الرجاء غير الربان التقني في لمح البصر
ما الدوافع وما العواقب؟
بشكل مفاجئ قرر المكتب المسير لفريق الرجاء الإنفصال عن مدربه عبد الحق بن شيخة، وإعلان الإرتباط في نفس اليوم بمدرب جديد في شخص البرتغالي خوصي روماو العارف بخبايا الكرة المغربية، وهو الذي سبق له التتويج رفقة قطبي العاصمة الإقتصادية بلقب البطولة، وبهذا التغيير المبكر يكون الفريق الأخضر قد طوى صفحة المدرب الجزائري ودخل مرحلة تقنية جديدة يراهن من خلالها على تعويض ضياع لقب كأس العرش والمنافسة بقوة على لقبي البطولة وكأس عصبة الأبطال الإفريقية، فهل يملك فريق الرجاء بالفعل كل المقومات التي ستساعده على تحقيق هذه الأهداف والطموحات؟ وهل كان الخلل يكمن في المدرب أم في أشياء أخرى؟
لماذا بن شيخة؟
مباشرة بعد الإنفصال عن المدرب التونسي فوزي البنزرتي لم يتأخر فريق الرجاء في الإعلان عن خليفته وحينها وقع الإختيار على الجزائري عبد الحق بن شيخة، وهو التعاقد الذي أسال حينها الكثير من المداد بسبب توافقه مع الدفاع الحسني الجديدي وكذا عدم انتهاء العقد الذي يربطه بالفريق الدكالي، لكن إغراء تدريب فريق من حجم الرجاء كان أقوى من كل شيء باعتبار المؤهلات البشرية والمادية التي يمتلكها الفريق البيضاوي ووجود حظوظ أكبر للمنافسة على الألقاب وهذا ما شكل تحديا جديدا بالنسبة للمدرب بن شيخة كما عبر عنه شخصيا في الندوة التي تم من خلالها توقيع العقد وتقديمه كربان جديد للقلعة الخضراء، في حين كان يرى مكتب الرجاء في الإطار الجزائري المدرب العارف بخبايا الكرة المغربية والإفريقية والشخص القادر على تحمل الضغط الذي يمكن أن يتعرض له داخل الرجاء.
إنتدابات مهمة
إلى جانب التعاقد مع المدرب بن شيخة دخل مكتب الرجاء سوق الميركاطو بكل قوة وقام بانتداب أجود اللاعبين على الساحة الوطنية ووصل عدد اللاعبين الجدد في صفوف الفريق 11 لاعبا كلفوا خزينة الفريق مبالغ مالية مهمة، وفي ظل كل هذه التعاقدات لم يعد مسموحا للفريق الأخضر بالتواضع وتأكد بأن الهدف الأساسي للفريق هو حصد الألقاب وتعويض ما فاته الموسم الماضي حين بلغ نهاية كأس العرش وخسرها أمام الدفاع الجديدي بضربات الجزاء كما نافس على لقب البطولة لأخر دورة.
بداية غير مطمئنة
إستعد الفريق الأخضر لموسمه الجديد بشكل مبكر وخاض معسكرات تدريبية مغلقة بالمغرب وكذا بالديار الأوروبية تخللتها مباريات ودية أمام فرق إسبانية بالخصوص، ومنذ هذه اللحظة أبدت الجماهير الرجاوية عدم اقتناعها بمستوى فريقها وكذا بطريقة لعبه، وأكدت تخوفها من تكرار نفس سيناريو الموسم الماضي، لكن تصريحات المدرب واللاعبين كانت كلها متفائلة بخصوص المستقبل قبل أن تكرس المباريات الرسمية وباستثناء جولة واحدة أمام المغرب التطواني هاجس التخوف لدى الأنصار وهذا المستوى والأداء المتواضع للمجموعة الرجاوية، وجاء الإقصاء من منافسات كأس العرش ليؤكد بأن هناك أشياء ليست على ما يرام داخل الفريق وربما يكون ميساج المدرب لا يمر للاعبين بشكل جيد وبالتالي فقد ارتأى المكتب المسير التضحية بالمدرب بالرغم من احتلاله المرتبة الأولى في سبورة الترتيب.
الفشل في أول مهمة يفرض التغيير
المكتب المسير يؤكد بأن تعاقده مع المدرب بن شيخة كان بهدف الفوز بالألقاب ومنها كأس العرش وبالتالي فإن الفشل في هذه المسابقة الأولى يعتبر إخلالا ببنود الإتفاق، وبالإضافة للظروف التي وفرها للمدرب من استعدادات في المستوى وانتداب لاعبين يعتبرون الأفضل على المستوى الوطني فإنه لا يمكن إلتماس أية أعذار للمدرب في حال عدم تمكنه من تحقيق نتائج إيجابية، ويبقى المسؤول رفقة اللاعبين عن نتيجة سلبية، وعلى هذا الأساس كان الإجماع من طرف المكتب المسير على قرار التغيير في هذا الوقت خاصة أن الفريق يراهن على التألق قاريا، وبهذا يدخل الرجاء البيضاوي مرحلة تقنية جديدة يقودها المدرب السابق روماو رفقة الطاقم الذي اختاره لمساعدته والمتكون من ابن الفريق رضوان حجري والذي يعرف بدوره كل خبايا الفريق، فهل سيتمكن الطاقم الجديد في النجاح فيما فشل فيه بن شيخة؟ أم أنه سيستفيد من العمل الذي أنجزه المدرب الجزائري طيلة الفترة التي أشرف فيها على إعداد الفريق، وبالتالي يأتي الإطار البرتغالي ليجني ثمار ما بناه سلفه؟
البديل كان جاهزا
مباشرة بعد إعلان الإنفصال بالتراضي عن بن شيخة تم الإعلان عن توافق مبدئي مع البرتغالي روماو في نفس اليوم، وكأن المدرب البرتغالي كان ينتظر قرارا من هذا القبيل، لكن الرئيس بودريقة أوضح ذلك بأن فريقا يتم تسييره بطريقة احترافية لا يمكن أن يعيش فراغا تقنيا وبالتالي وجب أن تكون هناك خططا بديلة وجاهزة في أية لحظة، وأكثر من ذلك أكد بأنه يتوفر على سير ذاتية لمجموعة من المدربين غير متعاقدين مع أي فريق ويصلحون لفريق الرجاء وتم من بينهم اختيار روماو باجماع أعضاء المكتب المسير، وذلك لمعرفته بلاعبي الرجاء وهذا ما يجعل فرص النجاح أكبر مع هذا المدرب خاصة أنه سبق له أن قاد الفريق الأخضر لمنصات التتويج.
إعداد: إبراهيم بولفضايل
------------------------
بودريقة: القرار اتخذ بالإجماع و الرجاء يسير باحترافية
القرار الذي اتخذه مكتب الرجاء بإقالة المدرب بن شيخة بعد مرور ثلاث دورات فقط من البطولة خلف موجة من الإنتقادات وأكد البعض بأن هذا القرار لم يكن في محله خاصة أن فريق الرجاء يحتل المرتبة الأولى، وبالتالي لا يمكن الحكم على أي مدرب بمجرد خسارة لمباراة أمام فريق كبير من مستوى الجيش الملكي، لكن الرئيس بودريقة رد على هذه الإنتقادات حين أكد بأن هذا القرار تم اتخاذه بإجماع أعضاء المكتب المسير، وأضاف بأن الفريق يتم تسييره بطريقة احترافية وبالتالي فإن التغيير كان ضرورة حتمية في هذه الظرفية، وذلك قبل فوات الأوان لأن الرجاء مطالب بالفوز بالألقاب وعدم تضييعها.. وأوضح كذلك بأن فريقا يتوج بالإزدواجية في أول موسم وينافس على لقب كأس العرش وعلى لقب البطولة في ثاني موسم ويبلغ نهائي كأس العالم لا يمكن أن يحقق هذه الإنجازات بتسيير عشوائي أو هاوي كما يدعي البعض.
إ.ب
بن شيخة: مكتب الرجاء وفر لي كل الإمكانيات لكنهم لم يصبروا علي
من جهته اعترف المدرب عبد الحق بن شيخة بكل الجهود التي بذلها المكتب المسير للرجاء وبتوفيره على كل الظروف التي بإمكانها أن تساعده على النجاح في مهمته، وقال بعد الإقصاء من منافسات كأس العرش وانفصاله عن الفريق الأخضر: «كنا الأفضل في الجولة الأولى وكنا سباقين للتسجيل وقريبين من الفوز لكن اللاعبين ارتكبوا بعض الأخطاء الفردية التي كلفتنا الإقصاء، صحيح أنني لست مسؤولا عن هذه الأخطاء الفردية لكنني كمدرب أتحمل جميع مسؤولياتي في هذا الإقصاء، لا يجب أن ننسى أن فريق الرجاء قد تغير بشكل كبير عن فريق الموسم الماضي وهناك عشرة لاعبين جدد، ولتحقيق الإنسجام والوصول لتوليفة قارة ومثالية كان يلزمنا بعض الوقت ومزيد من العمل في التداريب لكن للأسف فالمكتب المسير لم يصبروا علي وكان قرار الإنفصال».
إ.ب
روماو يجتمع باللاعبين ويوضح استراتيجية عمله
قبل الإنتقال لمدينة الجديدة، حيث دخل رفقة الفريق الأخضر في معسكر مغلق يمتد من يوم الإثنين إلى يوم غد الجمعة عقد المدرب البرتغالي خوصي روماو اجتماعا مع اللاعبين بمقر الفريق بالوازيس، وخلاله وضح المدرب البرتغالي للاعبين استراتيجية عمله وكذا الأهداف التي جاء من أجلها وألح على ضرورة الإنضباط والجدية في العمل من أجل تحقيق نتائج جيدة تلبي طموحات الأنصار وكذا المكتب المسير.
وحضر هذا الإجتماع المشرف العام و بعض أعضاء المكتب المسير في حين غاب عنه الرئيس بودريقة المتواجد بالديار المقدسة لأداء مناسك الحج، وكان روماو قد أكد عند توقيعه للعقد الرسمي الذي يربطه بالفريق لمدة موسمين بأن إلتحاقه بفريق الرجاء كان بهدف المنافسة على الألقاب، لأن تاريخ الرجاء غني وبالتالي يجب في نظره احترام هذا التاريخ، مضيفا بأنه سيبذل كل الجهود ليكون عند حسن ظن الجماهير الرجاوية وسيسخر تجربته لخدمة هذا النادي العريق وهذا لن يتأتى إلا بالمنافسة بقوة على واجهتي البطولة وكأس عصبة الأبطال الإفريقية.
إ.ب
ملياران مجموع منح توقيع لاعبي الرجاء
يضم فريق الرجاء أسطولا من اللاعبين المتميزين أغلبهم حمل القميص الوطني، بالإضافة للاعبين دوليين في منتخبات بلدانهم، وجمع هذه الترسانة من اللاعبين يتطلب إمكانيات مادية كبيرة، وبهذا الخصوص أكد الرئيس محمد بودريقة بأن منح التوقيع الخاصة باللاعبين تكلف ميزانية فريق الرجاء ما يفوق 2 مليار سنتيم.
ومن أجل تقليص النفقات حاول فريق الرجاء التعامل مع الميركاطو بعقلانية أكبر وذلك بالإتجاه للتعاقد مع اللاعبين المنتهية عقودهم مثل سعيد فتاح وصلاح الدين عقال وشاكو وإيسن ثم يحيى كيبي وموتيس، لكن عملية انتداب باقي اللاعبين ستكلف الفريق حوالي 800 مليون سنتيم مع العلم أن صفقتي الكناوي واجبيرة كلفتا 500 مليون سنتيم، ما يعني أن الإنتدابات التي قام بها الفريق ستكلف حوالي 3 مليار سنتيم.
إ.ب