يجهد حارس المرمى الألماني مانويل نوير هذا الموسم لاستعادة بريقه وتثبيت حضوره بين الخشبات الثلاث، بعدما تصدر قائمة الإحصائيات الخاصة بأفضل حراس المرمى، نسبة الى تصديه للكرات وحضوره المؤثر في عرين منتخب ألمانيا وناديه بايرن ميونيخ.
إلا ان أحوال الحارس تبدو في مسيرة تنازلية بعد عودته من الإصابة مباشرة قبل مونديال روسيا الصيف الماضي، وهو تسبب السبت في أحد الأهداف الثلاثة (الأول) التي دخلت شباكه في المباراة مع هولندا في دوري الأمم الأوروبية، والتي انتهت بثلاثية برتقالية نظيفة.
لكن مدرب المنتخب الألماني يواكيم لوف لا يشك في مؤهلات حارس مرماه، وهو أعلن الإثنين أن نوير سيكون أساسيا مساء الثلاثاء في المباراة مع فرنسا بطلة العالم في الجولة الثالثة من المسابقة الأوروبية الجديدة.
واعتبر القائد السابق للمانشافت لوثار ماتيوس، صاحب الرقم القياسي في عدد المباريات الدولية مع المنتخب الألماني (150 مباراة)، أن نوير "لا يتمتع في الوقت الحالي بمستواه المعهود والأمان اللذين كان يتميز بهما قبل تعرضه للإصابة"، مضيفا "مارك-أندريه تير شتيغن يقدم أفضل مستوياته العالمية منذ أعوام مع (فريقه) برشلونة (الإسباني)، وأعتقد أنه كان يستحق منذ وقت طويل اعتماده حارسا أساسيا للمنتخب في مباراة مهمة، حتى عندما يكون نوير جاهزا".
غارق في أزمة بايرن ميونيخ
بعد وقوعه ضحية الإصابة بكسر في ساقه في نيسان/أبريل 2017، لم يعد حارس مرمى بايرن ميونيخ الى الملاعب الا في حزيران/يونيو 2018. الا ان لوف حفظ له مكانا. فقد اعتمده خيارا أول في مونديال روسيا على رغم عدم خوضه اي مباراة رسمية مع المنتخب منذ 10 اشهر، على حساب تير شتيغن الذي لمع نجمه في العرين الألماني لمدة سنة.
عن عمر 32 عاما، لا يبدو نوير خارج دائرة الأزمة التي تحيط بفريقه بايرن ميونيخ، الذي يمر في حالة انعدام وزن إثر هزيمتين متتاليتين في الدوري وسلسلة من أربع مباريات لم يحقق فيها الفوز.
ارقام الإحصاءات الخاصة به في عد تنازلي، فقد اعتاد نيل علامة 80% في التصدي للكرات، لكنها انخفضت الى 57,9%. وهذا ما وضعه في المرتبة 16 بين حراس المرمى الـ 18 (الأساسيون) في "البوندسليغا".
هو الذي اعتبر الأفضل بين حراس المرمى في العالم بين 2013 و2016 بحسب تصنيف الاتحاد الدولي للاعبين المحترفين، بلغ أيضا اللائحة القصيرة للحراس الخمسة الأفضل في 2017. لكنه غاب عن اللائحة تماما في 2018، وهي السنة التي شهدت دخول تير شتيغن اللائحة المذكورة.
أداؤه الأخير، السبت الماضي في المباراة أمام هولندا في ملعب "يوهان كرويف أرينا" في العاصمة أمستردام، يؤكد معاناته.
تردده في الخروج لقطع الكرة في الدقيقة 30، سمح لمدافع ليفربول الإنكليزي القائد فيرجيل فان دايك افتتاح التسجيل لهولندا برأسية مباشرة الى قلب المرمى، متابعا كرة ارتدت من العارضة إثر رأسية من راين بابل الذي طار لركلة ركنية نفذها ممفيس ديباي من اليمين. بعدها تلقت الشباك الألمانية هدفين في نهاية المباراة (87 و90+3 من هجمتين برتقاليتين مرتدتين).
واعترف لوف قائلا "نعم، أتحمل جزءا من المسؤولية"، مضيفا "كانت كرة مباشرة باتجاه المرمى، وكانت صعبة للغاية علي لجهة الخروج والتصدي لها. هناك لعبت بالرأس مرتين، لذا أعتقد ان أحد المدافعين ايضا يتحمل قسما من الخطأ كما حصل معي".
ولم يسلم نوير من انتقادات حارس المرمى الدولي السابق أوليفر كان الذي قال في تعليقاته للتلفزيون الألماني "عندما يخرج الحارس من عرينه، لا بد له من التصدي للكرة أو إبعادها على الأقل، وهذه قاعدة غير مكتوبة. اذا لا يستطيع القيام ذلك، فلا داعي لخروجه من مرماه".
بالنسبة للوف، يبقى نوير جزء أساسي من العمود الفقري لـ"لاعبي الخبرة"، المتوجين ابطالا للعالم في 2014 بالبرازيل، والذين عليهم توجيه جيل اللاعبين الشبان للمشاركة في كأس أوروبا 2020، مع ماتس هاملس، جيروم بواتنغ، طوني كروس، وتوماس مولر.