أظهر المنتخب الألماني الجريح بوادر إيجابية في ظهوره الأول بعد خيبة الخروج المذل من الدور الأول لمونديال روسيا 2018، لكن دون أن يسقط ضيفه الفرنسي من عليائه بعدما اكتفى بالتعادل معه صفر-صفر الخميس في ميونيخ، وذلك في مستهل منافسات المستوى الأول من النسخة الأولى لعصبة الأمم الأوروبية.
وخاض المنتخبان هذه المباراة ضمن منافسات المجموعة الأولى التي تضم أيضا هولندا، في ظروف متناقضة تماما إذ تنازل الألمان عن لقبهم العالمي بالخروج المخيب من الدور الأول للمونديال، فيما توج الفرنسيون بلقبهم العالمي الثاني بعد فوزهم في النهائي على كرواتيا 4-2.
وجاء افتتاح منافسات المستوى الأول من هذه المسابقة التي ستقام على مدى أشهر ويستعيض بها الاتحاد القاري عن غالبية المباريات الودية، بين منتخبين من العيار الثقيل لكل منهما حساباته: فرنسا المتوجة بقيادة المدرب ديديي ديشان في يوليوز، وجدت نفسها أمام تحدي إثبات الجدارة أمام منتخب أحرز اللقب العالمي عام 2014 بقيادة المدرب يواكيم لوف، وخيب الآمال في روسيا بالخروج المبكر دون أن يؤثر ذلك على مستقبل مدربه الذي بقي في منصبه لقيادة عملية إعادة البناء.
وعلى غرار مشوارها في المونديال الروسي، اعتمدت فرنسا على الصلابة الدفاعية وكانت الطرف الأفضل لاسيما في الشوط الأول، قبل أن يجد الألمان الثقة بأنفسهم في الثاني وكانوا أقرب الى خطف الفوز لولا تألق الحارس الفونس اريولا.
ورغم التعادل بين جماهيرهم، أظهر "مانشافت" أنه قادر على استعادة ثقته بسرعة وأن يضع خلفه الجدل والانتقادات التي رافقت مشاركته في النهائيات العالمية والهزيمتين اللتين مني بهما أمام المكسيك وكوريا الجنوبية (مقابل فوز على السويد).
وتأمل ألمانيا تأكيد الصحوة عندما تلتقي البيرو وديا الأحد على أرضها، فيما ستكون فرنسا أمام اختبار كبير أخر الأحد أيضا ضد هولندا في الجولة الثانية لكن هذه المرة على أرضها في "سطاد دو فرانس" في باريس في ظهورها الأول كبطلة للعالم بين جماهيرها.
- فرنسا بنفس تشكيلة نهائي المونديال -
وبدأ ديشان اللقاء باشراك نفس التشكيلة التي خاضت نهائي مونديال روسيا في 15 تموز/يوليو على ملعب "لوجنيكي" في موسكو، باستثناء الحارس هوغو لوريس الذي غاب عن اللقاء بسبب الاصابة وناب عنه اريولا الذي خاض مباراته الأولى مع "الديوك"، مستفيدا ايضا من إصابة الحارس الثاني ستيف مانداندا.
مدرب منتخب المانيا يواكيم لوف خلال المباراة الأولى لفريقه في دوري الامم الاوروبية ضد فرنسا، ميونيخ في 6 ايلول/سبتمبر 2018
وباستثناء غياب سامي خضيرة بعد استبعاده عن تشكيلة، ومسعود أوزيل الذي قرر الاعتزال دوليا بسبب المعاملة "العنصرية" التي قال أنه شعر بها على خلفية الجدل الكبير الذي أثير حول صورته وزميله إلكاي غوندوغان مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، كانت التشكيلة الألمانية الأولى من بعد خيبة الخروج من الدور الأول للمونديال، دون مفاجآت أو جديد.
وبدأ يواكيم لوف باشراك لاعبين مثل توماس مولر وماركو رويس وتيمو فيرنر وتوني كروس والحارس مانويل نوير وماتس هوميلس وجيروم بواتنغ وانتونيو روديغر، فيما بقي لوروا ساني، العائد الى التشكيلة بعد استبعاده عن تشكيلة المونديال، على مقاعد البدلاء الى جانب غوندوغان الذي استدعي رغم الجدل الذي تسببت به صورته مع أردوغان والتشكيك بولائه الى ألمانيا.
والمفاجأة أن لوف قرر اشراك روديغر في مركز الظهير الأيسر عوضا عن قلب الدفاع، مفضلا اياه على نيكو شولتس، فيما منح ماتياس غينتر مهمة اللعب أمام خط الدفاع على الرغم أن مركزه الأساسي هو قلب الدفاع.
ولم يقدم الفريقان أي شيء يذكر في نصف الساعة الأول من مواجهتهما "الرسمية" الأولى منذ نصف نهائي كأس أوروبا 2016 حين ثأرت فرنسا لخسارتها في ربع نهائي مونديال 2014 (صفر-1)، بالفوز 2-صفر بهدفي أنطوان غريزمان قبل أن تخسر نهائي المسابقة بين جماهيرها أمام البرتغال.
وانتظر جمهور "اليانز ارينا" حتى الدقيقة 36 لرؤية الفرصة الحقيقية الأولى وكانت فرنسية برأسية لأوليفييه جيرو لكن نوير تألق وأنقذ الموقف، ثم تدخل دون صعوبة للوقوف في وجه ركلة حرة نفذها كيليان مبابي (43).
وانتهى الشوط الأول بالتعادل السلبي رغم السيطرة الألمانية النسبية والفرص الخطيرة لفرنسا في دقائقه الأخيرة والتي استمرت في بداية الشوط الثاني بتسديدة لغريزمان صدها نوير على دفعتين (49).
وانتظر الألمان حتى الدقيقة 65 لتهديد مرمى اريولا لكن الأخير تألق بصد محاولة لرويس الذي أيقظ منتخب بلاده، فأتبع هذه الفرصة بأخرى خطيرة جدا لهوميلس صدها حارس باريس سان جرمان (72)، ثم كرر الأمر بوجه تسديدة "قوسية" رائعة لمولر من خارج المنطقة، ومحاولة رأسية لغينتر (75).
ورغم توالي التبديلات التي طالت غوندوغان وساني من الناحية الألمانية، بقيت النتيجة على حالها حتى صافرة النهاية.