ظاهرة متنامية تشهدها كرة القدم الصينية، تقوم على إيفاد لاعبين شبان من المنتخب الوطني لكرة القدم وأندية بطولة الدرجة الأولى، الى معسكرات تدريب تابعة للجيش، في خطوة تمزج بين التمارين القاسية وتلقينهم أفكار الحزب الشيوعي.
تابع المشجعون بمزيج من الانتقاد والترفيه، انتشار صور للاعبين حلقت رؤوسهم بالكامل، ورموا أنفسهم في الثلج وهم يرتدون ما قل من الملابس.
وتعكس الخطوة إصرار الجانب الصيني على القيام بكل ما يلزم بهدف تطوير أداء المنتخب في ظل سعي العملاق الآسيوي للتحول قوة وازنة في كرة القدم. الا أنها لاقت انتقادات من المشجعين لأن العديد من اللاعبين اضطروا للغياب عن المباريات الأخيرة لأنديتهم في البطولة المحلية.
بعد ذلك، أرسلت دفعة ثانية من اللاعبين الى التدريب العسكري مطلع نونبر. وفي الأسبوع الحالي، جاء الدور على لاعبي المنتخب الوطني لفئة دون 19 عاما، ما يرجح أن ظاهرة إرسال لاعبي كرة القدم الى الثكنات العسكرية ستعتمد بشكل ثابت.
نادي شنغهاي شينخوا المشارك في الدرجة الصينية الأولى، والذي ضم في صفوفه الموسم الماضي النجم الأرجنتيني السابق كارلوس طيفيز، قام أيضا بإرسال مجموعة من لاعبيه ما دون 19 عاما، ليمزجوا ما بين التدريب الكروي والحياة العسكرية الصارمة.
وأوضح النادي في حسابه على منصة "ويبو" (الموازية لموقع "تويتر" في الصين)، الى أن اللاعبين خضعوا في إشراف الوحدة 94778 التابعة للقوات الجوية، الى "تريبة فكرية".
وأشار الى أنهم "اطلعوا على مواد مرتبطة بالدعاية، زاروا القاعة التاريخية للوحدة (العسكرية)، وشاركوا في تدريبات عسكرية أساسية"، وتابعوا كل ليلة قبل أن يخلدوا للنوم، نشرة الأخبار المسائية للقناة التلفزيونية الرسمية، والتي تعد بمثابة الوسيلة الإعلامية الناطقة بلسان الحزب الشيوعي الحاكم.
وفي حين لم تكشف الجامعة الصينية لكرة القدم بصراحة عن مقاصده من التدريب العسكري للاعبين، الا أن صحيفة "بيجينغ إيفنينغ نيوز" أشارت الى أنه "في عدد من المباريات التحضيرية السابقة، تم توجيه الانتقاد الى عدد من لاعبي المنتخب على خلفية عدم بذلهم الجهد المطلوب، وعدم تمتعهم بحس الفخر الوطني".
أما صحيفة "بيجينغ يوث دايلي" فنقلت عن الاتحاد المحلي للعبة، أن هذه المعسكرات هدفها "تقوية اللاعبين الشبان أيديولوجيا".
وعمل الرئيس الصيني شي جينبينغ على تعزيز حضور الحزب الشيوعي الحاكم منذ عام 1949، في مختلف مناحي الحياة في الصين، ما دفع الى إجراء مقارنات بينه وبين الزعيم التاريخي ماو تسي تونغ. وقامت الإدارات الحكومية والشركات والمنظمات في مختلف أنحاء البلاد، بالمساهمة من خلال عقد جلسات تلقين على القيم الماركسية و"أفكار شي جينبينغ".
ووجه مشجعون صينيون انتقادات للاتحاد، معتبرين أنه يقدم السياسة على لعبة كرة القدم عبر إبعاد عشرات اللاعبين عن المباريات في القسم الأخير من الموسم، ونقلهم الى الثكنات العسكرية للخضوع للتدريبات.
وانتشرت على مواقع التواصل صور للاعبين الشبان يرتدون ملابس عسكرية ويجلسون في غرفة بيضاء اثناء متابعتهم مباراة المنتخب الوطني الصيني للشبان مع المنتخب الهندي، انتهت بالتعادل السلبي. وتصدرت الغرفة لافتة حمراء تحض اللاعبين على أن يكونوا مواطنين محترمين.
ولم يعلق مارتشيلو ليبي، المدرب الإيطالي للمنتخب الصيني، على مشاركة اللاعبين في المعسكرات. وستكون آخر مهمة للمدرب المتوج مع منتخب بلاده بلقب مونديال 2006 في ألمانيا، قيادة المنتخب الأحمر في كأس آسيا 2019 في الإمارات، قبل أن ينفذ رغبته المعلنة بالعودة لبلاده.
وكان التعاقد مع ليبي (70 عاما) عام 2016، من ضمن السعي لتطوير أداء المنتخب وكرة القدم الصينية عموما، في تعاقد شمل منحه راتبا سنوي يعد من الأعلى عالميا (تقدره تقارير صحافية بـ28 مليون دولار).
وحقق المنتخب فوزا يتيما في مبارياته الخمس الأخيرة، ويحتل المركز 76 فقط في تصنيف الاتحاد الدولي للعبة (فيفا).