لم تتأخر الصحف الفرنسية كعادتها في إثارة فرقعات إعلامية، يكون المنتخب المغربي محورا لها، وهذه المرة ربطت الأسود بهيرفي رونار وهي التي مهدت سابقا لآلان كوربيس وكلود بويل ورايمون دومينيك ثم لويس فيرنانديز..الطريق دون أن يحالف عاطليها أو فاشليها الحظ.

زوجت الصحف الفرنسية المنتخب المغربي بكثير من المدربين، وكلما داهم منتخب الأسود عارض أو عطل بمقود القيادة إلا وتم تجييش أقلام صحفيين فرنسين إما لتصدير بعض مما زاد عن فائض بضاعتهم التقنية، أو لإفتعال الضجة وجذب الإنتباه للمطبوعات الفرنسية التي تجد متعة كبيرة في أن تكون دائما سباقة لأخبار الكرة المغربية قبل المغاربة أنفسهم.

فما حقيقة مفاوضة رونار ومن فاوضه؟ وبأي صفة؟ ومن يتحرك خلف الستارة لتدبير ملف العارضة التقنية للأسود؟

ADVERTISEMENTS

صحافة البالونات والفرقعات

لو نحن سايرنا طرح ما نشرته الصحف الفرنسية وله صلة بواقع المنتخب المغربي لوصلنا لخلاصة تقودنا لإحصاء طريف يضع أكثر من 10 أسماء إفتراضية دربت المنتخب المغربي، دون أن يكون واحد منها تقلد المهمة في سياقها الطبيعي والواقعي.

قبل قدوم غيرتس اجتهدت الصحف الفرنسية فروجت لديشان ودومينيك وفي أحيان أخرى قدمت لنا آلان جيريس وكي تتحلى بالحياد اكتفت بتقديم بروفايلات على مقاسها لمدربين يصلحون لترويض الأسود.

هذه المرة ومنذ نهاية ارتباط الطوسي بالجامعة، اجتهدت الصحف الفرنسية في مواكبة جديد المنتخب المغربي، ولتقدم أسماء لمدربين إما لفظتهم فرقهم كما هو حال كلود بويل أو بيير لوشانطر أو فشلوا رفقة منتخبات كحالة آلان كوربيس وآخر العقد هيرفي رونار، بل أن كوربيس قال لراديو مونتي كارلو أن منتخبا من شمال إفريقيا فاوضه.

«فرانس فوتبول» نابت عن الجامعة الحالية وحتى القادمة، وتحملت مشقة تعيين الناخب الوطني الذي لم يملك عبد الله غلام صلاحيات وزمام أموره لتعين مدرب سوشو ومنتخب زامبيا سابقا على رأس العارضة التقنية للمنتخب المغربي ولتحدد له أجندة على المقاس وتاريخ قدومه شهر ماي القادم لمباشرة تفاصيل التحضير الجدية لــ «الكان» القادم.

مفاوضون خلف الستارة

ولو نحن أعملنا حاسة المنطق وغلبنا جانب العقل في التعامل مع الموضوع قبل الكشف عن خلاصات التحري خلفه، لأمكننا طرح السؤال المشروع والعريض التالي:

- إذا كان غلام قد أعلنها صراحة وهو كونه لا يملك صلاحيات  تعيين مدرب للمنتخب المغربي، فمن الذي فاوض رونار واستبق فصول جمع عام سيكون سيد نفسه وخلاصاته بعد شهر من الآن؟

بعد التحري وبعد ربط الكثير من الوقائع ومنها وقائع ملموسة، تؤكد أن هناك مفاوضون سريون معنيون بآثار الجمع العام القادم لجامعة الكرة باشروا تحركاتهم ليس في اتجاه المنتخبات المغربية فحسب، في إطار استباق للأحداث  حتى لا يداهمهم مستجد تمكنهم من رئاسة الجامعة، دون أن تكون لهم رؤية ومواقف واستراتيجية..

هؤلاء أو من ينوب عنهم هم من يتحرك في اتجاه تدبير بروفايل ناجح للناخب الوطني القادم، واجتهدوا كثيرا للحسم في هويته وحصروا القائمة كما سبق وأن قدمناها داخل المنتخب في الأسماء التالية: (هيرفي رونار - بول لوغوين - فيليب تروسيي وآلان جيريس إضافة للزاكي بادو).

وبطبيعة الحال ولأنه لا نار من دون دخان، فإن رونار لم ينطق من فراغ وقطعا تلقى عبر وكيل أعماله إشارات بالتأهب كي يكون جاهزا شهر ماي القادم لتدريب المنتخب المغربي في مشهد انتظار مكرر لما سبق وأن عشناه مع غيرتس.

بين غلام ولقجع؟

تدوول على نطاق ضيق وواسع ما يفيد بأن الجامعة الحالية والتي طوقت نفسها بقرارات مرحلية ومؤقتة دون أن يكون هناك ما يلزمها بأن تسيج نفسها بهذا الخيار الضيق، إنما هي بصدد تنفيذ ما اتفقت عليه في صفقة مع مرشحين مفترضين لرئاسة الجامعة.

مصدر «المنتخب» أكد أن الجامعة الحالية ليست لجنة مؤقتة، بل هي جامعة قانونية مكلفة من طرف «الفيفا» بممارسة مهامها بشكل طبيعي، وبالتالي فإن التبرير الذي قدمه غلام بكون تعيين مدرب للأسود ليس من اختصاصه هو تبرير مردود عليه.

ولو تحلى غلام وفريق عمله بالجرأة الكافية وعينوا مدربا للمنتخب المغربي بشكل رسمي بدل بنعبيشة فلا أحد كان سيحاسبهم أو يلومهم وبقوة «الفيفا» والقانون وهو ما يعزز طرح ما يتم تسريبه من كون القرارات ذات الطابع القوي ليست من اختصاص الجامعة الحالية، بموجب صفقة أو ميثاق شرف وعلى ضوئه سيتم تحديد الأدوار بعد الجمع العام القادم وغلام هو آلة تنفيذ لهذه التوصيات ليس إلا.

مدرب الرصاصات ورقة الجامعة القادمة

مدرب الرصاصات النحاسية الزامبية السابقة يمثل اليوم ورقة الجامعة القادمة ومرشحها الأبرز فوزي لقجع والذي يتحرك هذه الأيام بنشاط دؤوب رفقة رؤوس لائحته السابقة التي لم يتكب لها النجاح (البوشحاتي وأبرون) ومن حق كل هؤلاء أن يحافظوا على وحدة الصف والثبات على المبدأ والتصورات.

رونار لم يوقع اليوم لأنه باختصار ليس إختيارا للجامعة الحالية وهو على ذمة فريق فرنسي مهدد بالنزول وهو سوشو الذي توعد رئيسه لوران بيرنيي المدرب بعواقب وخيمة لو يكشف عن مفاوضته لمسؤولين من الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم حيث طالبه بابتلاع لسانه.

و إذا كان من حق أي مرشح لمنصب رئاسة الجامعة القادمة، أن يضع في جيبه اسم المرشح القادم لتدريب المنتخب المغربي، فإن السؤال الأكثر مشروعية هو مدى جدوى وضع إطار اسمه «المجلس الوطني التقني» ضمن ديباجة النظام الأساسي للجامعة وهو الإطار المعني بتعيين المدرب القادم للأسود؟

التجارب السابقة علمتنا أن لا نصدق كثيرا الروايات والتسريبات التي تطال بعض أسماء المدربين وإن كانت رائحة رونار هذه المرة أقوى مما سبق وخرجة «فرانس فوتبول» ليست بريئة.

منعم بلمقدم

                                                         

بطاقة هيرفي رونار

فرنسي الجنسية، من مواليد 30 شتنبر 1968 (45 سنة) بإكس ليبان.

لعب لأندية: أس كان من 1983 إلى 1990 (87 مباراة)

وبين 1991 و1997 لنادي ملعب فالوريس (105 مباراة)

وما بين 1997 و1998 لنادي دراغونيان الفرنسي (23 مباراة)

بدأ مشواره التدريبي سنة 1999 بالإشراف على آخر نادي لعب له دراغونيان.

2002 ـ 2003: نادي شانغاي كمدرب مساعد

2004: نادي كامبريدج يونايتد الأنجليزي

2005 ـ 2007: شيربورغ الفرنسي

2007 ـ 2008: منتخب غانا كمدرب مساعد

2008 ـ 2010: منتخب زامبيا

2010: منتخب أنغولا

2011: نادي مولودية الجزائر

2011 ـ 2013: منتخب زامبيا

ADVERTISEMENTS

2013 إلى اليوم: نادي سوشو الفرنسي

توج مع منتخب زامبيا بكأس إفريقيا للأمم سنة 2012، وتوج في ذات السنة مدربا للسنة من طرف الإتحاد الإفريقي لكرة القدم.