وصف الناخب الوطني الزاكي بادو الأجواء السائدة حاليا داخل المنتخب المغربي بالإيجابية والرائعة، مضيفا أن اشتعال المنافسة من أجل ربح مكان داخل المجموعة كان هو الرهان الكبير الذي كسبه، بعدما ظل المجال في فترة سابقة مفتوحا على مصراعيه.
الزاكي قال أيضا أنه سيحاول الظهور بشكل مغاير أمام بنين وعلى أنه سيوظف أسلوبا مختلفا ينسجم مع طبيعة ونوعية الأسماء التي قرر استدعاءها هذه المرة.
عن عودة بعض الوجوه وخروج أخرى، وعن رؤيته لواقع الأسود الناخب الوطني يجيب على الأسئلة التالية:

- المنتخب: تقبل على مباراتين وديتين مرة أخرى بالمغرب وأمام منتخبين من القارة الإفريقية، هل يمكن القول على أن الزاكي نجح في ضبط إيقاع المباريات التحضيرية على المقاس الذي يلبي طموحاته؟
الزاكي بادو: بكل تأكيد، لأن مواجهتي البنين وزيمبابوي تدخلان ضمن نطاق خانة التحضير التي كنت أتمناها وخانة التهييء الذي يرفع الإيقاع كلما اقتربت المواعيد الرسمية.
بعد تعييني في منصبي مدربا للمنتخب المغربي حاولت ما أمكن أن أضمن برنامجا دقيقا واحترافيا باستغلال التواريخ المدرجة والمسموح بها كل شهر، وهو ما توفقنا فيه بشكل كبير بدليل حجم المباريات التي لعبناها والأداء والنتائج المحصل عليها والتي كانت كلها إيجابية، حيث حققنا الإنتصار في 3 مباريات وتعادلنا في أول مباراة أمام منتخب قطر، لذلك أنا سعيد ومرتاح لسير البرنامج.
- المنتخب: وجهت الدعوة لأسماء جديدة وتخليت عن مجموعة من اللاعبين، أي إشارات تود تمريرها من وراء هذه الخطوات؟
الزاكي بادو لا توجد رسائل بالمعنى الصحيح للكلمة، كل ما أرغب فيه هو أن أؤكد أنه لا أحد ضامن لمكانه داخل الفريق الوطني إلا بما يقدمه كل مباراة ونهاية كل أسبوع، وعلى أن الأسماء التي عادت أو حافظت على موقعها إنما قدمت المستويات الكبيرة جدا والتي تشفع لها هذا، وبالمقابل الأسماء التي خرجت من التشكيلة استحقت الخروج ولا مجال للعاطفة هنا، وهذا قلته مرارا بأن البقاء سيكون للأصلح ولمن يبدي مقاومة وإصرارا على حجز  مكانه.
وعلى الرغم من ذلك لو عدنا إلى عدد المعسكرات التي دخلناها وعدد اللاعبين الذين تم تجريبهم، فالحمد لله الوقائع تؤكد أن الأمور صارت مضبوطة أكثر ومقننة بشكل قوي ودقيق.
- المنتخب: قبل أن نعود لاستعراض الأسماء، نود أن تعطينا فكرة عن الغاية من مواجهة بنين وزيمبابوي الأسبوع الحالي؟
الزاكي بادو: الغاية واضحة وهي أن نزيد من تعميق الأسلوب وترسيخه ولو أعدنا شريط آخر المواجهات ستصلون لحقيقة أننا نجحنا في الإرتقاء بالأداء من مباراة لأخرى، الأوتوماتيزمات صارت أوضح وصارت تطبق بسلاسة أكبر، واللاعبون حققوا تقدما كبيرا على مستوى تطبيق الأسلوب والتعليمات بشكل رائع.
هذا التجاوب هو ما أسعى إليه خلال مباراتي الأسبوع الحالي لن نخرج عن القاعدة، مع اختلاف بسيط يرتبط بحضور بعض الوجوه الجديدة وهو ما يعني بالمقابل وبشكل تلقائي تغيير الأسلوب أو إجراء تعديلات بسيطة على التشكيلة.
- المنتخب: معنى هذا أنك مقتنع بكون الفريق الوطني صار له أسلوبه المميز؟
الزاكي بادو: بطبيعة الحال ويفترض أن أكون مقتنعا بهذا، لأنه يتعين أن يكون لها أسلوب يعكس شخصية الفريق الوطني، وهذا يحسب لصالحي بحسب ما أعتقد، لأنه قبل أن أصل لم يكن ممكنا التعرف على 4 لاعبين أساسيين داخل المنتخب، بخلاف اليوم، حيث أصبحنا نتوفر على هيكل أساسي ونواة واضحة ومعروفة وبإمكان أي متتبع أو مناصر للمنتخب المغربي أن يكشف لك عن أسماء 7 لاعبين بإمكانهم أن يبدأوا مباراة من المباريات.
يمكنني التأكيد على أنه أصبح لنا أسلوبنا الواضح ورهاني على المباريات القادمة لتقوية وتعميق الأسلوب أكثر.
- المنتخب: كنت صارما وقلت بعد الإنتصار على منتخب إفريقيا الوسطى برباعية أنها ليست محكا قويا، ما الذي تعنيه بقولك هذا؟
الزاكي بادو: أعتقد أن هذا أيضا يحسب لي، لأن منتخب إفريقيا الوسطى الذي لم أصنفه ضمن خانة المنتخبات القوية التي بإمكانها إحراجنا هو نفسه المنتخب الذي أخرج الفريق الوطني من نهائيات كأس العالم وتعادل معنا في مباراتين في فترة سابقة.
كان بودي أن أواجه منتخبات إفريقية أقوى وأكبر، لكن ارتباط وإلتزام هذه المنتخبات بمباريات تصفوية ضمن مجموعاتها فرض علينا الإكتفاء بما هو متاح أمامنا.
وأعود لأؤكد أن هذا لا يعني التقليل من حجم الفرق التي اخترنا مواجهتها وعلى كونها ستمثل بالنسبة لنا محكا لتصحيح ما يمكن تصحيحه.
- المنتخب: كنت مصرا على عودة الشماخ حتى في الفترات التي لم ينتظم فيها على مستوى العطاء والظهور، كيف تستقبل عودته هذه المرة، وهل أنت مسرور باللقاء به من جديد؟
الزاكي بادو: بطبيعة الحال والشماخ واحد من اكتشافات العبد لله وواحد من الوجوه التي تألقت وبلغت قمة مستواها، بل وصل نضجا مبكرا في الفترة التي كان فيها تحت قيادتي وإشرافي على الرغم من كونه كان في بداياته.
الشماخ اليوم يمارس ضمن واحد من أقوى البطولات الأوروبية على الإطلاق وتنافسيته حاليا ليست محل نقاش، وبالنسبة لي هذا اللاعب يدخل ضمن مخططاتي بشكل كبير وسيلبي الكثير من المطالب التي سأقيده بها.
أتمنى أن يحضر هذه المرة وهو غير مصاب لأنه حالفه سوء حظ كبير طوال المباريات السابقة ولم يظهر معنا في أي من المباريات.
- المنتخب: بجانب الشماخ بدا استدعاؤكم للحارس أمسيف مثيرا بعدما كان غائبا عن اللائحة الأولية؟
الزاكي بادو: صحيح، واستدعاؤه كان ضروريا لكون هذا الحارس قدم مؤشرات وبذل تضحيات كبيرة في سبيل تأكيد العودة ومنها نظام الحمية والتداريب القاسية التي خضع لها.
هذا من جانب، الشق الثاني الذي يضمن له العودة هو استعادته لمكانه داخل فريقه، حيث أصبح أساسيا، وأمسيف ليس بالوجه الذي سأكتشفه لأول مرة فقد كان معنا خلال معسكر البرتغال، وخاض مباراة الموزمبيق وبالتالي العودة الحالية هي عودة مشروعة ومستحقة.
- المنتخب: يحضر اللاعب أيت بنيدر ضمن اللائحة وهذا اللاعب ظل يحضر ويغيب كل مرة، أي اقتناع لك بقدرات هذا اللاعب على تقديم الإضافة؟
الزاكي بادو: هو لاعب محوري وعليه أن يأخذ فرصته ويقاتل عليها، والفرصة سنحت هذه المرة، بن يدر يمثل حاليا القوة الضاربة لناديه وتم اختياره مؤخرا لاعب الشهر وهذا معطى يجب أن نأخذه بعين الإعتبار.
أود أن أضيف شيئا هاما وهو كون كل لاعب ضمن التشكيلة واللائحة فإنه لا يحضر بالمجاملة وإنما بمنطق الأداء والفعالية والمستوى الكبير الذي يضمن له هذا الإمتياز.
- المنتخب: عودة السعيدي ولبيض واستبعاد برادة وبلهندة، هل هي إشارات على أن الأسلوب سيأخذ هذه المرة صورا مغايرة لما ألفناه خلال آخر المواجهات؟
الزاكي بادو: ولو أني لا أفضل الحديث عن كل لاعب على حدا، إلا أنني أعتقد أن وضعية برادة على وجه الخصوص لا تحتاج لكثير من التبريرات، لأن اللاعب يمر من فترة صعبة داخل فريقه مارسيليا وبحاجة لردة فعل قوية لاستعادة مستواه ومركزه ومكانته معنا وهذا ما أتمناه.
بلهندة حاولت توظيفه في مركز لم يتعود عليه وأدى الدور المنوط به، وكان لزاما خلال المباراتين القادمتين أن أمنح الفرصة لوجوه أخرى لتنافس على نفس المركز.
السعيدي بدا يستعيد الكثير من مقوماته مؤخرا ولبيض كان من بين اللاعبين الذين تابعتهم منذ البداية وحان الوقت ليظهر ويدخل الأجواء.
بطبيعة الحال حين تحضر وجوه جديدة وتغيب أخرى فإن هذا بكل تأكيد يكون له تأثير على منظومة اللعب وشكل الأداء.
- المنتخب: إحتكاما للوضع الحالي، أنت مقبل على مرحلة صعبة بتواجد عدد كبير من اللاعبين المؤهلين لحمل القميص الوطني في غرفة الإنتظار، كيف ستتعامل مع عملية الإنتقاء؟
الزاكي بادو: قلت سابقا وما زلت عند قولي أنه كلما ارتفع مؤشر المنافسة داخل الفريق الوطني إلا وأشعر بالسعادة، هذا واحد من الرهانات الكبيرة التي سطرتها ويمكن وصفه بالمكسب الكبير الذي لم يكن متاحا في السابق.
ما يرضيني أكثر هو كون كل اللاعبين في قمة مستواهم والجاهزية وهو ما يجعل المنافسة على حجز مكان كبيرة جدا وبفرص متكافئة.
 

ADVERTISEMENTS

حاوره: منعم بلمقدم