لبيض: بطبيعة الحال تجربتي مع فتيس كانت مفيدة، وسنعمل جاهدا من أجل مواصلة خلق الفارق داخل فريقي الحالي فيتس الذي أعتبره محطة من أجل إكتشاف محطة أخرى في عالم الإحتراف، فبعد لعبي لسبورتينغ لشبونة قررت العودة لهولندا من أجل خوض أكبر عدد من المباريات وإستعادة الجاهزية.
في هولندا أرتاح كثيرا وأكيد أن التكوين الذي تلقيته داخل أيندهوفن ساعدني كثيرا من أجل صقل مواهبي التي أريد تسخيرها لخدمة الفريق الوطني الذي تنتظرني معه إستحقاقات هامة مستقبلا.
- المنتخب: نتركك في مساحة حرة عبر «المنتخب»..
لبيض: أشكر الجماهير المغربية على الدعم الذي قدمته للاعبين، وأعود للتأكيد بأن نهائيات كأس إفريقيا للأمم كانت ستشكل خطرا على صة المغاربة وصحتنا نحن اللاعبين، لذا فنحن مرتاحون بعدم إجرائها بالمغرب بالرغم أن رغبتنا كانت كبيرة لخوضها، لكننا تناسينا هذا الموضوع، ونريد العمل مع الناخب الوطني الزاكي بادو على تكوين منتخب قوي قادر على إسعاد المغاربة في المرحلة المقبلة.

حاوره: أمين المجدوبي ومحمد الجفال