يأمل برشلونة وريال مدريد، عملاقا البطولة الإسبانية لكرة القدم في تفادي أزمة حقيقية وتحقيق الفوز الأول منذ قرابة الشهر، ويتجدد مسعاهما للخروج من هذه الدوامة عندما يستقبل الأول أشبيلية المتصدر السبت والثاني ليفانتي صاحب المركز الحادي عشر.
لم تكن بداية "الليغا" متوقعة لكثيرين في جميع أنحاء العالم، برشلونة حامل اللقب والذي عزز صفوفه جيدا الصيف الماضي، يعجز عن تحقيق أي فوز في آخر أربع مباريات بعد بداية نارية (4 انتصارات)، فتراجع إلى المركز الثاني بفارق نقطة عن إشبيلية.
أما ريال مدريد، بطل أوروبا في السنوات الثلاث الأخيرة، فلا يزال يدفع ثمن رحيل هدافه البرتغالي كريستيانو رونالدو إلى يوفنتوس الإيطالي مقابل حوالي 100 مليون أورو ومدربه الفرنسي زين الدين زيدان، فلم يفز في آخر ثلاث مباريات وتراجع إلى المركز الرابع بفارق نقطتين عن المتصدر.
اللافت في تراجع نتائج قطبي البطولة بروز أسماء جديدة. وسيكون ألافيس المتواضع قادرا على تسلق الصدارة مؤقتا عندما يحل على سلطا فيغو العاشر اليوم الجمعة في افتتاح منافسات الدورة، وذلك بعد فترة التوقف الدولية التي شهدت خسارة إسبانيا أمام انجلترا 2-3 في عصبة الأمم الأوروبية.
لكن كل الأعين ستتركز السبت على مباراة برشلونة مع إشبيلية في ملعب "كامب نو". فبعد بداية سيئة حقق فيها فوزا يتيما في أربع مباريات، انتفض الفريق الأندلسي وخطف أربعة انتصارات متتالية وضعته في الصدارة. وفي طريقه حقق فوزا رائعا على ريال مدريد بثلاثية نظيفة في ظل تالق مهاجمه البرتغالي أندري سيلفا والفرنسي وسانم بن يدر بإدارة المدرب بابلو ماتشين.
بيد ان الفوز الأخير لأشبيلية على برشلونة في البطولة يعود إلى العام 2015، وقد سقط أمام "بلاوغرانا" بخماسية نظيفة موجعة في نهائي الكأس في أبريل الماضي، ومجددا في افتتاح الموسم الحالي في مدينة طنجة ضمن مباراة الكأس السوبر (2-1).
ويمتلك الفريقان أفضل هجوم في البطولة، بيد أن برشلونة يعاني دفاعيا خصوصا من ناحية إصابات الفرنسي صامويل أومتيتي (ركبة)، البلجيكي طوماس فرمايلن (ساق يمنى) وسيرجي روبرطو (عضلات الفخذ).
واكتفى برشلونة هذا الموسم بالحفاظ على نظافة شباكه ثلاث مرات في 11 مباراة في مختلف المسابقات ضد آلافيس، بلد الوليد وأيندهوفن الهولندي.
وحصد الفريق الكاطالوني ثلاث نقاط فقط في آخر أربع مباريات (3 تعادلات وخسارة)، ما رفع منسوب الضغط على مدربه أرنستو فالفيردي الذي يحارب أيضا على جبهة عصبة أبطال أوروبا. ويعاب على فالفيردي عدم استفادته من لاعبيه الجدد، خصوصا الشيلي أرتورو فيدال الغاضب لجلوسه على مقاعد البدلاء والبرازيلي الشاب مالكوم القادم من بوردو الفرنسي.
و يقف نجم برشلونة الأرجنتيني ليونيل ميسي ورفاقه أمام أسبوع صاخب، فبعد إشبيلية، يواجه انتر الإيطالي في عصبة أبطال أوروبا قبل "كلاسيكو" ريال مدريد المنتظر في 28 من الشهر الجاري.
وحذر خواكين كاباروس المدير الرياضي لإشبيلية من إغضاب ميسي الذي اختير أفضل لاعب في البطولة في شتنبر لتسجيله ثلاثة أهداف وأربعة تمريرات حاسمة "ميسي مثل الأسد. الأسد يحب المداعبة ولن يعضك حتى لو وضعت يدك في فمه. لكن إذا لمست مخالبه يمكن للأسد أن ينتزع رأسك".
على الطرف المدريدي، تبدو المشكة هجومية أكثر، فلم ينجح الملكي بهز شباك خصومه في آخر 6 ساعات و49 دقيقة، وهي اسوأ سلسلة منذ عام 1985!
وسيكون المدرب جولن لوبيتيغي أمام مهمة إيقاف لاعبي ليفانتي المعروفين بهجماتهم المرتدة السريعة.
وأشارت الصحف الإسبانية أن مصير لوبيتيغي لن يتقرر في المستقبل القريب قبل مواجهة برشلونة في الكلاسيكو. لكن أي دعسة ناقصة إضافية ستؤدي إلى عاصفة في أروقة "سانتياغو برنابيو". والعلامة الإيجابية الوحيدة في مسار الفريق الأبيض تمثلت بتعافي بعض لاعبيه من الإصابة على غرار لاعب الوسط إيسكو.
لكن الصحف الإيطالية ذكرت أن ريال مدريد بدء محادثات مع أنطونيو كونطي المقال من تشلسي الإنجليزي لخلافة لوبيتيغي، فيما ذكرت "دياريو أس" الإسبانية الأسبوع الماضي أن لاعب وسط السابق الأرجنتيني سانتياغو سولاري مدرب الفريق الرديف لريال من بين الخيارات، وتردد اسما الدنماركي ميكايل لاودروب والفرنسي لوران بلان.
لكن لوبيتيغي الذي ذكرت تقارير عن امتعاض لاعبيه الكرواتي لوكا مودريتش، الألماني طوني كروس، الحارس البلجيكي تيبو كورتوا والويلزي غاريث بيل من خططه، أعرب عن عدم قلقه من الحديث عن إقالته "كل مباراة بمثابة النهائي بالنسبة لي... لا نحلل ما يقوله الناس، بل ننظر إلى ما نقوم به كل يوم من أجل التحسن".
وفي ظل المنافسة القوية على الصدارة، حيث يبتعد اشبيلية المتصدر عن ايبار الثاني عشر بفارق ست نقاط فقط، يبحث أتلتكيو مدريد الثالث بفارق الأهداف عن برشلونة عن الاستفادة وتسلق الصدارة، لدى حلوله على فياريال السادس عشر والخارج من خسارتين تواليا.