كنا نعتقد أن المدرب والناخب الوطني هيرفي رونار ما اضطر للزج بالرائع أشرف حكيمي في الرواق الأيسر وتتبيث نبيل درار في الوراق الأيمن، لمدة طويلة إلا لأن حمزة منديل غيبته إصابة خطيرة عرضته للجراحة وبالتالي فرضت عليه غيابا طويلا عن الملاعب، وما واصل الإعتماد على اللاعبين معا في ذات التوظيفين، إلا لأن حمزة منديل مع عودته من الإصابة لم يتمكن من استرجاع رسميته مع ناديه ليل، وهو ما أضعف تنافسيته.
إلا أنه مع انتقال منديل للبطولة الألمانية وانضمامه لنادي شالك وقبضه على الرسمية، تصورنا أن رونار سيعيد منديل إلى الرواق الأيسر ويسمح أخيرا لحكيمي بأن يشغل المركز الذي يجيد فيه أكثر من غيره، بخاصة مع تراجع أداء نبيل درار نتيجة لغيابه الطويل عن التشكيل الأساسي لفنرباتشي التركي بسبب خلافات مع مدربه، إلا ان رونار أصر على إبقاء الصورة كما هي في مباراة الأمس أمام جزر القمر، ما تسبب في وجع كبير للفريق الوطني وألحق تشوهات كثيرة بمنظومة اللعب انضافت للتشوهات التي تسبب فيها غياب عناصر الثقل في الوسطين الدفاعي والهجومي.
ومع المعاناة الكبيرة التي استشعرها نبيل درار في حضور رقم 7 القمري، فايز سليماني أفضل لاعب في المباراة، سيلجأ رونار لخيار العقل في الجولة الثانية، إذ عوض درار بحمزة منديل، ليعود حكيمي للرواق الايمن وتعود الحياة لهذا الرواق.
فكيف لا يثق رونار بمنديل وهو الذي بات يلعب أساسيا في البطولة الألمانية؟
أم أن الأمر لا يتعلق بالثقة في منديل وإنما بالتعاطف المطلق مع درار؟
أيا كان الأمر، فرونار أعلم الناس بأنه لا مكان للعواطف في كرة القدم.