ببركان وجدت الأمان لذلك تفجرت كل إمكانياتي
الكرات الثابتة لها وصفة سحرية أملك أسرارها لوحدي
الوالد هو معلمي الأول وبعد ترك القنيطرة ولدت من جديد
الإحتراف بأوروبا وتمثيل الأسود تحديان سأكسبهما قريبا
هو المدافع الأول والأفضل حاليا في الساحة الوطنية، متخطيا التصنيف التقليدي الذي كان يمنح هذه الأفضلية للاعبي الرجاء والوداد والجيش الملكي.
المهدي بلطام يوقع هذا الموسم على بداية خرافية رفقة نهضة بركان، في الشق الدفاعي والتمكن الكبير من أدواته وعلى مستوى التهديف بأهداف هلامية غير مسبوقة كررها في أكثر من مباراة وفي مسابقات متنوعة وعلى ملاعب مختلفة.
في الحوار التالي يكشف المهدي بلطام مدافع نهضة بركان أسرار انطلاقته الصاروخية الواعدة، عن وصفة الأهداف والتسديدات التي لا تصد وعن طموحاته وأهدافه وفي مقدمتها التتويج بلقب الكأس الفضية.
- المنتخب: توقع على موسم كبير وانطلاقة صحيحة، هل تشاطرنا الرأي على أنه الموسم الأفضل لك على الإطلاق؟
المهدي بلطام: بكل تأكيد وأنا جد سعيد بالظروف الرائعة التي أعيشها وأتفاعل معها هنا ببركان، حيث أكافأ على سنوات من التضحية والإجتهاد ويمكن أن ألخص أسباب هذه الإنطلاقة بكونها تحصيل حاصل فقط للراحة الكبيرة التي أشعر بها ولارتفاع المعنويات بسبب الرعاية وخاصة الشعور بالأمان والإطمئنان داخل مدينة أعتقد أنها لاءمت الكثير من الأشياء والمقومات التي أتوفر عليها.
- المنتخب: هل كان لقضائك كل هذه المواسم رفقة نهضة بركان دوره في تفجير إمكانياتك على هذا النحو؟
المهدي بلطام: بكل تأكيد فقد عايشت الفريق وهو في القسم الثاني وكنت من صانعي الصعود للقسم الأول، واليوم أنا أمضي الموسم الرابع رفقة نهضة بركان وهذا ليس بالأمر السهل والذي يعكس شيئا واحدا هو ارتياحي داخل الفريق، وهو ارتياح لجماهيره ولمسؤوليه ولطريقة التعايش والمعاملة.
وبالمقابل ارتياح المسؤولين والمدرب للمردود التقني الذي أقدمه وحين تجتمع كل هذه الأشياء يكون النجاح حليف اللاعب في نهاية المطاف.
- المنتخب: إذن لا تفكر إطلاقا في الإنطلاق صوب تجربة أخرى؟
المهدي بلطام: حاليا لا وسأكشف عبر «المنتخب» سرا وهو كوني وقعت مؤخرا على عقد جديد مع النهضة البركانية يستمر لموسمين إضافيين.
أعتقد أن اللاعب حين يشعر بالإرتياح داخل فريق ما ويحقق النجاحات المطلوبة، يكون لزاما عليه مواصلة المغامرة والرحلة وأي تفكير في تغيير الأجواء هو خطوة غير صحيحة.
- المنتخب: ألا يغريك التحول لفريق كبير ينافس على الألقاب والبطولات ويكون واجهة لك للإنطلاق صوب الإحتراف على أعلى مستوى مثلا؟
المهدي بلطام: هو حلم مشروع وقائم بل ومتاح حتى وأنا داخل نهضة بركان، لكن لا يجب أن نغفل شيئا هاما وهو كون نهضة بركان بدوره اقترب من تحقيق حلم كبير وهو لقب كأس العرش.
الأمر الرائع والإيجابي بالنسبة لي هو كوني استطعت أن ألفت الأنظار وأجذب الإنتباه داخل نهضة بركان الفتي وهذا ليس أمرا سهلا على الإطلاق.
تركيزي الحالي هو على فريقي وتقديم هدية لمسؤوليه ولمدربه ولجماهيره بعد كل المعاملة الرائعة التي خصوني بها.
- المنتخب: بجانب الأداء الدفاعي المتميز وقعت أهدافا رائعة هي الأفضل هذا الموسم، أي أسرار في تكرار الأمر كل مرة وبالطريقة نفسها؟
المهدي بلطام: الفضل بعد الله سبحانه وتعالى يعود للوالد رحمة الله عليه والذي كان له دور كبير على مستوى صقل موهبتي.
بالنسبة لي أعتبر السيد الوالد هو ملهمي ومعلمي الأول وهو الذي حرص على تلقيني مبادئ الكرة وأنا في سن صغيرة جدا.
السر في ضربات الخطأ مرتبط بالتداريب الصارمة وفي تكرار العملية والبقاء بعد التمرين لفترة للتعود على الأمر والمسألة وأسرار أخرى مرتبطة بالموهبة وبعض منها أحتفظ به لنفسي.
- المنتخب: هل أصبحت تشعر أنك النجم والقائد داخل الفريق بعد كل هذه المواسم بصحبته؟
المهدي بلطام: إطلاقا لا، وأنا من النوع الذي لا يصاب بالغرور وكلما تقدمت خطوة للأمام إلا وأعدت مراجعة نفسي والإجتهاد أكثر.
داخل نهضة بركان نشتغل كمجموعة وككتلة واحدة ولا يوجد نجم مطلق أو قائد وهذا سر من أسرار تفوقنا.
- المنتخب: وقعتم على بداية متوسطة وبعدها عودة قوية، كيف تفسر ذلك؟
المهد بلطام: تفسير الأمر بسيط ولا يحتاج لتعقيدات، الفريق تعادل في سلسلة من المباريات لكونه ضم لاعبين جدد وكانوا بحاجة للتناغم والإنسجام كما كانوا بحاجة لمعرفة فكر المدرب.
فور تحقيق الإنتصار الأول تحررنا من الضغط وضبطنا إيقاعنا وبالتالي جاءت العودة بالطريقة التي تابعها الجميع والتي تبقى أكثر من مستحقة.
- المنتخب: أي دور للعب ببركان في تحقيقكم للنتائج الإيجابية مؤخرا؟
المهدي بلطام: دور الملعب والجمهور البركاني كبير جدا في معادلة التفوق الحالية، لا يجب أن ننسى أن الموسم المنصرم خضنا الكثير من المباريات خارج القواعد وبالضبط بوجدة ومع ذلك وقعنا على مباريات كبيرة وأحرجنا فرقا بمستوى عالي جدا.
الأمر مختلف الموسم الحالي واللعب في بركان وفي ملعب رائع بمواصفات حماسية يمثل بالنسبة لنا حافزا رائعا لتقديم الأفضل كل مباراة.
- المنتخب: ما الذي سيمثله لك لو نجحت في طبع إسمك بلقب داخل فريق يرأسه رئيس الجامعة؟
المهدي بلطام: شخصيا لا أفكر بهذا المنطق، تفكيري منصب على مساعدة فريقي وعلى تقديم الأفضل وإهداء جماهير المدينة أول ألقابها.
بالنسبة لي سيكون من الرائع لو يستطيع الجيل الشاب الحالي أن يدون إسمه بمداد الفخر ويساعد نهضة بركان على كتابة سطر في كتاب الألقاب رفقة الأندية العملاقة.
- المنتخب: تبدو ناضجا أكثر، أي سحر أو أي وصفة لجأت إليها بعد ترك القنيطرة؟
المهدي بلطام: للأسف كلما روادتني بعض الذكريات السوداء المرتبطة بالبداية الصعبة إلا وأسعى سريعا للتخلص منها.
بعد ترك القنيطرة كتبت شهادة اعتماد جديدة ويمكن القول على أنني ولدت من جديد والتحرر جاء تلقائيا، لذلك لا توجد وصفات سحرية بقدر ما هي أمور مرتبطة بالراحة النفسية وهذا ملخص الحكاية.
- المنتخب: خضت مؤخرا مباراة رفقة المنتخب المحلي وتوجد ضمن القائمة القادمة أيضا، هي يمكن القول على أنها بداية الأحلام الدولية لبلطام؟
المهدي بلطام: بكل تأكيد وهذا من فضل الله وله الحمد والشكر على كل هذا التوفيق، وشرف كبير جدا أن أمثل المغرب وتحت قيادة مدرب كبير ومجرب وهو محمد فاخر.
بالنسبة لي اللعب للمنتخب المحلي المغربي هو أول خطوة على درب التألق ومعه ستكبر الأحلام، وكل لاعب لا يراوده الطموح لبلوغ الأفضل الأكيد لن يطور مستواه.
- المنتخب: وماذا عن الإحتراف والإلتحاق بالمنتخب الأول؟
المهدي بلطام: لن أستعجل الأمور وكل رهان سيحين وقته إن شاء الله ولو أن اللعب للمنتخب المغربي الأول هو التحدي الذي سأقاتل عليه وسأبذل أقصى ما أستطيعه لبلوغه، والأمور مفتوحة في ظل انفتاح السي الزاكي على لاعبي البطولة.
بخصوص الإحتراف بأوروبا هو حلم قائم وهو تحدي أيضا أضعه ضمن مخططاتي لكن بالتدريج ولن أتسرع على مستوى تحديد الأولويات وسأحاول الإبقاء على التركيز والهدوء قائما كي يتحقق كل هدف بوقته.
- المنتخب: نترك للمدافع المدفعجي كلمة مفتوحة عبر هذه الإطلالة؟
المهدي بلطام: أشكركم على المتابعة وعلى تحفيز اللاعبين الذين يبذلون مجهودات للتألق وتحسين مردوهم التقني وهذا يمثل بالنسبة لي فخرا ومكافأة على الإجتهاد والتضحية ويحفزني لتقديم الأفضل على الدوام.
أتمنى أن تساندنا الجماهير البركانية وأن تبقى قريبة منا بالفترة القادمة وأن نوفق في إهدائها لقب كأس العرش وتمثيل المدينة تمثيلا رائعا ومميزا تستحقه.
كما أتمنى أن أواصل على نفس النهج و أن أبلغ الأهداف الكبيرة التي سطرتها منذ احترافي اللعبة.
حاوره: منعم بلمقدم