بعد الخسارة المذلة أمام هولندا بثلاثية نظيفة في عصبة الأمم الأوروبية، بلغ مدرب ألمانيا يواكيم لوف والجيل القديم المتوج بطلا للعالم الحضيض وبات مطالبا برد فعل وانجاز في مواجهة فرنسا بطلة العالم الثلاثاء.
وكان الجميع يتوقع أن ينتفض المنتخب الألماني بعد الخروج بخفي حنين من الدور الأول لمونديال روسيا لكن الأمور ازدادت سوءا وتجلت أمام هولندا التي ألحقت أقسى هزيمة بجارتها في تاريخ اللقاءات بين المنتخبين، ما دفع بصحيفة "فوكوس" الى القول "منذ كارثة المونديال، لا شيء يتحسن"..."سيظل 2018 عام كارثة الكرة الألمانية نهائيا(...) النقاش سيفتح مجددا"، معتبرة بأن المنتخب الالماني يعيش كابوس كأس العالم من مباراة الى اخرى.
وكما في المونديال، سنحت لألمانيا فرص عدة للتسجيل لكن لاعبيها فشلوا في ايجاد الطريق نحو المرمى، وتكرر سيناريو خسارة المواجهات الفردية واضاعة الكرات ما جعل مرمى الحارس مانويل نوير عرضة لخطر دائم. وكما في المونديال، استغل مهاجمو المنتخبات المنافسة مساحات شاسعة في خط الدفاع الألماني ليدكوا شباكه بالأهداف.
ولخص مدرب المنتخب لوف هذا الأمر بقوله "نشعر في هذه اللحظة بأننا لا نملك الثقة بالنفس التي كانت سلاحا بارزا لنا. عندما ت منى شباكنا بالأهداف، نفقد البوصلة، هذا لم يكن يحدث لنا قبل أشهر عدة".
لكن السؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح، هل لا يزال لوف الرجل المناسب لقيادة دفة المنتخب بعد 12 عاما على تسلمه منصبه؟
وفي هذا الاطار، تبدو صحيفة "بيلد" الواسعة الانتشار في طليعة المطالبين بإقالة لوف ووجهت له انتقادات لاذعة بقولها "لا وجود لجرأة مبتكرة، لأفكار في اللعب، لا فعالية أمام المرمى. قام (المدرب) بإشراك مهاجم شالكه أوث الذي لم يسجل أي هدف هذا الموسم، وترك الجناحين الرائعين ساني وبراندت على مقاعد اللاعبين الاحتياط".
وتعيب "بيلد" على لوف وفاءه للاعبيه القدامى الذي توج معهم أبطالا للعالم في البرازيل عام 2014.
واعترف لوف الذي بدا محبطا بعد المباراة في تصريحات للتلفزيون الالماني بأن النقاش حول مستقبله "أمر طبيعي...بطبيعة الحال توقعت حصول هذا الأمر. يتعين علي التعايش مع ذلك عندما نلعب بهذه الطريقة".
ووجه حارس مرمى وقائد ألمانيا السابق أوليفر كان الذي يعمل معلقا حاليا، اللوم الى الرعيل القديم من اللاعبين بقوله "يتعين على اللاعبين البارزين قيادة المجموعة وتحمل مسؤولياتهم، وعندما لا يقومون بذلك يختل توازن الفريق".
وكان لسان حال لوف مماثلا بقوله "في الدقائق العشر الاخيرة، كان يتعين على اللاعبين تحمل مسؤولياتهم وليس الركض كالمجانين في كل انحاء الملعب. هذه الخسارة المريرة هي من صنيعنا".
ففي المباراة ضد هولندا، يتحمل الحارس مانويل نوير نوعا ما خطأ الهدف الأول بتوقيع مدافع ليفربول فيرجيل فان دايك، أما زميله في بايرن ميونيخ جيروم بواطنغ فكان سيئا للغاية، في حين تميز زميله الآخر طوماس مولر بالرعونة امام المرمى، وظهر طوني كروس بصورة باهتة.
واعتبر لوف بأنه يتعين على فريقه استخلاص العبر قبل المواجهة الحاسمة ضد فرنسا في عصبة الأمم الأوروبية الثلاثاء "يجب على كل لاعب اظهار شخصيته ضد فرنسا".
لكن السؤال الذي يطرح نفسه هل سيقوم لوف بالتضحية ببعض الركائز لصالح الشبان؟ قلة تراهن على ذلك. فقد ردد المدرب السبت بعد المباراة النغمة ذاتها بقوله "لطالما قلت بأنه يجب ايجاد التوازن بين الخبرة والشباب. صحيح ان الشبان حققوا اضافة عندما دخلوا لكنهم لا يتمتعون في الوقت الحالي بالنوعية الكافية ليكونوا في الذروة، ويجب عدم انتظار المعجزات منهم. فيرنر، براندت، ساني أو نابري يحتاجون الى المزيد من الوقت".
هذا ما قاله في مونديال روسيا 2018 والجميع يعرف ما حصل.